التمديد لقائد الجيش...خلاف متجدد مع استمرار الفراغ الرئاسي
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
كتب يوسف دياب في" الشرق الاوسط": تبدو مهلة الأربعة أشهر قبل موعد إحالة قائد الجيش اللبناني، العماد جوزاف عون، إلى التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل، بعيدة ومريحة نسبياً، للبحث في خيارات ملء هذا الموقع الحساس، لكنها في الحسابات السياسية ضاغطة، مما دفع بعض القوى إلى طرح التمديد مرة أخرى لولاية عون وقادة الأجهزة الأمنية الأخرى على الطاولة، حتى لا يصل الأمر إلى الوقت القاتل الذي يُدخل قيادة الجيش والمؤسسات الأمنية في فراغ يصعب ملؤه بالإنابة.
وبين هذه الخيارات أن تتخذ الحكومة قراراً بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، والمدير العام للأمن العام بالوكالة اللواء الياس البيسري، إلا إن هذا الأمر دونه عقبات سياسية. ورأى مصدر وزاري أن الحكومة «ليست بوارد فتح معركة جديدة، خصوصاً مع المسيحيين، ما دام المجلس النيابي قادراً على إنجاز هذه المهمّة».
وقال المصدر لـ«الشرق الأوسط» إن التمديد لقائد الجيش «يحتاج إلى اقتراح يقدّمه وزير الدفاع موريس سليم، والأخير لن يقدم على هذه الخطوة لسببين؛ الأول: خلافه المستحكم مع قائد الجيش، والثاني رفض رئيس التيار (الوطني الحرّ) النائب جبران باسيل هذا التمديد، باعتبار أن جوزاف عون لا يزال مرشحاً رئاسياً والتمديد له على رأس المؤسسة العسكرية يعزز فرص وصوله إلى الرئاسة».
ترددت معلومات مفادها بأن باسيل «لا يمانع التمديد لقائد الجيش هذه المرّة بخلاف المرة السابقة، حتى لا يتسلّم رئيس الأركان اللواء حسّان عودة (درزي) هذا المنصب»، إلا إن مصدراً في «التيار» أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن الأخير «لديه موقف مبدئي يتصل بانتظام عمل المؤسسات، وأن مؤسسة الجيش لا تقف عند شخص واحد».
وأكد المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن «المسألة لم تبحث بشكل جدّي من قبل قيادة (التيار)، ولا نزال عند الطرح الذي قدمناه قبل التمديد السابق بأنه في حال غياب القائد يتولّى رئيس الأركان مهمته، وفي حال عدم وجود رئيس أركان يتولى المسؤولية الضابط الأعلى درجة في المجلس العسكري». لكنّ المصدر استطرد قائلاً: «في حال حصل توافق سياسي كامل على تعيين قائد جديد للجيش ومجلس عسكري ضمن سلّة واحدة، فإن (التيار) لا يمانع، ومستعدّ ليشارك وزراؤه في مجلس الوزراء من أجل إقرار هذا التعيين»، لافتاً إلى أن «الوضع الاستثنائي، والخطر الإسرائيلي الذي يهدد الجنوب وكلّ لبنان، يفرضان مثل هذا التوافق السياسي على تعيينات على هذا المستوى».
وأوضح مصدر متابع لهذا الملف أن «رئيس (التيار) يسعى بكل الطرق لقطع الطريق على التمديد للعماد جوزاف عون مرة جديدة». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن باسيل «قد يترك الأمور حتى الساعات الأخيرة من ولاية العماد عون ويطلب من وزير الدفاع (موريس سليم) توقيع مرسوم تعيين رئيس الأركان الجديد اللواء حسّان عودة ليحلّ مكان القائد»، لكن المصدر نفسه لفت إلى أن رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» السابق، وليد جنبلاط، «أبلغ من يعنيهم الأمر بأنه يرفض تسلّم رئيس الأركان مهام قائد الجيش».
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش رئیس الأرکان قائد الجیش جوزاف عون
إقرأ أيضاً:
استقالات تهز قيادة جيش الاحتلال: رئيس الأركان وقائد القيادة الجنوبية
تعيش إسرائيل حالة من الاضطراب والتوتربسبب استقالات جيش الاحتلال فبعد أن أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هيرتسي هاليفي، تقديم استقالته اليوم، لم تمضي ساعات حتى أعلن قائد القيادة الجنوبية في جيش الاحتلال، يارون فينكلمان، استقالته هو الآخر، ونشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن قائدي سلاحي الجو والبحرية في الجيش على وشك الاستقالة من منصبيهما.
هاليفي: فشل السابع من أكتوبر مسؤوليتناوفي بيان استقالته من جيش الاحتلال، صرّح هاليفي: «أبلغت وزير الدفاع أنني، انطلاقًا من إدراكي لمسؤوليتي عن فشل الجيش الإسرائيلي في السابع من أكتوبر، وفي ظل الإنجازات العسكرية المحققة، ومع انشغالنا بتنفيذ اتفاق لتحرير الأسرى، أطلب إنهاء مهامي في 6 مارس 2025»، وأضاف أنه سيستغل الفترة المتبقية لاستكمال التحقيقات الجارية وتعزيز جاهزية الجيش لمواجهة التحديات الأمنية، مع التعهّد بنقل القيادة بشكل مُنظم إلى خلفه، حسب ما نشرته هيئة البث الإسرائيلية.
الفشل محفور مدى الحياهو علي خطي هاليفي أعلن قائد القيادة الجنوبية ، يارون فينكلمان، استقالته بشكل رسمي من جيش الاحتلال ، مبررًا قراره بتحمله مسؤولية إخفاقات الجيش في الفترة التي سبقت هجوم 7 أكتوبر، وقال في بيان استقالته: «لقد فشلت في أداء واجبي بحماية النقب الغربي وسكانه، وهذا الفشل محفور بداخلي مدى الحياة»، وأكد فينكلمان أن الجيش وقيادته يعملون منذ ذلك الحين على قيادة الحرب ضد حماس في غزة، مشددًا على ضرورة الاستمرار في ضرب العدو، واستعادة الأسرى، وإعادة الأمن لمستوطنات الغلاف.
الاستقالات ستزدادومن المتوقع أن الاستقالات ستجر أخرى داخل جيش الاحتلال، حيث نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية إن قائدي سلاحي الجو والبحرية في الجيش على وشك الاستقالة من منصبيهما، وبرز اسم مدير عام وزارة الدفاع، إيال زامير، رئيساً لأركان الجيش الإسرائيلي خلفاً لهاليفي.
دعوات المعارضة لتحمّل المسؤوليةو دعا زعيم المعارضة يائير لابيد حكومة نتنياهو إلى تقديم استقالتها على خلفية هذه التطورات، مثنيًا على قرار هاليفي واصفًا إياه بالخطوة الشجاعة وقال لابيد: «حان الوقت لتحمّل الحكومة المسؤولية والاستقالة بأكملها»، ومن جانبه، أصدر مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بيانًا أكد فيه تواصل الأخير مع هاليفي لتقديم الشكر له على خدمته، مع الإشارة إلى أنهما سيعقدان اجتماعًا خلال الأيام المقبلة حسب ما نشرته الصحيفة الإسرائيلية يديعوت أحرنوت.
تعليق بن غفير ونتنياهووعلّق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، الذي دخل إعلان استقالته حيز التنفيذ صباح اليوم، على استقالة هاليفي قائلًا «استقالة رئيس الأركان كانت متوقعة بغض النظر عن مسار الحرب» وأكد بن غفير أن استقالة رئيس الأركان هي موضع ترحيب وأترقب تعيين قائد أقوى وأكثر هجومية في منصبه لنتمكن من القضاء على حماس، و تضع هذه الاستقالات المتتالية جيش الاحتلال وحكومته أمام أزمة قيادة غير مسبوقة، في وقتٍ تتصاعد فيه التحديات الأمنية والسياسية داخل إسرائيل وخارجها.