وقفة مع ذكرى المولد النبوي الشريف
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
هذه المناسبة (ذكرى مولد رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله) مولد رسول الهدى والتقى فمولد المختار ومبعثه يعد من نعم الله، بل إن من أعظم النعم على البشرية، نعمة الهداية المتضمنة بكتابه الكريم وبالرسول (صلوات الله عليه وعلى آله)
يجب أن نفهم عظم نعمة الهداية، نعمة أن الله أرسل رسولا هو محمد (صلوات الله عليه وعلى آله)، وأنزل عليه هذا الكتاب وهو هذا القرآن نعمة كبيرة جداً ألا يستوجب علينا أن نشكر الله على ما من به علينا برسول يعلمنا الكتاب والحكمة ويزكينا !!
فالابتهاج والتفاعل والفرح بهذه المناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف استجابة إيمانية وتعبيرا أننا نقدر نعم الله علينا {وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} هذه هي من النعم، إنزال الكتاب بما فيه من حكمة، بما فيه من مواعظ، هي نعمة عظيمة.
{كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آَيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَـمْ تَكُونُوا تَعْلَـمُونَ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} يجب أن تكون نفوسنا متعلقة مع فضل الله تعترف لله بعظيم نعمته وتقدر نعم الله عليها وفي مقدمة هذه النعم نعمة الهداية التي كانت عن طريق الرسول والقرآن ومحمد هو رسول الهداية أرسله الله بالهدى ودين الحق فمثل هذه المناسبات العزيزة الإيمانية التي لها علاقة مهمة بديننا ونستفيد منها فيما يقربنا إلى الله تستحق منا الفرح والابتهاج والسرور نجعل منها محطةً سنويةً نتعلم منها الدروس لاكتساب الوعي، وعرفاناً بالنعمة، وشكراً لله وشحذ الهمم، واقتباس النور، وتعزيز الولاء للرسول وللرسالة، والتعبئة المعنوية ضد أعداء رسول الله، أعداء الحق، أعداء البشرية.
لقد أراد لنا أعداؤنا أن يشدّونا في مشاعرنا إلى مناسبات تافهة لا قيمة لها ولا أثر في واقع الأمة ويبعدونا عن مثل هذه المناسبات العظيمة ولكنهم فاشلون وخائبون وخاسرون.
إن يمن الأنصار يحتفلُ بهذه المناسبة العزيزة والذكرى الخالدة المجيدة إنما هو احتفاءٌ بنعمة الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى وتقديرٌ لفضلِ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَـى وشكرٌ لله على ما مَنَّ به على البشرية وعلى المسلمين حينما بعث فيهم رَسُــوْلاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكّيهم ويعلمُهم الكتابَ والحكمة. (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}إن يمن الإيمان وأحفاد الأنصار باحتفاله بهذه المناسبة يعبر عن هويته الإيمانية وعلاقته الوثيقة برسول الله نبي الرحمة والفلاح وعن محبته الصادقة وإعزازه وإعظامه لخاتم الأنبياء وسيد المرسلين وعن تقديره لنعمة الله تعالى بالرسول والرسالة والهداية كما كان ابتهاج وفرح أسلافه الأنصار بفضل الله جل شأنه عليهم يوم قدوم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهاجرا إليهم
عندما لم نتذكر نعم الله، ولم نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمه التي آتانا، ولم نتحمل المسؤولية التي حمَّلنا إياها نتذكر نعمة الهداية بكتابه ورسوله نقدرها حق قدرها يمكن أن ينالنا بسبب ذلك ما نال بنوا إسرائيل.
الاحتفال بهذه المناسبة فرح بفضل الله وبرحمته تقديرا لنعمة الله بإرسال الرسول رحمة للعالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}، فالاحتفال استجابة إيمانية حينما قال تعالى }وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا{ بعثه الله رحمة للعالمين، بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً، ليخرج الناس من الظلمات إلى النور و يستنقذهم من استعباد الطاغوت إلى عبادة الله الواحد الأحد، بعثه والناس في ضلال وفي حيرة، في فتنة قد استهوتهم الأهواء واستزلتهم الكبرياء واستخفتهم الجاهلية الجهلاء، حيارى في زلزال من الأمر، وبلاء من الجهل، فبلغ رسالات الله ، وأرسى دعائم الحق والعدل، وأزاح ظلمات الظلم والجهل، وغير بالهدى مسار التاريخ ليعيد البشرية إلى أحضان رسالة الله والعبودية لله
فمن أعظم مظاهر رحمة الله وتكريمه لعباده أن جعل لهم من نوره ما يكشف تضليل وأباطيل وخداع الظلاميين المضلين المخادعين, فكما جعل الشمس سراجاً وهاجاً منيراً كونياً تستفيد منه البشرية من نورها ودفئها وترى ما غطاه الظلام كما قال تعالى: {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا}جعل الرسالة والرسول نوراً للقلوب وكاشفاً لظلمات الضلال, منيراً بالهدى والحق والحقيقة كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً}.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دعاء وداع شهر رمضان .. تعرفوا عليه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
بالتزامن مع عيد الفطر المبارك وبين وداع شهرٍ عظيمٍ واستقبال فرحة العيد، تمتزج مشاعر المسلمين بين الحزن لانتهاء موسم الطاعة، والفرح بفضل الله وكرمه، حيث أكملنا شهرًا من الصيام والقيام والتضرع. هذه الليلة العظيمة هي وقت للدعاء والابتهال، وقت نسأل فيه الله أن يتقبل أعمالنا، وأن يكتبنا من المرحومين والمعتوقين من النار.
وفي هذه اللحظات المباركة، نرفع أيدينا إلى السماء وقلوبنا تفيض بندم وتوبة وأمل، ونهمس بدعاء يليق بخروج رمضان ودخول العيد.
دعاء وداع رمضان مكتوب ليلة عيد الفطر
اللهمَّ إنا في ليلةٍ عظيمة من لياليك، وفي وداع شهرٍ عزيزٍ من شهورك، نستودعك رمضان يا الله، نستودعك أيامه ولياليه، ساعاته ودقائقه، قرآنه وصيامه وقيامه، دعاءه ودمعه وتضرعه.
اللهمَّ لا تجعل هذا آخر عهدنا برمضان، وبلّغنا إياه أعوامًا مديدة، ونحن في صحة وإيمان وسلامة ورضا.
اللهمَّ اجعلنا من عتقائك في ختام هذا الشهر المبارك، ومن المقبولين فيه، ومن المغفور لهم، ومن المرحومين، اللهم تقبل صيامنا، وصلاتنا، وركوعنا وسجودنا، وتلاوتنا ودعاءنا، وقيامنا في لياليه، واجعلها حُجّةً لنا لا علينا يوم نلقاك.
دعاء الثبات بعد رمضان
اللهمَّ اجعلنا بعد رمضان خيرًا مما كنا فيه، ولا تجعلنا ممن يعود للغفلة والمعصية، واجعل قلوبنا معلقة بك حتى نلقاك، اللهم إنا نسألك الثبات على الطاعة بعد رمضان، وحب الخلوة بك، والصدق في التوبة، والإخلاص في العمل، والبركة في العمر والرزق.