كيف تقاتل داخل الأنفاق؟.. وثائق لحماس تكشف تكتيكات الحرب تحت الأرض
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية عن تفاصيل جديدة حول تكتيكات حركة حماس في بناء الأنفاق، يمكن أن تفسر الصعوبات التي يواجهها الجيش الإسرائيلي في تفكيك قدراتها العسكرية حتى الآن.
وقالت الصحيفة، إن التفاصيل ظهرت ضمن دليل إرشادات للحركة، ويعود تاريخه لعام 2019، عثرت عليه القوات الإسرائيلية أثناء حرب غزة الحالية، واستعرضته الصحيفة الأمريكية.
وبينت الصحيفة، أن الدليل يصف بدقة التحضير لعملية عسكرية تحت الأرض، يمكنها الصمود أثناء الحروب الطويلة، وإبطاء القوات البرية الإسرائيلية داخل الأنفاق المظلمة.
وتساعد الوثائق، التي وضعت قبل وقت طويل من هجوم الحركة في السابع من أكتوبر على إسرائيل، إلى جانب مقابلات مع خبراء وقادة إسرائيليين تحدثت معهم الصحيفة، في تفسير سبب كفاح إسرائيل، بعد مرور ما يقرب من عام على الحرب، في تحقيق هدفها المتمثل في تفكيك حماس، وفق تقرير الصحيفة.
وقالت الصحيفة، إن دليل القتال تحت الأرض يتضمن على تعليمات بشأن كيفية إخفاء مداخل الأنفاق، وتحديد موقعها باستخدام البوصلات أو نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، والدخول بسرعة والتحرك بكفاءة.
ويصف بتفاصيل دقيقة كيفية تنقل المسلحين في الظلام، والتحرك خلسة، وإطلاق الأسلحة الآلية في الأماكن الضيقة لتحقيق أقصى قدر من الفتك.
وجاء في وثيقة أنه "أثناء التحرك في الظلام داخل النفق، يحتاج المقاتل إلى نظارات رؤية ليلية مزودة بالأشعة تحت الحمراء"، وتشير إلى أنه خلال التحرك في الممرات الضيقة في الظلام، يجب أن يضع المسلح يدا على الحائط والأخرى على المسلح أمامه.
وتلقى القادة الميدانيون أيضا تعليمات بتحديد الوقت الذي يستغرقه المسلحون تحت إمرتهم للتنقل بين نقاط مختلفة تحت الأرض، بالثانية، كما تروي الصحيفة.
وتشير الوثائق إلى الأبواب المقاومة للانفجار في الأنفاق للحماية من القنابل والجنود الإسرائيليين. وتظهر وثيقة أنه قبل عام واحد فقط من مهاجمة إسرائيل، وافق يحيى السنوار، قائد حماس في قطاع غزة، على إنفاق 225 ألف دولار لتثبيت أبواب مقاومة للانفجار لحماية شبكة الأنفاق من الغارات الجوية والهجمات البرية، كما زعمت نيويورك تايمز.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الإسرائيليين أمضوا سنوات في البحث عن الأنفاق وتفكيكها، لكن وفق مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى تحدث لها، لم يكن تقييم شبكة الأنفاق أولوية، لأن حدوث عملية غزو وحرب شاملة لم يكن مرجحا.
وكان المسؤولون الإسرائيليون يعرفون، قبل الحرب، أن حماس لديها شبكة أنفاق واسعة النطاق، لكنها أثبتت أنها أكثر تطورا واتساعا مما توقعوا، والآن بات المسؤولون يدركون أن حماس كانت تستعد لمثل هذه المواجهة، بحسب التقرير.
ويقول الخبراء إنه لولا الأنفاق، لما كانت حماس قادرة على الصمود في وجه الجيش الإسرائيلي المتفوق عليها بكثير.
وفي بداية الحرب، قدر المسؤولون أن شبكة الأنفاق تمتد لنحو 400 كليومتر، والآن يعتقدون أن طولها أكثر من ضعف هذا الرقم، حيث يواصل الجيش اكتشاف أنفاق جديدة.
وأوضحت، أن حماس استخدمت الأنفاق لشن هجمات خاطفة فوق الأرض، والاختباء من القوات الإسرائيلية وتفجير القنابل عن بعد، وفقا لمسؤولين عسكريين إسرائيليين، ومراجعة لصور ومقاطع فيديو من ساحات المعارك.
وبينت الصحيفة، أن هذه المناورات أدت إلى إبطاء هجوم إسرائيل، لكن جيشها ما زال يفتك بحماس، ويطرد مسلحيها من معاقلها، ويجبرها على التخلي عن مساحات شاسعة من شبكة الأنفاق التي استثمرت الكثير لبنائها.
وقال متحدث عسكري، إن "حماس تختبئ في الأنفاق وتدير الكثير من القتال من هناك، مما يطيل أمد الحرب".
ونقلت عن تامير هايمان، رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي السابق قوله، "إن استراتيجية حماس القتالية تعتمد على تكتيكات تحت الأرض. وهذا هو أحد الأسباب الرئيسية التي جعلتهم قادرين على الصمود في وجه جيش الدفاع الإسرائيلي حتى الآن".
وأشارت الصحيفة إلى صعوبة تدمير الأنفاق، فقد يستغرق تدمير جزء فقط من نفق 10 ساعات، وفقا لضابط إسرائيلي كبير خبير في حرب الأنفاق.
والعام الماضي، اكتشف جيش الاحتلال الإسرائيلي نفقا يبلغ عمقه ما يعادل ارتفاع مبنى من 25 طابقا. وقال الجيش إن تدميره استغرق شهورا.
وقالت دافني ريتشموند باراك، خبيرة حرب الأنفاق في جامعة رايخمان في إسرائيل: "لا أستطيع أن أبالغ في ذلك بأي حال من الأحوال. فالأنفاق تؤثر على وتيرة العمليات. لا يمكنك التقدم. لا يمكنك تأمين التضاريس".
وأضافت: "إنك تتعامل مع حربين. واحدة على السطح وأخرى تحت السطح".
وقال ضابط إسرائيلي في العمليات الخاصة، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته، إنه عندما يقترب الجنود من الأنفاق، يفجر مسلحو حماس الأسقف أحيانا، مما يتسبب في انهيارات من شأنها أن تسد الطريق.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن تدمير شبكة الأنفاق بأكملها قد يستغرق سنوات. وتدميرها أيضا قد يأتي بتكلفة بشرية، فالكثير من الأنفاق تتعرج تحت مناطق مأهولة بالسكان.
وقال رالف جوف، وهو مسؤول سابق كبير في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي أي إيه) الذي خدم في الشرق الأوسط، "أنفاق حماس عنصر أساسي، إن لم يكن وجوديا لها، في خطة قتالها الأصلية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الأنفاق غزة الحرب الاحتلال غزة الأنفاق الأسرى الاحتلال الحرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة شبکة الأنفاق تحت الأرض
إقرأ أيضاً:
أسوشيتيد برس: الغارات الإسرائيلية على غزة تهدد بتوسيع دائرة الحرب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكدت وكالة أنباء "أسوشيتيد برس" الأمريكية، أن الغارات الإسرائيلية العنيفة التي استهدفت قطاع غزة، منذ صباح اليوم /الثلاثاء/، تسببت في انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ شهر يناير الماضي، وتهدد أيضًا بتوسيع دائرة الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وتسببت في دمار واسع النطاق في القطاع.
وذكرت الوكالة- في تقرير- أن الهجوم الشامل الأخير قد يُعيد إحياء الحربٍ الدائرة في غزة منذ 17 شهرًا، ومن شأنه أيضًا أن يُثير التساؤلاتٍ حول مصير نحو عشرين رهينة إسرائيليًا تحتجزهم حركة حماس، ويُعتقد أنهم ما زالوا على قيد الحياة.
وأسفر الهجوم الذي بدأ فجر اليوم عن استشهاد وإصابة المئات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، وفقًا لمسئولين في مستشفى دير البلح إذ أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشن الغارات بزعم أن حماس رفضت المطالب الإسرائيلية بتغيير بنود اتفاق وقف إطلاق النار. وقال مسئولون إن العملية مفتوحة ومن المتوقع أن تتوسع. وقال البيت الأبيض إنه تم التشاور معه وأعرب عن دعمه للإجراءات الإسرائيلية.
وأمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء شرق غزة، بما في ذلك معظم بلدة بيت حانون الشمالية وبلدات أخرى جنوبًا والتوجه نحو وسط القطاع، مشيرًا إلى أن إسرائيل قد تستأنف عملياتها البرية قريبًا. وقال مكتب نتنياهو: "ستتحرك إسرائيل، من الآن فصاعدًا، ضد حماس بقوة عسكرية متزايدة".
وصرح عزت الرشق المسئولٌ الكبيرٌ في حماس، بأن قرار نتنياهو بالعودة إلى الحرب يُمثّل "حكمًا بالإعدام" على الرهائن المتبقين، واتهم نتنياهو بشن الغارات لمحاولة إنقاذ ائتلافه الحاكم اليميني المتطرف، ودعا الوسطاء إلى "كشف الحقائق" حول من انتهك الهدنة.
وأكدت "أسوشيتيد برس"، أنه لم ترد لديها تقارير حول أي هجمات من قِبل حماس بعد ساعاتٍ من القصف، مما يُشير إلى أنها لا تزال تأمل في استعادة الهدنة.
وجاءت الغارات في الوقت الذي يتعرض فيه نتنياهو لضغوطٍ داخليةٍ متزايدة، مع التخطيط لاحتجاجاتٍ حاشدةٍ ضد تعامله مع أزمة الرهائن وقراره إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي. وقد أُلغيت شهادته الأخيرة في محاكمةٍ طويلةٍ بتهم فسادٍ بعد الغارات.
واتهمت المجموعة الرئيسية التي تمثل عائلات الأسرى الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن وقف إطلاق النار، قائلةً إنها "اختارت التخلي عن الرهائن". وقال منتدى الرهائن والعائلات المفقودة في بيان: "نشعر بالصدمة والغضب والرعب من التفكيك المتعمد لعملية إعادة أحبائنا من الأسر المروع لدى حماس".
أما في غزة، فقد أسفرت غارة جوية على منزل في مدينة رفح الجنوبية عن استشهاد 17 فردًا من عائلة واحدة، بينهم 12 امرأة وطفلًا على الأقل، وفقًا للمستشفى الأوروبي الذي استقبل الجثث. وكان من بين الشهداء خمسة أطفال ووالديهم، وأب آخر وأطفاله الثلاثة.
وفي مدينة خان يونس الجنوبية، شاهد مراسلو "أسوشيتد برس" دوي انفجارات وأعمدة دخان في حين نقلت سيارات الإسعاف الجرحى إلى مستشفى ناصر، حيث كان المرضى ممددين على الأرض وبعضهم يصرخ. وبكت فتاة صغيرة بينما كانت ذراعها الملطخة بالدماء ملفوفة بالضمادات.
وقال العديد من الفلسطينيين إنهم توقعوا عودة الحرب عندما تلاشت محادثات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار كما كان مقررًا لها في أوائل فبراير. وبدلًا من ذلك، تبنت إسرائيل اقتراحًا بديلًا وقطعت جميع شحنات الغذاء والوقود وغيرها من المساعدات عن مليوني فلسطيني في ال طاع، في محاولة للضغط على حماس لقبول شروطها الجديدة.
وقال نضال الزعانين، وهو فلسطيني مقيم في غزة، لوكالة "أسوشيتد برس"- عبر الهاتف من مدينة غزة- "لا أحد يريد القتال. لا يزال الجميع يعاني من آثار الأشهر السابقة".
واستشهد وأصيب المئات في الغارات الجوية التي شُنت ليلًا حتى اليوم /الثلاثاء/، وفقًا لسجلات من سبعة مستشفيات. ولا يشمل هذا العدد الجثث التي نُقلت إلى مراكز صحية أخرى أصغر حجمًا ولا يزال رجال الإنقاذ يبحثون عن ضحايا.
وفي واشنطن، سعى البيت الأبيض إلى إلقاء اللوم على حماس في تجدد القتال. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي برايان هيوز: إن حماس "كان بإمكانها إطلاق سراح الرهائن لتمديد وقف إطلاق النار، لكنها اختارت الرفض والحرب".
وقال مسئول إسرائيلي، تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته لمناقشة العملية الجارية، إن إسرائيل تستهدف جيش حماس وقادتها وبنيتها التحتية وتخطط لتوسيع نطاق العملية إلى ما هو أبعد من الهجمات الجوية. واتهم المسئول حماس بمحاولة إعادة بناء صفوفها والتخطيط لهجمات جديدة واستشهد بعودة عناصر حماس وقوات الأمن بسرعة إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن "أبواب الجحيم ستُفتح في غزة" إذا لم يُفرج عن الرهائن. وأضاف: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع رهائننا إلى ديارهم ونحقق جميع أهداف الحرب".
وبحسب "أسوشيتيد برس" فإن العودة إلى الحرب ستسمح لنتنياهو بتجنب المقايضات الصعبة التي دعت إليها المرحلة الثانية من الاتفاق والسؤال الشائك حول من سيحكم غزة. كما أنها ستعزز ائتلافه، الذي يعتمد على نواب اليمين المتطرف الذين يريدون إخلاء غزة وإعادة بناء المستوطنات اليهودية هناك. وكانت غزة تعاني بالفعل من أزمة إنسانية حادة اندلعت بسبب العدوان الإسرائيلي عليها والذي أسفر عن استشهاد أكثر من 48 ألف فلسطيني، وفقًا لمسئولي الصحة المحليين، ونزوح ما يُقدر بنحو 90% من سكان غزة.