الثورة نت:
2025-02-01@20:32:51 GMT

(النفاق الدولي) حين يصبح بديلا عن (القانون الدولي)

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

يعيش العالم بكل دوله وفي مختلف قاراته وبكل شعوبه المتقدمة والمتخلفة، العظمى والصغرى، الفقيرة والغنية، كل هذا العالم يعيش مرحلة انحطاط حضاري وإنساني وتاريخي، انحطاط غير مسبوق تاريخيا ولم تشهد البشرية مثيلاً له حتى في العصور الوسطى أو في العصور (الهمجية)، وأبرز مظاهر الانحطاط الإنساني الراهن الذي تمارسه كل دول وشعوب العالم هو ظاهرة (النفاق) الجمعي الذي يمارسه الجميع وبوقاحة سافرة دون خجل من ذات أو من تاريخ أو من أمم وشعوب العالم، وتشهد بهذا (النفاق الاستثنائي) المريع هذه الحرب الهمجية التي تمارس ضد الشعب العربي في فلسطين، التي تعد حرب إبادة منظمة وممنهجة، عجز العالم عن إيقافها أو الحد من وحشيتها، حرب تخوضها كل أنظمة وحكومات العالم بكل مستوياتها ضد شعب أعزل محتل، ليس لديه إلا إرادته وبعض القدرات الذاتية المحدودة من الأسلحة والعتاد التي تصنع ذاتيا على يد أبناء المقاومة، الذين يواجهون العالم بكل ما لديه من قدرات وإمكانيات وأجهزة استخبارية وقدرات خاصة وأقمار صناعية وتجسسية، وكل هؤلاء ومنذ أكثر من احد عشر شهرا يخوضون حرب إبادة ضد الشعب العربي في فلسطين الصابر والصامد والمقاوم الأسطوري الذي يخوض معركة مصيرية من أجل نيل حريته وسيادته وكرامته واستعادة وطنه من عدو محتل جاثم على أرض وطنه منذ أكثر من ثمانين عاما، قدم خلالها القانون الدولي والمنظمات الدولية قرارات وتشريعات لم يلتزم بها العدو الذي لم يحترم كل القوانين والتشريعات وداس على كل المناشدات والاستجداءات التي يستجدي بها العالم بكل منظماته وهيئاته ومجلس أمنه الذي يردد على مسامعنا على مدى عقود من الزمن بأن مهمته حماية الأمن والاستقرار الدوليين.

.!

هذا العالم المجرد من المشاعر الإنسانية ومن أبسط الأخلاقيات الإنسانية التي يتميز بها بعض (الحيوانات) وتجرد منها البشر تجاه فلسطين وإنسانها.

هذا العالم الذي لم تهزه المشاعر تجاه ما يحدث في غزة وفي كل فلسطين، لم تحرك مشاعره وإنسانيته، ولم تصدمه جريمة إبادة أكثر من مائتي ألف عربي فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال، ذهبوا بين شهيد وجريح وفقود، وحرموا خلال احد عشر شهرا من الطعام والمياه والأدوية وفرض حصار جائر على أكثر من مليوني ونصف فلسطيني، اخفقت معه كل المظاهرات والمسيرات والمناشدات والتوسلات الدولية للعدو المجرم الذي داس على كل العالم بقوانينه وتشريعاته وواصل جرائمه دون أن يتمكن هذا العالم من إيقاف هذه الجرائم ولم يعبر عن صدمته من هولها، لكنه فجأة صُدم وأنذهل وشعر بالحزن والأسى على مقتل (ستة صهاينة من الرهائن لدى المقاومة في غزة) الذين قتلوا بسلاح جيشهم المجرم، لكن رئيس الوزراء البريطاني اعتبر أن (المقاومة) هي من قتلتهم وحمَّلها المسؤولية بموتهم، وسرعان ما تقاطرت الإدانات المعبرة عن صدمة وذهول أنظمة العالم المنافق التي تتباكي على مصرع (الستة الصهاينة) ولكنها جميعا تجاهلت استشهاد وجرح الآلاف من أبناء فلسطين ورحيل أكثر من مائة طفل فلسطيني (جوعا) بسبب الحصار الهمجي الذي يعكس حقيقة الانحطاط الدولي السافر وغير المسبوق ..!

ماذا يعني هذا السلوك الدولي غير أننا نعيش في كنف عالم منافق ومنحط وسافر ومجرد من كل القيم والأخلاقيات والمشاعر الإنسانية..؟!

إن ما يجري بحق الشعب العربي في فلسطين يصعب وصفه بكل قواميس لغات العالم إنه شيء من إجرام دولي منظم وممنهج، إجرام عجزت البشرية عن إيقافه، ليس لأنها عاجزة عن إيقاف هذه الجرائم البشعة، بل لأنها توظف الدم العربي الفلسطيني لتحقيق مكاسب جيوسياسية رخيصة لا تساوي مجتمعة قطرة دم نزفت من جسم طفل فلسطيني، ولا تساوي آهات أم ثكلى شق صوتها السماوات السبع واهتزت من هوله طبقات الأرض السبع، لكن كل ذلك لم يحرك مشاعر أنظمة النفاق الدولية بما فيها الأنظمة العربية والإسلامية!

أحد عشر شهرا من القتل والتجويع والتدمير والخراب ومختلف طرق الغطرسة والتنمر والتنكر لحق شعب في الحياة والعيش بكرامة وحرية على تراب وطنه الذي تدنسه أقدام الاحتلال الهمجية.

شهور وأيام، في كل دقيقة منها يسقط العشرات من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزل، فيما العالم يرحل بمكر وخداع فترات الحرب الإجرامية بذريعة المفاوضات والصفقات والمبادرات، والوسطاء منهمكون في اللعبة للأسف غير مكترثين بأن كل دقيقة يسقط فيها من الشهداء المئات وتزهق فيها أرواح الطفل والشيخ والأب والأم والأخ والأخت من المدنيين الذين لا ذنب لهم سوى انهم فلسطينيون متمسكون بأرضهم ومقدساتهم، يحلمون بالحرية والاستقلال والحياة الكريمة كبقية شعوب العالم، التي نعم تشكر على مواقفها الداعمة لحقوق هذا الشعب، وتشكر لخروجها للشوارع تنديداً بجرائم الصهاينة والأمريكان، غير أن خروجها لم يجد نفعاص، ولو خرجت كل شعوب العالم للشوارع، فإنها لن تغير من مواقف حكومة العدو المجرم المتطلع لإبادة الشعب العربي في فلسطين، والسبب أن كل حكومات وأنظمة العالم متواطئة مع العدو ولكل تواطؤ دوافعه وأسبابه وأهدافه..!

إن هذه الحرب بقدر ما هي حرب صهيونية بحثا عن هيبة مفقودة وردع ضائع وفرصة يستغلها الكيان لتصفية حقوق شعب بالترحيل أو بالقتل والتدمير ظناً منه أن هذه هي الفرصة المناسبة التي إن أحسن استغلالها سوف يحقق له أهدافه الأسطورية، فإنها أيضا حرب أمريكية بامتياز وحرب غربية وعربية وإسلامية، ولكل من هؤلاء مصلحة في هذه الحرب ويريدون تحقيق هذه المصالح على حساب الدم العربي الفلسطيني وعلى حساب حقه في الحياة والوجود والحرية والاستقلال والكرامة..

ومع ذلك فإن هذا العدوان الهمجي أخفق وفشل في تحقيق أهدافه والوصول إلى غايته، ويكفي أن العدو وخلفه العالم المنافق يعيش اليوم أزمة وجودية، أزمة صنعها العدو وكان يريد السيطرة على ما تبقى من أرض فلسطين، فارتدت عليه بصورة أزمة وجودية يعيشها مع مستوطنيه وكيانه والمزيد سيأتي في قادم الأيام.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الشعب العربی فی فلسطین العالم بکل هذا العالم أکثر من

إقرأ أيضاً:

تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم

نشر موقع "موندويس" الأمريكي، تقريرًا، سلّط فيه الضوء على مؤسسة "هند رجب" التي تأسّست عقب استشهاد الطفلة هند رجب في غزة، بقصف للاحتلال الإسرائيلي، مبرزا أنها تسعى لمحاكمة الجنود الإسرائيليين المتّهمين بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، مستندة إلى أدلة تشمل منشوراتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأوضح التقرير الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "الطريقة التي قُتلت بها الطفلة هند رجب مروعة؛ حيث وُجدت بالمقاعد الخلفية من سيارة محطمة، على بعد أمتار من دبابة ميركافا إسرائيلية"، مضيفا: "وُجدت عمتها وعمها مقتولين في المقعدين الأماميين، وأربعة من أبناء عمومتها ينزفون بجانبها".

وتابع: "كانت تتوسل لموظفة فلسطينية على الطرف الآخر من خط هاتف خلوي، وتبكي خوفا، ثم في لمح البصر، تمزقت لأشلاء بوابل طلقات الرشاشات الإسرائيلية"، مردفا: "استشهدت هند رجب قبل سنة، وكانت في السادسة من عمرها، والآن تسعى المؤسسة التي تحمل اسمها إلى تحقيق العدالة".

"ليس فقط من أجل هند، ولكن من أجل عدد لا يحصى من الفلسطينيين الذين قتلتهم إسرائيل في انتهاك للقانون الدولي" بحسب التقرير نفسه.


ملاحقة الجنود كأفراد
أضاف الموقع أن المؤسسة لا تلاحق دولة الاحتلال الإسرائيلي، بل تتبع نهجًا مختلفًا بملاحقة الجنود الإسرائيليين كأفراد. وحدّدت المؤسسة التي تتخذ من بروكسل مقرًا لها، في ملف قدمته إلى المحكمة الجنائية الدولية، في لاهاي، في 8 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، هويّة ألف جندي إسرائيلي تعتقد أنه يجب على المحكمة مقاضاتهم.

وأبرز التقرير: "استنادًا إلى 8000 دليل، بما في ذلك منشورات الجنود أنفسهم على مواقع التواصل الاجتماعي من غزة المدمرة"، مشيرا إلى أنه: "من الممارسات التي تباهى بها المجنّدون والضباط الإسرائيليون على فيسبوك وإنستغرام وسناب شات وتيك توك وتلغرام وغيرها: القصف العشوائي".

"القتل المتعمد للمدنيين، بمن فيهم العاملون بالمجال الطبي والصحفيون والمدنيون الذين يلوحون بالرايات البيضاء؛ والتدمير الوحشي للمنازل والمستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد؛ والتجويع القسري والنهب" أبرز التقرير ما كان يتباهى به المجنّدون والضباط الإسرائيليون.

وأوضح محامي المؤسسة هارون رضا، أنّ: "مؤسسة هند رجب تراقب جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، بمساعدة شبكة من النشطاء والمحامين حول العالم"، مضيفا أنّ: "المؤسسة لديها شبكة كبيرة جدًا من المحققين في الداخل والخارج".

وتركز المؤسسة، وفق المحامي نفسه، على حسابات مواقع التواصل الاجتماعي للجنود الذين خدموا في غزة منذ بدء الحرب، قبل خمسة عشر شهرًا، ويقول هارون إنّ: "جميع هؤلاء الجنود لديهم حسابات على التواصل الاجتماعي، وكان العديد منهم يضعون صورًا جماعية ويُظهرون أماكنهم وممارساتهم خلال الحرب".

إلى ذلك، تقوم المؤسسة بتوثيق التواريخ والأوقات والمواقع في غزة، ثم تقارنها مع منشورات أخرى للجنود، سواء مقاطع الفيديو أو الصور.


توثيق الجرائم
ذكر الموقع أن القادة العسكريين الإسرائيليين أمروا الجنود بالتوقف عن التباهي بجرائمهم خوفًا من تعرضهم للاعتقال أو الملاحقة القضائية أثناء سفرهم إلى الخارج.

وقال هارون رضا إنّ: "قيادة الجيش لم تطلب من جنودها رسميًا التوقف عن ارتكاب جرائم الحرب، لكنهم طلبوا منهم التوقف عن نشر تلك الممارسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أن القادة يعرفون ما يفعله الجنود ولا يشعرون بالخجل من ذلك، لكنهم لا يريدون أن يتورط الجنود في أي ملاحقات قضائية".

وأضاف رضا أنه: "من المثير للاهتمام أنهم بدأوا يحذفون كل المنشورات، لكنهم لا يعلمون أن الإنترنت له ذاكرة طويلة وأنه كان هناك ما يكفي من الوقت لتوثيق الجرائم"، مؤكدا أن "المؤسسة لديها قاعدة بيانات ضخمة من المعلومات التي تم التحقق منها أكثر من مرة، وتلك البيانات تشكل أدلة لرفع قضايا ضد الجنود المتورطين".

واسترسل: "من بين ألف جندي وردت أسماؤهم في ملف مؤسسة هند رجب للمحكمة الجنائية الدولية، مجموعة من الضباط والقادة، بما في ذلك ثلاثة وثلاثون جنديًا يحملون الجنسية الإسرائيلية وجنسية أخرى، ومنهم أكثر من عشرة جنود من فرنسا والولايات المتحدة، وأربعة من كندا، وثلاثة من المملكة المتحدة، واثنان من هولندا".

إثر ذلك، أرسلت المؤسسة، قائمة بأسماء الجنود الإسرائيليين إلى عشر دول مختلفة يعتبرها الجنود الإسرائيليون وطنهم الأم، أو يتّجهون إليها بعد انتهاء خدمتهم العسكرية، وهي دول تمارس الولاية القضائية العالمية على أخطر الجرائم الدولية.

وأوضح رضا أنّ: "المؤسسة تقوم بالتحقق من المناطق التي يسافر إليها الجنود المتورطون، ومن نمط الرحلات الجوية الأكثر شيوعًا، ثم رفع قضايا بحقهم"؛ موضحا أنه: "تم تقديم شكاوى في النمسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا والسويد وتايلاند والإكوادور".

واعتبر رضا أنه: "رغم فشل العديد من محاولات الاعتقال بعد أن تم إبلاغ الجنود بأنهم ملاحقون ونجحوا في الفرار، فإن نجاح عملية الاعتقال مسألة وقت فحسب".

وتستهدف المؤسسة أيضًا المتواطئين والمحرضين على جرائم حرب الاحتلال الإسرائيلي على كامل قطاع غزة، ومن بين هؤلاء جمهور فريق "مكابي تل أبيب" لكرة القدم، الذين قاموا بأعمال شغب بأمستردام في الخريف الماضي، وحاخام ينتمي للواء جفعاتي الإسرائيلي، تفاخر بتدمير أحياء كاملة في غزة، وأيّد قصف المدنيين الفلسطينيين.



شعور زائف بالأمان
أضاف رضا بأن "الجنود الإسرائيليين أصبحوا مثل مجرمي الحرب النازيين الذين هربوا إلى باراغواي أو كندا أو أوروبا وكان لديهم شعور زائف بالأمان"، مؤكدا أن "المؤسسة تتعقبهم وتستطيع مقاضاتهم في حال الذهاب إلى أي دولة ذات اختصاص قضائي عالمي أو أي دولة توافق على ملاحقتهم قضائيًا".

ويعتقد هارون أن "المسؤول عن قتل هند رجب سيمثل أمام العدالة، لأن جرائم الحرب أو الجرائم ضد الإنسانية لا تسقط بالتقادم عندما تكون هناك ولاية قضائية عالمية، وهذا يعني أنه حتى لو تم اكتشاف المسؤولين عن الجريمة بعد عشرين سنة، سوف تتمكن المؤسسة من ملاحقتهم".

إلى ذلك، خلص التقرير بأنّ: "القائمون على المؤسسة بأنهم لن يرتاحوا حتى ينالوا من جميع مرتكبي جرائم الحرب في غزة، بمن فيهم المسؤولون عن مقتل هند رجب".

مقالات مشابهة

  • أحمد موسى: الاجتماع السداسي العربي في القاهرة أكد أنه لا تهجير للفلسطينيين
  • «العربي الناصري»: اجتماع وزراء الخارجية العرب بمصر يعزز دورها في الدفاع عن فلسطين
  • بيان مشترك للاجتماع العربي الوزاري بالقاهرة بشأن فلسطين ‏ورفض التهجير
  • القاهرة.. بدء الاجتماع الوزاري العربي بشأن فلسطين
  • بدء صرفه اليوم للمستحقين.. حالات الجمع بين أكثر من معاش بالقانون
  • بناء المستقبل العربي
  • مصانع العقول: الجامعات التي تغير العالم – الحلقة 2
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • “سدايا” تستعرض مستقبل الذكاء الاصطناعي العام والتحديات التي تواجهه بمشاركة أكثر من 16 جهة حكومية
  • الاتحاد الأوروبي: المستوطنات في فلسطين غير قانونية بموجب القانون الدولي