لماذا يجب على الغرب الوقوف في وجه نتنياهو؟.. ديفيد هيرست يجيب
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
قال رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي البريطاني، ديفيد هيرست، إن "تكاليف عدم الوقوف في وجه نتنياهو يمكن أن ترجح كفتها سريعا على الفوائد المحلية الناجمة عن الانجرار وراءه".
وأوضح في مقال، أن "العثور على جثث الأسرى الستة فجر موجة عارمة من السخط داخل إسرائيل، حيث هزت البلد مظاهرات لم تشهدها إسرائيل منذ الاحتجاجات التي نظمت ضد التعديلات القضائية، بل لقد أطلق عليها الإسرائيليون كلمة انتفاضة".
وأضاف أن "أربعة من الرهائن كانوا على قائمة حماس الإنسانية من الأسرى، وكانوا سيطلقون في المرحلة الأولى من صفقة تبادل كانت سوف تتم لو لم يرفض نتنياهو الانسحاب من ممر فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة. هذه معلومات لا مجرد تخمين".
وأردف بأن إسرائيل في قبضة تمرد استيطاني ديني يميني متطرف، ورئيس أمريكي تتعرض سياسته للتجاهل من قبل أهم حلفائه في المنطقة، حتى وإن كان ثمن ذلك خسارة حملة انتخابية حامية الوطيس، ومقاومة في غزة لا تعرف الاستسلام، وفلسطينيون في غزة لن يبرحوا مكانهم، وفلسطينيون في الضفة الغربية باتوا الآن على استعداد لتصعيد المواجهة، وانقسام ضخم داخل الأردن، ثاني بلد عربي يعترف بإسرائيل.
وتناول هيرست الأسباب التي توجب على الغرب الوقوف بوجه نتنياهو.
وفيما يلي نص المقال:
لقد فجر العثور على ست رهائن آخرين أمواتاً موجة عارمة من السخط داخل إسرائيل، حيث هزت البلد مظاهرات لم تشهدها إسرائيل منذ الاحتجاجات التي نظمت ضد التعديلات القضائية. بل لقد أطلق عليها الإسرائيليون كلمة "انتفاضة".
ترك عشرات الآلاف من الإسرائيليين أعمالهم وانضموا إلى إضراب عام، وغدا وزير الدفاع يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية كلاهما في صدام مع رئيس حكومتهما.
ودعا زعماء المعارضة بيني غانتز ويائير لابيد الناس إلى الخروج إلى الشوارع، وهكذا فعلوا، فسدت الطرق الرئيسية المحيطة بتل أبيب، وأغلق مطار بن غوريون.
أياً كانت الطريقة التي مات بها الرهائن – فحماس تقول إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية، بينما يقول الجيش الإسرائيلي إنهم أعدموا من مسافة قريبة قبيل محاولة تمت لتحريرهم – فإن الملامة على موتهم حُمّلت بشكل تام لنتنياهو والزمرة اليمينية المتطرفة التي تسند حكومته.
كان أربعة من الرهائن على قائمة حماس "الإنسانية" من الأسرى، وكانوا سيطلقون في المرحلة الأولى من صفقة تبادل كانت سوف تتم لو لم يرفض نتنياهو الانسحاب من ممر فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة. هذه معلومات لا مجرد تخمين.
تقويض صفقة محتملة
هذا ما يقوله قادة الأجهزة الأمنية أنفسهم، الذين حذروا نتنياهو مراراً وتكراراً حول ما الذي يمكن أن يحدث للرهائن الباقين فيما لو استمر في تخريب صفقة التبادل.
قبل ثلاثة أيام، تحول لقاء اعتيادي للحكومة للاستماع إلى تقرير أمني إلى مباراة في التراشق بالصياح بين غالانت ونتنياهو، بحسب ما ذكرته وكالة أكسيوس.
تقول الوكالة إن غالانت قال في اللقاء: "يجب علينا أن نختار بين فيلادلفيا والرهائن، لا يمكننا أن نفوز بالاثنين معاً. فيما لو صوتنا، فقد نكتشف إما أن الرهائن سوف يموتون أو أننا سوف نتراجع من أجل ضمان إطلاق سراحهم."
ما كان من غالانت ورئيس أركان الجيش الجنرال هيرزي هاليفي ومدير الموساد ديفيد بارنيا ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض إلا أو وقفوا جميعاً في مواجهة نتنياهو واقتراحه بالتصويت على قرار يقضي بالاحتفاظ بسيطرة إسرائيلية كاملة على امتداد الحدود مع مصر، فذلك من وجهة نظرهم كان سيقوض صفقة محتملة مع حماس.
في تصريح لوكالة أكسيوس، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: "لقد حذرنا نتنياهو ووزراء الحكومة إزاء هذا السيناريو بالضبط، ولكنهم لم يسمعوا." مضى التصويت على القرار وكانت الأغلبية مؤيدة له.
إلا أن الرهائن لقوا حتفهم، والذي فهمته عائلات الرهائن بوضوح هو أن هذه المجموعة من الرهائن كانت على قيد الحياة قبل وقت قصير من محاولة الجيش إنقاذهم.
جاء في تصريح صادر عن منتدى الرهائن والعائلات المفقودة ما يلي: "كانت على الطاولة منذ ما يزيد عن شهرين صفقة لإعادة الرهائن. ولولا أنه [أي نتنياهو] استمر في المماطلة والتعطيل وتقديم الأعذار وممارسة الخداع، لربما بقي الرهائن، الذين علمنا بموتهم هذا الصباح، على قيد الحياة."
ما لبث خبر موت الرهائن أن ترددت أصداؤه في أرجاء الولايات المتحدة بالطريقة ذاتها التي حصلت مع خبر هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر. ولعل مما ساهم في ذلك أن والدي أحد الرهائن الذين ماتوا، المواطن الأمريكي هيرش غولدبيرغ بولين، كانا قد تحدثا من على منصة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، بينما كان الجمهور يهتف قائلاً "أعيدوهم إلى بيوتهم".
رداً على ذلك، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي توشك ولايته على النهاية، بأن يجعل حماس تدفع ثمن موت الرهائن، بينما قالت المرشحة الرئاسية عن الحزب كامالا هاريس إنه يجب إزالة حماس.
كلاهما يعلم أن المسؤولية عن موت الرهائن تقع على عاتقه أيضاً.
الحقيقة المؤلمة
كان بايدن قد دعا قبل أربعة شهور، بوضوح وبشكل لا لبس فيه، إلى وقف إطلاق نار دائم. وأصدرت الأمم المتحدة في شهر يونيو (حزيران) قراراً بوقف إطلاق نار شامل عبر ثلاث مراحل.
إن من أهم واجبات بايدن كقائد عام هو التأكد من التزام حليف أمني أساسي له في الشرق الأوسط بالسياسة الأمريكية، وخاصة عندما يكون هذا الحليف معتمداً على ما تزوده به الولايات المتحدة من أسلحة كما هو الحال مع إسرائيل.
ولكن الحقيقة المؤلمة من وراء قتل الرهائن هي أنه لو كان بايدن على استعداد لفرض سياسته هو عبر حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، لكان ممكناً الآن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولأمكن تحرير الكثيرين من الرهائن المتبقين، بما في ذلك حملة الجنسيات الأمريكية والبريطانية.
لو توجب على أي شخص النظر إلى نفسه عبر المرآة فيما يتعلق بموت غولدبيرغ بولين لتوجب أن يكون ذلك هو بايدن.
إن من الحماقة أن تسير هاريس بكل وداعة على نفس هذه الخطى. كان ينبغي عليها أن تتذكر ما قاله جنرالاتها حول استحالة إلحاق الهزيمة بحماس في غزة.
ومع ذلك يمكن لهذه الحادثة التي أودت بحياة الرهائن الستة أن تشكل نقطة التحول التي تفرض على نتنياهو التراجع عن موقفه في المفاوضات، والتي ماتزال تقف أمام طريق مسدود.
قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في حديثه مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين داخل غزة إن الولايات المتحدة سوف تقدم لإسرائيل وحماس عرضاً أخيراً لوقف إطلاق النار إما أن يأخذوه أو يتركوه.
لقد قيل مثل هذا الأمر مرات عديدة من قبل، ولعل هذا هو أحد الأسباب التي أفقدت الولايات المتحدة كل المصداقية في التعامل مع المفاوضين المستقلين من كل من مصر وقطر.
ولكن فيما لو كانت النتيجة هي انسحاب إسرائيلي على مراحل من ممر فيلادلفيا واستسلام نتنياهو تحت وطأة الضغوط المحلية والدولية، فإنه يعلم أنه متجه لا مفر نحو أزمة أخرى.
نهاية السيطرة الأشكنازية
لا يقتصر الأمر على احتمال أن ينسحب من الائتلاف الحكومي، كما هددا مراراً من قبل، كل من بيزاليل سموتريتش، وزير المالية، وإيتامار بن غفير، وزير الأمن الوطني، وهما من أشد المتطرفين داخل الحكومة.
بل يعلم نتنياهو أن إسرائيل منقسمة إلى شقين، حيث يطالبه نصف الناس في البلد بأن "ينهي المهمة" التي أخفق ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي، في إتمامها.
هذه الانتفاضة، مثلها مثل المظاهرات التي نُظمت ضد التعديلات القضائية العام الماضي، هي واحدة من الرهانات الأخيرة التي تقوم بها النخبة الأشكنازية الليبرالية.
يساور هذه النخبة شعور بأنهم يفقدون البلد الذي أنشأوه. فها هم قد فقدوا السيطرة على الجيش وعلى قوات الشرطة لصالح المستوطنين. لم يبق في أيديهم حصرياً الكثير، ويثبت ذلك ما شهدته إسرائيل طوال العام الماضي من هجرة للناس والأموال باتجاه أوروبا.
لا يتصرف نتنياهو فقط انطلاقاً من الرغبة في بقائه شخصياً على قيد الحياة سياسياً، بل يشعر أيضاً بأن إسرائيل على وشك أن تشهد ثورة يمينية متطرفة. ولذلك ما من غريزة سياسية إلا وتحذره من أن ما يوشك أن يفقده كثير، وكثير جداً. وفيما لو حدث ذلك، فإن الوضع القادم سيكون في تناقض تام مع رئاسة ديمقراطية في الولايات المتحدة.
انكشاف على الهواء مباشرة
كما ينبغي على بايدن أن ينظر إلى نفسه في المرآة إزاء ذلك الذي يجري داخل الضفة الغربية المحتلة.
إزاء عجزه، لعدة أسباب لا أقل منها انعدام الاستعداد العسكري، في فتح جبهة ثانية ضد حزب الله في لبنان، حوّل نتنياهو اهتمامه باتجاه البلدات الثلاث في شمال الضفة الغربية في عملية عسكرية شاملة تسمى "عملية المخيمات الصيفية"، والمصممة لإجبار السكان على الرحيل.
كما يتبع الليل النهار، بدأت العمليات ضد القوات الإسرائيلية في كل أنحاء الضفة الغربية، وبشكل خاص في منطقة الخليل في الجنوب.
ينبغي على بايدن وهاريس ملاحظة من هو الشخص الذي أطلق الرصاص على ثلاثة من رجال الشرطة الإسرائيليين فقتلهم رداً على العملية التي ينفذها الجيش في الشمال.
كان مطلق النار عضواً في حركة فتح وشغل سابقاً منصباً ضمن الحرس الأمني الرئاسي في السلطة الفلسطينية. يضاف إلى ذلك أن مهند العسود من سكان إذنا في الخليل، وهو من مواليد الأردن وكان من مواطنيه، ثم عاد إلى موطنه الأصلي في الضفة الغربية في عام 1998 هو وعائلته بعد حصولهم على لم شمل عائلي.
يحمل التاريخ الشخصي لمهند العسود تحذيراً واضحاً بشأن التداعيات التي سوف تنجم عن كيفية رد الفلسطينيين في الضفة الغربية على فتح جبهة ثانية في هذه الحرب التي تدور رحاها داخل الأراضي المحتلة، مستخدمين نفس الأسلحة والوسائل في جنين وطولكرم وطوباس كتلك التي استخدموها من قبل في غزة.
لم يكن العسود عضواً لا في حماس ولا في الجهاد الإسلامي، ولا كان جزءاً من أي مجموعة مقاومة محلية معروفة. بل اتخذ قراراً شخصياً بأن المقاومة هي الرد الوحيد على الهجوم العسكري الإسرائيلي.
هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين المسلحين وغير المنتمين مثله في الضفة الغربية وفي الأردن، وكل هؤلاء وصلوا إلى نفس الخلاصة.
أضف إلى ذلك أن التوترات بين الأردن وإسرائيل تتفاقم بشكل مضطرد.
ترافق شن الهجوم مع اشتعال حرب كلامية بين وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي.
لم يكتف كاتز بإخبار سكان جنين إن عليهم أن يخلوا مساكنهم "مؤقتاً"، بل اتهم الأردن مراراً وتكراراً بتكديس الأسلحة في المخيمات، زاعماً أنه لم يعد قادراً على السيطرة على أراضيه. بل قال في تغريدة له عبر حسابه في منصة إكس: "تقوم إيران بإقامة بنية تحتية للإرهاب في يهودا والسامرة، مغرقة مخيمات اللاجئين بالأموال والأسلحة التي يتم تهريبها عبر الأردن، وذلك بهدف تأسيس جبهة إرهاب شرقية ضد إسرائيل. وهذه العملية تهدد كذلك النظام الأردني. يجب على العالم أن يصحو ويوقف الأخطبوط الإيراني قبل فوات الأوان."
رد عليه نظيره الأردني قائلاً إن تلك كلها أكاذيب.
كتب الصفدي يقول: "إننا نرفض المزاعم التي صدرت عن الوزير العنصري المتطرف الذي يخترع المخاطر لتبرير قتل الفلسطينيين وتدمير مقدراتهم. إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة هو ما يشكل أكبر تهديد للأمن والسلام. ولسوف نعارض بكل ما لدينا من قدرات أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني داخل أو خارج الأراضي المحتلة."
ضرام أكبر
أما وقد مر على الوضع خمسة أيام، ها هو المشهد يتحضر تارة أخرى لعملية داخل الضفة قد تستمر لفترة مشابهة لتلك التي خضعت لها غزة، ولا يملك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القدرة على وقفها.
لقد استنفر الفتيان الفلسطينيون للقتال. ولد وائل مشه وطارق داود بعد أوسلو، ولم يشهدا لا الانتفاضة الأولى ولا الانتفاضة الثانية.
كلاهما أطلق سراحهما في تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في نوفمبر (تشرين الثاني). ويوم إطلاق سراحه تحدث مشه عن معاناة الأطفال الذي يتعرضون للضرب والامتهان داخل السجون الإسرائيلية.
كانت رحلة مشه القصيرة مقدرة. تقول والدته: "تحول من سجين إلى مطارد، ثم إلى المواجهة (ضد الاحتلال)، ثم ليصبح شهيداً."
لقد قتل بواسطة مسيرة فجر يوم الخامس عشر من أغسطس (آب) بينما كان يقاوم هجوماً إسرائيلياً على نابلس. هناك الآلاف من مثله ممن يُدفعون دفعاً نحو المعركة.
قائد كتيبة طولكرم، محمد جابر – المعروف بلقب "أبو شجاع"، محارب آخر قتلته إسرائيل، والتي كانت قد وصفته بأنه أكبر مسلح مطلوب لديها، رغم أنه لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره. كان أبو شجاع، الذي ولد بعد أسلو بأربعة أعوام، لاجئاً من سكان مخيم نور شمس، وإن كان ينحدر أصلاً من حيفا. سوف يلهم قتله أعداداً غفيرة أخرى ويحرضها على الانضمام تماماً كما تلقى هو الإلهام من آخرين.
حتى مع التردد السابق لكل من حزب الله وإيران في التورط، باتت المكونات كلها مجتمعة بما يضمن اندلاع ضرام أكبر.
إسرائيل في قبضة تمرد استيطاني ديني يميني متطرف، ورئيس أمريكي تتعرض سياسته للتجاهل من قبل أهم حلفائه في المنطقة حتى وإن كان ثمن ذلك خسارة حملة انتخابية حامية الوطيس، ومقاومة في غزة لا تعرف الاستسلام، وفلسطينيون في غزة لن يبرحوا مكانهم، وفلسطينيون في الضفة الغربية باتوا الآن على استعداد لتصعيد المواجهة، وانقسام ضخم داخل الأردن، ثاني بلد عربي يعترف بإسرائيل.
بالنسبة لبايدن وهاريس، الرسالة في غاية الوضوح، الأنوار المنبعثة منها ساطعة، ومفادها أن تكاليف عدم الوقوف في وجه نتنياهو يمكن أن ترجح كفتها سريعاً على الفوائد المحلية الناجمة عن الانجرار وراءه.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة الولايات المتحدة الاحتلال الولايات المتحدة غزة نتنياهو الاحتلال الحرب الشاملة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة من الرهائن فیما لو فی غزة من قبل
إقرأ أيضاً:
فصول من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. (1) سليل الإرهاب
ابتداء من هذا العدد، تنشر بوابة «الأسبوع» فصولًا من كتاب «نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى» للكاتب الصحفي مصطفى بكري رئيس التحرير، والصادر عن دار كنوز للنشر والتوزيع. وفي الحلقة الأولى يرصد المؤلف تاريخ نتنياهو منذ الطفولة وعلاقته بوالده الذي لقنه الأفكار المتطرفة والمعادية للعرب والفلسطينيين، خاصة وأن جده كان من كبار دعاة الحركة الصهيونية. لقد رباه والده على كراهية أي يهودي يقبل بمصافحة العرب، وكان دائم الترديد على مسامعه «أن العربي إذا مد يده بالسلام، فانظر إلى يده الأخرى.. فإنك ستجد خنجرًا ممدودًا إليك».
الحلقة الأولى:-والده رباه على التطرف وكراهية العرب وجده من قادة الحركة الصهيونية
- كان يقول له: العرب أقل من أن تحدثهم أو تنظر إليهم
- المفكر الصهيوني المتطرف «جابوتنسكى» كان مثله الأعلى
في الثالث والعشرين من أكتوبر لعام 1949، ولد بنيامين تسيون نتنياهو في مستشفى “أسونا” بتل أبيب، أي بعد إعلان ولادة دولة الكيان الصهيوني بعام وخمسة أشهر تقريبًا.
كان جد بنيامين خطيبًا مفوهًا.. ومن كبار دعاة الحركة الصهيونية.. وكان يمتلك قدرات هائلة لجذب المزيد من يهود العالم، خاصة اليهود الشرقيين إلى “أرض الميعاد” حسب الوصف الصهيوني، وقد عرف عنه كرهه الشديد للعرب، ومن المؤمنين بضرورة اختفائهم من فوق ظهر الأرض.
وكان “تسيون” يرى ألا يكتفى اليهود بإقامة دولتهم في فلسطين فحسب، بل يجب أن تمتد حدودها في كل الأراضي والمناطق المجاورة لـ “أرض إسرائيل” في فلسطين على حد تعبيره.
وقد طبّع الجد ميليكوفسكي أولاده التسعة، ومن بينهم “تسيون نتنياهو” والد بنيامين بشخصيته القوية والمؤثرة.. حتى أن “تسيون” كان من فرط تأثره بآراء والده.. يردد أمام أولاده بأن العرب.. “دنس.. وأن الكلاب أفضل منهم لو أقاموا فى البلدان المجاورة لنا”.
ومن أقواله كذلك “إنك إذا سرت فى الطريق مع كلب.. أفضل من أن تسير مع عربى”.. وكان يردد على مسامع أولاده بأنه لا مجال للتعامل مع العرب إلا بإبادتهم.. وأنه لا حلول وسط فى هذه المسألة.
ومنذ صغره تشرب “بنيامين” من والده “تسيون نتنياهو” حبه لزعماء الحركة الصهيونية بل وتمجيدهم، حيث كان الأب يتغنى بآباء الحركة.. بينما نجله “بنيامين” ينقل عنه هذه الأغانى ويحفظها عن ظهر قلب.. بل ويرددها أمام أصدقائه بين الحين والآخر.. مبديًا تفاخره بأن والده هو صاحب هذه الأغانى.
وكانت هناك علاقة تربط فى ذلك الوقت بين والد بنيامين و”زئيف جابوتنسكى” مؤسس الحركة التصحيحية المتطرفة، حيث شكلت تلك العلاقة إدراك وعقلية “بنيامين نتنياهو”.. .ذلك أنه كان معروفًا عن المتطرف الصهيونى “جابوتنسكى” ميوله العدوانية الواضحة ضد العرب.. وكرهه الشديد لهم.
لقد كان كل من تسيون وجابوتنسكى يؤمنان بالعنف المطلق مع العرب وحتميته.. فيما كان يسعى “حاييم دايزمان” إلى المرونة فى التعامل معهم.
وفى هذا الجو المشحون بالعداء للعرب.. ولد “بنيامين تسيون نتنياهو”، حيث رباه والده على كراهية أى يهودى يقبل مصافحة العرب.. وكان دائم الترديد على مسامعه ”أن العربى إذا مد يده إليك بالسلام.. فانظر إلى يده الأخرى.. فإنك ستجد خنجرًا ممدودًا إليك”.!!
هذه الأفكار التى آمن بها والد “بنيامين نتنياهو” هى التى دفعت المتطرف الصهيونى جابوتنسكى لأن يعينه رئيسًا لتحرير صحيفة “هايروين” الصهيونية.. والتى من خلالها لمع اسمه وذاع صيته.. حيث تخصصت تلك الصحيفة فى مهاجمة كل يهودى أو مسئول يفكر ولو بشكل غير مباشر فى السلام مع العرب أو أن يجلس معهم على مائدة مفاوضات واحدة.
ومن الكلمات التى كان يرددها “تسيون” على مسامع ولده “بنيامين” قوله “إنك أفضل من أى عربى.. وإذا جلست فاجلس مع من هم نظراؤك.. فالعرب أقل من أن تحدثهم أو تنظر إليهم”.. إلا أن الأكثر تأثيرًا فى عقل “بنيامين نتنياهو” كانت هى تلك الكتب الصغيرة التى ألفها والده وآخرون من خلال دار النشر الصغيرة التى أنشأها.. وهى كتب تدور فى مجملها حول “أسس الحركة الصهيونية” و “كيفية إقامة دولة إسرائيل” و “إسرائيل المستقبل والأمل” و”العرب إلى الهاوية” و “إسرائيل العظمى فى كل البلاد العربية”.
كان “تسيون” حريصًا على تلقين ابنه دروسًا يومية فى السياسة.. شارحًا له بالتفصيل كيفية تفكير “جابوتنسكى” القائد الملهم له.. والذى سيصبح أيضًا القائد الملهم لنجله “بنيامين”!!
لقد عرف جابوتنسكى بكثرة تنقلاته وسفرياته بالاضافة إلى علاقاته الوطيدة بعدد من المسئولين الأمريكيين، والترويج لمقولاته أينما ذهب، فاستطاع بذلك أن يضم إلى جانبه آلاف المتطرفين والذين أمنوا بمقواته
فى العام 1940، شغل “تسيون نتنياهو” منصب السكرتير الشخصى لجابوتنسكى، وبات ملازمًا له فى كل رحلاته وتحركاته.. وأتاح له ذلك الاطلاع على العديد من الأوراق السرية التى كان يتم الإعداد والتخطيط من خلالها لإقامة دولة إسرائيل، وقد ضمت هذه الأوراق وثائق فى غاية الأهمية احتفظ بها “تسيون” وحده بعد وفاة جابوتنسكى.. وكانت هذه الوثائق تحمل عبارة تقول: “إلى كل مخلص.. إلى كل وطنى.. إلى كل شريف فى هذا الكون.. إذا ما وقعت هذه الأوراق فى يدك.. عليك أن تكون أمينًا فى تنفيذ ما بها حتى ترضى الله.. فشعب الله المختار الذى شرد ونهبت ثرواته لابد أن يعود.. وعندما يعود لابد أن يكون سيد العالم.. ومع سيادة العالم لابد من إبادة العرب الأقذار”.
هذه الأوراق السرية لم يتح لأحد الإطلاع عليها سوى “تسيلاه سيجل” والدة “بنيامين نتنياهو”.. ثم شاء القدر أن تشكل تلك الأوراق رؤية “بنيامين” فى المستقبل، حتى أنه من كثرة قراءته لهذه الوثائق حفظها وكان دائم الترديد لها.
وقد كان والده حريصًا على ألا ينسى نجله “بنيامين” ما تحمله تلك الوثائق من أفكار ومعتقدات، حتى أنه كان يطلب منه ترديدها فى إطار حلقات استماع كان يعقدها بحضور بقية اخوته، لدرجة أن والدته “تسيلاه” كانت تشفق عليه من والده الذى كان دائم الإصرار على تلقينه كل دروس الصهيونية.
وكانت “تسيلاه” ذاتها صهيونية متطرفة.. فهى من أسرة ثرية تنتمى لرجل أعمال يهودى، لديه العديد من المشروعات المتعددة والمترامية الأطراف، سواء فى الولايات المتحدة أو إسرائيل.. حيث كان يخصص ريعًا سنويًا من هذه المشروعات، بالإضافة إلى مساهمات كبيرة من أجل تنشيط الحركة الصهيونية.
وكان لدى والد “تسيلاه” تطلع دائم بأن يسخر كل القوى الدعائية لصالح إسرائيل والحركة الصهيونية.. ولذا فقد كان يسعى للسيطرة على وسائل الإعلام المختلفة من أجل دعاية مؤيدة للصهيونية.
وحين اشتد عود “تسيلاه” وأصبحت زميلة لـ”تسيون” فى حركة جابوتنسكى، جمعهما كره مشترك لعائلة وايزمان.. ومن هنا تبرز طبيعة العداء الذى حمله “بنيامين” عن والده ووالدته لرئيس إسرائيل الأسبق عيزرا وايزمان.
كانت والدة “بنيامين” تعشق القانون.. ورأت أن دراستها له يمكن أن تفيد الحركة الصهيونية أكثر بكثير من دراستها لأى فرع من فروع العلم الأخرى، حيث رأت أن القانون سيعلمها المنطق وتفنيد الحجج المضادة التى يمكن استخدامها ضد إسرائيل، خاصة من جانب العرب فى حال إقامة دولة إسرائيل.. وكان ولعها بالقانون وسيلة لتحقيق حلم الصهيونية الكبرى وتنفيذ تعليمات “جابوتنسكى” فى أن دراسة القانون مفيدة لأسس الحركة.. وأنها ستعطيها قوة جديدة تضاف إلى قوة المفكرين للحركة.
كانت “تسيلاه” مؤمنة بأن “جابوتنسكى” على حق حين أدرك أن الخطابة وحدها ليست كافية لدعم أسس الحركة.. وأنه لابد من سفراء لهذه الحركة فى مختلف دول العالم وأن سفراء هذه الحركة لابد أن يكونوا على قدر كبير من العلم والفهم الكامل لمتطلبات الحركة فى العقود القادمة.
وكان جابوتنسكى حريصًا على توجيه تلاميذه إلى دراسة فروع العلم المختلفة.
وقد برز تفوق “تسيلاه سيجل” بشكل واضح لدى دراستها للقانون بالجامعة العبرية بالقدس.. وعرف عنها الصراحة والجدية فى عملها ودراستها.. ودفعتها دراستها للقانون إلى السفر إلى لندن، حيث انضمت هناك إلى الحركات الصهيونية الناشئة فى ذلك الوقت، وأبرزت اهتمامًا ملحوظًا بأنشطتها داخل تلك الحركات، حتى أنها أصبحت واحدة من القيادات المعروفة بتخطيطها الجيد من أجل إقامة دولة إسرائيل.. واستطاعت “تسيلاه” الارتباط فى ذلك الوقت بمن يعرفون بزعماء وآباء الحركة الصهيونية فى إنجلترا.. وتمكنت بفضل تلك الروابط الوثيقة من أن تسافر إلى العديد من البلدان الأوروبية.
فى ذلك الوقت.. كان “جابوتنسكى” المرتبط بآباء وزعماء هذه الحركة يعزز من وضعية “تسيلاه” ولأن “تسيون نتنياهو” كان رئيسًا لتحرير صحيفة “هايروين” ويتابع أنشطة “تسيلاه” رأى أنه من المناسب الارتباط بهذه الفتاة التى تشاركه الفكر والحلم فى إقامة دولة إسرائيل.. وخصوصًا أن العديد من الصفات الأخرى ربطت بينهما.. وفى مقدمتها الكره الشديد للعرب وضرورة العمل على إزالتهم من الوجود.
ولذا.. حين التقى “تسيون” و “تسيلاه” كونا ثنائيًا مشتركًا.. وكانا يكرهان أى شخص يحمل جنسية أية دولة- حتى ولو كان يهوديًا- يتحدث عن العرب بلغة لا يرغبانها.
كل هذه المؤثرات النفسية المعقدة لكل من «تسيون وتسيلاه» ورثها عنهما فيما بعد ابنهما «بنيامين» الذى قدر له فيما بعد تولى رئاسة حكومة إسرائيل لأكثر من مرة.
ومع حدوث الزواج بين “تسيون وتسيلاه” استجابت الزوجة لمطالب زوجها وقررت التفرغ لمعاونته.. ومع وفاة “جابوتنسكى” كان همهما الأول هو كيفية العمل على تنفيذ وصاياه التى يحتفظ بها “تسيون” والذى رأى أن تنفيذها يمكن أن يتم من خلال طبع كتيبات ونشرها على جميع يهوديّ العالم حتى يتجمع اليهود حول الفكرة الصهيونية الأساسية وهى “إسرائيل العظمى”.
وبالفعل بدأت سلسلة كتب “تسيون” فى الظهور بفضل معاونة زوجته والتى تلقت بدورها دعمًا من والدها رجل الأعمال المعروف فى الولايات المتحدة، الذى أخذ على عاتقه نشر كتب “تسيون” بين يهود أمريكا.. ثم انتشرت الكتب فى العديد من الدول الأوروبية عبر اليهود الأمريكان.
وبدأ صيت “تسيون” ينتشر بين اليهود فى العالم.. غير أن والد “تسيلاه” لم يرق له ذوبان شخصية ابنته فى شخصية زوجها.
فى العام 1946 قرر “تسيون” أن يكون أبًا من آباء الصهيونية، رافضًا أن يكون مجرد داعٍ لها.. فنصحته “تسيلاه” بأن يحصل على درجة الدكتوراه باعتبار أن ذلك سوف يسهم فى وضعه العلمى بين صفوف اليهود.. وكانت ترى أن هذا الطموح يمكن أن يجعله على رأس دولة إسرائيل.
وبالفعل حقق “تسيون” طموحه، وحصل على درجة الدكتوراه من كلية “درونس” فى فيلادلفيا بالولايات المتحدة غير أن هذه الدرجة العلمية خلقت له العديد من المشاكل مع الزعامات اليهودية الموجودة فى الولايات المتحدة خصوصًا بعد شعورهم بأنه يسعى إلى تخطيهم فى طريقه للصعود إلى قمة سلم الدولة الوليدة.
فى ذلك الوقت ثار الكثير من الجدل بين القيادات اليهودية فى الولايات المتحدة، حيث كان البعض يرى أن التفاوض مع العرب يمكن أن يمثل إحدى وسائل إقامة دولة إسرائيل، إلا أن “تسيون” كان يرى عكس ذلك معتبرًا أن العنف هو الوسيلة الأساسية لإقامة الدولة.
وحين احتدم الخلاف بين الزعامات الصهيونية فى الولايات المتحدة قرر “تسيون نتنياهو” العودة إلى إسرائيل فى العام 1948وذلك بعد وقت قصير من قيامها على أرض فلسطين المحتلة.
ولم يكن “تسيون” على وفاق مع مسئولى الدولة الإسرائيلية الوليدة معتبرًا أنهم تنكروا لنضاله ودوره فى إقامة دولة إسرائيل.. حيث كان يرى أن كتبه وأبحاثه التى انتشرت فى العديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد أسهمت فى إقامة هذه الدولة.. والحصول على تأييد الأوروبيين والأمريكان.. فى حين كان ساسة إسرائيل ينظرون إليه بازدراء لأنه كان أنانيًا ومحبًا لذاته.
ورغم رفض ساسة إسرائيل التعاون معه إلا أنه كان يسعى إلى مشاركة القيادات الإسرائيلية فى مناظراتهم وندواتهم حول مستقبل الدولة الإسرائيلية.. وكان يردد دائمًا أنه تلميذ لجابوتنسكى، وأنه من أكثر الذين تحملوا العبء الأكبر من أجل إقامة هذه الدولة.
ووسط هذه الأجواء جاء “بنيامين تسيون نتنياهو” إلى الدنيا فى عام 1949.. حيث شهد هذا العام صراعًا مريرًا ومعقدًا بين تسيون ومناحم بيجين الذى تولى فيما بعد رئاسة الوزارة الإسرائيلية وعقد اتفاقية كامب ديفيد مع الرئيس المصرى الراحل أنور السادات.
كان الصراع فى مجمله يدور حول الحركة التصحيحية التى أرسى قواعدها “جابوتنسكى”.. وكان مناحم بيجين يرى أنه أكثر قدرة من تسيون على السيطرة على مقاليد الأمور داخل الحركة المتطرفة.
هذا الصراع الذى نشأ بين تسيون ومناحم بيجين لم يكن ليختفى أبدًا عن ذاكرة الطفل “بنيامين” الذى شب على كراهية “بيجين” منذ صغره، حيث اعتبره السبب الأساسى وراء القضاء على مستقبل والده السياسى.
ومنذ ذلك الحين تملكت “بنيامين نتنياهو” رغبة جامحة فى كيفية الانتقام لوالده وإعادة الاعتبار إليه.. وكان يرى أن ذلك لن يتحقق إلا بوصوله إلى مقعد رئاسة الوزراء فى إسرائيل.
وبالرغم من انضمام “بنيامين نتنياهو” إلى ذات تكتل الليكود الذى أوصل “مناحم بيجين” إلى رئاسة الوزراء فى إسرائيل إلا أنه كان يعتبر أن ما أقدم عليه “بيجين” من توقيع معاهدة للصلح مع مصر بمثابة خطأ إستراتيجى لا يغتفر.. وكان يرى أن “بيجين” تسرع فى التوقيع على هذه المعاهدة.. بينما كان بإمكانه المماطلة لسنوات طويلة يحصل خلالها على السلام دون التفريط فى شبر واحد من الأرض التى احتلتها إسرائيل فى شبه جزيرة سيناء.
لقد شهد “بنيامين” كيف أن بيجين أزاح والده عن طريقه، وكان بيجين يردد دائمًا أن “تسيون نتنياهو” لم يحارب مع منظمة “أتسل” وهى المنظمة العسكرية الإسرائيلية “الوطنية” وأنه لم يقدم أى تضحيات.. ولذا رفض منحه أى منصب.
من جانبه قرر “تسيون” ألا يستسلم لأفكار “بيجين” والقيادات اليمنية الإسرائيلية وأخذ على عاتقه أن يكون زعيمًا لحركة “حيروت” إلا أن الحركة رفضته.. مما فسره بأن هناك مؤامرة على مستقبله السياسى.
لقد نصحه أحد أصدقائه بالتخفيف من أفكاره المتطرفة للغاية إلا أن زوجته “تسيلاه” رفضت أن يقدم تسيون أية تنازلات فى هذا الصدد.. وطالبته بالتمسك بموقفه.. وأن يترك السياسة ويلتحق بالسلك الأكاديمى فى الجامعة العبرية.
اقرأ أيضاً«نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى».. كتاب جديد لـ مصطفى بكري يكشف فيه بالوثائق استراتيجية الكيان الصهيوني للهيمنة على المنطقة
نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى (2)
مصطفى بكري عن كتابه «حلم إسرائيل الكبرى»: يكشف سيناريو ما هو متوقع