هل سيمنع ترامب الهجرة في عهده؟.. تقييد «القانونية» وقمع «غير الشرعية»
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
في خضم السباق الانتخابي للرئاسة في الولايات المتحدة الأمريكية أظهرت استطلاعات الرأي تفوق هاريس على ترامب إجمالا، لكن المشاركين في تلك الاستطلاعات أعلنوا أنهم يُفضلون هاريس على ترامب في عدة قضايا، على رأسها ملف الهجرة، فما هي خطة ترامب في ملف الهجرة؟
وعد المرشح الجمهوري والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بقمع الهجرة غير الشرعية وتقييد الهجرة القانونية إذا تم انتخابه لفترة حكم ثانية، وتعهد ببذل أكبر جهود ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة، مع التركيز على المجرمين، لكنه يهدف إلى إعادة الملايين إلى بلدانهم الأصلية.
ووفقا لخطته تتضمَّن إجراءات التعامل مع مشكلات الهجرة احتجاز المهاجرين غير الشرعيين وفرض رسوم باهظة للهجرة وحظر استقبال مهاجرين من دول معينة.
سياسات التعامل مع مشكلات الهجرةحسبما نشرت رويترز ووفقًا لترامب وحملته وتقاريره الإخبارية، يعتزم ترامب إعادة برنامجه «البقاء في المكسيك» لعام 2019، والذي يجبر طالبي اللجوء غير المكسيكيين الذين يحاولون دخول الولايات المتحدة على الحدود الجنوبية على الانتظار في المكسيك لحين حل قضاياهم.
ووعد ترامب إنه سيسعى لاحتجاز جميع المهاجرين الذين تم القبض عليهم وهم يعبرون الحدود بشكل غير قانوني أو ينتهكون قوانين الهجرة الأخرى وقال إنه يفكر في بناء معسكرات اعتقال جديدة لهم. وأوضح أنه يستهدف ترحيل المهاجرين الذين لديهم سجلات جنائية أو أعضاء عصابات مشتبه بهم بموجب قانون الأعداء الأجانب غير المعروف لعام 1789.
فرض رسوم للهجرة من دول معينة وحظر استقبال المهاجرين من دول أخرىوأوضح ترامب نيته لاستخدام الرسوم الجمركية للضغط على الصين ودول أخرى لمنع المهاجرين من بلدانهم من القدوم إلى الحدود الأمريكية المكسيكية.
وقال بشكل واضح إنه سيطبق حظر سفر على أشخاص من دول معينة أو بأيديولوجيات معينة وتعهد في خطاب ألقاه في أكتوبر 2023 بتقييد المهاجرين من قطاع غزة وليبيا والصومال وسوريا واليمن.
وأوضح، خلال الخطاب، أنه سيمنع دخول المهاجرين الذين يدعمون المقاومة الفلسطينية ويرسل ضباط الترحيل إلى الاحتجاجات المؤيدة لهم لاعتقال المهاجرين المؤيدين لهم، بالإضافة لأنه سيسعى لمنع الشيوعيين والماركسيين والاشتراكيين من دخول الولايات المتحدة.
شروط جديدة لمنح الجنسية والبطاقة الخضراءوقال ترامب العام الماضي إنه سيسعى إلى إنهاء الجنسية التلقائية للأطفال المولودين في الولايات المتحدة لمهاجرين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، كما انتقد منح الجنسية الأمريكية لمهاجرين متزوجين من مواطن أمريكي أو مقيمين في الولايات فترة طويلة.
وبينما أوضح في بودكاست في يونيو أنه يؤيد منح البطاقات الخضراء للطلاب الأجانب الذين يتخرجون في الكليات الأمريكية أو الكليات الإعدادية، لكن المتحدثة باسم حملة ترامب كارولين ليفيت قالت في وقت لاحق إن الاقتراح ينطبق فقط على خريجي الجامعات الذين تم فحصهم بدقة وتنطبق عليهم مواصفات معينة.
حاول ترامب سابقا إنهاء برنامج يمنح إعفاء من الترحيل وتصاريح عمل للمهاجرين الذين تم جلبهم إلى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني وهم أطفال، لكن المحكمة العليا رفضت الإنهاء في يونيو 2020، كما تستهدف خطته تعطيل العمل ببرامج الإغاثة التي تمنح إقامات وتصاريح عمل.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: ترامب الهجرة هاريس الانتخابات الأمريكية الولایات المتحدة من دول
إقرأ أيضاً:
هل يتأثر العرب بوعيد ترامب بترحيل المهاجرين غير النظاميين؟
يواجه ملايين الأشخاص يعيشون في الولايات المتحدة بلا وثائق، بينهم عرب، خطر الترحيل بعد فوز الرئيس السابق دونالد ترامب بفترة رئاسية جديدة.
ودخل ترامب السباق إلى البيت الأبيض وملف الهجرة على قمة أولوياته، فوعد بإغلاق الحدود وبترحيل جماعي للمهاجرين غير النظاميين.
ويحذر مدافعون عن المهاجرين من أن تكون خطط الترحيل التي يتبناها الرئيس المنتخب "مثيرة للانقسام وغير إنسانية"، خاصة لما يترتب عليها من تشتيت للعائلات.
ويؤمن 39 في المئة من الناخبين الأميركيين بوجوب ترحيل معظم المهاجرين غير الشرعيين في البلاد، بحسب مسح أجراه مركز "أديسون" للبحوث، بعد الانتخابات الأخيرة.
لو فاز ترامب.. من يواجه خطر الترحيل بالولايات المتحدة؟ يواجه الملايين ممن يعيشون على الأرض الأميركية بغير شرعي، خطر الترحيل، والانفصال عن ذوويهم حال نجح الرئيس السابق دونالد ترامب في الوصول إلى البيت الأبيض مرة ثانية.بينما يقول 56 في المئة من الناخبين، الذين شاركوا في المسح نفسه، إنه يجب السماح للمهاجرين غير النظاميين بتقديم طلبات لتقنين أوضاعهم.
آلاف العرب مهددين بالترحيلتشير أغلب الإحصاءات الرسمية وغير الرسمية إلى وجود ما لا يقل عن 11 مليون مهاجر غير شرعي داخل الحدود الأميركية.
رغم ذلك، لا تتوفر بيانات رسمية محدّثة ترصد، تحديدا، حجم العرب من المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة.
لكن تقديرات لمعهد سياسات الهجرة أشارت إلى وجود 45 ألف مهاجر غير شرعي من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يعيشون في الولايات المتحدة اعتبارا من عام 2019.
وتشير بيانات المعهد نفسه إلى أنه، بنهاية 2023، كان 810 مهاجرين غير نظاميين من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا مستفيدين نشطين في برنامج "داكا".
و"داكا"، الذي يلقب أحيانا بـ"برنامج الحالمين"، وضعته إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في 2012، ويمنع ترحيل الذين دخلوا البلاد بشكل غير نظامي بينما كانوا أطفالا.
وألغى ترامب، خلال رئاسته الأولى، في سبتمبر 2017، البرنامج الذي يستفيد منه ما يزيد عن 530 ألف شخص من خلفيات مختلفة.
وينحدر أغلب الذين قدموا أطفالا من منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من دول الأردن (150 مستفيدا)، والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة (120 لكل منهما)، بحسب بيانات معهد سياسات الهجرة، وهو مؤسسة بحثية أميركية غير حزبية.
ولا يزال الحاصلون على "داكا" يستفيدون من امتيازاته، رغم قرار ترامب، والدعاوى القضائية المستمرة التي تطعن في دستورية البرنامج. بيد أنه وبداية من يوليو 2021، توقفت الحكومة الأميركية عن منح الموافقات على أية طلبات جديدة للحصول على امتيازات برنامج "داكا".
مخاوف وتجارب سابقةفي 10 أكتوبر 2023، أفاد موقع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، نقلا عن بيانات داخلية لهيئة الجمارك وحماية الحدود، بأن السلطات الأميركية، وعلى مدار عامين قبل التاريخ المذكور، ألقت القبض على آلاف الأشخاص، بينهم عرب، يحاولون دخول الولايات المتحدة عبر الحدود الجنوبية.
وجاء في تقرير موقع القناة، التي تدعم حزب ترامب الجمهوري، إن بين هؤلاء 15 ألفا و594من موريتانيا، و3153 من مصر و538 من سوريا، و164 من لبنان، و185 من الأردن، و139 من اليمن، و123 من العراق.
وبحسب تقرير الموقع، لم تشر البيانات، التي يقول إنه حصل على نسخة مسربة منها، إلى مصير المقبوض عليهم.
ويتوقع روبرت ماكاو، مدير إدارة الشؤون الحكومية لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، حدوث أشكال من الترحيل الجماعي خلال الأيام الأولى لحكم ترامب.
ويخشى ماكاو، ومنظمته التي تدافع عن الحقوق المدنية للمسلمين في الولايات المتحدة، من إعادة إحياء حظر السفر الذي فرضه الرئيس السابق في فترة حكمه الأولى على القادمين من 6 دول مسلمة.
وأكد المسؤول في المنظمة الحقوقية لموقع "الحرة" أنهم يتواصلون مع الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب لمعرفة وفهم الخطوات القادمة التي ستتخذها إداراته على مستوى ملف الهجرة.
"رجل المبادئ".. مسؤول عربي مسلم في ميشيغان يوضح أسباب دعمه لترامب في خطوة غير متوقعة هزت المشهد السياسي العربي الأميركي، أعلن رئيس بلدية عربي مسلم من أصول يمنية، عرف بانتمائه الطويل للحزب الديمقراطي، دعمه المفاجئ للرئيس السابق، دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2024.لكن ماكاو، ومن جهة أخرى، يقول إن ترامب "عرف أهمية أصوات المسلمين في الانتخابات الرئاسية هذا العام التي فضلته على منافسته الديموقراطية كامالا هاريس".
ويلفت إلى وعود ترامب للناخبين المسلمين بالسعي لإحلال السلام ووقف الحرب في غزة، التي تعهد بها أمام تجمع انتخابي في ولاية ميشيغان.
وبحسب مسح لمجلس العلاقات الأميركية الإسلامية، أجراه بعد الانتخابات الرئاسية الأخيرة، صوت 53 في المئة من الأميركيين المسلمين للمرشحة عن حزب الخضر جيل ستاين، فيما صوت 21.4 في المئة لصالح ترامب، و20.3 في المئة لهاريس.
ويتخذ مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية ومقره العاصمة واشنطن الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي تهديدات محتملة على حد قول ماكاو، فيعرفون المهاجرين المسلمين بحقوقهم المدنية والمؤسساتية، ويدربونهم أيضا على كيفية التعامل مع سلطات إنفاذ القانون.
هل تنجح خطة الترحيل؟يتوقع مسؤولون سابقون وحلفاء لترامب أن يحشد الرئيس المنتخب كل الوكالات الأميركية لتنفيذ وعده الانتخابي، بترحيل أعداد قياسية من المهاجرين غير النظاميين، حسبما أفادت به وكالة رويترز للأنباء.
وسبق وقدر نائب الرئيس المنتخب، جيه دي فانس، أن هذه العملية قد تؤدي إلى ترحيل مليون شخص سنويا.
ولا يستبعد ترامب الاستعانة بالجيش لتنفيذ وعده، رغم القوانين التي تحظر استخدام القوات العسكرية ضد المدنيين داخل الولايات المتحدة دون موافقة الكونغرس، حسبما نقلت قناة "سي. إن. إن" الأميركية عنه.
كما يخطط ترامب إلى استخدام قانون يعود إلى زمن الحرب عام 1798، وهو ما يعرف بقانون "الأعداء الأجانب"، لترحيل من يصفهم بأعضاء العصابات.
واستُخدم هذا القانون، بحسب مركز "برينان للعدالة" ذي الميول اليسارية، ثلاث مرات هي حرب عام 1812، والحرب العالمية الأولى، والحرب العالمية الثانية، عندما تم استخدامه لتبرير معسكرات الاعتقال للأشخاص من أصل ياباني وألماني وإيطالي.
وكتبت نورين شاه، نائبة مدير الشؤون الحكومية في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، في أواخر أكتوبر "يخشى الكثيرون أن تسعى إدارة ترامب الثانية إلى استخدام هذا القانون لتبرير الاحتجاز إلى أجل غير مسمى وإبعاد الناس من البلاد بسرعة ودون مراجعة قضائية".
ترامب "يخطط" لتفعيل قانون عمره 226 سنة لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية لمهاجرين ذكر موقع "أكسيوس" الأميركي أن المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة، دونالد ترامب، قد أعلن مؤخرًا عن نيته تفعيل قانون قديم يعود لعام 1798، وذلك حال وصوله إلى البيت الأبيض مرة أخرى.وتواجه خطة ترامب للترحيل عقبات مالية ولوجيستية وقانونية أيضا.
فعملية الترحيل، التي تستهدف الملايين من المهاجرين غير النظاميين، تتطلب المزيد من الضباط ومراكز وأسرّة الاحتجاز، والمزيد أيضا من القضاة المختصين في نظر قضايا الهجرة.
ويقدر مجلس الهجرة الأميركي، وهو جماعة مدافعة عن المهاجرين، تكلفة ترحيل 13 مليون مهاجر غير نظامي من الولايات المتحدة،بنحو 88 مليار دولار سنويا، وبنحو 968 مليار دولار أميركي موزعة على أكثر من 10 سنوات.
وحال تمكن ترامب من تغطية الكلفة اللازمة لتنفيذ خططه، فليس من المؤكد أن الدول ستقبل مواطنيها من المهاجرين غير الشرعيين، بعد ترحيلهم.
وقد يواجه دونالد ترامب الذي يدخل البيت الأبيض يناير القادم، تحركا قضائيا، يعيق تنفيذ وعده الانتخابي.
وقال لي جيليرنت، المحامي في اتحاد الحريات المدنية الأمريكية، لرويترز، إن "أكثر من 15 محاميًا يتخصصون في شؤون الهجرة، أمضوا العام في الاستعداد لإمكانية عودة ترامب."
وقاد جيليرنت معركة قضائية ضد سياسة فصل العائلات التي تبناها ترامب في فترة رئاسته الأولى.