ينذر بحرب وشيكة.. تقرير أسود يرصد أسوأ سيناريو ستواجهه الجزائر منذ سنوات طويلة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
أخبارنا المغربية - عبدالاله بوسحابة
تشير تقارير إعلامية عديدة إلى أن نظام الكابرانات يعيش خلال الأسابيع الماضية حالة من التوتر والقلق الشديد، بسبب التدهور اللافت لعلاقات الجزائر مع جيرانها في مالي وليبيا، مما ينذر بتطور الوضع إلى مواجهات مباشرة، سواء عسكريًا على أرض الميدان أو حتى في أروقة الأمم المتحدة، التي كانت خلال الأيام الماضية مسرحًا لمسلسل جديد من التلاسن وتبادل التهم.
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "لوبينيون" الفرنسية في عدد أول أمس الأحد تقريرًا أسود، أوضحت فيه إمكانية حدوث مواجهات عسكرية بين الكابرانات والنظام العسكري في مالي، نتيجة حالة التوتر الشديد التي تميز علاقات البلدين، مشيرة إلى أن الجزائر اضطرت خلال الأيام الماضية إلى تحريك طائرة مقاتلة من طراز "سوخوي" في طلعة جوية على مقربة من الحدود مع مالي، في تحذير مباشر للجيش المالي الذي قالت إنه قام باستخدام طائرة "درون" تركية الصنع من طراز "بيرقدار تي بي 2" بالقرب من الحدود مع الجزائر.
كما أشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن ممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة طالب المنتظم الدولي قبل أيام قليلة بضرورة التحرك لفرض عقوبات على مالي بسبب إيوائها لمن وصفهم بـ"الجيوش الخاصة"، في إشارة إلى مجموعة "فاغنر" الروسية، وهو الاتهام الذي نفاه نظيره المالي جملة وتفصيلًا، وشدد على أنها مجرد أخبار زائفة لا أساس لها من الصحة.
حالة التوجس والقلق الشديد التي يعيشه نظام الكابرانات دفعته إلى تجديد مطالبته لمجلس الأمن بالأمم المتحدة خلال جلسته الأخيرة بضرورة التدخل لوقف أنشطة "المرتزقة" في شمال مالي وأيضًا بالقرب من الحدود الجنوبية للجزائر، مستغلًا هجومًا نفذته طائرة مسيرة عن بعد، خلف أكثر من 20 قتيلاً، أغلبهم من المدنيين.
وفي الوقت الذي أكد فيه التلفزيون الرسمي المالي أن الهجوم المذكور استهدف مجموعة من الإرهابيين المطالبين بالانفصال عن باماكو، لجأت الجزائر مجددًا خلال مداخلة لممثلها في الأمم المتحدة إلى أسلوب التلميح والهمز واللمز، لتوجيه تهم مباشرة إلى مجموعة "فاغنر" الروسية، المتواجدة حاليًا في مالي لدعم التدخلات العسكرية للجيش بقيادة الحاكم الجديد "أسيمي غويتا"، وبالتالي تحميلها (فاغنر) مسؤولية سقوط ضحايا في حدودها الجنوبية (شمال مالي) إثر هجوم نفذته طائرة "درون"، قبل أن تطالب بمحاسبتها بسبب ما اعتبرته (الجزائر) جريمة في حق المدنيين.
وأشار المصدر ذاته إلى أن الاتهامات المبطنه التي وجهتها الجزائر لمجموعة "فاغنر" الروسية تنذر بحدوث أزمة حادة ونسف علاقات البلدين التي كانت حتى وقت قريب جيدة، موضحًا أن ما يعزز هذا الطرح هو رغبة روسيا في التوسع والتغلغل داخل إفريقيا، الأمر الذي يؤشر لوقوع اصطدامات وشيكة بينهما، نظرًا للتطورات المتواصلة التي تعرفها منطقة الساحل، سواء على مستوى حدود الجزائر مع مالي أو حتى مع ليبيا، مما يثير حالة من القلق والتوجس في نفوس الكابرانات، سيما في ظل استمرار التحركات التي يقوم بها خليفة حفتر وقواته المدعومة من روسيا.
ومعلوم أن العلاقات بين الجزائر ومالي تعيش حالة توتر صعبة منذ سنة تقريبًا، بعدما قررت مالي إنهاء اتفاق السلام الذي يجمعها بحركات انفصالية كانت تسيطر على شمال البلاد، قبل أن تطالب الجزائر التي تولت لعب دور الوساطة في هذا الاتفاق بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وذلك على خلفية استقبال الرئيس المنتهية ولايته "عبد المجيد تبون" لزعماء حركة الأزواد، الأمر الذي تعتبره مالي دعمًا لهذه الحركة التي تعتبرها إرهابية انفصالية.
كما أكدت الصحيفة الفرنسية أن التحركات والخرجات التي تقوم بها الجزائر على مستوى مجلس الأمن تفسر حجم التوتر والقلق الذي يسيطر على نظام الكابرانات، بسبب مخاوفه الكبيرة من الأوضاع المتوترة في الساحل، والتي قد تمتد إلى عمق الجزائر، نظرًا لارتباط الأخيرة جغرافيًا بحدود طويلة مع عدد من دول المنطقة مثل مالي والنيجر وليبيا.
ووفق المصدر ذاته، فإن ما يقلق الكابرانات بشكل أكبر هو انفجار الوضع في الساحل، والذي سيتسبب حتمًا في حدوث موجات كبيرة من الهجرة الجماعية لسكان هذه الدول صوب الجزائر، وهي الأزمة التي ظلت الجارة الشرقية تعاني منذ سنوات من تداعياتها الصعبة، ما اضطرها قبل أسابيع إلى طرد آلاف المهاجرين القادمين من النيجر وإعادتهم إلى بلدهم، في ظروف جلبت انتقادات دولية واسعة على الجزائر.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: إلى أن
إقرأ أيضاً:
تقرير أمريكي: الحوثيون يقاومون الحملة الأمريكية بعناد رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم (ترجمة خاصة)
أفاد تقرير أمريكي أن جماعة الحوثي في اليمن تقاوم بعناد الحملة التي تشنها الولايات المتحدة منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، رغم الخسائر والأضرار التي تلحق بهم.
وقال موقع "ذا ماريتايم إكزكيوتيف" في تقرير ترجمه للعربية "الموقع بوست" إن البيانات التي جمعتها عمليات التجارة البحرية البريطانية في دبي تشير إلى أن هجمات الحوثيين على السفن قد توقفت إلى حد كبير، وكان آخر حادث مُسجل محاولة هجوم على سفينة من قِبل قراصنة يُشتبه في أنهم قراصنة في 15 أبريل.
وأضاف "يزعم الحوثيون أنهم هاجموا حاملة الطائرات الأمريكية يو إس إس هاري إس ترومان (CVN-75) في البحر الأحمر، لكن يبدو أن البحرية الأمريكية لم تُلاحظ ذلك. مع ذلك، استمرت هجمات الحوثيين الصاروخية الباليستية على إسرائيل من حين لآخر".
وبحسب الموقع فإن الاستنتاج الوحيد المُؤكد في الوقت الحالي هو أن قدرات الحوثيين الصاروخية والطائرات المُسيّرة قد تراجعت، ولكن استئناف الهجمات على السفن قد يستمر.
يُشير الرأي السائد لدى الخبراء -حسب التقرير- إلى أن حملة جوية ضد الحوثيين لن تُضعف عزيمتهم الراسخة على القتال، إذ يُقاوم الحوثيون بعناد الخسائر والأضرار التي تُلحق بهم.
ولفت إلى أن هذه الانطباعات تعزز الحشود الكبيرة التي يتمكن الحوثيون من حشدها للتظاهرات السياسية، كما حدث في صنعاء في 18 أبريل.
وبشأن محاولات الحوثيين لوصف الضربات الأمريكية بأنها هجوم عشوائي على المدنيين، يقول الموقع الأمريكي إنها لم تُؤخذ على محمل الجد. سُجّلت إحدى أكبر حوادث قتل المدنيين في 20 أبريل، عندما تعرّض سوق الفروة في صنعاء القديمة لقصف صاروخي معيب، ليس من قِبل القيادة المركزية الأمريكية، بل من قِبل صاروخ حوثي مضاد للطائرات. ودحضت صور الحوثيين للمشهد محاولة وصف غارة على مستودع أسلحة في مبنى قيد الإنشاء في صعدة بأنها هجوم على عيادة لعلاج السرطان.
وطبقا للتقرير في المجمل، لم تُحدث الغارات الجوية الأمريكية تصاعدًا في الدعم لقيادة الحوثيين، ولا ثورةً شعبيةً لهم. يعتقد خصومهم اليمنيون أن الضغط يتزايد على الحوثيين، لكنهم لم يصلوا بعد إلى نقطة تحول.
في 24 أبريل/نيسان، كان رئيس المجلس الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، لا يزال يتحدث عن "مؤشرات واعدة على تحول في ميزان القوى" و"وحدة متنامية بين الفصائل المناهضة للحوثيين".
يقول التقرير "يبدو أن مخططي حملة القيادة المركزية الأمريكية يتفقون مع هذا التقييم. في الوقت الحالي، تُركز الضربات على قيادة الحوثيين، والبنية التحتية للصواريخ والطائرات المسيرة، ومصادر الإيرادات، والكوادر الفنية.
وقال "لا تُظهر بيانات الضربات من معهد دراسات الحرب وجمعها @VleckieHond حتى الآن أي تركيز على مواقع الحوثيين في الخطوط الأمامية، لا سيما في مأرب وحول الحديدة، حيث ستحتاج القوات الحكومية إلى اختراقها لاستعادة مناطق رئيسية استولى عليها الحوثيون".
لكن في غضون ذلك، يستمر إلحاق أضرار تراكمية. وبينما يستمر هذا الضغط على الحوثيين ويتزايد، لا تُبدي القيادة المركزية الأمريكية أي إشارة إلى نية لتقليص هجومها، على الرغم من استنزاف مخزونات الذخائر وطائرات MQ-9 Reapers. وفق التقرير.
يضيف التقرير"هكذا، تتجه الحملة نحو صراع إرادات، ويبدو أن الحوثيين هم الأضعف. على الرغم من سمعتهم بالصمود، فقد رضخ الحوثيون في الماضي للضغوط - ولكن فقط عندما هددهم خصومهم اليمنيون بخسارة الأراضي".
وخلص التقرير إلى القول "أما بالنسبة لعناد الحوثيين السياسي، فينبغي أن نتذكر أن الفصيل الملكي بقيادة الإمام محمد البدر في حرب اليمن الأهلية في ستينيات القرن الماضي انبثق من معقل الشيعة في صعدة، التي تُعدّ الآن معقل الحوثيين، وقد قبلوا في تلك الأيام الدعم العسكري من البريطانيين، بالإضافة إلى عمليات إسقاط الأسلحة العرضية من الإسرائيليين. وإذا أُريدَ القضاء نهائيًا على التهديد الموجه للشحن البحري، وهو ما ينعكس في تقييمات المخاطر وردود أفعال المجتمع البحري، فسيظل من الضروري إحداث تغيير سياسي جوهري في تفكير الحوثيين".