عربي21:
2025-03-09@16:46:23 GMT

لماذا يجب على الغرب الوقوف في وجه نتنياهو

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

لماذا يجب على الغرب الوقوف في وجه نتنياهو

قال رئيس تحرير موقع ميدل إيست آي البريطاني، ديفيد هيرست، إن "تكاليف عدم الوقوف في وجه نتنياهو يمكن أن ترجح كفتها سريعا على الفوائد المحلية الناجمة عن الانجرار وراءه".

وأوضح في مقال، أن "العثور على جثث الأسرى الستة فجر موجة عارمة من السخط داخل إسرائيل، حيث هزت البلد مظاهرات لم تشهدها إسرائيل منذ الاحتجاجات التي نظمت ضد التعديلات القضائية.

بل لقد أطلق عليها الإسرائيليون كلمة انتفاضة". 

وأضاف، أن "أربعة من الرهائن كانوا على قائمة حماس الإنسانية من الأسرى، وكانوا سيطلقون في المرحلة الأولى من صفقة تبادل كانت سوف تتم لو لم يرفض نتنياهو الانسحاب من ممر فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة. هذه معلومات وليس مجرد تخمين".

وأردف، أن إسرائيل في قبضة تمرد استيطاني ديني يميني متطرف، ورئيس أمريكي تتعرض سياسته للتجاهل من قبل أهم حلفائه في المنطقة حتى وإن كان ثمن ذلك خسارة حملة انتخابية حامية الوطيس، ومقاومة في غزة لا تعرف الاستسلام، وفلسطينيون في غزة لن يبرحوا مكانهم، وفلسطينيون في الضفة الغربية باتوا الآن على استعداد لتصعيد المواجهة، وانقسام ضخم داخل الأردن، ثاني بلد عربي يعترف بإسرائيل.

وتناول هيرست، الأسباب التي توجب على الغرب الوقوف بوجه نتنياهو.

وفيما يلي نص المقال:
لقد فجر العثور على ستة رهائن آخرين أمواتاً موجة عارمة من السخط داخل إسرائيل، حيث هزت البلد مظاهرات لم تشهدها إسرائيل منذ الاحتجاجات التي نظمت ضد التعديلات القضائية. بل لقد أطلق عليها الإسرائيليون كلمة "انتفاضة".

ترك عشرات الآلاف من الإسرائيليين أعمالهم وانضموا إلى إضراب عام، وغدا وزير الدفاع يوآف غالانت والمؤسسة الأمنية كلاهما في صدام مع رئيس حكومتهما.

ودعا زعماء المعارضة بيني غانتز ويائير لابيد الناس إلى الخروج إلى الشوارع، وهكذا فعلوا، فسدت الطرق الرئيسية المحيطة بتل أبيب وأغلق مطار بن غوريون.

أياً كانت الطريقة التي مات بها الرهائن – فحماس تقول إنهم قتلوا بنيران إسرائيلية، بينما يقول الجيش الإسرائيلي إنهم أعدموا من مسافة قريبة قبيل محاولة تمت لتحريرهم – فإن الملامة على موتهم حُمّلت بشكل تام لنتنياهو والزمرة اليمينية المتطرفة التي تسند حكومته.

كان أربعة من الرهائن على قائمة حماس "الإنسانية" من الأسرى، وكانوا سيطلقون في المرحلة الأولى من صفقة تبادل كانت سوف تتم لو لم يرفض نتنياهو الانسحاب من ممر فيلادلفيا الذي يفصل مصر عن غزة. هذه معلومات وليس مجرد تخمين.

تقويض صفقة محتملة
هذا ما يقوله قادة الأجهزة الأمنية أنفسهم، والذين حذروا نتنياهو مراراً وتكراراً حول ما الذي يمكن أن يحدث للرهائن الباقين فيما لو استمر في تخريب صفقة التبادل.

قبل ثلاثة أيام، تحول لقاء اعتيادي للحكومة للاستماع إلى تقرير أمني إلى مباراة في التراشق بالصياح بين غالانت ونتنياهو، بحسب ما ذكرته وكالة أكسيوس.

تقول الوكالة إن غالانت قال في اللقاء: "يجب علينا أن نختار بين فيلادلفيا والرهائن، لا يمكننا أن نفوز بالاثنين معاً. فيما لو صوتنا، فقد نكتشف إما أن الرهائن سوف يموتون أو أننا سوف نتراجع من أجل ضمان إطلاق سراحهم."

ما كان من غالانت ورئيس أركان الجيش الجنرال هيرزي هاليفي ومدير الموساد ديفيد بارنيا ورئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض إلا أو وقفوا جميعاً في مواجهة نتنياهو واقتراحه بالتصويت على قرار يقضي بالاحتفاظ بسيطرة إسرائيلية كاملة على امتداد الحدود مع مصر، فذلك من وجهة نظرهم كان سيقوض صفقة محتملة مع حماس.

في تصريح لوكالة أكسيوس، قال مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى: "لقد حذرنا نتنياهو ووزراء الحكومة إزاء هذا السيناريو بالضبط، ولكنهم لم يسمعوا." مضى التصويت على القرار وكانت الأغلبية مؤيدة له.

إلا أن الرهائن لقوا حتفهم، والذي فهمته عائلات الرهائن بوضوح هو أن هذه المجموعة من الرهائن كانت على قيد الحياة قبل وقت قصير من محاولة الجيش إنقاذهم.

جاء في تصريح صادر عن منتدى الرهائن والعائلات المفقودة ما يلي: "كانت على الطاولة منذ ما يزيد عن شهرين صفقة لإعادة الرهائن. ولولا أنه [أي نتنياهو] استمر في المماطلة والتعطيل وتقديم الأعذار وممارسة الخداع، لربما بقي الرهائن، الذين علمنا بموتهم هذا الصباح، على قيد الحياة."

ما لبث خبر موت الرهائن أن ترددت أصداؤه في أرجاء الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي حصلت مع خبر هجوم حماس يوم السابع من أكتوبر. ولعل مما ساهم في ذلك أن والدي أحد الرهائن الذين ماتوا، المواطن الأمريكي هيرش غولدبيرغ بولين، كانا قد تحدثا من على منصة المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي، بينما كان الجمهور يهتف قائلاً "أعيدوهم إلى بيوتهم."

رداً على ذلك، تعهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي توشك ولايته على النهاية، بأن يجعل حماس تدفع ثمن موت الرهائن، بينما قالت المرشحة الرئاسية عن الحزب كامالا هاريس إنه يجب إزالة حماس.
كلاهما يعلمان أن المسؤولية عن موت الرهائن تقع على عاتقهما أيضاً.



الحقيقة المؤلمة
كان بايدن قد دعا قبل أربعة شهور، بوضوح وبشكل لا لبس فيه، إلى وقف إطلاق نار دائم. وأصدرت الأمم المتحدة في شهر يونيو (حزيران) قراراً بوقف إطلاق نار شامل عبر ثلاث مراحل.

إن من أهم واجبات بايدن كقائد عام هو التأكد من التزام حليف أمني أساسي له في الشرق الأوسط بالسياسة الأمريكية، وخاصة عندما يكون هذا الحليف معتمداً على ما تزوده به الولايات المتحدة من أسلحة كما هو الحال مع إسرائيل.

ولكن الحقيقة المؤلمة من وراء قتل الرهائن هي أنه لو كان بايدن على استعداد لفرض سياسته هو عبر حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل، لكان ممكناً الآن التوصل إلى وقف لإطلاق النار، ولأمكن تحرير الكثيرين من الرهائن المتبقين، بما في ذلك حملة الجنسيات الأمريكية والبريطانية.

لو توجب على أي شخص النظر إلى نفسه عبر المرآة فيما يتعلق بموت غولدبيرغ بولين لتوجب أن يكون ذلك هو بايدن.

إن من الحماقة أن تسير هاريس بكل وداعة على نفس هذه الخطى. كان ينبغي عليها أن تتذكر ما قاله جنرالاتها حول استحالة إلحاق الهزيمة بحماس في غزة.

ومع ذلك يمكن لهذه الحادثة التي أودت بحياة الرهائن الستة أن تشكل نقطة التحول التي تفرض على نتنياهو التراجع عن موقفه في المفاوضات، والتي ماتزال تقف أمام طريق مسدود.

قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في حديثه مع عائلات الرهائن الأمريكيين المحتجزين داخل غزة إن الولايات المتحدة سوف تقدم لإسرائيل وحماس عرضاً أخيراً لوقف إطلاق النار إما أن يأخذوه أو يتركوه.

لقد قيل مثل هذا الأمر مرات عديدة من قبل، ولعل هذا هو أحد الأسباب التي أفقدت الولايات المتحدة كل المصداقية في التعامل مع المفاوضين المستقلين من كل من مصر وقطر.

ولكن فيما لو كانت النتيجة هي انسحاب إسرائيلي على مراحل من ممر فيلادلفيا واستسلام نتنياهو تحت وطأة الضغوط المحلية والدولية، فإنه يعلم أنه متجه لا مفر نحو أزمة أخرى.

نهاية السيطرة الأشكنازية
لا يقتصر الأمر على احتمال أن ينسحب من الائتلاف الحكومي، كما هددا مراراً من قبل، كل من بيزاليل سموتريتش، وزير المالية، وإيتامار بن غفير، وزير الأمن الوطني، وهما من أشد المتطرفين داخل الحكومة.

بل يعلم نتنياهو أن إسرائيل منقسمة إلى شقين، حيث يطالبه نصف الناس في البلد بأن "ينهي المهمة" التي أخفق ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء إسرائيلي، في إتمامها.

هذه الانتفاضة، مثلها مثل المظاهرات التي نُظمت ضد التعديلات القضائية العام الماضي، هي واحدة من الرهانات الأخيرة التي تقوم بها النخبة الأشكنازية الليبرالية.

يساور هذه النخبة شعور بأنهم يفقدون البلد الذي أنشأوه. فها هم قد فقدوا السيطرة على الجيش وعلى قوات الشرطة لصالح المستوطنين. لم يبق في أيديهم حصرياً الكثير، ويثبت ذلك ما شهدته إسرائيل طوال العام الماضي من هجرة للناس والأموال باتجاه أوروبا.

لا يتصرف نتنياهو فقط انطلاقاً من الرغبة في بقائه شخصياً على قيد الحياة سياسياً، بل يشعر أيضاً بأن إسرائيل على وشك أن تشهد ثورة يمينية متطرفة. ولذلك ما من غريزة سياسية إلا وتحذره من أن ما يوشك أن يفقده كثير، وكثير جداً. وفيما لو حدث ذلك، فإن الوضع القادم سيكون في تناقض تام مع رئاسة ديمقراطية في الولايات المتحدة.



انكشاف على الهواء مباشرة
كما ينبغي على بايدن أن ينظر إلى نفسه في المرآة إزاء ذلك الذي يجري داخل الضفة الغربية المحتلة.
إزاء عجزه، لعدة أسباب لا أقل منها انعدام الاستعداد العسكري، في فتح جبهة ثانية ضد حزب الله في لبنان، حوّل نتنياهو اهتمامه باتجاه البلدات الثلاث في شمال الضفة الغربية في عملية عسكرية شاملة تسمى "عملية المخيمات الصيفية"، والمصممة لإجبار السكان على الرحيل.

كما يتبع الليل النهار، بدأت العمليات ضد القوات الإسرائيلية في كل أنحاء الضفة الغربية، وبشكل خاص في منطقة الخليل في الجنوب.

ينبغي على بايدن وهاريس ملاحظة من هو الشخص الذي أطلق الرصاص على ثلاثة من رجال الشرطة الإسرائيليين فقتلهم رداً على العملية التي ينفذها الجيش في الشمال.

كان مطلق النار عضواً في حركة فتح وشغل سابقاً منصباً ضمن الحرس الأمني الرئاسي في السلطة الفلسطينية. يضاف إلى ذلك أن مهند العسود من سكان إذنا في الخليل، وهو من مواليد الأردن وكان من مواطنيه، ثم عاد إلى موطنه الأصلي في الضفة الغربية في عام 1998 هو وعائلته بعد حصولهم على لم شمل عائلي.

يحمل التاريخ الشخصي لمهند العسود تحذيراً واضحاً بشأن التداعيات التي سوف تنجم عن كيفية رد الفلسطينيين في الضفة الغربية على فتح جبهة ثانية في هذه الحرب التي تدور رحاها داخل الأراضي المحتلة، مستخدمين نفس الأسلحة والوسائل في جنين وطولكرم وطوباس كتلك التي استخدموها من قبل في غزة.

لم يكن العسود عضواً لا في حماس ولا في الجهاد الإسلامي، ولا كان جزءاً من أي مجموعة مقاومة محلية معروفة. بل اتخذ قراراً شخصياً بأن المقاومة هي الرد الوحيد على الهجوم العسكري الإسرائيلي.

هناك مئات الآلاف من الفلسطينيين المسلحين وغير المنتمين مثله في الضفة الغربية وفي الأردن، وكل هؤلاء وصلوا إلى نفس الخلاصة.

أضف إلى ذلك أن التوترات بين الأردن وإسرائيل تتفاقم بشكل مضطرد.

ترافق شن الهجوم مع اشتعال حرب كلامية بين وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتز، ونظيره الأردني، أيمن الصفدي.

لم يكتف كاتز بإخبار سكان جنين إن عليهم أن يخلوا مساكنهم "مؤقتاً"، بل اتهم الأردن مراراً وتكراراً بتكديس الأسلحة في المخيمات، زاعماً أنه لم يعد قادراً على السيطرة على أراضيه. بل قال في تغريدة له عبر حسابه في منصة إكس: "تقوم إيران بإقامة بنية تحتية للإرهاب في يهودا والسامرة، مغرقة مخيمات اللاجئين بالأموال والأسلحة التي يتم تهريبها عبر الأردن، وذلك بهدف تأسيس جبهة إرهاب شرقية ضد إسرائيل. وهذه العملية تهدد كذلك النظام الأردني. يجب على العالم أن يصحو ويوقف الاخطبوط الإيراني قبل فوات الأوان."

رد عليه نظيره الأردني قائلاً إن تلك كلها أكاذيب.

كتب الصفدي يقول: "إننا نرفض المزاعم التي صدرت عن الوزير العنصري المتطرف الذي يخترع المخاطر لتبرير قتل الفلسطينيين وتدمير مقدراتهم. إن الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، والجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، والتصعيد الإسرائيلي في المنطقة هو ما يشكل أكبر تهديد للأمن والسلام. ولسوف نعارض بكل ما لدينا من قدرات أي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني داخل أو خارج الأراضي المحتلة."

ضرام أكبر
أما وقد مر على الوضع خمسة أيام، ها هو المشهد يتحضر تارة أخرى لعملية داخل الضفة قد تستمر لفترة مشابهة لتلك التي خضعت لها غزة، ولا يملك الرئيس الفلسطيني محمود عباس القدرة على وقفها.

لقد استنفر الفتيان الفلسطينيون للقتال. ولد وائل مشه وطارق داود بعد أوسلو، ولم يشهدا لا الانتفاضة الأولى ولا الانتفاضة الثانية.

كلاهما أطلق سراحهما في تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس في نوفمبر (تشرين الثاني). ويوم إطلاق سراحه تحدث مشه عن معاناة الأطفال الذي يتعرضون للضرب والامتهان داخل السجون الإسرائيلية.



كانت رحلة مشه القصيرة مقدرة. تقول والدته: "تحول من سجين إلى مطارد، ثم إلى المواجهة (ضد الاحتلال)، ثم ليصبح شهيداً."

لقد قتل بواسطة مسيرة فجر يوم الخامس عشر من أغسطس (آب) بينما كان يقاوم هجوماً إسرائيلياً على نابلس. هناك الآلاف من مثله ممن يُدفعون دفعاً نحو المعركة.

قائد كتيبة طولكرم، محمد جابر – المعروف بلقب "أبو شجاع"، محارب آخر قتلته إسرائيل، والتي كانت قد وصفته بأنه أكبر مسلح مطلوب لديها، رغم أنه لم يتجاوز السادسة والعشرين من عمره. كان أبو شجاع، الذي ولد بعد أسلو بأربعة أعوام، لاجئاً من سكان مخيم نور شمس، وإن كان ينحدر أصلاً من حيفا. سوف يلهم قتله أعداداً غفيرة أخرى ويحرضها على الانضمام تماماً كما تلقى هو الإلهام من آخرين.

حتى مع التردد السابق لكل من حزب الله وإيران في التورط، باتت المكونات كلها مجتمعة بما يضمن اندلاع ضرام أكبر.

إسرائيل في قبضة تمرد استيطاني ديني يميني متطرف، ورئيس أمريكي تتعرض سياسته للتجاهل من قبل أهم حلفائه في المنطقة حتى وإن كان ثمن ذلك خسارة حملة انتخابية حامية الوطيس، ومقاومة في غزة لا تعرف الاستسلام، وفلسطينيون في غزة لن يبرحوا مكانهم، وفلسطينيون في الضفة الغربية باتوا الآن على استعداد لتصعيد المواجهة، وانقسام ضخم داخل الأردن، ثاني بلد عربي يعترف بإسرائيل.

بالنسبة لبايدن وهاريس، الرسالة في غاية الوضوح، الأنوار المنبعثة منها ساطعة، ومفادها أن تكاليف عدم الوقوف في وجه نتنياهو يمكن أن ترجح كفتها سريعاً على الفوائد المحلية الناجمة عن الانجرار وراءه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية نتنياهو غزة الولايات المتحدة الاحتلال الولايات المتحدة غزة نتنياهو الاحتلال الحرب الشاملة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة من الرهائن فیما لو من قبل فی غزة

إقرأ أيضاً:

لماذا تشعر إسرائيل بالتهديد من الفيلم الفائز بالأوسكار؟

يوم الأحد الماضي، فاز الفيلم الوثائقي المشترك بين الفلسطينيين والإسرائيليين "لا أرض أخرى" بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي، وهو أوّل أوسكار في تاريخ فلسطين.

وقد أضيفت هذه الجائزة إلى قائمة تضم 45 جائزة حصل عليها الفيلم منذ إصداره عام 2024، من بينها جائزة أفضل فيلم وثائقي في جوائز الفيلم الأوروبي 2024، ومهرجان برلين السينمائي الدولي 2024، وجوائز جوثام 2024.

نال الفيلم إشادة نقدية واسعة وحصل على تقييمات "خمس نجوم" في وسائل الإعلام العالمية، كما عُرض في جميع أنحاء العالم ونفدت تذاكر عروضه المستقلة في الولايات المتحدة باستمرار. ومع ذلك، لم يوافق أي موزع أميركي على عرضه على نطاق واسع في البلاد، والسبب الوحيد وراء ذلك هو موضوعه: فلسطين.

فيلم وثائقي يزعج المؤسسات الأميركية

يتتبع الفيلم حياة الفلسطينيين في مسافر يطا، وهي منطقة قريبة من الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة، والتي أعلنها الجيش الإسرائيلي "منطقة عسكرية مغلقة". تحت هذا الادعاء، يتعرض السكان الفلسطينيون باستمرار للمضايقات من قبل الجيش والمستوطنين غير الشرعيين، وتُهدم منازلهم، مما يجعلهم بلا مأوى. يروي الفيلم القصة من خلال عدسة المخرجَين المشاركين، باسل عدرا، الناشط الفلسطيني، ويوفال أبراهام، الصحفي الإسرائيلي.

إعلان

إن التصوير الواقعي والصادم للجرائم الإسرائيلية المستمرة هو أمر تخشى شركات التوزيع الأميركية عرضه. وهذا يحدث في دولة تتفاخر بأنها حامية لحرية التعبير بموجب دستورها.

يكشف هذا الخوف عن مدى حملة محو فلسطين في الولايات المتحدة، التي تؤثر على جميع جوانب الحياة العامة، من التعليم إلى الإعلام والفنون والسينما.

محو الرواية الفلسطينية في الغرب

لطالما تعرضت الثقافة والتاريخ الفلسطينيان لمحاولات طمس منذ عام 1948، حيث سعت إسرائيل إلى تبرير استيلائها على الأراضي من خلال الادعاء بأن الفلسطينيين لا وجود لهم ولا يحق لهم المطالبة بأرضهم. وقد سيطر هذا السرد على الرأي العام في الدول الغربية الداعمة لإسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

المحافظة على هذا السرد أمر بالغ الأهمية لاستمرار الدعم السياسي الأميركي لإسرائيل. فإذا تعرض الشعب الأميركي لمزيد من المعلومات حول ما يحدث في فلسطين، وإذا ظهرت الرواية الفلسطينية في وسائل الإعلام السائدة، وإذا أُتيحت الفرصة للفلسطينيين لسرد معاناتهم من الإبادة الجماعية والفصل العنصري، فستتغير المواقف العامة بشكل كبير.

الرأي العام الأميركي بدأ بالتغير

أظهرت استطلاعات الرأي خلال العام الماضي أن الأميركيين، خاصة الديمقراطيين، لا يوافقون على سياسات حكومتهم تجاه إسرائيل وفلسطين. عندما كانت إدارة الرئيس جو بايدن ترفض دعم وقف إطلاق النار في غزة، كان غالبية الديمقراطيين يؤيدون ذلك. وقد أدى هذا الموقف في النهاية إلى خسارة كامالا هاريس عددًا لا يُحصى من الأصوات في الانتخابات الرئاسية.

أي تحول كبير في الرأي العام بشأن إسرائيل وفلسطين سيجعل من الصعب على الكونغرس الأميركي الاستمرار في تمويل الجيش الإسرائيلي بمليارات الدولارات ودعمه السياسي للاحتلال والفصل العنصري.

لماذا يُنظر إلى "لا أرض أخرى" على أنه تهديد؟

الرقابة على الفيلم لا تقتصر على كونه وثائقيًا فلسطينيًا، بل لأنه يروي القصة من خلال تعاون فلسطيني- إسرائيلي. لم يكن الصوت الفلسطيني وحده هو الذي تحدث عن المعاناة، بل ظهر أيضًا صوت إسرائيلي يعارض الاحتلال.

إعلان

في خطاب قبوله جائزة الأوسكار، قال يوفال أبراهام:
"عندما أنظر إلى باسل، أرى أخي، لكننا لسنا متساويَين. نحن نعيش في نظام يُخضعه للقانون العسكري الذي يدمر حياته، بينما أعيش أنا بحرية في ظل القانون المدني. هناك طريق آخر: حل سياسي بدون تفوق عرقي".

إن سماع إسرائيلي ينتقد الفصل العنصري والاحتلال أمر غير مقبول بالنسبة للمؤسسات الإسرائيلية وداعميها في الغرب، حيث يتناقض ذلك مع السردية السائدة التي تصور إسرائيل كـ"بوصلة أخلاقية"، وتدعي أن كل الفلسطينيين يسعون إلى إبادة اليهود.

رد فعل عنيف ضد المتضامنين مع الفلسطينيين

اليهود الأميركيون الذين يشاركون رؤية أبراهام ويتحدثون ضد إسرائيل يتعرضون للمضايقة والرقابة والاتهام بمعاداة السامية، بل والاعتقال خلال التظاهرات.

حتى أبراهام نفسه تعرض لعداء في ألمانيا، حيث تم اعتباره "غير مرحب به" بعد خطابه في مهرجان برلين السينمائي العام الماضي. سارع السياسيون الألمان إلى وصفه بـ "المعادي للسامية"، وزعمت بلدية برلين أن فيلمه يُظهر "نزعات معادية للسامية".

كما هو الحال في الولايات المتحدة، ضاعفت ألمانيا دعمها لإسرائيل منذ بداية عدوانها على غزة. وبهذا، تحولت الدول الغربية الداعمة لإسرائيل إلى عقبة أمام تحقيق السلام، كما أشار أبراهام في خطابه حين قال:
"السياسة الخارجية الأميركية هي التي تُعيق تحقيق السلام".

الفيلم حقق نجاحًا رغم كل شيء

على الرغم من كل التحديات، فقد حقق فيلم "لا أرض أخرى" نجاحًا غير مسبوق.
ورغم عدم وجود موزع أميركي، قرر صانعو الفيلم عرضه ذاتيًا في عدد من دور السينما المختارة، ويمكن معرفة أماكن العرض من خلال موقعه الإلكتروني.

إنه فيلم يجب أن يشاهده الأميركيون. كما أشار باسل عدرا في مقابلة مع "ديموكراسي ناو":
"نحن جميعًا مسؤولون. أموال الضرائب الأميركية تمول تدمير مجتمعي، الذي تسارع بوتيرة غير مسبوقة خلال العام الماضي".

إعلان مأساة مسافر يطا تتفاقم

قبل أسابيع قليلة من فوزه بجائزة الأوسكار، كتب عدرا على وسائل التواصل الاجتماعي:
"كل من اهتم بفيلم "لا أرض أخرى"، يجب أن يهتم بما يحدث على الأرض.. مسافر يطا تختفي أمام عينيّ".

دعوة للتحرك

يتعين على الأميركيين اتخاذ موقف، حيث لم تعد وسائل الإعلام الغربية قادرة على إخفاء الحقائق إلى الأبد، ولم يعد بإمكانها طمس الرواية الفلسطينية التي أصبحت أكثر وضوحًا وتأثيرًا على الرأي العام.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • إسرائيل: إرسال وفد إلى قطر الاثنين في محاولة لدفع المفاوضات بشأن غزة
  • مكتب نتنياهو ينفي أي اتفاق مع حماس لوقف إطلاق النار في رمضان
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: نتنياهو مستعد لدفن المتجزين للهروب من المحاكمة
  • خطة الجحيمفي غزة.. ما الذي تخطط له حكومة نتنياهو ؟
  • الرهائن المحررون يحثون نتنياهو على التوصل مع حماس للإفراج عن الباقين
  • لماذا تشعر إسرائيل بالتهديد من الفيلم الفائز بالأوسكار؟
  • مساعد وزير الخارجية الأسبق: نتنياهو يواجه أزمة داخل دولة الاحتلال
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس
  • ألمانيا تستنكر موقف إسرائيل من مساعدات غزة
  • لماذا تسرع حكومة نتنياهو خطط الاستيطان في القدس الشرقية؟