أبوعركي البخيت.. إنسانية الفنان المناضل الرافض للحرب والقمع
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
مثل النخيل الشامخ العصي على الانحناء، ظل الفنان السوداني الكبير أبو عركي البخيت عملاقا بفنه ومشروعه الغنائي القائم على الالتزام تجاه قضايا شعبه.
التغيير: عبد الله برير
وبمثلما قدم عركي فنا عاطفيا راقيا للوطن والحب والجمال، وقف صامدا وملتزما مع خيارات شعبه ضد كافة الحقب الديكتاتورية ورفض بيع ضميره وظل مناصحا مناديا بالديمقراطية والحكم المدني ومؤمنا بالانسانية والحريه والعدالة والمساواة.
لينعكس مشروعه الفني على مواقفه الوطنيه وكلمات اغنياته ومضامينها بل حتى على ألحانه.
الفنان المولود في العام 1947 بمدينة ودمدني وسط السودان إحدى المعاقل المشهورة بالفن، استقر في العاصمة الوطنية ام درمان ليكون نجما نبت بين قمرين ومدينتين كبيرتين اشتهرتا بالغناء. غنى البخيت للعاطفة فاخرس لسان الشوق في (واحشني) وحذر العشاق في (يا قلب انا كنت قايلك).
وفي زمان الحرب ودفن الرؤوس في الرمال صرخ شامخا باغنية (بمشيئة الرب واكراماً لهذا الشعب/ حكموا صوت العقل/ صحوا ضمير القلب/ اوقفوا هذه الحرب).
وغنى كذلك (تعالوا نشوف مما نلنا الاستقلال اتقدمنا ولا تاخرنا/ يا ساستنا الدنيا عجول).
ويلات الحربرفض البخيت مغادرة تراب أم درمان وظل بين القصف والترويع مفضلا البقاء في منزله الذي شهد اجمل قصه حب بينه وبين شريكة حياته الراحلة عفاف الصادق.
حارب الجهازين القوميين الاذاعة والتلفاز احتجاجاً على تماهيهما مع الأنظمة القمعية لا سيما حكم (الانقاذ) المُباد.
حفلات عركي في المسرح القومي كانت مهرجانا من التلاحم الوطني والعاطفي مزدانة بالشيب والشباب والرجال والنساء الذين يصيبهم الهوس في كل حفل وكانهم يسمعون فنانهم المفضل لاول مرة.
عركي مدرسة متفردة في الكلمة واللحن والأداء والتوزيع والنوتة الموسيقية التي يصرعليها الفنان الكبير.
تعامل البخيت مع أسماء معروفه في الشعر السوداني أبرزهم سعد الدين ابراهيم (عن حبيبتي) وهاشم صديق (أضحكي، أمونه) والتجاني حاج موسى (واحشني) وعفاف الصادق (من معزتك) وعوض جبريل (ست التوب) وغيرهم.
وأمتدت إليه أواصر التعاون مع عدد من الملحنين مثل الموسيقار محمد الأمين وعبد الكريم الكابلي وناجي القدسي. كانت أبرز بداياته أغنية عازة في هواك للفنان المناضل الراحل خليل فرح، (وبوعدك) التي لحنها له الموسيقار الراحل محمد الأمين والتي قدمها عركي وهو ما يزال طالبا بالجامعة.
شتتوك يا شعبيآخر أعماله الغنائية التي صاغ كلماتها ووضع لحنها لم ينس فيها شغله الشاغل وهو الشعب السوداني الذي خاطبه بالقول:
شتتوك يا شعبي
شعبوك يا شعبي فلملم أطرافك توحد
احسبا صح
ونبه حواسك للجاي
سد الفرق
رتب أمورك من جديد
وأبدا العد ما تغفل
الرقراق في قطيتك كتر وداير ليه سد
ونحن بنسد
دايرين سودان موحد ومتحد
التمسك بتراب البلد
يقول عنه الشاعر مدني النخلي لـ (لتغيير): مثل عركي هو من يحتاج إلى دفعة معنوية الآن، وهو يقدم أكثر مما قدمناه. “البخيت” مَثل موقفا شهما، وهو يتمسك بتراب البلد، ويبقى وسط الناس في وقت الحرب.
ويضيف مدني: “عركي فنان وكذلك كابلي ومصطفى وهم متعددو المواهب، لكن البعض الآخر لم يصل لمرحلة الفنان مع أن لديهم صوتاً جميلاً، لكن حينما تظهر المواقف، ويحتاج الوطن إليهم يكونوا بعيدين، وهذا اختيارهم لكن عركي اختار الإنحياز للناس والبلد والأرض وترابها، وهذا يعبر عن الفنان الملتزم، الجميع يجب أن يكتب ويغني ويصفق لأبو عركي البخيت”.
الوسومأبو عركي البخيت الفن هو السلام الفنانين السودانين الفنونالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أبو عركي البخيت الفن هو السلام الفنون
إقرأ أيضاً:
العصائب:الإتفاقيات التي أبرمها السوداني مع تركيا باطلة وضد سيادة العراق
آخر تحديث: 16 أبريل 2025 - 2:02 م بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال رئيس كتلة العصائب النيابية حبيب الحلاوي خلال مؤتمر صحفي عقده في مبنى البرلمان بمشاركة عدد من نواب الكتلة، إن “سيادة العراق وكرامة شعبه تمثل أهمية كبيرة لدى العراقيين جميعاً، حكومة وشعباً وقوى سياسية”، مؤكداً أن “الوطن قدم دماء غالية وعزيزة في سبيل الدفاع عنها ورفض انتهاكها والتجاوز عليها من أي طرف، سيما من قبل الجانب التركي الذي تواصل قواته التوغل داخل الأراضي العراقية واحتلال مساحات واسعة، امتداداً لنهج أنقرة التوسعي ومشاريعها العدوانية، فضلاً عن استمرار الاعتداءات اليومية على القرى والمناطق الجبلية والأراضي الزراعية وما ينتج عنها من شهداء وجرحى”.وأضاف، “أزاء كل ذلك، يتفاجأ الجميع بعقد الحكومة اجتماعاً واتفاقاً مع الجانب التركي يتعلق بقضايا هامة أمنية واقتصادية، من دون الإطلاع عليها من قبل النواب والقوى السياسية، سواء في الإطار التنسيقي أو ائتلاف إدارة الدولة، الأمر الذي يمثل خرقاً وتجاوزاً على الدستور”.وأكد الحلاوي على “رفض أية اتفاقية أو اجتماع مشترك تعقده الحكومة ووزارة الخارجية مع تركيا من دون عرض مضامين الاتفاقية أو أهداف الاجتماع على رئاسة مجلس النواب واللجان المختصة”، مشدداً على “أهمية وحدة وسيادة العراق وضرورة إخراج جميع القوات الأجنبية المحتلة من الأراضي العراقية، وإخلاء تركيا قواعدها العسكرية من شمال العراق، لما تمثله مشاريع أنقرة من خطورة على المنطقة”.وفيما يتعلق بالشق الاقتصادي، دعا الحلاوي إلى “إلزام تركيا بإطلاق الحصة المائية الكاملة للعراق وعدم استغلال مسألة حرب المياه للتحكم بقوت الشعب، لما لذلك من تأثير على الزراعة والثروة الحيوانية”، مطالباً بأن “تفي تركيا بتعهداتها السابقة التي لم يُنفذ منها شيء، وبقيت حبراً على ورق”.واختتم الحلاوي تصريحاته بالمطالبة بـ”تشكيل لجنة تحقيقية من لجنة الأمن والدفاع البرلمانية للتحقق من المعلومات الاستخبارية والأمنية بشأن قوات حرس نينوى ودرع كركوك”، كما دعا إلى “استجواب وزير الخارجية والمعنيين بالشأن لتوضيح حقيقة الاجتماع والاتفاق الذي عقد مع الجانب التركي، وإعلام الرأي العام بالنتائج الحقيقية”.