”عندما يصبح التعليم تهمة: المخلافي في مواجهة الحوثيين!”
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
”عندما يصبح التعليم تهمة: المخلافي في مواجهة الحوثيين!”.
المصدر: المشهد اليمني
إقرأ أيضاً:
عندما كشح عمر البشير (الحلة) !!
خالد ابواحمد
حادثة إغلاق مكتب قناة (سودانية 24) في القاهرة في أعقاب بثها حلقة من برنامج (دائرة الحدث) تحدث فيها الأمين السياسي للمؤتمر السوداني المهندس شريف محمد عثمان ذكرتني بالاحتفال الكبير الذي نظمته الحكومة السودانية في نهاية التسعينات (تقريبا) لافتتاح مجموعة مصانع (جياد) الذي صرفت فيه الملايين من الدولارات، ودعت لحضوره وفودا من دول عربية وأجنبية، واجتهد المكتب الصحفي برئاسة الجمهورية في كتابة خطاب تم إعداده بعناية فائقة يقرأه رئيس النظام آنذاك أمام الحشود المحلية والاقليمية والدولية، بحضور كُبرى القنوات الفضائية العالمية التي اتفقوا معها على بث الاحتفال والخطاب الرئاسي، الذي أرادوا منه تجميل صورة الحُكم في البلاد، وإعطاء صورة مغايرة للصورة المعروفة عالميا مستضيفا للعديد من الحركات المتشددة في السودان وقياداتهم ومن الذين نفذوا محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك، ودعم النظام لجيش الرب الذي كان يقاتل الحكومة اليوغندية..إلخ.
كان الخطاب تصالحيا ورّكز على التنمية والتطور، والانفتاح على العالم، وأن النظام يقود البلاد لمرحلة جديدة كليا، وكان الفريق الذي أعد الخطاب قد اتفقوا مع (الرئيس) على عدم الخروج عن النص، لأنه كُتب ليحقق أهدافا معينة تبعد عن النظام العداوات، خاصة وأن السودان كان من ضمن الدول الراعية للإرهاب ومغضوب عليه من الجميع، كان قادة النظام يُعولون على الخطاب الرئاسي ليبدوا صفحة جديدة..!.
في اليوم الموعود واللحظة التاريخية والحشود وكاميرات الفضائيات العالمية في كل الزوايا والاركان، اعتلى (الرئيس) المنصة، وبدأ في قراءة الخطاب والجميع في حالة متابعة، أما الذين كتبوا الخطاب كانوا في حالة ترقب وقلق شديدين، وخوف أن يخرج (الرئيس) عن الخطاب كما تعود دائما، وفجأة بدأت الهتافات بالتكبير والتهليل تزداد شيئا فشيئا، واهتز المكان وسريعا تفاعل (الرئيس) مع الهتافات وعلا صوته شيئا فشيئا، تماما مثل المذيع الرياضي المشهور عصام الشوالي في مباراة طرفها (ريال مدريد) و(برشلونة) واللاعب (ميسي) في مواجهة حارس (ريال مدريد) وملايين المشاهدين في العالم على حافة اعصابهم، وفجأة يخرج عن النص مع التكبير والتهليل، وفي هذه اللحظة الجماعة الذين كتبوا الخطاب الرئاسي قاموا من مقاعدهم يولولون، فإذا بـ(الرئيس) يكشح (الحلة) في وجه الجميع ويصرخ بأعلى صوته:
(السودان من اليوم سيصنع من الإبرة حتى الصاروخ).
اهتزت أركان المكان بالهتافات الداوية لبرهة من الزمن، بطبيعة الحال أن عضوية النظام لم يفهموا شيئا غير أن نظامهم القائم من اليوم سيصنع الأسلحة وبكل أنواعها ومن أصغر قطعة حتى الصواريخ ليواصل سياسته التي أدخلته في زمرة الدول الراعية للإرهاب، داخليا كان الاستياء شديدا لكن في صمت شديد، كانوا يعتقدوا بأن الخطاب الرئاسي إذا تمت قراءته على النحو الصحيح سيكون نقطة تحول، لكن (الرئيس) ضيع كل الجهود، تماما مثل حلقة برنامج (دائرة الحدث) بقناة (سودانية 24) كانوا يعتقدوا بأن من رشحوه للمشاركة في هذه الحلقة التلفزيونية في مواجهة الأمين السياسي للمؤتمر السوداني المهندس شريف محمد عثمان سيحقق لهم المكاسب ويُثبت لهم خطط الكذب التي دفعوا من أجلها الأموال الطائلة لكن المهندس الوطني الغيور شريف محمد عثمان أثبت الحقيقة التي يخافون اقتناع الناس بها.
الخلاصة أن الجماعة دائما مشكلتهم مع الحقيقة، فهم أعداءها ولو كلف ذلك الدم والمال وهذا ما يحدث الآن على أرض الواقع.
khssen@gmail.com