سرايا - قُتل 51 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من 200 بجروح الثلاثاء؛ في هجوم صاروخي روسي استهدف مدينة بولتافا في وسط أوكرانيا، وأدّى إلى تدمير جزئي لمعهد عسكري، حسبما أفادت حصيلة رسمية من المرجّح أن تشهد ارتفاعا.

وقال مكتب النيابة العامّة الأوكرانية "حتى الساعة 18:00 (15:00 بتوقيت غرينتش) قُتل 51 شخصا وأصيب أكثر من 200 آخرين في هذا الهجوم".



وأفاد الحاكم الإقليمي فيليب برونين بأنّ "نحو 18 شخصا قد يكونون تحت الأنقاض".

وتعرّضت القيادة العسكرية الأوكرانية لانتقادات حادة من مدوّنين يحظون بشعبية كبيرة ومن مسؤولين، عقب هذا الهجوم الذي وقع في وقت احتشد فيه عدد من الجنود في مكان واحد داخل المعهد العسكري.

من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إنّ صاروخين بالستيين سقطا على "معهد تعليمي ومستشفى مجاور" في بولتافا.

وأوضح في رسالة عبر الفيديو أنّ "أحد مباني معهد الاتصالات تعرّض لدمار جزئي، وعلق أشخاص تحت الأنقاض" مشيرا إلى أن هذه المؤسسة أنشئت في ستينيات القرن الماضي، وتُعنى بتدريب المتخصّصين في مجال الاتصالات العسكرية.

وكان زيلينسكي أورد حصيلة أولية تفيد بمقتل 41 شخصا وإصابة أكثر من 180 آخرين بجروح.

وأفادت وزارة الدفاع الأوكرانية بأنّ الهجوم وقع بعد فترة قصيرة جدا من إطلاق الإنذار المضاد للطائرات، مضيفة أن الضربة "باغتت السكان بينما كانوا في طريقهم للاحتماء في ملجأ تحت الأرض".

وقالت الوزارة: "بفضل تنسيق العمل بين رجال الإنقاذ والأطباء، تم إنقاذ 25 شخصا بينهم 11 شخصا كانوا تحت الأنقاض" مضيفة أنّ "عناصر الإنقاذ يواصلون عملهم".

واستهدف الهجوم الذي وقع في الصباح مدينة بولتافا التي تقع على مسافة نحو 300 كيلومتر شرق كييف، والتي كان عدد سكانها قرابة 300 ألف نسمة قبل الهجوم الروسي في أوكرانيا.

وشوهدت سيارات إسعاف تتجه إلى المكان بعد فترة وجيزة من وقوع الهجوم، بينما دعت وسائل إعلام محلية السكان إلى التبرّع بالدم.

وأظهرت صور متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي، مبنى متعدد الطوابق مدمّرا بالكامل وعناصر إنقاذ يعملون وسط الركام.

"المآسي تتكرر"

وأثار الهجوم ردود فعل عواصم غربية. ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك على منصة "إكس"، أن وحشية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "لا تعرف حدودا"، مؤكدة أنّه "يجب محاسبته".

وتردّد ذلك على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي الذي قال، إنّ الضربة الروسية على مدينة بولتافا "تذكير مروّع" بـ"وحشية" بوتين.

من جهته، أشار وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي في بيان على إكس إلى أنّ "الضربات الروسية على بولتافا هي أحدث عمل عدواني بغيض في حرب بوتين البغيضة وغير القانونية في أوكرانيا".

وفي الداخل الأوكراني، أثار الهجوم غضبا بين المدوّنين العسكريين الذين باتوا يتمتّعون بتأثير واسع النطاق في ظل الحرب الروسية على بلادهم.

وفيما أشار بعضهم إلى أنّ الجيش الروسي أراد استهداف احتفال عسكري رسمي نُظّم في الهواء الطلق، تساءل المدون سيرغي ناوموفيتش الذي يتابعه أكثر من 135 ألف شخص على فيسبوك: "لماذا تجمّع هذا العدد الكبير من الأشخاص في هذا المكان؟".

من جهتها، أعربت النائبة الأوكرانية ماريانا بيزوغلا، العضو في لجنة الدفاع في البرلمان والتي غالبا ما تنتقد القيادة العسكرية الأوكرانية، عن أسفها لعدم معاقبة أي ضابط رفيع المستوى بسبب تعريضه مجموعات من الجنود للخطر خلال حوادث مماثلة وقعت في الماضي.

وقالت عبر تطبيق تليغرام "المآسي تتكرر متى سيتوقف ذلك؟".

ويأتي ذلك، فيما نشر مدوّنون عسكريون روس الثلاثاء، لقطات جوية التقطتها مسيرة تُظهر مبنى يبدو مطابقا للمعهد العسكري في بولتافا.

غير أنّ وزارة الدفاع أكدت أنّه لم تكن هناك أي مراسم في الهواء الطلق أثناء وقوع المأساة.

كما أمر الرئيس الأوكراني بإجراء "تحقيق كامل وسريع" في ملابسات هذا الهجوم.

وتعهد بـ "محاسبة" روسيا، مكرّرا دعوة الحلفاء الغربيين إلى تزويد كييف بأنظمة دفاع جوي إضافية بشكل عاجل، والسماح لها بضرب عمق الأراضي الروسية بالصواريخ البعيدة المدى التي تسلّمتها.

وحتى الآن، ترفض دول غربية عدة، بينها الولايات المتحدة، الموافقة على تنفيذ ضربات خارج الحدود الأوكرانية خشية التصعيد مع موسكو.

وواجهت قيادة الجيش الأوكراني ضغوطا الأسبوع الماضي بعد تحطّم مقاتلة إف-16 أميركية الصنع أودى بحياة الطيّار الذي كان قد تلقّى تدريبا في الولايات المتحدة.

ومقاتلات إف-16 من المعدّات العسكرية التي تسلّمتها كييف أخيرا بعد انتظار لأكثر من عامين. وأعلن زيلينسكي بعد هذا الحادث إقالة قائد القوات الجوية ميكولا أوليشتشوك.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: أکثر من

إقرأ أيضاً:

وزير الجيوش الفرنسي يعلن تسليم أولى طائرات "ميراج 2000" إلى أوكرانيا

أعلن وزير الجيوش الفرنسي، في تصريحات اليوم، عن تسليم أولى طائرات "ميراج 2000" إلى القوات المسلحة الأوكرانية في خطوة مهمة لتعزيز قدرات الدفاع الجوي في أوكرانيا وسط تصاعد التوترات مع روسيا. 

 

وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن الوزير الفرنسي أعلن عن هذه الخطوة خلال مؤتمر صحفي في باريس، حيث أكد أن تسليم هذه الطائرات يأتي في إطار دعم فرنسا المستمر لأوكرانيا في حربها ضد العدوان الروسي، وأضاف الوزير أن الطائرات ستساهم بشكل كبير في تعزيز قدرة القوات الأوكرانية على التصدي للهجمات الجوية وحماية الأجواء الأوكرانية.

 

يأتي هذا الإعلان بعد أسابيع من المحادثات بين باريس وكييف حول التعاون العسكري، في إطار التزام فرنسا بتقديم الدعم العسكري لأوكرانيا منذ بداية الحرب في 2022، وسبق أن أبدت فرنسا استعدادها لتزويد أوكرانيا بمجموعة من المعدات العسكرية المتقدمة بما في ذلك طائرات "ميراج 2000" التي تعتبر من طائرات الجيل الرابع والمزودة بأنظمة تسليح متطورة.

 

وفي سياق متصل، أكدت الحكومة الفرنسية أن هذا الدعم يعكس التزامها الثابت بمساعدة أوكرانيا في الحفاظ على سيادتها وصد الهجمات الروسية، موضحة أن هذا الإجراء يأتي ضمن الجهود الأوروبية والدولية لفرض ضغوط على روسيا ودعم جهود السلام في المنطقة.

 

من جانبه، رحب المسؤولون الأوكرانيون بهذه الخطوة، مؤكدين أن تسليم الطائرات سيعزز بشكل كبير من إمكانياتهم العسكرية ويسهم في تحسين الردع الجوي.

 

هجوم على أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني يسفر عن مقتل ضباط أوكرانيين وناتو

 

أفاد سيرغي ليبيديف، منسق المقاومة السرية في نيكولايف، في تصريح لوكالة "نوفوستي"، أن عدداً من ضباط القوات المسلحة الأوكرانية وممثلين عن حلف "الناتو" ربما قتلوا في الهجوم الذي استهدف أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني في خاركوف.

 

وأكد ليبيديف أن الهجوم وقع يوم أمس على أكاديمية الحرس الوطني في ساحة فوستانيا بمدينة خاركوف، مشيراً إلى أن الأضرار أسفرت عن مقتل عدد من الضباط رفيعي المستوى، بمن فيهم عقداء وكبار ضباط من كتيبة وزارة الداخلية (ليوت)، بالإضافة إلى ممثلين عن حلف الناتو، وأوضح أن البيانات الأولية تشير إلى أن الهجوم كان يستهدف اجتماعاً رفيع المستوى.

 

وأضاف ليبيديف أن السلطات المحلية منعت الأطباء من الوصول إلى المصابين في الهجوم، فيما تم إرسال مروحيات لنقل الجرحى إلى أماكن أخرى، وأشار إلى أن الهجوم ربما وقع أثناء اجتماع مهم كان يعقد في الأكاديمية، حيث كان يعتقد أن المكان كان مقرًا لمجموعة كانت تخطط لشن هجوم على قرية كازاشيا لوبان في مقاطعة خاركوف.

 

وفي إطار الرد على الهجمات المتكررة من القوات المسلحة الأوكرانية على أهداف مدنية، أفادت مصادر روسية أن القوات المسلحة الروسية تنفذ بشكل دوري ضربات مستهدفة على مواقف أفراد القوات المسلحة الأوكرانية ومعداتهم ومرتزقتهم، بالإضافة إلى استهداف منشآت الطاقة وصناعات الدفاع والبنية التحتية العسكرية.

 

من جانبه، أكد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، في تصريحات متكررة، أن الجيش الروسي لا يهاجم المباني السكنية أو المؤسسات الاجتماعية، وأن الهجمات الروسية تركز على أهداف عسكرية بحتة.

مقالات مشابهة

  • مقتل 30 شخصا في حادث حافلة في المكسيك
  • روسيا تدعو المجتمع الدولي لإدانة الهجوم الأوكراني على بلدة ماكييفكا
  • مقتل 50 شخصًا على الأقل في هجوم لمسلحين شمال شرقي مالي
  • مقتل أكثر من 50 شخصا في كمين لقافلة شمال مالي
  • مقتل أكثر من 50 شخصا في هجوم مسلح شمال مالي
  • تشكيك روسي في مساعي ترامب لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية
  • مقتل شخصين وتدمير 3 دبابات في هجوم روسي على منطقة سومي الأوكرانية
  • أوكرانيا.. قصف روسي بصواريخ جراد على ضواحي خيرسون جنوبي البلاد
  • وزير الجيوش الفرنسي يعلن تسليم أولى طائرات "ميراج 2000" إلى أوكرانيا
  • هجوم على أكاديمية الحرس الوطني الأوكراني يسفر عن مقتل ضباط