«تنفيذي الشارقة» يستعرض منظومة الترقيات بالدوائر والهيئات
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
الشارقة: «الخليج»
ترأس سموّ الشيخ عبدالله بن سالم بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة نائب رئيس المجلس التنفيذي، صباح أمس الثلاثاء، وبحضور سموّ الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة نائب رئيس المجلس التنفيذي، اجتماع المجلس الذي عقد في مكتب سموّ الحاكم.
ناقش المجلس ضمن أجندته عدداً من الموضوعات الحكومية المتعلقة بمتابعة أداء الدوائر والهيئات الحكومية والاطلاع على سير العمل في المشروعات التنموية المتنوعة في مدن ومناطق إمارة الشارقة.
واطلع المجلس على المخطط العام لمشروع مدينة الشارقة الرياضية الواقعة في المنطقة الوسطى، والتي اعتمدها صاحب السموّ حاكم الشارقة لخدمة الرياضيين في كافة مدن ومناطق إمارة الشارقة، كما اطلع المجلس على تصميم المدرج الرئيسي الذي سيتوسط المدينة الرياضية.
وستتميز المدينة الرياضية بموقعها الفريد ومرافقها الرياضية المتعددة التي سيراعى في تنفيذها الجوانب البيئية وتحقيق الاستدامة، وبما يمكن كافة الرياضيين في المنطقة من ممارسة الرياضات المختلفة، ما ينعكس على الحركة الرياضية وتطورها على مستوى الإمارة.
وأصدر المجلس قراراً يقضي بنقل المهندس عبدالرحمن عبدالله محمد النقبي، مدير بلدية مدينة كلباء إلى بلدية مدينة خورفكان وتعيينه مديراً لها.
كما أصدر المجلس قراراً يقضي بترقية الدكتور أحمد سعيد خميس المزروعي، مدير إدارة مكتب وادي الحلو التابع لبلدية مدينة كلباء إلى درجة مدير دائرة على نظام الوظائف الخاصة في حكومة الشارقة، وتعيينه مديراً لبلدية مدينة كلباء.
وضمن اهتمام المجلس بعجلة التنمية الاقتصادية في الإمارة، اطلع المجلس على عرض حول الوضع الاقتصادي في المنطقة الوسطى، ومؤشرات نموه وتوفير الأنشطة التجارية التي تخدم المنطقة، واعتمد المجلس عدداً من التوصيات التي تسهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي وتحقيق الأثر الإيجابي في المنطقة الوسطى.
واطلع المجلس على عرض حول منظومة الترقيات في دوائر وهيئات حكومة الشارقة، والتي تمنح للكوادر الوظيفية التي تقدم أداءً مميزاً تسهم من خلاله في الارتقاء بالجهات التي ينتمون إليها وبما يعزز من مسيرة التنمية في الإمارة، وبلغ عدد المستفيدين من الترقيات خلال النصف الأول من العام الجاري 636 موظفاً في مختلف أنواع الترقيات، وتشكل منظومة الترقيات حافزاً للموظفين لتحقيق مستويات أعلى من الإنتاجية والأداء المؤسسي، وتقدير جهودهم، وتعزيز الولاء الوظيفي.
واطلع المجلس على عرض حول تأسيس منصة متكاملة لربط البيانات الخاصة بمنظومة الموارد البشرية في إمارة الشارقة، بالتنسيق مع كافة الجهات ذات العلاقة بما يسهم في دعم اتخاذ القرارات، وتسهيل تقديم الخدمات ومتابعة الأداء.
واعتمد المجلس مشروع قانون بشأن تنظيم دائرة الشارقة الرقمية، ووجه بإحالته إلى المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة لاستكمال دورته التشريعية.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات المجلس التنفيذي لإمارة الشارقة الشارقة فی المنطقة المجلس على
إقرأ أيضاً:
الدكتور سلطان القاسمي يكتب: ميدان الرولة... شاهد على التاريخ
في عام 1803م، تولى الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي حكم رأس الخيمة، ولم يكن متصوفاً مثل جده، الشيخ راشد بن مطر القاسمي، ولم يكن كذلك سلفياً مثل أبناء عمه رحمة بن محمد بن رحمة بن مطر القاسمي، والذين جمعوا حولهم جميع سكان مدن القواسم على منهج السلفية، وقاموا بتصرفات دون علمه من الاعتداءات على السفن في الخليج.
ما كان من الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلّا أن وقّع اتفاقية مع مندوب شركة الهند الشرقية «ديفيد سيتون» «David Seton»، في شهر فبراير عام 1806م، الأمر الذي أغاظ جماعة الدعوة السلفية، والأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود في الدرعية، فقام أبناء عمه، رحمة بن محمد القاسمي، بتدبير مكيدة، باتهامه بمقتل عمه الشيخ عبد الله بن راشد القاسمي، حاكم رأس الخيمة، لدى الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث طلب منه الوصول إلى الدرعية للتفاهم حول بعض الأمور، فما كان منه إلّا أن توجه براً إلى الدرعية في شهر مارس عام 1809م.
في الدرعية، تم احتجاز الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، وتمّ تنصيب حسن بن رحمة بن محمد القاسمي، حاكماً على رأس الخيمة وما تبعها من بلدان القواسم.
كانت بلدة الشارقة إحدى البلدات التابعة للقواسم، وكانت تمتد على طول خور الشارقة، بعرض لا يزيد عن ثلاثمائة متر فقط، وبرّها صحراء مستوية إلّا من تلة رملية مرتفعة، تشرف على الطرق البرية المتجهة إلى الشارقة.
في عام 1810م، وصل القائد السعودي مطلق المطيري إلى الشارقة، ونصبت خيام جيشه على تلك البقعة المستوية قبالة بلدة الشارقة، وقد نصبت خيمة قائد تلك الحشود، مطلق المطيري، على التلة الرملية المرتفعة المشرفة على الطرق المؤدية إلى بلدة الشارقة، وسميت تلك التلة بند المطيري.
في تلك البقعة، قبالة بلدة الشارقة تجمّع آلاف الناس، منهم من أتى لتسليم الزكاة من الشارقة والبلدات المجاورة، ومنهم من جاء لتقديم الولاء والطاعة، والناس بين تكبير وتهليل.
أما أهل نجد، في تلك القوات، فقد قاموا بأداء العرضة النجدية، رافعين الأعلام الخضراء التي كتب عليها: «لا إله إلّا الله، محمد رسول الله»، لقد أخذت تلك الاحتفالات أياماً وليالي.
في بداية عام 1813م، وصل الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي إلى مسقط هارباً من سجنه في الدرعية عاصمة الأمير سعود بن عبد العزيز آل سعود، حيث اتخذ طريقه من خلال وادي الدواسر حتى وصل إلى ذمار في اليمن، ومنها إلى ميناء المخا في اليمن كذلك، وأبحر منها إلى صور في عُمان.
أرسل الإمام سعيد بن سلطان سفينة إلى الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، بعد أن وضع عليها قوات، وأرسلها إلى لنجة، حيث وصلت بسلام، وحملت على ظهرها كتيبة من ثلاثمائة رجل من جماعة الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وأبحرت إلى ميناء الشارقة، واحتلت مدينة الشارقة، حيث قام الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، ببناء قلعة تكون مقرّاً له ولقواته.
جرت عملية وحشية في الشارقة، حيث وصلت إلى الشارقة، قوة عسكرية قادمة من رأس الخيمة، فقتل ما لا يقل عن سبعمائة رجل من كلا الطرفين، ونجحت جماعة رأس الخيمة في الاستيلاء على سفينة الإمام سعيد بن سلطان، وأخذوها معهم إلى رأس الخيمة، لكن الشيخ سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، نجح في استقلال الشارقة عن رأس الخيمة وتخليصها من السلفية.
في تلك البقعة التي أقام مطلق المطيري القائد السعودي معسكره، حوّلها الشيخ سلطان بن صقر القاسمي، إلى مزرعة زرعها بالنخيل، وكان الفحل للنخيل قد أطلق عليه «غالب» تشبهاً بالشيخ سلطان بن صقر القاسمي، وحفر بركة ماؤها من الماء الأرضي، ومطوية بالصخور، وبجانبها شجرة رول جلبها من بلدة لنجة على ساحل فارس.
أما ند المطيري، فقد حوّله الشيخ سلطان بن صقر القاسمي إلى مسكن صيفي له مبني من سعف النخيل.
يمر الزمن على الشارقة، حتى جاء زماننا، فقد كنت ابن ست سنوات أدرس القرآن الكريم عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن، حتى إذا ما جاء الصيف، انتقل هو وأهل بيته إلى ند المطيري بالقرب من فحل النخيل «غالب»، وقد استطال إلى عنان السماء، وبالقرب منه بني عريش؛ ليكون فصلاً للدراسة عند الشيخ فارس بن عبد الرحمن.
وإذا قرب الظهر نرجع إلى بلدة الشارقة بعد أن نمر ببركة الماء لنشرب منها، حيث كانت لها درجات تصل إلى مستوى الماء، وقد وضع هنالك علبة صفيح يغرف بها الماء للشرب.
بقيت شجرة الرولة، مكاناً يلتقي به أهالي الشارقة والمدن المجاورة، مساء كل عيد يتوافد إلى شجرة الرولة، الوارفة الظل، الرجال والفتية والفتيات والأطفال. وتُعلّق الحبال على الأغصان الكبيرة من شجرة الرولة، وتجلس الفتيات في صفين على الحبال، وتشبك كل فتاة أصابع رجليها بالحبال التي تجلس عليها الفتاة التي تقابلها، فتتكون المرجيحة من ثماني فتيات. أما الفتيان فيقومون بشط المرجيحة، أي إبعادها إلى أعلى بكل عفة. تُباع تحت شجرة الرولة الحلويات والمكسرات.
في فترة الستينيات، بنيت مدرسة العروبة في بقعة الرولة، وكانت بها البعثة الكويتية حيث كانت المدارس تحت إدارتها، وبها البعثة المصرية والبعثة القطرية والبعثة البحرينية.
في عام 1978م، جفت أغصان شجرة الرولة، حيث بلغ عمرها مائة وخمساً وستين سنة، وحيث إنني قد استوعبت التاريخ، فقمت في الخامس والعشرين من شهر يناير عام 1979م، بافتتاح ميدان الرولة، حيث وضعت في وسطه نصباً رسمته بيدي حيث كان توقيعي، وفي قلبه الرولة التي كانت شاهدة على كل تلك الأحداث.