افتتح مؤتمر “فنتك 24”.. الجدعان: المملكة ستصبح مركزا عالميا للتقنية المالية
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
البلاد – الرياض
أكد معالي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، أن المملكة لم تدخّر جُهداً في سبيل تعزيز الاقتصاد الرقمي، وأولته أهمية بالغة، ووضعت له أسساً قويةً ليُسهم في تحسين جودة الخدمات، وتمكين القطاعات العامة والخاصة وغير الربحية، وترسيخ مكانة المملكة عالمياً” ، موضحا أن المملكة استهدفت منذ إطلاق رؤية 2030، تسريع وتيرة التحول للارتقاء بالاقتصاد الرقمي، وضمان استدامة نموه، ومواكبة التطور السريع في عالم التقنية.
جاء ذلك في كلمته خلال افتتاحه في الرياض أمس، النسخة الأولى من مؤتمر التقنية المالية “فنتك 24″، الذي يهدف إلى تعزيز التعاون واستكشاف الفرص وتبادل الخبرات بما يسهم في تحقيق مساعي المملكة لأن تصبح موطناً ومركزاً عالمياً للتقنية المالية في ظل رؤية المملكة 2030.
ولفت معاليه إلى أن عدد شركات التقنية المالية بالمملكة بلغ مع نهاية الربع الثاني من العام 2024م 224 شركة متجاوزاً بذلك مستهدف برنامج تطوير القطاع المالي للربع ذاته المقدر بـ 168 شركة، وأشار إلى أن المملكة تستهدف زيادة العدد إلى 525 شركة بحلول العام 2030م ، منوها بأن المملكة تحظى ببنية تحتية شاملة ومتطورة للمدفوعات، وقطاعٍ مصرفي تنافسي وقوي، مبيناً أن الجهود المبذولة في المملكة لمواكبة تطورات قطاع التقنية المالية تؤتي ثمارها على نمو الاقتصاد السعودي وتنعكس على تقدّمها وريادتها في مؤشرات التنافسية العالمية.
تمكين الابتكار
من جانبه أكد معالي محافظ البنك المركزي السعودي “ساما” الأستاذ أيمن بن محمد السياري أهمية التحول الذي يشهده القطاع المالي في المملكة، مبيناً أن نمو قطاع التقنية المالية أسهم في تحقيق فوائد ملحوظة، منها على سبيل المثال توسيع الوصول إلى النظام المالي وتحسين سرعة التعاملات المالية وتقليل تكلفتها.
وقال معاليه :” “يركز البنك المركزي السعودي على دعم تحقيق مستويات نمو مستقرة بغرض إيجاد بيئة ممكنة للابتكار، كما يهدف إلى تحقيق التوازن الأمثل بين المخاطر الناشئة وتمكين الابتكار من خلال إطاره الرقابي القائم على المخاطر، وبإمكان صناعة التقنية المالية أن تكون لاعبًا أكبر في القطاع المالي، وتسهم في دعم النمو الاقتصادي في المملكة”.
وشهد مؤتمر 24 فنتك خلال يومه الأول إعلان البنك المركزي السعودي عن توقيع اتفاقية مع شركة سامسونج لإتاحة خدمة “Samsung Pay” في المملكة خلال الربع الرابع من العام الحالي. وتناولت جلسات اليوم الأول من المؤتمر موضوعات سوق رأس المال في عصر الرقمنة، والتوازن بين الابتكار والتنظيم ودور البنوك المركزية في منظومة التقنية المالية، ويضم المعرض المصاحب للمؤتمر أكثر من 300 جهة عارضة، وأكثر من 350 مستثمراً، وبحضور متوقع يتجاوز 26,000 زائر.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: التقنیة المالیة فی المملکة أن المملکة
إقرأ أيضاً:
مدير مركز المعلومات الوطني في “سدايا”: تجاوزنا في المملكة مفهوم المدن الذكية لنصل إلى أعتاب المُدن المعرفية
أكد معالي مدير مركز المعلومات الوطني في الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، أهمية الاستخدام الأمثل والفعّال لتقنيات الجيل القادم من البنية التحتية والذكاء الاصطناعي والبيانات وإنترنت الأشياء لإيجاد بيئة قادرة على التكيف ومستدامة يكون فيها الإنسان أولًا.
وقال في كلمة له خلال مشاركته في الجلسة الرئيسة للمؤتمر والمعرض العالمي للمدن الذكية الذي تستضيفه مدينة برشلونه حاليًا: لقد تجاوز عالمنا اليوم مفهوم المدن الذكية نحو المدن المعرفية والتي أعادت تعريف آلية عمل البيئات الحضرية بوصفها مُدنًا لا تستجيب فقط للتغيرات بل تتوقعها أيضًا وتتعلم وتتطور لتلبية احتياجات سكانها، كما تقوم التقنية، لا سيما التقنيات المعرفية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدور حاسم في تعزيز استدامة المدن وجعلها أكثر شمولية.
وأضاف معاليه أن دور التقنيات الناشئة لا يقتصر اليوم على تعزيز البنية التحتية بل يمتد إلى إنشاء مُدن قادرة على التكيف تتميز بالاستباقية وبالكفاءة في معالجة التحديات، حيث صُممت المدن المعرفية للاستفادة من الكميات الضخمة من البيانات التي تُنتَج داخل منظومتها، ليس لتحسين الخدمات المقدمة فحسب بل أيضًا لتوقع الاحتياجات المستقبلية.
وأفاد أنه بدءًا من أنظمة إدارة المرور الذكية التي تسهم في تقليل الزحام وتحسين السلامة على الطرق وصولًا إلى المنصات الرقمية التي توفر خدمات متكاملة للمواطنين أصبحت التقنية ركيزة أساسية للتطور الحضري الحديث، منوهًا بأن الحلول التقنية المصممة بشكل مسؤول والمعتمدة على أحدث التقنيات تساعد المدن لتصبح أكثر مرونة في مواجهة الصدمات، سواء كانت بيئية أو اقتصادية أو اجتماعية، وتُعتبر هذه الحلول ضرورية لجعل المدن صالحة للعيش وصديقة للبيئة وجاهزة للمستقبل، مبينًا أن المملكة وفي ظل رؤية السعودية 2030 تسعى إلى تطويع التقنية لإضفاء طابع عصري على مدنها وتعزيز جودة الحياة فيها ليتمتع الجميع بحياة زاهرة فيها.
ولفت الدكتور الوقيت النظر إلى أن الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا” تقوم بجهود كبيرة في مجال المدن الذكية وتقود جزءًا كبيرًا من هذا التقدم التقني المذهل من خلال دعم مختلف الجهات الحكومية وإطلاق العديد من المبادرات المتعلقة بالمدن الذكية، مستشهدًا معاليه بإنشاء منصات مبتكرة مثل المنصة الوطنية للمدن الذكية “Smart C” التي تشكل الأساس لجميع مبادرات المدن الذكية في المملكة والتي تهدف إلى تنفيذ حلول استباقية وذكية لتحسين المشهد الحضري والتخفيف من الزحام المروري والحد من الحوادث المرورية الخطيرة.
وعرّج في كلمته على عدد من المبادرات التي أطلقتها الهيئة وأسهمت في دعم جهودها في مجال المدن الذكية مثل السحابة الحكومية “ديم” التي لم يقتصر دورها على تسريع التحول الرقمي لأكثر من 200 جهة حكومية بل ساعدت أيضًا في خفض استهلاك الطاقة بمقدار 64 ميجاوات وتقليل الانبعاثات الكربونية بمقدار 608 كيلوات طن، وبنك البيانات الوطني “NDB” الذي يُعد مبادرة رئيسية أخرى تعزز عملية اتخاذ القرارات المدعومة بالبيانات في كلا القطاعين العام والخاص من خلال دمج أكثر من 370 نظامًا و420 خدمة مشاركة بيانات مما أسهم في تحسين مستوى مشاركة البيانات بين الجهات الحكومية والإسهام في بناء اقتصاد رقمي قائم على البيانات الأمر الذي يعزّز من مكانة المملكة في المشهد العالمي للمدن الذكية.
وأشار في هذا الصدد إلى منصة “استشراف” في “سدايا” كمثال بارز يؤكد النهج الاستباقي للمملكة في توقع التحديات الحضرية المستقبلية من خلال تسخير التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، حيث لا يقتصر دور المنصة على تقديم رؤى في الوقت اللحظي لصانعي القرار فحسب، بل تقوم أيضًا بدور محوري في تقليل التكاليف، إذ أسهمت هذه المنصة حتى الآن في تحقيق وفورات تزيد عن 51 مليار ريال سعودي “13.6 مليار دولار أمريكي” في الكفاءات التشغيلية مما يحسن قدرة المملكة على التكيف والابتكار للاستجابة للاحتياجات الحضرية المستجدة.
وتطرق معاليه إلى تطوّر تطبيق “توكلنا” في “سدايا” الذي أُطلق في البداية كجزء من الاستجابة لجائحة “COVID-19” ليصبح اليوم تطبيقًا وطنيًا شاملًا مصممًا ليكون الرفيق الرقمي للأفراد في جميع أنحاء المملكة، مبينًا أن التطبيق يهدف إلى تحسين جودة الحياة لأكثر من 30 مليون مستخدم في المملكة من خلال تقديم أكثر من 315 خدمة حكومية، مما يُثري تجربة المواطنين والمقيمين والزوار، ويجعله جزءًا أساسيًا من إستراتيجية التحول الرقمي للمملكة.
اقرأ أيضاًالمملكةوزير الإعلام اليمني: المملكة الداعم الأول لليمن في تحقيق التنمية المستدامة
وأشاد معاليه بما وصلت إليه مدن المملكة من مكانة رائدة على المستوى العالمي حيث دخلت خمس مدن سعودية في مؤشر “IMD” للمدن الذكية، وحصلت العاصمة الرياض على المركز الخامس والعشرين عالميًا والثالث إقليميًا مرسخة مكانتها كمدينة رائدة في التحول الحضري، وفي صميم النجاح الذي حققته مدينة الرياض، يقع مركز عمليات الرياض الذكية “Smart ROC” والذي يستخدم الذكاء الاصطناعي لمراقبة البنية التحتية الحضرية وإدارة حركة المرور وضمان السلامة، وأسهمت حلول الزحام القائمة على الذكاء الاصطناعي في تقليل الزحام بنسبة 36% خلال المناسبات الكبرى، مما جعل المدينة نموذجًا يحتذى به في مجال المرونة الحضرية.
وتطرق الدكتور الوقيت في كلمته إلى مشروع “نيوم” أحد مشاريع المملكة الطموحة التي تجسد مستقبل الحياة الحضرية، ومن خلال اعتمادها على الجيل القادم من البنية التحتية والتوائم الرقمية والخدمات القائمة على الذكاء الاصطناعي، مفيدًا أن نيوم تفتح الآفاق لعصر جديد من المدن المستدامة والخالية من الكربون، ويظهر هذا المشروع الطموح التزام المملكة بإنشاء مدن معرفية قادرة على توقع الاحتياجات وتقديم حلول مبتكرة للمستقبل.
وأشار معاليه في ذلك السياق إلى بروز “تروجينا” في نيوم كواحدة من المدن المعرفية والوجهات العالمية المستقبلية والتي من المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية عام 2029م، وقال معاليه: تسير تروجينا في رحلة رائعة لدمج التقنيات المعرفية وتقديم تجارب استثنائية للمستقبل، كما أنها تمثل رمزًا للابتكار، حيث تجمع بين حلول المدن الذكية والتجارب السياحية والرياضية الفريدة، لتضع معايير جديدة للوجهات العالمية، أما مشروع البحر الأحمر -القائم كليًا على الطاقة المتجددة- فيُعد رائدًا في مجال السياحة المستدامة، إذ يعيد تعريف مفهوم التنمية الصديقة للبيئة.
وشدد معاليه على أن التزام المملكة نحو المدن الذكية يمتد إلى ما هو أبعد من حدودها، ففي فبراير 2024، استضافت المملكة المنتدى العالمي للمدن الذكية الذي جمع باحثين ومستثمرين وخبراء الصناعة وقادة الفكر العالميين لمناقشة مستقبل المدن، ولقد أظهر هذا المنتدى التزام المملكة الراسخ بتعزيز الحوار العالمي حول المرونة الحضرية والاستدامة و مستقبل الحياة الحضرية، لافتًا النظر إلى أن المملكة ستستفيد من التقنيات المتقدمة لتقديم تجارب عالمية المستوى للحضور الدولي لمعرض إكسبو 2030، ولن يركز المعرض على التقنيات التي تحقق رفاهية الأفراد فحسب، بل سيعزز أيضًا أجندة الاستدامة وجودة الحياة العالمية، مما يرسّخ مكانة الرياض كرائدة في ابتكارات المدن الذكية.
وخلص معاليه إلى القول إن رؤية المملكة 2030 لمُدن المملكة ليست مجرد رؤية للتقدم التقني بل هي رؤية للمسؤولية العالمية المشتركة حيث تتماشى الجهود في المدن الذكية مع الأهداف العالمية التي تعطي الأولوية للاستدامة، والمرونة، وجودة الحياة من أجل خير البشرية.