على أعتاب التخرج الجامعي، وبداية مشواري المهني، كانت لدي ميول لقراءة كتب الفلسفة: قصة الايمان بين الفلسفة والعلم والقران (الشيخ نديم الجسر)، المجتمع المثالي في الفكر الفلسفي (الدكتور محمد المسير)، أصل الانسان وسر الوجود (باسمة كيال)، فلسفة العلوم (الدكتور ماهر علي)، الروح لأبن القيم، نقض المنطق وكتاب فن المنطق (بن تيمية)، الى جانب العديد من الكتب التي تتعلق بدراسة الأديان وفن الكلام.
الى جانب هذا، كنت منشغلا بمجالسة أصدقاء وزملاء عمل. من المواقف التي لا تنسى في حياتي، لعب الورق (البلوت) مع أصدقائي، أقوم بلعبة ورقة، يقوم زميلي غاضبا لأني (تفلسفت) في اللعب! أتحدث عن أحد الفرق الرياضية المحلية، وأنه من المفروض أن يكون اللعب بهذه الطريقة، يقول صديقي (خذ الفلسفة)!
أستمع لبعض البرامج الحوارية في بعض القنوات الفضائية، ضيف البرنامج يتم تقديمه بأنه مفكر وفيلسوف، يستشهد في حديثه: أنه كان في القرن الميلادي الماضي من كان يقول: المفروض أن يكون الوضع عكس ما هو عليه في ذلك الوقت الحرج جداً الذي مرّ على الامة كلها! كان توجهه في هذا الأمر موافقاً لرأي الفيلسوف الاغريقي بطليموس وارسطو طاليس وقسطنطين الثالث عشر الذي قال نفس القول والرأي! لكن، يقول من كان يخالفه الرأي: إن الأمر يفهم عكس ذلك تماماً وهذا يخالف ما قاله كثير من المفكرين الفلاسفة في القرون الوسطى! (أبتسم وأنا أكتب هذه العبارات لأني لا أدرى كيف كتبتها). في نهاية اللقاء، مقدم البرنامج (عليه أعراض الصداع والدوخة) يبشر ما بقي من جمهور (الذي انتقل الى قنوات أخرى) بانتهاء اللقاء!
أدرك تماماً أن الفلسفة علم كبير وله أصوله وفروعه، هناك آلاف الكتب الفلسفية التي يطلق عليها أيضاً علم المنطق، كتب باللغة العربية واللغات الأخرى، لكن من وجهة نظري المتواضعة جداً في هذا العلم الكبير الذي يبني على علم الكلام الذي لا جمرك عليه (أرخص ما يتم تقديمه في العالم الحر) لا يقارن بالعلوم الأخرى مثل الكيمياء، الفيزياء، الرياضيات، الفلك أو علوم الطب التي تبنى نتائجها على أرقام ومشاهدات مثبتة من خلال التجارب العلمية!
باختصار، هناك من يمتلك عذب الكلام (الشعراء اللذين يتبعهم الغاوون)، هناك من يمتلك أسلوب الحوار الكاذب (أهل السياسة)، وهناك بعض من يكتب مقالاً يهدف في الحصول على (كيس من الدراهم)! المهم، كم بقي على نهاية موسم الصيف؟ حديث أهل الطقس (في القارة الإفريقية) في شأن انتهاء فصل الصيف، أعتبره من أنواع الفلسفة (الشمقمقيه)، يتكلمون بأن فصل الصيف انتهي بمقياس ومعايير (علم الفلك والنجوم)، أما بالنسبة لمعايير الكرة الأرضية، سيكون هناك اعتدال في حرارة الجو، وذلك بعد رشّ الماء على أرضية سطح المنزل، ونزول الماء من المرزاب إلى الشارع.
أحلى تحية إلى أحلى كلمنجية (راعي كلام)!
في نهاية مقالي، أتمنى انني نجحت في رسم الابتسامة!
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
الان عون: هناك سعي كبير لانجاز الحكومة الأسبوع المقبل
قال النائب آلان عون : "الحكومة لم تنجز بعد، وعدنا للدخول بدوامة كان يمكن تجنبها لو ان الجميع يقارب المسألة بالذهنية المطلوبة للمرحلة الجديدة. ما زلنا نصطدم بذهنيات سابقة تخطاها الوقت او الإرادة الشعبية او المرحلة واليوم كل طرف سياسي يفكر بالسياسة كالسابق لديه صعوبة بالتأقلم مع الواقع الجديد ويعرف ان هناك حاجة لادارة مختلفة وهناك فرصة لمرحلة جديدة يجب ان نواكبها بتصرف ومقاربات جديدة من دون ان يعني ذلك الغاء الذات".
أضاف عبر "لبنان الحر": "المطلوب من القوى السياسية والرئيس المكلف بالتشارك مع رئيس الجمهورية ان يأخذ بالاعتبار الوضع القائم والواقع السياسي ولو انه وضع معاييره والكل يحترمها لكن عملية التشكيل ليست أحادية انما تتم بالتشارك مع رئيس الجمهورية وفي مكان ما بالتشارك مع الكتل والميزان يجب ان يقوم هو به والا يفرض تشكيلاً . أما اذا كان هناك شعور ان هناك جنوحاً لفكرة واحدة عندها يصطدم بمشاكل ولكن أرى ان هناك مساحة كافية بعيدة من المحاصصة وتراعي التوازنات لتشكيل الحكومة".
واعتبر عون ان "الحكومة يجب ان تكون عادلة وليست حكومة محاصصة وكأن هناك أناسا لديهم مطامع معينة. أفهم ان يكون هناك توزيع عادل بين الطوائف ولكن ليس ان تكون الحقيبة لفئة دون أخرى".
وعن لقاء النواب الأربعة المنشقين عن التيار، قال: "كنا نحاول ان نفهم ما يحصل وما هي معايير تشكيل الحكومة وتصور الرئيس المكلف ولم يكن لدينا أبداً أي تشبث بفكرة او مطلب او حقيبة".
وعن تفاوض النائب جبران باسيل على الحصص الوزارية، وان النواب الأربعة المنشقين عنه هم معه لانهم وصلوا الى النيابة بأصوات التيار أجاب عون: "هذه من النظريات القوية التي تذكرني بنظريته التي قال فيها انه يريد ان يعلّم المجتمع الغربي كيفية إدارة بلادهم من دون موازنة".
أضاف: "لا أحد يملك الأصوات . الناس يملكون الاصوات وانا أمثّل التيار بقدر ما يمثله جبران. هو يعتبر انه هو فقط من يمثل التيار هذا شأنه . الواقع النيابي والكتل هي التي تحدد التوازنات وليست أمنيات كل فرد وذاتياته ".
وتابع: "هناك سعي كبير لانهاء الحكومة خلال الأسبوع المقبل وقد اجتمع الرئيس المكلف مع رئيس الجمهورية لتذليل العقبات وإخراج الحكومة" .
وأردف: "أدعو الرئيس سلام الى حكومة متوازنة ويهمني ان يشعر الجميع أنه معني بدعم هذه الحكومة وهذا العهد في هذه الانطلاقة ولا نريد ان يكون هناك قوى تخرّب عليها . وانا مع اخراج تشكيلة بالمعايير كلها والبروفابلات المطروحة وبالحد الأدنى متوازنة وبعيدة من المحاصصة" .
وعن امكان طرح معادلة جيش وشعب ومقاومة، وامكان إعطاء الثقة لحكومة تتضمن هذه المعادلة في البيان الوزاري، ختم عون: "لا يمكن الذهاب الى واقع جديد من دون أخذ العبر مما حصل ويجب ان يحصل تقويم لكل الحرب وتداعياتها وكل ما هو مطلوب لتطبيق ال1701. اعتقد اننا أصبحنا بمكان آخر وصيغة أخرى وعنوان المرحلة هو تطبيق ال1701 وعدم العودة الى المعادلات السابقة".