مزارع العنب في جنوب إفريقيا تستخدم الدبابير لقتل الحشرات الضارة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
في إحدى مزارع الكروم بمقاطعة كيب الغربية في جنوب إفريقيا، يتم استخدام طريقة مبتكرة للحفاظ على 130 هكتاراً من الكروم خالية من الفيروسات والمبيدات الحشرية. تعتمد المزرعة، التي يعود تاريخها إلى 324 عاماً، على دمج التكنولوجيا مع الطبيعة من خلال استخدام طائرات بدون طيار لإسقاط الدبابير المفترسة التي تتحكم في الآفات بشكل طبيعي دون الحاجة إلى المبيدات.
هذا المشروع ينفذ بالتعاون بين شركة “سكاي باغز” وشركة “فيلد باغز” التي تتخذ من كيب تاون مقراً لها، والتي توفر الدبابير المفترسة. كما تتعاون مع شركة التكنولوجيا الزراعية “إيروباتيكس” التي تشرف على شبكة من الطيارين الذين يقومون بتوزيع الحشرات بدقة باستخدام الطائرات بدون طيار.
وقد شهد استخدام الدبابير المفترسة لمكافحة الآفات زيادة كبيرة في جنوب إفريقيا وأجزاء أخرى من العالم. تحلق طائرات “سكاي باغز” بدون طيار على ارتفاع حوالي 30 متراً فوق الكروم، وهي مجهزة بآلية تعمل بمحرك تحتوي على خرطوشة. وعند تشغيل المحرك، تتكشف طبقة بلاستيكية، مما يطلق شرانق الدبابير، وهي المرحلة التي تسبق تحولها إلى حشرة بالغة، وفقًا لما ذكره مات ديفيس، رئيس عمليات رسم الخرائط في “إيروباتيكس”.
وتغطي كل رحلة ما يصل إلى 20 هكتاراً، ويتم إطلاق 500 دبور من نوع أنياغيروس، وهي من الأنواع الأصلية في جنوب إفريقيا، لكل هكتار، ثم تهبط الطائرة بدون طيار حتى يتمكن الفريق من إدخال بطارية جديدة وخرطوشة حشرات.
وتستهدف حشرة الأنياغيروس التي يبلغ طولها 3 ملليمترات حشرة الدقيقي المزعجة التي يمكن أن تنشر مرض الكرمة المنهك المعروف باسم فيروس لفة الأوراق، والذي يضر حصاد العنب بشكل عام. وبالنسبة للمزارعين، قد يكون اكتشاف الفيروس والسيطرة على حشرات الدقيقي أمراً مكلفاً ويستغرق وقتاً طويلاً، ويتطلب الكثير من العمالة. وتقول شركة سكاي باغز إن استخدام الطائرات بدون طيار أثبت أنه أسرع وأكثر فعالية من حيث التكلفة من رش المبيدات الحشرية التي يمكن أن تكون ضارة بالبيئة والحشرات، مثل النحل الملقح المتبادل الذي يعد جزءاً لا يتجزأ من النظام البيئي. عن الـ«سي إن إن»
الإمارات اليوم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی جنوب إفریقیا بدون طیار
إقرأ أيضاً:
واشنطن تغذّي آلة الحرب الصهيونية لقتل الفلسطينيين
محمد عبدالمؤمن الشامي
في خطوة جديدة تؤكّـد دعم الولايات المتحدة المُستمرّ للعدوان الصهيوني، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) عن صفقة أسلحة ضخمة لاحتلال “إسرائيل” بقيمة 3 مليارات دولار، تشمل قنابل خارقة للتحصينات، معدات هدم، وجرافات عسكرية. هذه الصفقة تأتي في وقت تشهد فيه غزة والمناطق الفلسطينية الأُخرى أفظع أنواع العدوان من قبل كيان الاحتلال، والذي أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 160 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال. ومع ذلك، في الوقت الذي تسارع فيه واشنطن لتسليح الاحتلال، يبقى الموقف العربي مُجَـرّد بيانات شجب، دون أي تحَرّك ملموس لوقف هذه المجازر.
الصفقة التي أقرها البنتاغون على “أَسَاس طارئ” تعكس النية الأمريكية في تعزيز قدرات الاحتلال على تدمير غزة والبنية التحتية الفلسطينية بشكل أكبر. تشمل هذه الصفقة 35،529 قنبلة زنة 1000 كغ، وهي قنابل مدمّـرة قادرة على محو أحياء سكنية بالكامل. كما تتضمن 4000 قنبلة خارقة للتحصينات مخصصة لضرب الأنفاق والملاجئ، ما يعني استهداف المدنيين في أي مكان يحاولون اللجوء إليه، إضافة إلى ذلك، تشمل الصفقة 5000 قنبلة زنة 500 كغ، مزودة بأنظمة توجيه لتوجيه القنابل التقليدية بدقة، وجرافات عسكرية بقيمة 295 مليون دولار التي كانت تستخدم في هدم المنازل وتدمير الأراضي الزراعية الفلسطينية.
الصفقة تعكس سياسة أمريكية ثابتة تدعم الاحتلال بشكل غير محدود، مما يضمن له التفوق العسكري المطلق في المنطقة. الهدف الأمريكي واضح: استمرار دعم الاحتلال بلا قيود، حتى لو كان ذلك يعني قتل المزيد من الفلسطينيين. ومع ذلك، يبقى الموقف العربي بعيدًا عن التصعيد الحقيقي ضد هذه السياسة. فحتى الدول التي سبق لها أن انتقدت الاحتلال، بقيت في دائرة المواقف السلبية، منها بيانات الشجب التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
في ظل هذه الأحداث، يظل الفلسطينيون يدفعون الثمن غاليًا. العدوان الصهيوني، الذي بدأ في 7 أُكتوبر 2023 وما يزال مُستمرّا، أسفر عن مئات الآلاف من الضحايا الفلسطينيين، وأدى إلى دمار هائل في غزة. ومع كُـلّ يوم يمر، تتعمق الأزمة الإنسانية، حَيثُ يعاني السكان من الحصار المُستمرّ والقصف المكثّـف.
في هذا السياق، إذَا لم تتحَرّك الدول العربية الآن على مستوى المقاطعة السياسية والاقتصادية لواشنطن، وَإذَا استمر الصمت أمام هذه المجازر، فسيظل الاحتلال ماضٍ في عدوانه، ولن تكون فلسطين وحدها التي تدفع الثمن. الدور قادم على الجميع، وحينها لن يجد العرب من يدافع عنهم، كما تركوا الفلسطينيين وحدهم في مواجهة آلة الحرب الصهيونية المدعومة أمريكيًّا. يجب أن يكون هناك تحَرّك جاد الآن، قبل أن تجد الدول العربية نفسها في قلب العاصفة، وقد فقدت القدرة على الرد.