اليأس يختلط بالأمل: صِدام العاطلين والأمن
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
3 سبتمبر، 2024
بغداد/المسلة:
تتلاحق الأزمات في العراق، مثل العواصف في دوامة من المتلازمات المتكررة التي تقترب من لحظة انفجار قد تقضي على ما تبقى من نُتف الديمقراطية التي كلفت العراقيين دماءً غاليةً، وأموالاً طائلةً، وأزمنةً لا تعوض.
آخر فصول المأساة المتجددة كان مع احتجاجات الخريجين من المجموعات الطبية، الذين وجدوا أنفسهم فجأةً على قارعة الطريق، بعدما كانت الحكومة قد بشرتهم بتوظيف ينتشلهم من براثن البطالة.
لكن الحلم سرعان ما تلاشى كسرابٍ في صحراء الواقع المرير، ليجد هؤلاء الخريجون أنفسهم في مواجهة شرسة مع قوى الأمن، بسبب ضباط ميدانيين يفتقرون إلى الوعي في كيفية التعامل مع الاحتجاجات السلمية، والتي أظهرت عدسات الكاميرات صداماتها الدامية مع الخريجين المحتجين، في مشهدٌ يعيد إلى الأذهان صورًا من عصورٍ بائدةٍ، حيث يتعامل رجال الأمن مع الأوامر كجنودٍ في جيشٍ بلا قائد، ينفذونها بعينٍ عمياء وعنفٍ همجي، لا يليق بكرامة الوطن ولا ينسجم مع معايير حقوق الإنسان.
على الجانب الآخر، يقف الخريجون حاملين مطالبهم التي يعتبرونها حقًا طبيعيًا، متأثرين بمفهومٍ خاطئٍ يعتبر أن الدولة مُلزمة بتوفير الوظائف لهم، في حين أن أي حكومة في العالم ليست ملزمة بتعيين كل الخريجين، بل تعمل وفق احتياجاتها الفعلية ومتطلبات سوق العمل.
المشكلة في التخطيط بين عدد الخريجين وبين الاحتياجات الفعلية لهم، وهي مشكلة مركبة تتداخل فيها عوامل عديدة من سوء التخطيط، وغياب الرؤية، وافتقار السياسات الاقتصادية إلى العمق والواقعية.
إن الحل الأمثل لهذه الأزمة المعقدة لا يكمن في ادمان الإضرابات والمظاهرات المستمرة التي تتوالى من مختلف القطاعات بهدف إجبار الدولة على توفير الوظائف، فهذا ليس بحل، كما أن الحلول الترقيعية والمقاربات قصيرة الأمد غير مجدية، وأصبح من الضروري بناء استراتيجية شاملة ترتكز على إعادة هيكلة الاقتصاد، وتوفير فرص حقيقية للتنمية المستدامة، بعيدًا عن الاعتماد المفرط على القطاع الحكومي واستنزاف موارده المحدودة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author AdminSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
فيبي فوزي: تحقيق الأمن الغذائي يتطلب سياسات شاملة تحافظ على الأراضي الزراعية
أكدت فيبي فوزي، وكيل مجلس الشيوخ، خلال كلمتها في الجلسة العامة لمجلس الشيوخ، أن الأمن الغذائي من القضايا الحيوية التي تزداد أهميتها في ظل التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على سلاسل الإمداد العالمية.
وأضافت: "ومع الزيادة السكانية الكبيرة في مصر، يتزايد الضغط على الموارد الغذائية، ما يستلزم تعزيز الإنتاج المحلي، كما أن التعدي المستمر على الأراضي الزراعية يقلل من الرقعة الزراعية المنتجة، ما يهدد قدرة الدولة على تحقيق الاكتفاء الذاتي".
وتابعت: "ويزيد التغير المناخي من تعقيد الأزمة من خلال تأثيره السلبي على جودة وكمية المحاصيل، لذا فإن تحقيق الأمن الغذائي يتطلب سياسات شاملة تحافظ على الأراضي الزراعية، وتدعم الفلاح، وتواجه آثار المناخ".
وأوضحت وكيل مجلس الشيوخ: "وللحقيقة، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي ما دام وجه بضرورة أن تبذل الدولة جهودًا كبيرة لضمان الأمن الغذائي، وهو الأمر الذي تجسد في تنفيذ مشروعات زراعية عملاقة في عديد من المناطق على مستوى الجمهورية، إذ تهدف هذه المشروعات إلى زيادة الرقعة الزراعية وتوفير منتجات غذائية بأسعار مناسبة".
واستطردت: "كما تعمل الدولة على تطوير نظم الري الحديثة لترشيد استهلاك المياه وزيادة كفاءة الإنتاج، وتشجع التوسع في الزراعة التعاقدية ودعم صغار المزارعين لضمان استدامة الإنتاج"، مؤكده أن هذه المشروعات تعد خطوة استراتيجية نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد.
وتابعت: يرتبط بذلك ويكمله ضرورة العمل على إنشاء منظومة زراعية صناعية إنتاجية متكاملة لتعزيز القيمة المضافة للنشاط الزراعي عبر تحويل المواد الخام إلى منتجات مصنّعة ذات عائد اقتصادي أعلى، لافته إلى أن هذه السياسات تسهم في تحسين كفاءة سلسلة الإمداد، وتقليل الفاقد، وخلق فرص عمل في مجالات التصنيع والتسويق.
وأضافت: "كما تساعد في تحقيق الأمن الغذائي من خلال تحسين جودة المنتجات وزيادة قدرتها التنافسية محليًا وعالميًا، وأتصور أن هذه الجهود التي نطالب بها هي أفضل استجابة للتحديات الراهنة مثل تغيّر المناخ، ونقص الموارد، والضغوط السكانية. لذلك، يُعد التكامل بين الزراعة والصناعة خطوة استراتيجية نحو تنمية اقتصادية مستدامة".