ذكرى مولد النبي الكريم وأهميتُها العالمية
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
فتحي الذاري
يعتبر مولد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) حدثًا مهمًا يحتفل به ملايين المسلمين في جميع أنحاء العالم.
حَيثُ أكّـدت دعوته إلى توحيد الله وعبادته دون سواه وترك عبادة الأوثان والأصنام والطاغوت والإيمان بعبوديتنا إلى خالق الكون الله عز وجل، وله تأثر بعمق على مسار التاريخ.
كانت رسالته استجابة للاحتياجات الملحة للإنسانية في ذلك الوقت ولا تزال دعوته تتردّد صداها مع الناس إلى يوم القيامة ومن أهم احتياجات البشرية البحث عن المعرفة بالله والتوجيه إلى وحدانيته عز وجل في الحياة وما بعد الحياة، لقد نقل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- رسالة الإسلام التي تؤكّـد على أهميّة طلب المعرفة وفهم الغرض من الوجود وعبادة الله دون سواه، وتشجع تعاليمه التفكير النقدي والتأمل مما يمكن المجتمع المؤمن من تنمية فهم أعمق لأنفسهم والعالم من حولهم وكان المجتمع الذي ولد فيه النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- مشوهًا بالظلم وعبادة الطاغوت والأصنام وعدم المساواة والتمييز، دافعت تعاليمه عن حقوق الضعفاء والمضطهدين وعززت مبادئ العدالة والمساواة واحترام جميع الأفراد في المجتمع بغض النظر عن وضعهم الاجتماعي، وتستمر هذه الرسالة في إلهام الحركات؛ مِن أجلِ العدالة الاجتماعية في جميع أنحاء العالم.
النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم- رحمة للعالمين، وقد جسدت حياته الرحمة واللطف، إن تأكيده على التعاطف والتفاهم بين الأفراد يعزز الشعور بالمجتمع والانتماء، ويسلط الضوء على حاجة البشرية إلى دعم ورعاية بعضهم البعض، وتوفر تعاليم النبي إطاراً أخلاقيًّا شاملاً يساعد الأفراد على التنقل بين تعقيدات الحياة وَيساعد تأكيده على الصدق والنزاهة ومساءلة الناس في اتِّخاذ الخيارات التي تتوافق مع قيمهم الأخلاقية، وتساهم في بناء مجتمع متناغم في عصر يسعى فيه الكثيرون إلى المعنى والغرض وتقدم رسالة الإسلام طريقًا إلى الوفاء الإيمَـاني والعقائدي.
إن تعاليم النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- تشجع على الارتباط العميق بالخالق وتوفر العز والأمل والشعور بالانتماء إلى شيء أعظم من الذات، أكّـد النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- على أهميّة المجتمع، موضحًا الحاجة إلى أن يجتمع الناس معًا، ويدعمون بعضهم البعض، ويعملون بشكل تعاوني؛ مِن أجلِ الصالح العام.
لم يكن ميلاد النبي الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مُجَـرّد حدث تاريخي؛ بل كان بداية لحركة عميقة تناولت الاحتياجات الأَسَاسية للإنسانية وتستمر تعاليمه في تقديم التوجيه وإلهام العدالة وتعزيز الرحمة ونصرة المظلوم، وما يتعرض له الشعب الفلسطيني المستضعَف من ظلم وإجرام إرهابي في حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي من قوى الاستكبار والكفر الأمريكي الإسرائيلي الصهيوني الغربي واحتلال أوطانهم ولنهب وسلب ممتلكاته وجب على العالم المؤمن الوقوف معاً لنصرة المظلوم، مما يترك تأثيراً كَبيراً على الأفراد والمجتمعات المؤمنة في جميع أنحاء العالم إلى الحاجة لتحقيق أهداف الإسلام العادلة، وبينما يتأمل الناس في حياته -صلى الله عليه وآله وسلم- ورسالته فَــإنَّهم لا يجدون إجابات لاحتياجاتهم الخَاصَّة فحسب، بل يجدون أَيْـضاً دعوة عالمية للمحبة والإخاء والعدالة والوحدة في عالم متنوع.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: صلى الله علیه وآله وسلم النبی الکریم
إقرأ أيضاً:
الشيخ أحمد الطلحي للحجاج: سيدنا النبي حي في روضته
قال الشيخ أحمد الطلحي، الداعية الإسلامي، إن زيارة الحبيب الأعظم والنبي الأفخم صلى الله عليه وسلم ليست مجرد محطة في رحلة الحج أو العمرة، بل شرف عظيم ومقام رفيع يُمنح لمن اشتاقت روحه وصدق قلبه وتطهرت نيته.
وأضاف الشيخ الطلحي، اليوم الخميس: "اجفاك إن زرته في روضه، فكانما قد زرته حيًا.. فيا طوباك، فإذا بلغت الدار دار المصطفى، دار الحنيف ودار من أحياك، فاحمد وكبّر واسجد شكرًا لمن أولاك فضلًا منهما أولاك".
وتابع: "كل من يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، تهفو روحه إلى المدينة النبوية، إلى الروضة الشريفة، إلى الشباك الأعطر، حيث المواجهة المباركة، وحيث تسكن الطمأنينة في حضرة الحبيب المصطفى ﷺ".
وأكد أن أول طريق الزيارة هو النية، والنية لا تُفتح إلا بمفتاح الاستئذان، مستشهدًا بقول الله تعالى:"إن الذين يستأذنونك أولئك الذين يؤمنون بالله ورسوله..."، لافتا إلى أن زيارة الحبيب الأعظم ﷺ ليست زيارة جسد لمكان، بل لقاء روح بروح، وحضور قلب في مقامٍ طاهر.
كما أشار إلى الحديث الشريف الذي رواه الإمام الطبراني: "من جاءني زائرًا لا تعمله حاجة إلا زيارتي، كان حقًا علي أن أكون له شفيعًا يوم القيامة"، مضيفا: "تأملوا هذا الوعد النبوي العظيم، شفاعة لمن لم يأت لحاجة دنيوية، بل جاء مشتاقًا، محبًا، متعلّقًا بروح الحبيب ﷺ".
وتابع: "اذهب لروضته وزره بروضة، مستحضرًا أن النبي إذاك، وقل: السلام عليك يا خير الورى، يا من أضاء الحالكات ضياك، واعلم بأن المصطفى في روضته حيّ، فكأنما زرته حيا".