المولدُ النبويّ نهضةٌ إسلاميّة
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
إيلاف الحمزي
قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.
وبِلسانٍ عربيٍّ فصيح، يأمُرُ الله تعالى العِباد بإقامة هذه الفرحة، كقوله: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾.
فإقامة هذه الذكرى هي عبادة، وهي بذاتها زكاة هنية، وصلاة مرفوعة، وحِجّ مبرور، وصوم مقبول، ففي الآيةِ الكريمة جاءت بصيغةِ الأمْرِ كما قد جاء هذا الأمر في كُـلّ الفرائض.
لا يخفى عليّنا ما تُعانيه الأُمَّــة العربية والإسلامية، وما تعانيه مؤخّراً من استهداف؛ وظلم وذلّ وخزي وعار، وفي المقابل ما ينالهُ المؤمنون المجاهدون المضحون المستبسلون المقتدون بصاحبِّ السموِّ والرِفْعَة، النبيّ الأكرم محمد “صلوات الله عليه وعلى آله” فالفرق شاسع وبيّن كوضوحِ رمضاءِ الغدير، يوم البلاغِ الأكبر، تختلفُ الأحوال وتزدانُ الأحوال، ولكِنّ هُنا سؤالٌ يضع نفسه!
ما سبب كُـلّ هذه المُفارقات؟!
لا تعجزُّ الألسن عنِ الإجَابَة، فصاحِبُ العروبةِ المُحمدية سيُجيب؛ لأَنَّنا امتلكنا مُحمدًا، امتلكناهُ إنسانيةً فلم نُشاهد الظالم وهوَ يعيثُ في الأرض فساداً، امتلكناهُ إسلاماً، فلم نسمع صراخات وآهات وتأوُّهات النساء والأطفال وتلعثمنا، امتلكناهُ إيمانًا فلم نكُن رقودًا يوم استيقظ الأعداء في سفكهم وجرمهم وظلمهم، امتلكناهُ عِزّةً، نخوةً، شجاعةً، قبيَلةً، أسْلافًا، أعْرافًا، فتَمسُكُنا به جَعَلنا مُختلِفينَ تماماً عنِ الكثير، فَعِصْمُتُنا بمنهجهِ جعَلَنا مُنفرِدين جِـدًّا عن أرقام خيالية ونحنُ عشراتٍ منها؛ فبمحمدٍ أعزنا الله، وأذلَّ أعداءنا.
احتفاؤنا بمولدِ النور هوَ بذاتهِ الإسلام، هوَ بذاتهِ الدين.
دينُ محمدٍ في ميدانِ السبعين، وقيّم محمدٍ في البحر الأحمر، وشجاعة مُحمّد في المحيط الهندي ممتدةً إلى رأسِ الرجاءِ الصالح ومتمثِلةً بـ طائرةِ (يافا) التي انطلقت باسمِ مُحمّد، وشيّمِ محمدٍ وقبيَلَته في كُـلّ محافظاتِ اليمن، إسلام محمد في اليمنِ وما أدراكَ ما اليمن!
إنه يَمَنُ الإيمانِ والحِكمة.
فذكرى المولد النبوي الشريف ليست مُجَـرّد ذِكرى تُردّد باخضرارِ الشوارع والمنازل والأحياء فقط، فهيَّ تُسَوِّدُ أرواح وأفئدةَ المنافقين والجبابرة، فهذهِ الذكرى لها عِدّةُ ألوان فلونُها الأحمر جليًّا في (تل أبيب)، ومحرَقَةٌ هيَ “إسرائيل” على يدِ حفيدِ مُحمّد، وشعبِهِ الأنصار.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: نور الإيمان هداية في الدنيا وفوز بالآخرة
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الإيمان في قلب المؤمن نور يضيء له الطريق في الدنيا، ويجعله يميز بين الطيب والخبيث، ويجعله مؤيدًا موفقا دائما في اختياراته، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك : « اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله، ثم قرأ إن في ذلك لآيات للمتوسمين» [رواه الترمذي].
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه كما يكون ذلك النور مشاهدا يوم القيامة يضيء له الصراط كما أضاء له طريقه في الدنيا، يقول تعالى : ﴿يَوْمَ تَرَى المُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُم بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِم بُشْرَاكُمُ اليَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾ [الحديد :12].
ويقول سبحانه : ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ﴾ [الحديد :19].
ويقول سبحانه وتعالى : ﴿ يَوْمَ لاَ يُخْزِى اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [التحريم :8]
فإن الإيمان بأركانه وشعبه له نور وهو ثمرته في قلب المؤمن، وهذا النور يرى به المؤمن، ويظهر لكل الناس يوم القيامة، وهو ذلك النور الذي يطلب المنافقون أن يلتمسوا منه بحجة أنهم كانوا يجاورنهم بأجسادهم وقلوبهم ليس بها إيمان.
ونور الإيمان هو ذلك النور الذي جعله الله للمؤمن ليمشي به في الحياة الدنيا، قال تعالى ﴿أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِى بِهِ فِى النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِى الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأنعام :122]. وهذا النور منحة إلهية إذا منعها الله عن أحد والعياذ بالله فهو في الظلمات يتخبط لا يأتيه النور أبدا، قال تعالى : ﴿ وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ ﴾ [النور :40].
نسأل الله أن ينور قلوبنا بنور الإيمان، ويغفر لنا الزلل والخطأ والنسيان، وننتقل إلى النوع الخامس من الأنوار، وهو نور الأكوان.