يمانيون:
2025-03-10@02:01:15 GMT

المولدُ النبويّ نهضةٌ إسلاميّة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

المولدُ النبويّ نهضةٌ إسلاميّة

إيلاف الحمزي

قال الله تعالى: ﴿قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ﴾.

وبِلسانٍ عربيٍّ فصيح، يأمُرُ الله تعالى العِباد بإقامة هذه الفرحة، كقوله: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾.

فإقامة هذه الذكرى هي عبادة، وهي بذاتها زكاة هنية، وصلاة مرفوعة، وحِجّ مبرور، وصوم مقبول، ففي الآيةِ الكريمة جاءت بصيغةِ الأمْرِ كما قد جاء هذا الأمر في كُـلّ الفرائض.

لا يخفى عليّنا ما تُعانيه الأُمَّــة العربية والإسلامية، وما تعانيه مؤخّراً من استهداف؛ وظلم وذلّ وخزي وعار، وفي المقابل ما ينالهُ المؤمنون المجاهدون المضحون المستبسلون المقتدون بصاحبِّ السموِّ والرِفْعَة، النبيّ الأكرم محمد “صلوات الله عليه وعلى آله” فالفرق شاسع وبيّن كوضوحِ رمضاءِ الغدير، يوم البلاغِ الأكبر، تختلفُ الأحوال وتزدانُ الأحوال، ولكِنّ هُنا سؤالٌ يضع نفسه!

ما سبب كُـلّ هذه المُفارقات؟!

لا تعجزُّ الألسن عنِ الإجَابَة، فصاحِبُ العروبةِ المُحمدية سيُجيب؛ لأَنَّنا امتلكنا مُحمدًا، امتلكناهُ إنسانيةً فلم نُشاهد الظالم وهوَ يعيثُ في الأرض فساداً، امتلكناهُ إسلاماً، فلم نسمع صراخات وآهات وتأوُّهات النساء والأطفال وتلعثمنا، امتلكناهُ إيمانًا فلم نكُن رقودًا يوم استيقظ الأعداء في سفكهم وجرمهم وظلمهم، امتلكناهُ عِزّةً، نخوةً، شجاعةً، قبيَلةً، أسْلافًا، أعْرافًا، فتَمسُكُنا به جَعَلنا مُختلِفينَ تماماً عنِ الكثير، فَعِصْمُتُنا بمنهجهِ جعَلَنا مُنفرِدين جِـدًّا عن أرقام خيالية ونحنُ عشراتٍ منها؛ فبمحمدٍ أعزنا الله، وأذلَّ أعداءنا.

احتفاؤنا بمولدِ النور هوَ بذاتهِ الإسلام، هوَ بذاتهِ الدين.

دينُ محمدٍ في ميدانِ السبعين، وقيّم محمدٍ في البحر الأحمر، وشجاعة مُحمّد في المحيط الهندي ممتدةً إلى رأسِ الرجاءِ الصالح ومتمثِلةً بـ طائرةِ (يافا) التي انطلقت باسمِ مُحمّد، وشيّمِ محمدٍ وقبيَلَته في كُـلّ محافظاتِ اليمن، إسلام محمد في اليمنِ وما أدراكَ ما اليمن!

إنه يَمَنُ الإيمانِ والحِكمة.

فذكرى المولد النبوي الشريف ليست مُجَـرّد ذِكرى تُردّد باخضرارِ الشوارع والمنازل والأحياء فقط، فهيَّ تُسَوِّدُ أرواح وأفئدةَ المنافقين والجبابرة، فهذهِ الذكرى لها عِدّةُ ألوان فلونُها الأحمر جليًّا في (تل أبيب)، ومحرَقَةٌ هيَ “إسرائيل” على يدِ حفيدِ مُحمّد، وشعبِهِ الأنصار.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الإيمان والإستقامة


الدكتور نبيل الكوفحي


يقول تعالى ( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ). في الحديث الشريف: جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه – فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مُرْنِي فِي الْإِسْلَامِ بِأَمْرٍ لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قفَالَ صلى (قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ، ثُمَّ اسْتَقِمْ)، قَالَ : قُلْتُ : فَمَا أَتَّقِي، فَأَوْمَأَ إِلَى لِسَانِهِ. فالإيمان وحده غير كاف، بل نحتاج لعمل صالح واستقامة في السلوك.

المسلم مطالب بالاستقامة، لذا يسألها ربه في كل ركعة من صلاته (أهدنا الصراط المستقيم) ولا يتحقق الدعاء مالم يسير بطرق الاستقامة، ولأهميتها طلبها سبحانه من الانبياء عليهم السلام، قال تعالى مخاطبا نبيه (فاستقم كما أمرت ومن تاب معك)، وفي حق موسى وأخيه عليهما السلام (قد أجيبت دعوتكما فاستقيما).
الاستقامة تدل على الاعتدال وعدم الاعوجاج. تدخل الاستقامة في مجالات كثيرة، ولو طبقت الاستقامة تطبيقاً صحيحاً لحلت كثيرا من المشاكل، فلو أن الأب استقام على شرع الله عز وجل، فربى أولاده تربية صحيحة، و التاجر في تجارته، والمدرس في تدريسه، و العامل في عمله، والمواطن في سلوكه في الشارع وقيادته للمركبة والتعامل مع الآخرين وهكذا كل أصناف الناس والأحوال .
فكيف سيكون الحال لو أنهم استقاموا على شرع الله؟الجواب جاء في قوله تعالى ﴿ وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً ﴾ و غدق المطر : كثر قطره، وهو كناية عن غدق العيش : أي اتسع ورغد. عاقبة عدم الاستقامة فهي كبيرة، مثالها في الحديث (.. قَالَ : الْمُفْلِسُ مِنْ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ يَأْتِي بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ عِرْضَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُقْعَدُ، فَيَقْتَصُّ هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ، فَطُرِحَ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ). لذلك جاء في حديث حال الصائم (… وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم).
والاستقامة مطلوبة بحقيقتها إن بانت، واتجاهها إن اختلطت، قال صلى الله عليه وسلم:( سددوا وقاربوا)، فالسداد هو الوصول إلى حقيقة الاستقامة، والمقاربة الاجتهاد في الوصول إلى القرب منها.

هذه الايام: نعيش حالات اعوجاج وابتعاد عن طريق الاستقامة، والنتيجة واضحة لا تحتاج لبيان. وطريق الاستقامة واضح، قال تعالى (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وصآكم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، والبداية هي (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم). وأهم ما يحقق الاستقامة هي مراقبة الله عز وجل.
وتقبل الله صيامكم وطاعتكم وهدانا للصراط المستقيم.

مقالات ذات صلة الوجة الاخر لحركة حماس والكلمة السحرية 2025/03/09

مقالات مشابهة

  • أحمد علي سليمان: المرأة المسلمة كانت دائمًا ركيزة أساسية في نهضة الأمة
  • مفتي الجمهورية في الذكرى الـ 56 ليوم الشهيد: دماء الأبطال سطور عز لا تذبل
  • الإيمان والإستقامة
  • الذكرى تنفع المؤمنين.. هذا هو شهر رمضان
  • لا عذاب قبل الحساب.. داعية إسلامي يرد بالدليل
  • عمران.. إحياء الذكرى الثامنة عشرة لرحيل العلامة مجد الدين المؤيدي
  • داعية إسلامي: من ينكر عذاب القبر ضال ومضل
  • داعية إسلامي: علاج الزوجة ودواؤها فرض على الزوج
  • من أول ليلة.. خطيب المسجد النبوي: بلوغ شهر رمضان نعمة تستوجب شكر الله
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي