يمانيون – متابعات
في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، يشهد البحر الأحمر مواجهات حاسمة بين القوات المسلحة اليمنية والتحالف المعروف بـ”حارس الازدهار”. هذا التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة ويضم أكثر من 20 دولة، يهدف إلى حماية السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي من الهجمات اليمنية المناصرة لغزة التي تتعرض لإبادة جماعية.

تأتي هذه المواجهات في سياق أوسع من الصراع الإقليمي والدولي، حيث تسعى القوى الغربية إلى الحفاظ على نفوذها في المنطقة، بينما تفرض قوة محلية ناشئة، هي اليمن، معادلة أمر واقع جديد، ومختلف عن سابقه تماما. واقع تصنع نتائجه الأولية تأكيدات موثقة بالصواريخ والمسيرات ما ذهبت إليه نبوءات التصريحات الأخيرة لجوزيب بوريل، المفوض السامي لشؤون السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي، في أن عصر الهيمنة الغربية قد انتهى.

هذا التحول الجذري في ميزان القوى العالمية، لم يعد سرا، يمكن للغرب أو أمريكا التستر عليه، بل أصبح خبرا عاجلا ينشر على مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة.

على منصة موقع “أنهيرد” البريطاني يعترف فيه بأن ثمة (مشكلة أكثر وضوحاً أيضاً وهي أن الطائرات بدون طيار رخيصة الثمن، والصواريخ الاعتراضية الأمريكية والقنابل الموجهة بدقة باهظة الثمن)، لا يقل أهمية عما أفصح عنه مارك ميجيز القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات.

وهو الاعتراف ذاته الذي لا يقل في الأهمية عما كشفه مارك ميجيز، القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات “إيزنهاور”، عندما قال: “اضطررت لتحريك حاملة الطائرات عدة مرات لحمايتها”. هذا التصريح يفضح قائمة الذرائع التي قدمها البنتاغون لتبرير قراره بسحب الحاملة “إيزنهاور”، والتي كانت تحمل على متنها مجموعة تضم طراد الصواريخ الموجهة “يو إس إس فلبين سي”، ومدمرات الصواريخ الموجهة “يو إس إس غرافلي” و”يو إس إس ميسون”، والجناح الجوي الناقل 3، مع تسعة أسراب طائرات.

تتميز “إيزنهاور” بأنها تعمل بالطاقة النووية، وتحمل اسم الرئيس الأمريكي الـ34، وتضم مستشفى وطائرات مروحية، وعلى متنها حوالي 5000 بحار وتسعة أسراب طائرات. وقد شاركت في حرب الخليج، العراق، وأفغانستان، وكانت ذريعة تواجدها في البحر الأحمر ضمن الحملة ضد ما أسمته أمريكا بتنظيم “الدولة الإسلامية”.

الحقيقة المؤكدة
ووفقا لشواهد الواقع، فقد لجأ البنتاغون الأمريكي، قبيل اعترافات ميجور، إلى تبرير حال وصول حاملة الطائرات الأمريكية “دوايت أيزنهاور” إلى “الشرق الأوسط”، بأن الحاملة غادرت البحر الأحمر، ضمن هدف تعزيز التمركز الإقليمي ومنع توسع نطاق الحرب وحلقة من حلقات سلسلة إجراءات فصول مسرحية الدعم الأمريكية لإسرائيل في الخطوة التي تعكس التزام واشنطن بما تطلق عليه “أمن إسرائيل” وردع أي تهديدات بضمان منع وصول أسلحة إلى حماس.

الحقيقة، التي لم يفصح عنها البنتاغون الأمريكي، في حينه، هي ما وصفه القائد ميجور بكثافة هجمات الجيش اليمني ، في عمليات نوعية استخدمت فيها أسراب من الطائرات المسيرة، والصواريخ الباليستية بتكتكتيك عسكري متميز وجديد لم يسبق لأفراد طاقم “إيزنهاور” المكون من 5000 فرد ما بين قادة وخبراء وفنيين وصف وجنود أن تدربوا عليه في القوات الأمريكية من قبل.

10 قطع أمريكية تهرب من المعركة

لا يحتاج المتابع إلى البحث عن قرائن وأدلة لتأييد القائد ميجيز فيما أفصح عنه، لأن الواقع يشير بوضوح إلى مطالبة البنتاغون بتفسير سبب تتابع القطع الحربية الأمريكية التي أعقبت الحاملة “إيزنهاور” في الفرار من ساحة المعركة مع البحرية اليمنية إثر تعرضها لهجمات صاروخية كثيفة من القوات اليمنية. والتي كان أبرزها:

1- حاملة الطائرات “يو إس إس أيزنهاور” وقد فرت في يوم الحادي والعشرين من يونيو الماضي.

2- طراد “يو اس اس فلبين” الحربي وقد فرّ من ميدان المعركة يوم الحادي والعشرين من يونيو الماضي أيضاً.

3- المدمرة الحربية “يو إس إس جرافلي” والتي فرت يوم الحادي والعشرين من يونيو الماضي.

4- فرقاطة “يو اس إس ماسون” الحربية وقد فرّت مطلع يونيو الماضي.

5- البارجة يو اس اس كارني الحربية والتي فرّت منتصف مايو.

6- المدمرة “يو اس اس توماس هودن” والتي فرّت يوم الرابع من يناير الماضي.

7- السفينة: يو إس إس باتان” الحربية وقد فرّت يوم الثامن والعشرين من ديسمبر.

8- سفينة يو “اس اس بي بولر” الحربية والتي فرّت في فبراير الماضي.

9- فرقاطة “يو اس اس لابون” الحربية والتي فرّت في السادس من أغسطس الماضي.

10 – المدمرة الحربية “يو اس اس كول” والتي فرّت في السادس من أغسطس الماضي”.

الجدير بالذكر أن حاملة الطائرات الأمريكية آيزنهاور تعرضت لهجمات صاروخية جديدة من قِبل الجيش اليمني، جاء ذلك فيما كشفه موقع “ذا أفييشنست” العسكري الأمريكي، في تقرير نشره في وقت سابق، عن تعرض الحاملة آيزنهاور لوابل من الهجمات بالطائرات المُسيّرة والزوارق الهجومية وصواريخ كروز، مبيناً أن “طاقم آيزنهاور عانى من إرهاق شديد بسبب الهجمات اليمنية غير المتوقعة والمتكررة”.

وأوضح التقرير أن “الصواريخ نفدت من مدمرات مجموعة حاملة الطائرات بسبب كثافة الهجمات، ما أجبرها على إعادة التزود بالصواريخ من محطات قريبة”، مشيرا أن الفرقاطة الألمانية “هيسن” هي الأخرى واجهت مصيراً مشابهًا واستنفدت ترسانتها لمحاولة اعتراض العمليات اليمني.

الافتقار للإرادة
في سبتمبر2024 الحالي، قال موقع “أنهيرد” البريطاني: إن “صنعاء أصبحت تحكم البحر الأحمر بعد أن تمكنت من هزيمة البحرية الأمريكية، مشيرا إلى أن “قوات صنعاء” أجبرت البحرية الأمريكية على الابتعاد.

وعبر الموقع عن الشعور المتزايد بما وصفه بالحرج من هذا الواقع الذي نسبه إلى (الصمت إزاء هذه الهزيمة) تارة، ووصفه أخرى بعودة أمريكا إلى الافتقار للإرادة، بل لعجزها عن فعل أي شيء لوقف هجمات الجيش اليمني المساندة لغزة.

وتحت عنوان “لماذا أصبح الحوثيون يحكمون البحر الأحمر؟”، نشر الموقع ذاته، الإثنين، تقريراً جاء فيه: “إذا كنت تتابع الأخبار مؤخراً، فربما يكون من المعقول أن تعتقد أن الحصار الذي فرضته جماعة أنصار الله في اليمن المعروفة باسم “الحوثيين- على البحر الأحمر قد هُزِم، ففي الأشهر الأخيرة، لم نسمع سوى القليل من خبراء السياسة الخارجية يتحدثون عنه، فهل يعني هذا أن الأمر قد تم حله؟ ليس تماماً”.

وأضاف: “اليوم، أصبح الحصار أقوى من أي وقت مضى، وقد يئس الجيش الأمريكي من محاولة رفعه، فقبل أسبوعين فقط، وفي مواجهة الردع الذي تدعمه حاملات الطائرات الأمريكية، تمكن الحوثيون من الصعود إلى متن ناقلة نفط تحمل العلم اليوناني، وزرعوا بعض المتفجرات، وهتفوا: (الموت لأمريكا! الموت لإسرائيل!) بينما كانت السفينة تحترق”.

وقال التقرير: “ربما كان من المفترض أن يكون هذا خبراً ضخماً: فقد أغلقت مجموعة من المسلحين أحد أهم طرق التجارة في العالم، وأبحرت البحرية الأمريكية بعيداً في استسلام، ومع ذلك، فإننا لا نريد أن نتحدث عن هذا الأمر، والسبب وراء هذا يبدو واضحاً إلى حد كبير: فالأمر أكثر من مجرد مشاركة للشعور المتزايد بالحرج”.

اصطدام الرواية بالواقع
وتابع: “لم نعد نعرف كيف نتحدث عما يجري، فمن المفترض أن البحرية الأمريكية هي البحرية الأقوى في العالم، وكما أصر كل فيلم حربي على مدى العقدين الماضيين على تذكيرنا، فإن كل ما يتطلبه الأمر هو حاملة طائرات واحدة لإجبار دولة نامية على الركوع، وربما لا تكون أمريكا عظيمة في بناء الأمم، ولكنها تعرف كيف تقصف كل شيء حتى تتوقف كل المقاومة، ولكن في اليمن، تصطدم هذه الروايات بالواقع”.

واعتبر التقرير أنه “خلافاً للوضع في أفغانستان أو العراق” فإن المحاولات الأمريكية لفك الحصار اليمني في البحر الأحمر “ليست في واقع الأمر نوعاً من الحرب الاختيارية التي يمكن ببساطة الابتعاد عنها عند الشعور بالملل، فإذا استمر الحصار، فسوف يتلقى العالم بأسره أدلة درامية على العجز العسكري والسياسي المتزايد للغرب، وهو ما سوف يخلف عواقب حقيقية على الدبلوماسية الغربية في مناطق مثل المحيط الهادئ”.

عجز غربي وصعود يمني
“فشل وعجز الولايات المتحدة ودول الغرب عن وقف هجمات القوات المسلحة اليمنية المساندة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، في البحر”.. بهذا القدر من الشفافية يصف الكاتب الصحافي سيث جيه فرانتزمان، الوضع الراهن للحيرة والارتباك التي تتخبط في دائرته الإرادتان الغربية والأمريكية معا، في مواجهة صواعق الشعور بالهزيمة.

وقال فراتزمان، في مقال تحليلي، نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، الاثنين، إن “الحوثيين” يتصرفون بشكل متزايد كما لو أنهم يسيطرون على البحر الأحمر، حيث يواصلون، بعد أكثر من ثمانية أشهر من بدء عملية “حارس الازدهار” بقيادة الولايات المتحدة، في مهاجمة السفن، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، حيث يحددون من يستطيع ومن لا يستطيع مساعدة السفن المنكوبة.

وأوضح الكاتب أن “الهجوم الأخير على السفينة “سونيون” هو مثال على كيفية توسيع الحوثيين لهجماتهم، مشيرًا إلى أنهم صعدوا من هجماتهم مرة أخرى”، ناقلًا ما جاء في بيان المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، عن استهداف السفينة جروتون التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن، لأن الشركة المالكة لها انتهكت الحظر اليمني على دخول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلة.

وقال الكاتب أن الولايات المتحدة والدول الغربية عجزت إلى حد كبير عن وقف هجمات “الحوثيين” التي تحدث كل يوم تقريبًا، فالبحر الأحمر والمناطق القريبة منه، أصبحت تحت سيطرة “الحوثيين” على نحو متزايد، ويبدو أنهم يتحكمون أيضًا في طرق الوصول إلى السفن المتضررة مثل السفينة سونيون، وهذه ليست الطريقة التي من المفترض أن تعمل بها المياه الدولية، حد تعبيره.

وأشار إلى أن “الحوثيين” أثبتوا أنهم قادرين على قلب ميزان قرون من سيطرة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وغيرهما على الممرات المائية في العالم. وهذا جزء من حقيقة حاول الكاتب الهروب من الإقرار بفداحة ما وصلت إليه حال الهزيمة إلى ما وصفه بـ”المسرحية” من جانب روسيا والصين لقلب النظام العالمي، فهما تريدان عالما متعدد الأقطاب. وبالتالي فإن هدفهما هو العمل مع إيران والجماعات المتحالفة معها مثل الحوثيين لنشر الفوضى وإضعاف قدرة الولايات المتحدة والغرب على وضع المعايير العالمية.

آسيا خالية م الوجود الأمريكي
الجدير بالذكر أن وكالة رويترز، كشفت في تقرير سابق لها، نشر في الأول من سبتمبر الجاري أن قارة آسيا باتت خالية من حاملات الطائرات الأمريكية للمرة الأولى منذ عام 2001م، وذلك بسبب العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر.

وأوضحت الوكالة أن أمريكا اتخذت خيارات صعبة وقلصت تواجدها في ‎البحر الأحمر، مضيفة أن البحرية الأمريكية استخدمت خلال حملة البحر الأحمر صواريخ “توماهوك” هجومية برية أكثر مما اشتراه الجيش الأمريكي في عام 2023 بأكمله. وأضاف التقرير: “لكن هجمات الحوثيين استمرت، ولم تعد السفن الحربية الأميركية قريبة”.

ونقلت “رويترز” عن المسؤول السابق في البنتاغون – كبير مستشاري الأمن القومي في مركز الاستراتيجية البحرية صامويل بايرز القول بأن: “الأزمات المتزامنة في أماكن من العالم وخاصة في الشرق الأوسط حاليا تجعل القوات الأمريكية تبدو مرهقة”.

وكشفت الوكالة أن البحر الأحمر لم يعد فيه إلا قوة أصغر من السفن الحربية الأوروبية، ولكنها واجهت تعقيدات لإنقاذ السفينة “سونيون” بسبب التهديدات بمزيد من الهجمات من ‎اليمن. وأضافت: “مع قيام الكثير من السفن التجارية بتجنب البحر الأحمر، فإن تخلي البحرية الأمريكية القوة البحرية الأبرز في العالم عن حملتها في البحر الأحمر أمرا لم يمكن تصوره في السابق”. وقال: “إن حقيقة أن الولايات المتحدة قد فعلت ذلك تشير إلى الشعور بأن الولايات المتحدة تواجه الآن حقبة مختلفة تمام الاختلاف”.

وأكدت وكالة رويترز أن المسؤولين الأميركيين أصبحوا أكثر صراحة في تأكيدهم على أن الدول الأوروبية لابد أن تدافع عن فنائها الخلفي، في حين تحول واشنطن تركيزها إلى المحيط الهادئ.

بالدليل الأمريكي
ويسبق موقع “اكسيوس” الأمريكي وكالة رويتزر بأيام، نشر فيها تقريراً تضمن خريطة تظهر أماكن تموضع القطع العسكرية البحرية للولايات المتحدة في منطقة” الشرق الأوسط”.

وبحسب الخريطة، فلم تظهر سوى اثنتين من حاملات الطائرات الأمريكية هما (روزفلت) و(ابراهام لينكولن) تتواجدان برفقة ثماني مدمرات في خليج عمان، فيما تتواجد غواصة حربية وثلاث مدمرات وثلاث سفن برمائية شرق البحر الأبيض المتوسط.

وأظهرت الخريطة عدم وجود أي قطع حربية في البحر الأحمر، عندما كتب الموقع على خريطة البحر الأحمر عبارة “لا توجد أي سفن معروفة”، لكنه، عاد ليموه بالقول: إن القوات الأمريكية تواصل مراقبة نشاط الحوثيين في البحر الأحمر”. حسب تعبيره.

وكان القائد السابق لمجموعة حاملة الطائرات (ايزنهاور) مارك ميجيز، قد قال هذا الأسبوع في حديث على منصة يوتيوب، إنه “اضطر لتحريك حاملة الطائرات عدة مرات لحمايتها” من هجمات قوات صنعاء، التي قال إن كثافة عملياتها بالطائرات المسيرة كانت شيئا لم تتدرب عليه القوات الأمريكية من قبل.

نأخر المدد وإقالة القائد
في السياق، أفاد موقع “ذا أفييشنست” العسكري بأن حاملة الطائرات الأمريكية “آيزنهاور” تعرضت لعدد كبير من الهجمات بالطائرات المُسيّرة والزوارق الهجومية وصواريخ كروز، مما أدى إلى إرهاق شديد لطاقمها. ونتيجة لكثافة الهجمات، نفدت الصواريخ من مدمرات مجموعة حاملة الطائرات، مما اضطرها لإعادة التزود بالصواريخ من محطات قريبة. كما واجهت الفرقاطة الألمانية “هيسن” مصيرًا مشابهًا، حيث استنفدت ترسانتها في محاولة لاعتراض العمليات العسكرية اليمنية.

في سياق متصل، أقالت البحرية الأمريكية قائد مدمرة صواريخ موجهة، وهو كاميرون ياست، بسبب فشله في التعامل مع العمليات العسكرية اليمنية في البحر الأحمر. وقد تم اتخاذ هذا القرار من قبل الأميرال البحري كريستوفر ألكسندر، قائد مجموعة حاملة الطائرات “يو إس إس ثيودور روزفلت”، مشيرًا إلى “فقدان الثقة في قيادة المدمرة”.

نبأ أكدته صحيفة “تلغراف” البريطانية، مشيرة إلى أن السفن الأوروبية الوحيدة المتواجدة هي التي حاولت إنقاذ “سونيون”، ولا توجد أي سفن حربية أمريكية ضمن 500 ميل، مشيرة إلى أنه رغم أن مجموعة “آيزنهاور” استخدمت تكتيكات دفاعية تم تطويرها للحرب في المحيط الهادئ ضد الصين، وذلك لتقليل تعرضها للهجمات اليمنية في البحر الأحمر، استهلكت البحرية الأمريكية خلال عملياتها في البحر الأحمر صواريخ توماهوك أكثر من تلك التي تم شراؤها في عام 2023، مما يعكس حجم الضغوط التي تواجهها.
————————————————————————————————-
– موقع أنصار الله

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: مجموعة حاملة الطائرات الطائرات الأمریکیة البحریة الأمریکیة الولایات المتحدة القوات الأمریکیة فی البحر الأحمر یونیو الماضی والعشرین من من الهجمات فی العالم یو إس إس یو اس اس أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاشتباك المتكرر مع حاملة الطائرات و 3 اهداف قاتلة

أولا: الحد من الدور الهجومي الذي تلعبه حاملة الطائرات الأمريكية وتحويل وضعها إلى الدفاع وبالتالي إفشال الهجمات الواسعة التي يكون العدو قد حضر لها ضد الجمهورية اليمنية، وهذه تكتيكات دفاعية مهمة تتخذها القوات المسلحة اليمنية في إطار تصديها للعدوان ضد البلد.

ثانيا: تحقق الهجمات اليمنية على حاملة الطائرات اليمنية حالة إرباك واسعة وقلق وإرهاق في صفوف البحرية الأمريكية وإرهاق لدى الجنود وفقا لاعترافات قادة وضباط أمريكيين خلال الأشهر الخمسة عشر الماضية، ففي إحدى المقابلات مع قائد حاملة الطائرات أيزنهاور كريس هيل أكد أنه لم يكن يجد حتى وقتا لارتداء ملابسه الرسمية ويبقى بملابس النوم، وقال كارل إلزوورث، قائد سرب الساحل الغربي: "لا أستطيع أن أتذكر آخر مرة خاضت فيها البحرية مهمة أكثر تحديًا مع مزيج من التمديدات المتعددة، والفرص المحدودة للغاية للراحة والاسترخاء، والقتال الحقيقي. ليس فقط للطيارين، بل ولطاقم المجموعة الضاربة بأكملها أيضًا، في أكثر المعارك نشاطًا في البحر منذ الحرب العالمية الثانية".

قال قائد سفينة ماسون جوستين سميث،إن البحرية تواجه بيئة عمل مختلفة في البحر الأحمر عما كانت عليه في الخليج العربي في ثمانينيات القرن العشرين.

وقال سميث "إنك تواجه تهديدات أكثر تطوراً، وتواجه التواجد داخل منطقة اشتباك بالأسلحة لعدة أيام وأشهر في كل مرة".

وبحسب بزنس انسايدر قال أحد البحارة في البحرية الذي خدم في مركز المعلومات القتالية على المدمرة يو إس إس جرافيلي أثناء انتشارها: إن الطاقم ربما يكون لديه ثوانٍ فقط للرد على صاروخ قادم اعتمادًا على سرعته.

إن "الحوثيين" عدو لا يمكن التنبؤ بتصرفاته، ويمكن أن تحدث عمليات إطلاق الصواريخ في أي لحظة.

وفي ظل هذه البيئة، كان على البحارة الحفاظ على حالة تأهب قصوى على مدار الساعة أثناء مسح الرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى بحثًا عن علامات تشير إلى هجمات قادمة.

وإلى جانب الصواريخ المضادة للسفن، أثبت الحوثيون أيضًا فاعليتهم في استخدام الزوارق المسيرة المحملة بالمتفجرات لضرب السفن التجارية.

وهذه السفن غير قادرة على الدفاع عن نفسها إلى حد كبير، على عكس السفن الحربية الأميركية في المنطقة، والتي لم تتعرض حتى الآن للضرب على الرغم من بعض الحوادث التي كادت أن تودي بحياتها.

وقال سميث "أعتقد أن الفرق بين حرب الناقلات وما نفعله في البحر الأحمر هو التهديد الأطول مدى والقدرة على التواجد داخل منطقة أكبر - مع وجود خطر التعرض للاستهداف أو الاشتباك الذي لا بد من حدوثه".

وأكد سميث"إن التحديات ــ من الكشف والدعم، وفرق المراقبة والاستعداد ــ أعلى كثيراً.

ولهذا السبب أقارن ذلك بالحرب العالمية الثانية أكثر من تفوقه، كما أعتقد، على ما شهدناه خلال حرب الناقلات". (بزنس انسايدر) وقد أدى هذا الوضع إلى أزمات نفسية لدى جنود البحرية الأمريكية ما دفع بقيادة البحرية إلى الاستعانة بمرشدين نفسيين،

كما أدت حالة الإرهاق إلى ضعف في المدارك والقدرات ما تسبب بحوادث من بينها اسقاط طائرة اف 18 وحادث تصادم حاملة الطائرات ترومان مع سفينة تجارية. إلى جانب ذلك فإن الانتشار الطويل للسفن الحربية يؤدي إلى التقليل من عمرها ويؤثر على مستقبل البحرية الأمريكية بشكل عام.

ثالثا: استنزاف البحرية الأمريكية في كل اشتباك يجري يتم تهديد قدرة البحرية الأمريكية على الاستدامة وتعطيل استمرارية الأسطول في البحر الأحمر، حيث تنفق البحرية مخزونها الاستراتيجي في مواجهة الطائرات المسيرة اليمنية والصواريخ الباليستية الأسرع من الصوت والصواريخ المجنحة. يقول سيباستيان برونز، الخبير البحري في مركز الاستراتيجية والأمن البحري ومعهد السياسة الأمنية في جامعة كيل في ألمانيا: "لقد أثبت الحوثيون أنهم قوة هائلة. إنهم جهة فاعلة غير حكومية تمتلك ترسانة أكبر وهي قادرة حقًا على إحداث صداع للتحالف الغربي.

هذا هو المستوى الأعلى في الوقت الحالي، وعندما تواجه القوات البحرية مشكلة في الاستدامة على هذا المستوى، فإن الأمر مثير للقلق حقًا".(فورين بوليسي) لقد استخدمت البحرية الأمريكية في البحر الأحمر المئات من الصواريخ الاعتراضية وذلك أكثر مما تم استخدامه خلال ثلاثين عام وفقا للقائد البحري المتقاعد برايان كلارك.

وفي يناير الماضي، كشفت البحرية أنها أطلقت ما يقرب من 400 ذخيرة منذ أكتوبر 2023 كجزء من العمليات القتالية في البحر الأحمر، بما في ذلك 120 صاروخًا من طراز SM-2، و80 صاروخًا من طراز SM-6، وإجمالي 20 صاروخًا من طراز Evolved Sea Sparrow (ESSM) وصاروخًا من طراز SM-3 . وتتراوح تكلفة الوحدة الواحدة من هذه الصواريخ بين 12.5 و28.7 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-3، وحوالي 4.3 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-6، وما يصل إلى 2.5 مليون دولار أمريكي لصواريخ SM-2، وفقًا لموقع The War Zone .

وخلال جلسة تأكيد تعيينه وزيرا للبحرية، أقر جون فيلان بأن البحرية تواجه نقصا في الذخائر. وقال فيلان في جلسة الاستماع التي عقدت في 27 فبراير/شباط: "لذا، إذا تم تأكيد ترشيحي، أعتزم التركيز على هذا الأمر بسرعة كبيرة وحل هذه المشكلة لأنني أعتقد أننا عند مستوى منخفض بشكل خطير من منظور المخزون، وكذلك الجديد".

هذا الاستنزاف يهدد جاهزية البحرية الأمريكية لأي معركة مستقبلية وكفاءتها المتدنية أصلا. وإلى جانب الاستنزاف تواجه السفن البحرية مشكلة في إعادة تحميل الصواريخ في مسرح العمليات، ونفاد صواريخ مدمرة معينة يجعلها أكثر عرضة للاستهداف، بالرغم من أن جميع السفن في الوقت الحالي تقع في الخطر، وبحسب قادة عسكريين أمريكيين فإن ما تحتاجه القوات المسلحة اليمنية هو صاروخ واحد فقط ينجح في الوصول إلى سفينة حربية، بينما تحتاج البحرية الأمريكية إلى القدرة على الاعتراض بنسبة مئة بالمئة وهذا شيء صعب ومكلف للغاية وغير مستدام.

رابعا: إن الجرأة في مواجهة حاملة الطائرات الأمريكية التي تعد رمزا للقوة الضاربة وإجبارها على التراجع إلى الخلف وتعطيل فاعليتها، ينعكس سلبا على مكانة البحرية التي كانت تقول إنها الأقوى في العالم، وكانت تعتمد على مجرد الحضور في منطقة ما لإثارة مخاوف الخصم وإجباره على الرضوخ.

مقالات مشابهة

  • الناشط الأمريكي “هينكل” مخاطبا حاملة الطائرات ترومان ومن عليها: ستهزمون ولن تنجحوا
  • الحوثيون يعلنون استهداف مطار بن غوريون وحاملة طائرات أميركية بالبحر الأحمر / فيديو
  • الاشتباك المتكرر مع حاملة الطائرات و 3 اهداف قاتلة
  • اليمن يفرض معادلات جديدة لتفكيك هيمنة أمريكا في البحر الأحمر
  • الولايات المتحدة تكشف المهمة الوحيدة لحاملة الطائرات “كارل فينسون” في البحر الأحمر
  • اليمن.. قتلى ومصابون بغارات أمريكية «عنيفة» على صنعاء
  • شاهد | إرسال حاملة الطائرات “كارل فينسون” إعلان مبكر للفشل الأمريكي
  • تقرير : البحرية الأمريكية في مأزق وجودي بالبحر الأحمر.. استنزاف غير مسبوق وتكلفة لا يمكن تحملها
  • القوات المسلحة اليمنية تستهدف “بن غوريون” وتشتبك مع “ترومان” في البحر الأحمر لساعات
  • القوات المسلحة تستهدف مطار بن غوريون وتشتبك مع حاملة الطائرات “ترومان” وقطع حربية معادية في البحر الأحمر