قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان إن الإدارة الأميركية مطالبة بإلزام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في يوليو/تموز الماضي، مؤكدا أن المقاومة لن تتخلى عن مطالبها الثابتة وفي مقدمتها الانسحاب الكامل من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.

وأضاف حمدان في مقابلة مع الجزيرة أن الحركة لم تتلق أي مقترح جديد بشأن صفقة التبادل، مؤكدا أن الولايات المتحدة تستخدم مصطلحا مراوغا بحديثها عن الانسحاب الجزئي من محور فيلادلفيا.

وقال إن الحديث الأميركي عن انسحاب جزئي من محور فيلادلفيا لا يتجاوز كونه نوعا من المراوغة التي تحاول إيهام العالم بأن إخلاء جزء من المحور سيمنح الفلسطينيين حرية في التحرك، على عكس الواقع.

وأضاف "نتنياهو أكد بالأمس رفضه أي مقترح لتبادل الأسرى، وقد أبلغنا الوسطاء بأننا لن نقبل أي صيغة لا تشمل الانسحاب من فيلادلفيا لأن البقاء فيه يعني حصار القطاع"، مشيرا إلى أن موقف مصر من حديث نتنياهو "كان مهما، لأنها لا تريد أن تستخدم في ألاعيب سياسية".

لن نقبل بغير الانسحاب الكامل

وجدد حمدان التأكيد على أن الحركة لن تقبل إلا بانسحاب كامل لقوات الاحتلال ورفع للحصار وتبادل للأسرى وإلا فإنها لم تفعل شيئا. وأضاف "لو تجاهلت الإدارة الأميركية الانسحاب الكامل من فيلادلفيا فهي شريكة مع نتنياهو وتحاول تبرئته من قتل أسراه الستة مؤخرا".

وأضاف "نحن قبلنا مقترحا في مايو/أيار وآخر في يوليو/تموز وأي حديث جديد لا يتضمن ما تم التوافق عليه، يعني أن مصير بقية الأسرى سيكون مجهولا لأنهم لن يعودوا إلا إذا توقف العدوان وانسحب الاحتلال بشكل كامل من القطاع".

وقال حمدان إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لتقديم مقترحات جديدة لو كانت تريد فعلا التوصل لصفقة، وإنما فقط عليها ممارسة الضغط على نتنياهو.

وتعليقا على الرسائل التي بثتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحماس- بشأن وضع آليات جديدة للتعامل مع الأسرى، قال حمدان إنها رسالة واضحة بأن هؤلاء الأسرى لن يعودوا دون صفقة.

وأضاف أن الاحتلال يقتل أسراه بينما يقول إنه يحاول إنقاذهم، مؤكدا أن الضغط العسكري الذي يتمسك به نتنياهو لم يفعل سوى أنه قتل مزيدا من الأسرى الذين كان يمكن أن يعودوا أحياء إلى ذويهم.

نتنياهو لا يريد تبادل الأسرى

وأكد حمدان أن الضغط العسكري "كان دائما يعطل التفاوض ويقتل مزيدا من الأسرى"، مشيرا إلى أن قواعد التفاوض وسقفه "واضحان لدى المقاومة ولم يتغيرا".

وقال حمدان إن رواية نتنياهو "تنسجم مع حالة الكذب التي تعيشها إسرائيل"، مؤكدا أن الأسرى الإسرائيليين "قتلوا بنيران الاحتلال، وتمسك نتنياهو بمحور فيلادلفيا يؤكد أنه لم ولا يسعى لأي تبادل جاد للأسرى".

واعتبر القيادي بحماس أن حديث نتنياهو "كشف نواياه"، وقال إن "الوقت قد حان لكي يتعامل العالم معه كمجرم حرب لأنه كان يتكلم عن إبادة الفلسطينيين بكل صفاقة".

وعن الخيارات المتاحة لدى المقاومة في حال لم تتقدم المفاوضات، قال حمدان إن الفلسطينيين ليس أمامهم سوى الدفاع عن أنفسهم "لأنه لا بديل آخر سوى الاستسلام، وهو ما لم ولن يحدث أبدا بعد 76 عاما من المقاومة"، مؤكدا أن نتنياهو ليس أمامه إلا القبول بصفقة وفق ضوابط المقاومة.

وانتقد حمدان الموقف الدولي قائلا إن "العالم الذي يصرخ من أجل مقتل 6 أسرى ثم يقف صامتا أمام قتل أكثر من 40 ألف فلسطيني غالبيتهم من النساء والأطفال يثير تساؤلات بشأن احترامه الحقوق الإنسانية والحريات".

وفيما يتعلق بالضفة، قال حمدان إن نتنياهو أعلنها حربا، مشيرا إلى أنه استخدم خريطة خالية من الضفة الغربية والقدس. وقال إن هذا الأمر "يؤكد أنه ماض في مخططه".

وأضاف أن إعلان الضفة ساحة قتال "يعني فشل نتنياهو في تحقيق أهدافه التي كان يظن أنه سيحققها في يوم أو يومين"، مؤكدا أن مواصلة هذا الوضع "ربما يؤدي لاتساع رقعة المواجهات على نحو لن يتمكن نتنياهو ولا داعموه من وقفها".

وختم حمدان بالقول إن المقاومة تتحرك في الضفة وإن إعلانها ساحة حرب لا يعني توقف المقاومة التي ربما تجبره على الانسحاب من الضفة كما سبق وأجبرته على الانسحاب من غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات مؤکدا أن

إقرأ أيضاً:

انتقادات لحكومة نتنياهو بسبب فشلها في إعادة الأسرى وهزيمة حماس

تواصلت الانتقادات الإسرائيلية الموجهة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، بسبب الفشل المتواصل في إعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، إلى جانب العجز عن هزيمة حركة حماس رغم مرور أكثر من 17 شهرا على القتال وحرب الإبادة.

وقال الكاتب يوآف ليمور في مقال نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم"، إنّ "سنة ونصف من الحرب وإسرائيل تغرق مجددا في المستنقع الغزي، دون أن يكون لها اتجاه واضح، كيف تعتزم تحقيق هدف إعادة المخطوفين وحسم حماس".

وأضاف ليمور أنّ "الجيش الإسرائيلي يأمر في كل يوم السكان الفلسطينيين بإخلاء مزيد من المناطق، ولكن أساس الأعمال تتركز في المرحلة الحالية على الاستيلاء على الأرض، إلى جانب غارات جوية توقع بحماس أضررا وخسائر محدودة".

وتابع قائلا: "ليس في هيئة الأركان حماسة لقتال بري قوي يرافقه مصابون، وبالتأكيد ليس لتجنيد احتياط واسع، يكون واجبا إذا ما تقرر الشروع في هجوم كامل".

وذكر أنه "في إسرائيل يأملون بان الاستيلاء على المناطق الفلسطينية، في ظل إبعاد السكان ووقف المساعدات الإنسانية – ستشكل ضغطا كافيا يدفع حماس لأن تلطف مواقفها في المفاوضات"، منوها إلى أن "الصيغة التي توجد على الطاولة معروفة: تحرير بين 5 و 11 مخطوفا احياء (وعدد مشابه من المخطوفين الموتى) مقابل وقف الحرب لـ 50 - 70 يوما، استئناف التموين لغزة وتحرير سجناء فلسطينيين".



وأكد أن "هذه المفاوضات تجري ببطء مقلق، فيما أن إسرائيل لا تبادر بل تنجر في الرد على الاقتراحات، والتي هي في الأساس مقدمة من جانب مصر"، لافتا إلى أن "المسؤول عن ذلك هو الوزير رون ديرمر، والذي يقود الطاقم الإسرائيلي، ويبدي اهتماما محدودا في هذا الموضوع".

وأردف بقوله: "ديرمر حلّ محل رئيسي الموساد والشاباك اللذين أكثر من طرح اقتراحات تسعى لتحقيق اختراق للطريق المسدود"، متسائلا: "هل أطاح نتنياهو بهما لأنه فقد الثقة بهما كما ادعى أم أنه فقد الرغبة في حل المسألة خوفا على مستقبل حكومته".

وشدد على أن "نتنياهو لا يقترحأي حل عملي، لا للحرب في غزة ولا للمخطوفين، وحتى لو تحقق اتفاق جزئي ستبقى إسرائيل مع عشرات المخطوفين في القطاع، وهذا يضمن استمرار الضغوط المختلفة بما في ذلك من داخل الجيش الإسرائيلي".

وأشار إلى أنه من المتوقع أن يتواصل الانشغال في مواضيع الأسرى وغزة خلال الأسابيع القادمة، تزامنا مع زيارة مرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسعودية في منتصف الشهر القادم.

مقالات مشابهة

  • ناشطة إسرائيلية: على حكومة نتنياهو أن تجيب عن 4 أسئلة
  • حماس تستبعد صفقة جزئية والمعارضة تتهم نتنياهو بإفساد المفاوضات
  • نتنياهو يوعز باستمرار الدفع بخطوات الإفراج عن الأسرى
  • وزير حرب الاحتلال: مصر هي التي اشترطت نزع سلاح حماس وغزة
  • حماس ترد قريبا على مقترح الوسطاء وترفض نزع سلاح المقاومة
  • إسرائيل تسلم مصر مقترحا جديدا لوقف إطلاق النار في غزة
  • نتنياهو يقر بوجود مفاوضات مكثفة لتبادل الأسرى وسط تصاعد الضغط الشعبي عليه
  • حماس تدرس مقترح الوسطاء وتتمسك بوقف دائم لإطلاق النار
  • حماس: أبلغنا مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب وليس السلاح
  • انتقادات لحكومة نتنياهو بسبب فشلها في إعادة الأسرى وهزيمة حماس