«تحرير السودان – المجلس الإنتقالي» تحذر طرفي الصراع من الإصرار على الحل العسكري
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
قيادة الحركة دعت طرفي الصراع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وعدم استهداف المدنيين والبنية التحتية عبر القصف المدفعي والجوي.
الخرطوم: التغيير
أعربت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي – عن قلقها العميق إزاء استمرار الحرب في السودان وتأثيراتها الخطيرة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، بما في ذلك تأثيراتها السلبية على دول الجوار.
وأكدت الحركة في بيان صادر عن أمين الإعلام والمتحدث الرسمي باسمها عبدالعزيز عبدالكريم، أن الوضع على الأرض يتجه نحو طريق مسدود، محذرة من أن الإصرار على الحل العسكري سيؤدي إلى مزيد من إراقة الدماء وتشريد الأبرياء، وتدمير ما تبقى من المؤسسات المدنية، وتعريض وحدة البلاد لخطر جسيم.
ودعت قيادة الحركة طرفي الصراع إلى الوقف الفوري للأعمال العدائية، وعدم استهداف المدنيين والبنية التحتية عبر القصف المدفعي والجوي، مشددة على ضرورة احترام التزاماتهم تجاه المواطنين بموجب القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان.
وطالبت الحركة في بيانها المجتمع الدولي والدول الصديقة بتقديم استجابة عاجلة ومنسقة لمساعدة ضحايا الحرب والكوارث الطبيعية في السودان، ودعت طرفي النزاع إلى تسهيل فتح الممرات الآمنة لإيصال الإغاثة للمتضررين، خاصة النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة.
وفي هذا السياق، دعت الحركة المجتمع الدولي إلى فرض حظر طيران في السودان، خاصة في المناطق المأهولة بالسكان المدنيين، نظراً لما يشكله القصف العشوائي من تهديد على حياة المدنيين.
كما ناشدت السودانيين لحشد جهودهم لوقف الحرب وتحديد نوع السلام والمشروع الوطني الذي يحقق التنمية المستدامة ويستعيد التحول المدني الديمقراطي، وفقاً لمبادئ ثورة ديسمبر.
الوسومآثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حركة تحرير السودان المجلس الإنتقاليالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان حرب الجيش والدعم السريع حركة تحرير السودان المجلس الإنتقالي فی السودان
إقرأ أيضاً:
المشهد السياسي في العاصمة البديلة بورتسودان وخفايا الصراع ومآلاته
الصراع بين البرهان والإسلاميين
التوتر المتصاعد بين الفريق عبد الفتاح البرهان والحركة الإسلامية يعكس تصادمًا بين طموحات البرهان في الانفراد بالسلطة ورغبة الإسلاميين في استعادة نفوذهم الذي فقدوه بسقوط نظام عمر البشير. البرهان يدرك جيدًا أن دعمه السابق للإسلاميين كان تكتيكيًا وليس استراتيجيًا، حيث استغلهم لتثبيت سلطته بعد انقلاب أكتوبر 2021، لكنه يعي الآن أنهم يشكلون تهديدًا وجوديًا لطموحاته.
البرهان وتشكيل المليشيات الموالية
في إطار محاولاته للسيطرة، سعى البرهان لتشكيل ميليشيات تدين له بالولاء، مثل "درع السودان" و"الأورطة الشرقية"، لكنه عمد في سياق الحرب الأخيرة إلى تقليص دورها. الهدف من هذا الإجراء كان إعطاء الأولوية لتصفية الحركات المسلحة وإنهاء حضور السلفية الجهادية الإسلامية، التي لطالما كانت مصدر قلق كبير له. يبدو أن هذه الخطوة جاءت بناءً على مشورة استخباراتية من حلفائه الإقليميين والدوليين، الذين يرون ضرورة القضاء على الجماعات المسلحة والإسلامية الراديكالية كجزء من استقرار السودان.
الإسلاميون وتحركاتهم المضادة
الحركة الإسلامية، من جهتها، لم تقف مكتوفة الأيدي. تسعى لاستخدام نفوذها داخل الجيش والمؤسسات الحكومية، كما لجأت إلى حشد الدعم الشعبي والتظاهر ضد العقوبات الدولية، في محاولة لتأجيج المشاعر الوطنية وعرقلة أي محاولات للبرهان للتواصل مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة. حرق العلم الأمريكي في مظاهرات بورتسودان يُظهر مدى إصرارهم على تقويض جهود البرهان لبناء علاقات خارجية قد تقوي موقفه ضدهم.
البرهان بين الضغوط الداخلية والخارجية
البرهان يواجه معضلة معقدة؛ داخليًا، يعاني من تراجع الدعم الشعبي والمؤسسي بسبب اعتماد الإسلاميين عليه في السابق وضعف إنجازاته السياسية. خارجيًا، العقوبات الأمريكية الأخيرة التي خففت عليه مقارنة بخصومه لم تكن دعمًا بقدر ما كانت إشارة بأنه لا يزال قيد المراقبة. هذه العقوبات، وإن بدت محدودة، إلا أنها تعزز شعور الإسلاميين بأن البرهان قد يتجه نحو تعاون أوسع مع القوى الغربية.
نصائح الحلفاء الإقليميين للبرهان
أحد أبرز أسباب تحول استراتيجية البرهان كان نصائح استخباراتية من حلفائه الإقليميين. تشير التقارير إلى أنهم أوصوه بتصفية الإسلاميين والسلفية الجهادية تدريجيًا، بهدف تقليل مصادر التهديد الداخلي وضمان استمرار الدعم الخارجي. لكن هذه الاستراتيجية تحمل مخاطر كبيرة، إذ تعني صراعًا مفتوحًا مع الإسلاميين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية وشبكات نفوذ واسعة.
استنتاجات مستقبلية
الصراع بين البرهان والإسلاميين يظل مفتوحًا على عدة سيناريوهات وهي -
تصعيد داخلي: قد يواجه البرهان تمردًا من الإسلاميين أو محاولات انقلابية، خاصة إذا تمادى في إضعافهم دون توفير بدائل سياسية قوية.
انفصال تحالفي تام: الإسلاميون قد يقدمون البرهان كـ"كبش فداء"، مثلما فعلوا مع البشير، لإعادة تنظيم صفوفهم دون تحمل تبعات الفشل.
نظام استبدادي جديد: إذا تمكن البرهان من قمع الإسلاميين واستمالة المجتمع الدولي، قد يسعى لبناء نظام استبدادي يعتمد على الميليشيات القبلية والدعم الخارجي.
البرهان والإسلاميون يشكلون أطرافًا متصارعة على النفوذ في مرحلة حساسة من تاريخ السودان. سيعتمد مصير الصراع على قدرة كل طرف على استثمار أدواته المحلية والخارجية، بالإضافة إلى استجابة الشعب السوداني الذي يبحث عن مخرج من دائرة العنف والانقسامات.
zuhair.osman@aol.com