ذي هيل: هل يستحق الدعم الأمريكي لإسرائيل كل المال والدم؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
نشر موقع "ذي هيل" الأمريكي، مقالا، للكاتب، لكي وورد، استفسر فيه عن "أهمية علاقات الولايات المتحدة مع إسرائيل؛ وهل كانت تستحق الثّمن الذي تدفعه أمريكا من أجلها؟".
وقال الكاتب، عبر المقال الذي ترجمته "عربي21"، إنه "مع اقتراب ذكرى هجمات 11 سبتمبر، سأل نفسه: هل تستحق علاقة الولايات المتحدة مع إسرائيل الثمن؟"، مردفا أنه "كان من السّهل الإجابة على هذا السؤال، في أثناء الحرب الباردة، عندما دعمت الولايات المتحدة إسرائيل لمواجهة تأثير الإتحاد السوفييتي في المنطقة".
وأضاف: "كان هذا منذ وقت طويل، ورغم نشاط الروس في الشرق الأوسط إلا أن تأثيرهم ليس بذلك الحجم" مبرزا أن "الحفاظ على أسواق النفط، كان سببا من الأسباب التي دعمت فيها أمريكا إسرائيل، لكن ذلك الوضع يتغير، وباتت الولايات المتحدة اليوم أهم منتج للنفط على وجه البسيطة".
وفي السياق نفسه، يقول الكاتب إن "إسرائيل، بالطبع تواصل مساعدة الولايات المتحدة بطرق سياسية عدّة في المنطقة، ولكن هل هذه المساعدة كافية لمواصلة الدعم الأمريكي لها؟"؛ معلّقا بالقول: "إن الولايات المتحدة دفعت خلال السنين الماضية ثمنا باهظا لعلاقتها مع إسرائيل، وليس فقط المال، ولكن الدم".
وبحسب تقرير لجنة التحقيق بخصوص 11 سبتمبر، فقد كان دعم الولايات المتحدة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، هو السّبب الرئيس وراء هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وجاء في تقرير اللجنة: "نبع عداء خالد الشيخ محمد للولايات المتحدة ليس من تجربته كطالب (في الولايات المتحدة) ولكن من معارضته العنيفة للسياسة الخارجية الأمريكية التي تحابي إسرائيل".
وتابع: "لو كنت كبيرا في العمر بما يكفي، لتذكرت أزمة النفط في السبعينات من القرن الماضي، وتقنين حصص البنزين الذي جاء معها، وربّما تذكرت أن النّقص في الوقود هو جزء من حظر الدول العربية لإمدادات النفط للولايات المتحدة، بسبب غضبها من الدعم الأمريكي لإسرائيل في حرب أكتوبر".
"ربما تذكرت أيضا تفجير عام 1983 لثكنات المارينز في لبنان والذي قتل فيه 241 جنديا أمريكيا. ونظر إلى الهجوم في حينه كـ "درس في الخطر الذي تتعرض له الولايات المتحدة عندما تتدخل في النزاع بين إسرائيل وواحد من جيرانها" بحسب المقال نفسه.
ويشعر الخبراء، في ظل التوترات المتزايدة اليوم، أن مخاطر تعرض الولايات المتحدة لهجوم، تتزايد. فيما حذّر عدد من المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين من أنّ "هناك خطرا متزايدا من أن يقوم مسلّحون من حزب الله اللبناني باستهداف الأمريكيين في الشرق الأوسط، وربما حتّى داخل الولايات المتحدة".
ويقول الكاتب، إنّه "شعر بالخوف عندما قرأ تقرير لجنة التحقيق في هجمات 11 سبتمبر، وأن الهجمات كان من المفترض أن تكون أقوى ممّا كانت عليه، وكانت ستشمل على 10 طائرات وليس ثلاث طائرات فقط، وأن أسامة بن لادن كان يريد أن تحدث الهجمات في وقت أبكر بكثير، ردا على اقتحام الأقصى من أرييل شارون الذي لم يكن في حينه رئيسا للوزراء وفي العام السابق للهجوم".
و"لم يسعني إلا أن أتعجب من تصميم بن لادن على معاقبة الأمريكيين على ما فعله شارون. وكانت الرسالة واضحة، طالما ظلت الولايات المتحدة تقدم الدعم لإسرائيل فستكون حياة الأمريكيين في خطر" يتابع المقال.
واسترسل: "ما يخيفني أكثر من أي شيء آخر في هذه الموجة الأخيرة من العنف هي معاناة الأطفال. وأشعر، على وجه التحديد، بالقلق من تحويل جيل جديد بكامله من الشباب في غزة إلى جيل متطرف ضد إسرائيل والولايات المتحدة".
وأضاف: "كان يحيى السنوار، وهو العقل المدبر لعملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، والزعيم الجديد لحماس، واحدا من أبناء جيل قد تأثّر بتشرّد عائلته في الحروب الأولى التي شكلت إسرائيل، وانضم إلى حماس في وقت مبكر من حياته، وصعد فيها، وانتشرت سمعته في ملاحقة المتعاونين".
ومضى بالقول: "اليوم، عندما أنظر إلى صور كل هؤلاء الشباب المعذبين في غزة، لا يسعني إلا أن أتساءل: كم هم عدد الشباب الذين يشبهون "يحيى السنوار" بينهم؟".
وبحسب تقرير، صدر قبل فترة، عن لجنة الإنقاذ الدولية، فقد تيتّم أكثر من 19 ألف طفل في غزة، بسبب الحرب. ويشكّل الأطفال أكثر من 47 في المئة من سكان غزة، ويعتقد أن نصف الشهداء الفلسطينيين كانوا من النساء والأطفال، كما تقول اللجنة. وتضيف أن هناك أكثر من 90 ألف جريح وأكثر من مليون نازحا بينهم الكثير من الأطفال.
كذلك، عبّرت لجنة الإنقاذ الدولية، عن مخاوفها من الآثار الطويلة الأمد التي تخلّفها الحرب على هؤلاء الأطفال، حيث يعانون من "الانفصال عن أسرهم والحرمان، والمخاطر الجسدية والبيئية، والجروح والضغوط النفسية والاجتماعية والعاطفية".
ويقول الكاتب، إن "منظمات الإغاثة الدولية تعمل ما تستطيع لتخفيف المعاناة والألم عن الأطفال في غزة، وبناء مستقبل لهم؛ ولكنني أعلم أنني لست الوحيد الذي يفكّر في أنه لو كنت صبيا في الـ12 عاما في غزة، وشاهدت أفراد أسرتي وأصدقائي يموتون في غارة إسرائيلية واضطررت إلى العيش في مخيمات للاجئين بعيدا عن منزلي، وسط الفقر واليأس، فلن أكون متأكدا من أن كل ألواح الشوكولاتة المجّانية من شركة هيرشي أو الألعاب التي يتم التبرع بها على هذا الكوكب ستجعلني أنسى الأمر".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة الفلسطينيين امريكا فلسطين غزة 11سبتمبر صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
ميرسك تنفي شحن أسلحة لإسرائيل خلال الحرب في غزة
نفت شركة الشحن العملاقة ميرسك اليوم الثلاثاء شحن أسلحة أو ذخيرة إلى إسرائيل خلال حربها في غزة رداً على مقترح من مساهمين في اجتماعها العام السنوي، لكنها أقرت بنقل شحنات ذات صلة بالجيش.
وقال فينسنت كليرك الرئيس التنفيذي لشركة ميرسك للمساهمين: "ميرسك تتبع سياسة صارمة تقضي بعدم شحن أسلحة أو ذخيرة إلى أي منطقة صراع نشطة".وقدمت مجموعة كريتسكه أكشيونير للمساهمين الدنماركيين مقترحاً يقضي بمنع ميرسك من شحن أسلحة إلى إسرائيل. وفي اقتراح منفصل، دعت مجموعة إيكو النشطة شركة ميرسك إلى تعزيز الشفافية في عملياتها المتعلقة بحقوق الإنسان، مع التركيز تحديداً على المناطق عالية الخطورة بما في ذلك شحنات الأسلحة.
وقال كليرك: "نحن ملتزمون تماماً بجميع القوانين المعمول بها"، وأضاف أن ميرسك تعمل وفقاً للمبادئ التوجيهية للأمم المتحدة في الأعمال التجارية وحقوق الإنسان وإرشادات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية بشأن السلوك التجاري المسؤول.
ودعا خبراء من الأمم المتحدة الدول إلى فرض عقوبات وحظر للسلاح على إسرائيل، قائلين إن الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة تصل إلى مستوى الإبادة الجماعية. وقال مسؤولو الصحة في غزة إن الحملة حصدت أرواح أكثر من 48 ألف شخص.
ورفضت إسرائيل بشدة تقرير الأمم المتحدة وقالت إنها تقاتل حركة حماس التي هاجم مقاتلوها جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
وتشحن ميرسك بضائع إلى إسرائيل لصالح وكالات حكومية أمريكية من خلال شركتها في الولايات المتحدة ميرسك لاين المحدودة.
ورفض المساهمون المقترحين. وتملك ميرسك القابضة 41.5% من أسهم الشركة الدنماركية و54.5% من أصواتها.
وأفادت مؤسسة دان ووتش الإعلامية الاستقصائية وصحيفة إكسترا بلاديت الدنماركية بوجود فواتير تفريغ شحنات من شركة ميرسك أظهرت أنها شحنت مركبات قتالية مدرعة ومعدات عسكرية أخرى إلى إسرائيل.
وقال كليرك إن شركة ميرسك تنقل بضائع ذات صلة بالجيش ولكن وفقاً لجميع القوانين.
وأضاف "حين نرسم خطاً بين ما نقبل ولا نقبل نقله، نفعل ذلك بعد تقييم دقيق للغاية ومراعاة التوصيات واللوائح... ندرك أن هذا الخط قد لا يتوافق مع رغبات الجميع".
لا تفرض الدنمارك حيث مقر ميرسك الرئيسي حظراً على نقل الأسلحة، ولم تفرض أي قيود على إرسال الأسلحة إلى إسرائيل.