خطف أطفال وتهديد للموظفين.. كيف اضطر رئيس البنك المركزي الليبي إلى الفرار؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن الظروف التي دفعت محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، إلى الفرار من البلاد.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "على الرّغم من الانقسام العشائري والحروب الأهلية في ليبيا، كان الصديق الكبير محافظًا للبنك المركزي منذ عام 2011، واحتفظ بمفاتيح الخزنة الليبية، منذ ثورة 2011".
وأضافت: "صمد الصديق الكبير على رأس المصرف المركزي، الذي يعتبر إحدى المؤسسات الليبية القليلة التي لا تزال موحدة، على الرغم من الصراعات والحروب الأهلية وتهديدات الميليشيات وانقسام البلاد إلى حكومتين. واضطر أخيرا إلى التخلي عن كرسيه، بعد أن أقيل من منصبه من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وهي المعترف بها من قبل المجتمع الدولي".
"في المقابل؛ ترفض حكومة أسامة حماد الموازية، المتحالفة مع المشير حفتر، في شرق ليبيا، هذه الإقالة، وردّت على الفور بإغلاق حقول ومحطات النفط، الواقعة بشكل رئيسي في هذا الجزء من البلاد" تابعت الصحيفة.
وبيّنت الصحيفة، أنه "حتّى الآن، وعلى الرغم من أن الحكم كان بعيدًا عن الشفافية، حافظ الصديق الكبير على منصبه ونوعًا من استمرارية وظائف الحكومة من خلال دفع الرواتب وجزء من الميزانية للسلطتين المتنافستين في هذا البلد الغني؛ حيث يعد المال المتأتي من الذهب الأسود في قلب الحرب. وقد حظي بدعم المجتمع الدولي، وفي المقام الأول من قبل الولايات المتحدة، التي رأت فيه عنصرًا من عناصر الاستقرار".
في هذا السياق، أشار الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الليبي، بشير الجويني، إلى أنه "من الممكن تمامًا أن نجد أنفسنا قريبًا مع بنكين مركزيين؛ وهذا لن يؤدي إلا إلى تقسيم البلاد أكثر وأكثر". مشيرا إلى أن "الصديق الكبير قد أساء استخدام النظام، إلى حد السيطرة شخصيًّا على البنك".
وذكرت الصحيفة، أنّه "من الواضح أن الوضع الذي يكون فيه رجل واحد هو الحكم الوحيد على ثروة الدولة يمثل مشكلة". وفي هذا الصدد، قال تيم إيتون، وهو الباحث في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن: "إن عزله من خلال عملية متنازع عليها قد يؤدي إلى وضع سيكون أسوأ بلا شك، مع قيود أقل على الإنفاق الحكومي في ظل حاكم جديد، وربما أضعف".
عمليات خطف وتهديد
وفي 26 آب/ أغسطس الماضي، دخلت لجنة "نقل الصلاحيات"، المُعيّنة من قبل المجلس الرئاسي (المرتبط بحكومة طرابلس)، إلى مبنى البنك، على مشارف المدينة القديمة بطرابلس، تحت أضواء المصورين. إذ كانت إقالة مفاجئة، وبحسب خبراء، دون أي أساس قانوني. فيما بات يحتاج تعيين محافظ للمصرف المركزي إلى "توافق" بين المجلس الأعلى للدولة (غربا) ومجلس النواب (شرقا).
من جهته، أعلن الصديق الكبير، أنّه فرّ من البلاد مع موظفين آخرين "لحماية حياتهم"، وأوضح، الجمعة الماضي، لصحيفة "فايننشال تايمز" قائلا: "تهدد الميليشيات وترهب موظفي البنوك، وتذهب في بعض الأحيان إلى حد اختطاف أطفال وأقارب أولئك الذين يُضربون احتجاجًا، من أجل إجبارهم على الذهاب إلى العمل".
وفور إعلان الإقالة، أعلنت السلطات الشرقية عن إغلاق مواقع نفطية يقع غالبيتها في الأراضي التي تسيطر عليها. وبذلك انخفض الإنتاج الليبي بنسبة 63 في المئة، رغم أنه في بداية السنة، قد أزاحت ليبيا، نيجيريا، عن عرشها لتصبح مرة أخرى المنتج الرائد للنفط في القارة الأفريقية.
إلى ذلك، وجد البنك المركزي نفسه مشلولا، الأسبوع الماضي، وغير قادر على تنفيذ المعاملات، حيث كان الصديق الكبير يحتفظ برموز العمليات المالية وموقع الإنترنت.
الفساد والاختلاس
في الأثناء، استمرّت التوترات بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة طرابلس، والصديق الكبير لمدة سنة تقريبا. ويوضح أحد المحللين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "كانت هناك خلافات بشأن ممارسات الدبيبة في الفساد والمحسوبية".
بالإضافة إلى ذلك؛ كان تهريب الوقود المدعوم موضوعا آخر للخلاف مع المصرف المركزي الليبي الذي قدّر أنه "سوف يصبح بسرعة مشكلة للمالية العامة والإيرادات بالدولار بينما تسمح طرابلس بحدوث ذلك". فيما يتم تحويل البنزين، الذي يباع بسعر 0.02 يورو للتر الواحد، للمستهلك الليبي، بفضل الدعم المقدم من الدولة، ليتم تصديره إلى البلدان الحدودية.
ولعدة أشهر، بدأ المموّل بإغلاق البوابات تدريجيا أمام الحكومة في طرابلس. وفي الوقت نفسه، كان قد تواصل مع حكومة الشرق، وقام بشكل غير رسمي بتمويل صندوق التنمية والإعمار الذي يديره بلقاسم حفتر، وهو أحد أبناء المشير.
ومن خلال إطلاق العديد من مشاريع البناء في شرق وجنوب ليبيا، كانت عشيرة حفتر تأمل اكتساب شعبية ونفوذ في جميع أنحاء البلاد. وقد تؤدي إقالة الصديق الكبير إلى التشكيك في هذه الإستراتيجية، وفوق كل شيء، الإخلال مرة أخرى بالتوازن الليبي.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ليبيا الصديق الكبير ليبيا مصرف ليبيا الصديق الكبير المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصدیق الکبیر من قبل فی هذا
إقرأ أيضاً:
"إتش سي" تتوقع أن يثبت البنك المركزي سعر الفائدة في اجتماعه المقبل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توقعت إدارة البحوث المالية بشركة "اتش سي للأوراق المالية والاستثمار" أن تُبقي لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها المقرر يوم الخميس، 26 ديسمبر، وسط استقرار نسبي في الاقتصاد الكلي، رغم بعض التحديات المتعلقة بالنقد الأجنبي.
وقالت هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بالشركة، إن الوضع الخارجي للاقتصاد المصري لا يزال مستقرًا، على الرغم من تراجع السيولة النقدية الأجنبية مقارنة بالشهر السابق. وأشارت إلى عدة مؤشرات تدعم هذا التحليل:
زيادة طفيفة في الاحتياطيات الأجنبية: ارتفع صافي الاحتياطيات الدولية بمقدار 10 ملايين دولار فقط في نوفمبر ليصل إلى 46.952 مليار دولار، وهو أدنى معدل زيادة منذ سبتمبر 2022. هذا التباطؤ يُعزى إلى سداد مصر مستحقات بقيمة 3 مليارات دولار للبنوك الخليجية و1.32 مليار دولار لسندات اليورو.تراجع صافي أصول القطاع المصرفي: انخفض صافي أصول القطاع المصرفي المصري من النقد الأجنبي بنسبة 10.8% على أساس شهري ليصل إلى 9.21 مليار دولار في أكتوبر، مع تسجيل القطاع (باستثناء البنك المركزي) صافي خصوم بقيمة 1.41 مليار دولار.تحسن مبادلة مخاطر الائتمان: انخفض مؤشر مبادلة مخاطر الائتمان المصرية لمدة عام إلى 353 نقطة أساس، مقارنة بـ857 نقطة أساس في بداية العام.مؤشرات التضخم والنشاط الاقتصادي أظهرت بيانات التضخم الأخيرة تحسنًا نسبيًا، حيث توقعت "إتش سي" تباطؤ معدل التضخم السنوي إلى 24.1% في ديسمبر، مدفوعًا بانخفاض أسعار الخضروات والفاكهة بفعل العوامل الموسمية. أما على مستوى النشاط الاقتصادي، فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات للشهر الثاني على التوالي ليصل إلى 49.2 نقطة في نوفمبر، رغم بقائه دون مستوى 50 نقطة الذي يشير إلى انكماش النشاط الاقتصادي، نتيجة ضعف الطلب الاستهلاكي.تطورات سعر الصرف شهد الجنيه المصري انخفاضًا بنسبة 2.5% منذ بداية ديسمبر، نتيجة قوة الدولار الأمريكي وتدفقات نقدية خارجية من أدوات الدين المحلية في نوفمبر. ومع ذلك، تحولت هذه التدفقات إلى صافي إيجابي في الأسبوع الثالث من ديسمبر.استقرار السياسة النقدية أوضحت "إتش سي" أن العائد على أذون الخزانة المصرية لمدة 12 شهرًا بلغ متوسط 26.24%، مما يعكس عائدًا حقيقيًا إيجابيًا بنسبة 2.9%، مع إمكانية زيادة هذا العائد في المستقبل مع تباطؤ التضخم. بناءً على ذلك، توقعت أن تُبقي لجنة السياسة النقدية على أسعار الفائدة الحالية لدعم جاذبية التدفقات الأجنبية في أدوات الدين الحكومي.الخلفية العالمية والمحلية على الصعيد المحلي، أبقت لجنة السياسة النقدية بالبنك المركزي المصري أسعار الفائدة للإيداع والإقراض عند 27.25% و28.25% للمرة الخامسة على التوالي، بعد رفعها بمقدار 1900 نقطة أساس منذ بداية سياسة التشديد النقدي في 2022. أما عالميًا، فقد خفّض الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في ديسمبر، كما خفّض البنك المركزي الأوروبي معدلات الفائدة بالمقدار نفسه، بعد سلسلة من الزيادات التي بدأت في 2022.هبة منير، محلل الاقتصاد الكلي بالشركة