نشرت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، تقريرًا، تحدثت فيه عن الظروف التي دفعت محافظ مصرف ليبيا المركزي، الصديق الكبير، إلى الفرار من البلاد.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "على الرّغم من الانقسام العشائري والحروب الأهلية في ليبيا، كان الصديق الكبير محافظًا للبنك المركزي منذ عام 2011، واحتفظ بمفاتيح الخزنة الليبية، منذ ثورة 2011".



وأضافت: "صمد الصديق الكبير على رأس المصرف المركزي، الذي يعتبر إحدى المؤسسات الليبية القليلة التي لا تزال موحدة، على الرغم من الصراعات والحروب الأهلية وتهديدات الميليشيات وانقسام البلاد إلى حكومتين. واضطر أخيرا إلى التخلي عن كرسيه، بعد أن أقيل من منصبه من قبل حكومة عبد الحميد الدبيبة في طرابلس، وهي المعترف بها من قبل المجتمع الدولي".

"في المقابل؛ ترفض حكومة أسامة حماد الموازية، المتحالفة مع المشير حفتر، في شرق ليبيا، هذه الإقالة، وردّت على الفور بإغلاق حقول ومحطات النفط، الواقعة بشكل رئيسي في هذا الجزء من البلاد" تابعت الصحيفة.

وبيّنت الصحيفة، أنه "حتّى الآن، وعلى الرغم من أن الحكم كان بعيدًا عن الشفافية، حافظ الصديق الكبير على منصبه ونوعًا من استمرارية وظائف الحكومة من خلال دفع الرواتب وجزء من الميزانية للسلطتين المتنافستين في هذا البلد الغني؛ حيث يعد المال المتأتي من الذهب الأسود في قلب الحرب. وقد حظي بدعم المجتمع الدولي، وفي المقام الأول من قبل الولايات المتحدة، التي رأت فيه عنصرًا من عناصر الاستقرار".

في هذا السياق، أشار الباحث في العلاقات الدولية والمختص في الشأن الليبي، بشير الجويني، إلى أنه "من الممكن تمامًا أن نجد أنفسنا قريبًا مع بنكين مركزيين؛ وهذا لن يؤدي إلا إلى تقسيم البلاد أكثر وأكثر". مشيرا إلى أن "الصديق الكبير قد أساء استخدام النظام، إلى حد السيطرة شخصيًّا على البنك".

وذكرت الصحيفة، أنّه "من الواضح أن الوضع الذي يكون فيه رجل واحد هو الحكم الوحيد على ثروة الدولة يمثل مشكلة". وفي هذا الصدد، قال تيم إيتون، وهو الباحث في مركز تشاتام هاوس البحثي في لندن: "إن عزله من خلال عملية متنازع عليها قد يؤدي إلى وضع سيكون أسوأ بلا شك، مع قيود أقل على الإنفاق الحكومي في ظل حاكم جديد، وربما أضعف".

عمليات خطف وتهديد
وفي 26 آب/ أغسطس الماضي، دخلت لجنة "نقل الصلاحيات"، المُعيّنة من قبل المجلس الرئاسي (المرتبط بحكومة طرابلس)، إلى مبنى البنك، على مشارف المدينة القديمة بطرابلس، تحت أضواء المصورين. إذ كانت إقالة مفاجئة، وبحسب خبراء، دون أي أساس قانوني. فيما بات يحتاج تعيين محافظ للمصرف المركزي إلى "توافق" بين المجلس الأعلى للدولة (غربا) ومجلس النواب (شرقا).

من جهته، أعلن الصديق الكبير، أنّه فرّ من البلاد مع موظفين آخرين "لحماية حياتهم"، وأوضح، الجمعة الماضي، لصحيفة "فايننشال تايمز" قائلا: "تهدد الميليشيات وترهب موظفي البنوك، وتذهب في بعض الأحيان إلى حد اختطاف أطفال وأقارب أولئك الذين يُضربون احتجاجًا، من أجل إجبارهم على الذهاب إلى العمل".


وفور إعلان الإقالة، أعلنت السلطات الشرقية عن إغلاق مواقع نفطية يقع غالبيتها في الأراضي التي تسيطر عليها. وبذلك انخفض الإنتاج الليبي بنسبة 63 في المئة، رغم أنه في بداية السنة، قد أزاحت ليبيا، نيجيريا، عن عرشها لتصبح مرة أخرى المنتج الرائد للنفط في القارة الأفريقية. 

إلى ذلك، وجد البنك المركزي نفسه مشلولا، الأسبوع الماضي، وغير قادر على تنفيذ المعاملات، حيث كان الصديق الكبير يحتفظ برموز العمليات المالية وموقع الإنترنت.

الفساد والاختلاس
في الأثناء، استمرّت التوترات بين عبد الحميد الدبيبة، رئيس حكومة طرابلس، والصديق الكبير لمدة سنة تقريبا. ويوضح أحد المحللين، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "كانت هناك خلافات بشأن ممارسات الدبيبة في الفساد والمحسوبية".

بالإضافة إلى ذلك؛ كان تهريب الوقود المدعوم موضوعا آخر للخلاف مع المصرف المركزي الليبي الذي قدّر أنه "سوف يصبح بسرعة مشكلة للمالية العامة والإيرادات بالدولار بينما تسمح طرابلس بحدوث ذلك". فيما يتم تحويل البنزين، الذي يباع بسعر 0.02 يورو للتر الواحد، للمستهلك الليبي، بفضل الدعم المقدم من الدولة، ليتم تصديره إلى البلدان الحدودية.


ولعدة أشهر، بدأ المموّل بإغلاق البوابات تدريجيا أمام الحكومة في طرابلس. وفي الوقت نفسه، كان قد تواصل مع حكومة الشرق، وقام بشكل غير رسمي بتمويل صندوق التنمية والإعمار الذي يديره بلقاسم حفتر، وهو أحد أبناء المشير. 

ومن خلال إطلاق العديد من مشاريع البناء في شرق وجنوب ليبيا، كانت عشيرة حفتر تأمل اكتساب شعبية ونفوذ في جميع أنحاء البلاد. وقد تؤدي إقالة الصديق الكبير إلى التشكيك في هذه الإستراتيجية، وفوق كل شيء، الإخلال مرة أخرى بالتوازن الليبي.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة عربية ليبيا الصديق الكبير ليبيا مصرف ليبيا الصديق الكبير المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصدیق الکبیر من قبل فی هذا

إقرأ أيضاً:

رجال الأعمال: البنك المركزي يواجه تحديا كبيرا في خفض سعر الفائدة لمواجهة التضخم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 أكد الخبير الاقتصادي هاني توفيق، أن قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة يواجه تحديات كثيرة سواءً تمويلية وأخرى تتعلق بالبيروقراطية والإجراءات الحكومية المعقدة وانخفاض القدرات التسويقية والإدارية إلي جانب التحديات الاقتصادية المتعلقة بالتضخم وأسعار الفائدة التي تصل إلى 25 و 35% حيث تشكل عبء مالي إضافي في إرتفاع التكاليف الإجمالية.

واكد "توفيق" أن البنك المركزي المصري يواجه تحدي كبير في خفض سعر الفائدة لمواجهة التضخم الناتج عن ارتفاع التكاليف وتخفيف الأعباء عن القطاع الخاص، متوقعاً إنخفاضاً في أسعار الفائدة قريباً لتصل إلى 20% وهو أمر جيد للمستثمرين وللشركات الصغيرة والمتوسطة.

جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقدته جمعية رجال الأعمال المصريين برئاسة المهندس علي عيسى رئيس مجلس الإدارة ، و نظمته لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة برئاسة المهندس حسن الشافعي – رئيس اللجنة وعضو مجلس الإدارة، بحضور المهندس علاء فهمى - وزير النقل الأسبق والرئيس الأسبق للهيئة القومية للبريد، و هاني توفيق - الخبير الإقتصادي ورائد الأعمال، بهدف مناقشة الرؤى المتوقعة لمستقبل قطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة في مصر والتجارب الدولية الناجحة لتمويل ومساندة الشركات الناشئة ورواد الأعمال، وذلك بمشاركة محمد أسامة بكري - رئيس القطاع المركزي لجهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، و رانيه الحناوي - ممثلة عن قطاع الشمول المالي لشئون الخدمات المالية بالهيئة القومية للبريد، وبحضور الدكتورة  داليا السواح – نائب رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة وعدد من رؤساء ونواب اللجان التخصصية بالجمعية، ومجموعة كبيرة من  أعضاء الجمعية العاملين والمعنيين بكافة القطاعات الاقتصادية والمهتمين بقطاع المشروعات الصغيرة والمتوسطة.

وتابع الخبير الاقتصادي أنه قد إقترح مسبقاً تحويل الهيئة القومية للبريد إلى بنك يخضع لرقابة البنك المركزي المصري بغرض دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتعزيز الشمول المالي من خلال فروعه المنتشرة على مستوى الجمهورية وعددهم يصل إلى 4300 فرع وعدد عملاء يقارب 25 مليون عميل أغلبهم من الشركات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.

ولفت إلى وجود العديد من التجارب الدولية الناجحة مثل فرنسا واليابان وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل في الإستفادة من مكاتب البريد في التمويل وتحويلها إلى بنوك وطنية، مؤكداً أن ذلك قد يساهم في توفير خدمات التسليف والدخول في شراكات بنظم مختلفة مما يعزز من الشمول المالي.

كما دعا الخبير الاقتصادي إلى دراسة تجربة ونموذج ألمانيا والمغرب في دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة، موضحاً أنه يوجد في ألمانيا اتحاد يقوم بإعداد وتمويل دراسات الجدوى للشركات والمشاركة في المعارض وتجديد الرخصة وعمل اختبارات للعمالة ويقوم بكافة الإجراءات المركزية من الحكومة أوالمحافظين للشركات، كما نصح بتبني تجربة المغرب في تمويل دراسات الجدوى واشتراك الشركات في المعارض وتوفير تمويلات بفترات سماح تصل إلى 3 سنوات مع تقديم اعفاءات من الضرائب.

 

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي يطرح أذون خزانة بالدولار الأمريكي غدا الإثنين
  • بدءا من اليوم تنفيذ قرارات البنك المركزي ببيع العقارات عبر المصارف
  • الحاجي: تصريحات الحكومة عن اقتراضها من المصرف المركزي تتناقض مع ادعاءات استقرار الاقتصاد الليبي
  • رجال الأعمال: البنك المركزي يواجه تحديا كبيرا في خفض سعر الفائدة لمواجهة التضخم
  • سعر الدينار الكويتي والعملات العربية اليوم 31-1-2025 في البنك المركزي المصري
  • سعر الدرهم الإماراتي في البنك المركزي المصري اليوم 31-1-2025 "اخر تحيث"
  • الغرياني: المصرف المركزي يستنزف ثروة ليبيا ببيعه 5 مليارات دولار للمواطنين والشركات
  • البنك المركزي الأوروبي يخفض أسعار الفائدة 25 نقطة.. ويحذر من ضعف الاقتصاد
  • أول قرار في 2025.. مؤشرات تحديد سعر الفائدة في اجتماع البنك المركزي المرتقب
  • مبيعات البنك المركزي العراقي من الحوالات الخارجية تتجاوز 97%