انطلقت رابع جلسات المحور الفكري لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في دورته الحادية والثلاثين "دورة د. علاء عبد العزيز" والذي يرأسها الدكتور سامح مهران، وتحمل تلك الجلسة عنوان "تجارب حرة في الجسد المنفلت من المركزية" وأدار الندوة الدكتور هشام زين الدين من لبنان ، وبمشاركة كلاً من الدكتور تحرير الأسدي من العراق، والدكتور نشأت مبارك من العراق، والدكتورة أميرة الوكيل من مصر، والباحثة نوران مهدي من مصر.

استهل الدكتور هشام زين الدين، حديثه قائلاً: موضوع الجلسة اليوم  يطرح علينا مجموعة من الأسئلة لعل أهمها: هل هناك مركزيات لمفهوم الجسد في المسرح؟ هل هناك مركزية لجسد المرأة أم لجسد الرجل؟ الجسد العربي في المسرح هل هو ذاته الجسد الأوربي في المسرح؟ كل هذه تعتبر قضايا اشكالية والغوص فيها به نوع من المخاطرة الكبيرة واليوم سنستمع من الباحثين الأربعة الرد على هذه الأسئلة.

د. تحرير الأسدي: العولمة تسعى لأن يكون العرض المسرحي في العالم واحد

وقال الدكتور تحرير الاسدي، من العراق والحاصل على ماجستير في الإخراج المسرحي بجامعة بغداد: لماذا العولمة؟ هذا الموضوع الذي قمت بإختياره في الماجستر لأننا نتعاطى العولمة بشكل يومي، ولها تأثير بشكل كبير على المجتمع، وقد لاحظت في العديد من العروض المسرحية المقدمة أننا نستنبط الأنماط من الغرب وتفتقد هذه العروض لخصوصيتنا، فبعض العروض تكون في وادي والمجتمع في وادي آخّر، نعم نحن منغمسون في العولمة وهذا موضوع حتمي حتى لهجتنا بدأت تتغير يوم بعد يوم وهذه هي أهداف العولمة، فهل العولمة تسعى أن يكون العرض المسرحي في العالم واحد؟

وتابع: فهي تسعى دائماً لإبعاد الأفكار التي تسبب أزمة في توسعها مثل الدين، فالعولمة موضوع ثقافي يراها البعض هي تحالف الغرب ضد الثقافات الأخرى، مفهوم الجسد الأن في الغرب يختلف عن مفهوم الجسد لدينا،  وبعض المخرجين يحاولون تقديم مفهوم الجسد في أوربا،ويجب الإشارة انه لا وجود لمسرح العولمة ولكن يوجد عولمة المسرح الذي يسعى لخلق مجتمعات استهلاكية، العولمة في نهاية الأمر هي اكتساح أشياء معينة لا تشمل فقط السلع بل الثقافة والفن كذلك.

 

د. نشأت مبارك: هناك ذاكرتين للجسد والجسد مقبرة الروح

من جانبه قال الدكتور نشأت مبارك، عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل: نحن الأن نمتلك أجسادنا لذلك فعلنا المقولة التي تقول أن الجسد مقبرة الروح، والعلم قال  : "أن هناك ذاكرتين للجسد الذاكرة الأولى هي ذاكرة الجسد التي ترسخت بفعل الثقافات والثانية وهي ذاكرة منسية سميتها بالجسد الذاكرة وهو الذي نبحث عنه تماما، والتي نحاول دائماً أن نخلق من خلالها تاريخنا، في الذاكرة الأولى يرتبط الجسد بكل مرجعياته الدينية والثقافية والإجتماعية أما الذاكرة الثانية يتمحور حول كيف يمكن أن يكون الجسد صانع لتاريخه ليحقق بذلك كينونته المفقودة.

وأضاف: هل أصبح الجسد ملزما للدلالات المجتمعية أم أصبح على الجسد أن ينتقل لمنطقة تحليلية أقرب للميتاعلامة، وسأجيب بإختصار: نعم إن الجسد بحاجة لأنه يعاني من أزمة وسبب الحضور  له في بعض الأحيان هو الإنغلاق بسبب التقاليد وافتقد الجسد حيويته وأصبح مكتشف لفجوة أسميت بالزجر ،الثاني أن الباحث عن تلك المنطقة هي محاولة منه لإعادة ذواتنا مرة أخرى حيث كانت الذات متحررة وهنا سنتمكن من تحديد الإنفلات عن الواقع والبحث عن الهوية بحكم ارتباطنا بمرجعيات أخرى.

نوران مهدي: المركزية ظهرت كي يتحول الغرب إلى المركز والدول العربية على الهامش

 

وفي مداخلة الباحثة نوران مهدي الحاصلة على ماجستير في النقد المسرحي، قالت: يعرف المفكر كمال عبد اللطيف في دراسته عن المركزية الثقافية، حيث ذكر أن المركزية ظهرت كي يتحول الغرب للمركز والدول الأخرى العربية تكون على الهامش، من خلال نموذج معين فرض علي الدول العربية وكي تنهض تلك الدول لابد أن تسير على نفس النهج، ويظهر لدينا مجموعة من الفنانين وقعوا في نفس الإشكالية ولم أجد أفضل من نموذج سيدي العرب الشرقاوي من المهجر، ويعيش في أوربا،  ونجده هنا يمتلك الهوية العربية وتحتضنه البيئة الغربية، وطرحت سؤال في ذهني هل ستكون عروضه مائلة لأي اتجاه، لان في بعض الفنانين يصروا على وجود الهوية العربية كنوع من الانتماء والبعض الآخر يمثل الثقافة الأوربية، فكيف تجلى مفهوم الهوية في أعمال سيدي العرب، خاصة أنه عروضه تعتمد على الجسد الراقص، ومن خلال ثلاث مقاطع من مسرحياته عرضت نوران طريقة تفكيره وتأثره بالثقافة الغربية في الأعمال.

د. أميرة الوكيل: في عالم بات مفتوحا ومتداخلا نتساءل عن بداية حدود الآخر وأين ينتهي

واختتمت الدكتورة أميرة الوكيل الأستاذ في قسم المسرح جامعة حلوان، الجلسة بورقتها البحثية حيث قالت: البداية يمكن اعتبار أن الاستكشافات الحديثة أدت إلي صُنع مسافة من القُرب والبعد في آن واحد عبر خلق عالمًا موازيًا، وهو ما يُشكل ليس اتجاهات ثنائية فحسب بل مسارات متنوعة ومتشابكة، وأصبح المتفرج يواكب الحدث بصورة آنية وشريكا بصناعته، كأن العمل الفني بمثابة بروفة دائمة التجدد، والمشاهد بوصفه آخر للعمل الفني؛ فلم تعد الإبداعات المسرحية الجديدة تنشغل بالإجابة عن الأسئلة الميتافيزيقة الكبري؛ بل تنحو للتلاعب وتجاوز الأفكار، كوسيلة لإعادة تقديمها بصيغ مختلفة.

وتابعت: هذا ما يعلن عن تذويب العلاقة بين الإنسان الذات الداخلية وبين الكون العالم الخارجي، لنكون بصدد تساؤل حول بداية حدود الآخر وأين ينتهي؟ في عالم بات مفتوحًا ومتداخلا علي نحو يُثير القلق والتأمل، كيف يُمكن تحديد هويتنا في عالم يذوب وتتماهي فيه العلامات؟ وصارت فيه الهوية تعددية وليست هوية أحادية كما أشار إدوارد سعيد، وهو ما يُحيل إلى إمكانية التداخل والتمازج بين الأنواع الأدبية المتنوعة، لعبة الهنا - الهناك"، المسافة ما بين الكاميرا وما يحدث في الواقع وما تتضمنه من فضاءات متعددة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي الدكتور سامح مهران فی المسرح

إقرأ أيضاً:

النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»

يصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة ليلة عيد الميلاد، لتقديم التهنئة لقداسة البابا تواضروس الثانى وجموع الأقباط المحتفلين بالعيد، فتسود أجواء من البهجة والسعادة غير المسبوقة، وتعلو أصوات الزغاريد معبرة عن حالة عارمة من الفرح والترحيب، وسط هتافات مؤيدة للرئيس.

فى مشهد مختلف، وفى حدث لم يشهده مجلس الدولة منذ إنشائه عام 1946، تؤدى 98 قاضية ممن التحقن بالمجلس اليمين القانونية أمام رئيس مجلس الدولة إيذاناً بانضمام المرأة المصرية لأول مرة إلى جانب زملائها من القضاة، لينهض الجميع بالمسئوليات الملقاة على عاتقهم.

على صعيد آخر، ينص أول دستور مصرى صادر عقب ثورة الثلاثين من يونيو، بشكل صريح، وللمرة الأولى على اشتراط تمثيل ذوى الاحتياجات الخاصة فى أول مجلس للنواب يتم تشكيله وانتخابه بعد العمل بأحكام الدستور، ليتبنى قضايا هذه الفئة الغالية وينقل الاهتمام بها إلى آفاق جديدة، وتتواصل المبادرات الرئاسية لدعم وتمكين ذوى الهمم إلى أن يأتى عام 2018 ليعلن الرئيس السيسى أنه عام خاص بذوى الاحتياجات الخاصة.

أما عن الشباب فحدث ولا حرج، إذ تطول قائمة المشاركة التى حظى بها شباب وفتيات مصر فى المواقع التشريعية والتنفيذية كافة، بما لم يحدث على مدار عشرات السنوات السابقة، ولا يسمح المجال بذكر تفاصيل أرقام مشاركة الشباب فى البرلمان وفى مواقع نواب المحافظين، والإدارة المحلية وغيرها من المواقع بمختلف أنحاء المحروسة.

آثرت أن أبدأ مقالى بهذه المشاهد التى تمثل نموذجاً للكثير وما لا يحصى مما جاءت به الجمهورية الجديدة برئاسة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى من مفهوم واسع وجامع للمواطنة، حيث يحرص الرئيس على تعزيز روح المواطنة وإعادة ترسيخ الهوية الوطنية التى تمثل الروح الحقيقية للمصريين. فمنذ توليه المسئولية كان هدف الرئيس هو منح الإنسان المصرى كل حقوقه السياسية والاقتصادية والاجتماعية، باعتباره مواطناً كامل الأهلية وباعتباره الثروة الحقيقية لهذا البلد، وقد راهن سيادته دائماً على الإنسان المصرى، وتجلى ذلك بوضوح من خلال العديد من الاستراتيجيات الوطنية، التى تستهدف تمكين المرأة والشباب وتنمية الوعى، والتى من بينها وربما يكون أبرزها بالنسبة لما نحن بصدده، تلك الاستراتيجية الخاصة بحقوق الإنسان. راهن الرئيس على ضروره تكامل مفهوم المواطنة بحيث لا يتعلق فقط بالحقوق السياسية والمدنية، وهو المفهوم الضيق الذى تحاول أن تفرضه العديد من المؤسسات الدولية، وإنما بشكل واسع يستوعب كل أبعاد الإنسان ويبلور عمق رؤية الجمهورية الجديدة للمواطنة، بحيث تتحول إلى برنامج وطنى متكامل يهتم بكل فئات المصريين دون تمييز بسبب الجنس أو العقيدة أو الانتماء المناطقى، وقد حرصت الجمهورية الجديدة على ترجمة ذلك فى خطط التنمية التى استهدفت العديد من المشكلات التى كانت تنتقص بشكل لافت من مفهوم المواطنة، لعل من أبرزها على سبيل المثال مشكلة العشوائيات، التى كانت بمثابة طعنة غائرة فى المفهوم الحقيقى للمواطنة، إذ تجرد ساكنوها من حقوقهم الوطنية كمصريين ينتمون لبلد حضارته تتخطى الآلاف السبعة من الأعوام، فكان اقتحام الجمهورية الجديدة لهذه المشكلة والقضاء عليها من أبرز المنجزات التى من وجهة نظرى تجسد مفهوماً واسعاً وشاملاً للمواطنة.

فى هذا الإطار يأتى أيضاً القضاء على فيروس «سى»، الآفة التى أهلكت أكباد المصريين لعشرات السنوات، وكانت مصر الدولة الأولى فى نسبة الإصابة، الأمر الذى كان يمثل وصمة واضحة، وانتقاصاً من حقوق الإنسان المصرى فى مستوى لائق من الصحة. المواطنة إذن وفق مفهوم الجمهورية الجديدة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى، هى تعبير عن المساواة فى كافة الحقوق والواجبات بين جميع أبناء الشعب المصرى أياً كانت انتماءاتهم الفئوية أو الجغرافية أو الطبقية، وأياً كانت عقيدتهم وانتماؤهم الدينى. ما أود التأكيد عليه فى هذا الشأن هو أن الرئيس السيسى هو أكثر الزعماء المصريين فى التاريخ المصرى الحديث تحقيقاً لقيم المواطنة بكل ما تحمله من دلالات وما تستدعيه من برامج وخطط وآليات يجب تنفيذها لوضع المفهوم موضع التطبيق، حتى بتنا نرى كافة الفئات والعناصر المكونة للمجتمع المصرى مشاركة بقوة وفاعلية فى كل ما يجرى من جهود للتنمية والتطوير فى ربوع مصر.

ولا يسعنى أن أتحدث عن المواطنة فى الجمهورية الجديدة دون ذكر أحد أبرز تجلياتها، وأعنى به الحوار الوطنى، فقد جاءت دعوة الرئيس للحوار الوطنى باعتبارها خطوة فى مشهد يبرهن على مدى ما وصلت إليه الدولة المصرية من استقرار ورسوخ، تماماً مثلما كرست لفكرة الإعلان عن توجهات الجمهورية الجديدة، فكانت مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالدعوة لحوار وطنى شامل، إيذاناً بالانطلاق إلى مرحلة أكثر تطوراً من العمل السياسى والاقتصادى والاجتماعى، يبلور مفهوم المواطنة وأهمية مشاركة الجميع فى صنع القرار. ويلفت النظر بشدة فى هذه المبادرة الملهمة تأكيد الرئيس على إقامة حوار سياسى مع كل القوى بدون استثناء ولا تمييز، وتشديده على إعداد تقرير واف حول مخرجات الحوار وهو ما حدث بالفعل، وتمت ترجمته إلى قرارات وتشريعات لعل آخرها ما يتعلق بتعديل إجراءات الحبس الاحتياطى، الأمر الذى يشى بعمق ما تحمله المرحلة من الانفتاح على مختلف القوى السياسية، وتكريس مفهوم المواطنة الذى يشمل الجميع، إذ تستمد الجمهورية الجديدة ثباتها وقوة مواقفها من وجود زعامة رشيدة يلتف حولها شعب يعى جيداً ما يدور حوله ومن يتربص به، وهو عازم على مساندة قيادته ودعمها فى سعيها الحثيث لتأمين مصر أرضاً وشعباً ومصالح. وللمتابع أن يرصد كيف تحولت حالة الحوار التى تحرص عليها الجمهورية الجديدة إلى مكسب كبير للجميع.

يتكامل مع مفهوم المواطنة الذى أولته الجمهورية الجديدة جل اهتمامها، هذا المشروع الوطنى العملاق الذى يقوده الرئيس السيسى، والذى يُعنى بالأساس بتمكين الفئات المهمشة على مختلف الأصعدة، بما يعزز قدرتها على الحصول على حقوقها كافة ربما لأول مرة فى التاريخ. وقد يصعب الحديث بالشمول الواجب عن ملامح وأوجه التنمية الاقتصادية والصناعية والزراعية والخدمية التى تم تنفيذها خلال السنوات العشر الماضية، والتى استهدفت فئات لم يلتفت إليها أحد من قبل -مع ملاحظة أنها بدأت والبلاد على شفير الانهيار- فكان الأبرز فى المشروع الوطنى التنموى الشامل هو اهتمامه بالعنصر البشرى، إذ وضع فى مقدمة أولوياته الإنسان المصرى من كل الفئات والطبقات، حتى ليُمكن القول بكل ثقة إن ما تم من تنمية بشرية كان شعاره الأساسى هو العدالة فى التوزيع الجغرافى والعمرى والفئوى، لتغطى مظلة اهتمام الدولة جميع مواطنيها لأول مرة فى تاريخ مشروعات التنمية المصرية، وليس مشروع حياة كريمة سوى أحد التجليات المبهرة لهذا المشروع. واليوم ونحن نتطلع لمرحلة جديدة من عمر مصر، نؤكد أن الوطن ينتظر المزيد، ويثق فى أن السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يمتلك من الرؤية ومن الجسارة والقدرة على العبور إلى آفاق هى بمثابة الحلم الذى يراود المصريين، ما يجعلنا مطمئنين إلى المستقبل بقيادته، فالجميع يقف صفاً واحداً خلف قيادته المخلصة الرشيدة، متطلعين إلى ما يجرى من تطوير وتحديث فى ربوع مصر كافة ليتغير وجه الحياة على هذه الأرض، التى طالما كانت مهد الحضارة الإنسانية

مقالات مشابهة

  • 11 عرضا في الدورة الخامسة لمهرجان المسرح العربي
  • هنا التجريبي.. محمد فاضل يوثق فيلم للدورة الـ 31
  • تعرف على رابع ورش مهرجان المسرح العربي
  • "مجهول الهوية".. العثور على جثة شخص بشارع الهلالي بحى شرق أسيوط
  • النائبة فيبى فوزى تكتب: مفهوم المواطنة.. «مشاهد وتجليات»
  • مفهوم الفكر الواقعى المعاصر
  • المولد النبوي.. وصف الجسد الشريف لسيدنا محمد
  • ماستر كلاس لـ محمد نبيل في مهرجان المسرح العربي في دورته الخامسة
  • مؤسسة الكهرباء: بدء التشغيل التجريبي للتيار بمديرية بعدان في إب
  • بدء التشغيل التجريبي لمشروع الصرف الصحي بقرية ميانة ببني سويف 30 سبتمبر