وصلنا لـ«الكافيه» المحدد من عاطف بشاى لإجراء المقابلة معه، وهو المكان الذى اعتاد الجلوس داخله كل صباح لتناول الإفطار والشاى، وقراءة الجرائد، دخلنا، وبحثنا بين الوجوه عنه وسط الزحام، وسألنا النادل عن عاطف بشاى؟ أخبرنا عن مكانه المعتاد، وهو طاولة فى أبعد ركن بـ«الكافيه»، صافحناه، وجلسنا، ورغم ازدحام «الكافيه»، وكثرة الحركة داخله، فإنه بمجرد بداية الحديث معه عن السينما، شعرنا وكأن الأصوات سكتت، والحركة خفت، وطال الحديث الممتع بعدها عن سحر السينما والكتابة والحياة.

من «الصحة» لفيلم «تحقيق».. السبب ممدوح الليثى

حياتى دائماً غريبة، فيها منعطفات مدهشة، ومفارقات مضحكة، كان يوجد نظام فى السبعينات اسمه القوى العاملة، جاء تعيينى من خلاله فى مكان يهلّك من الضحك، توظفت فى وزارة الصحة، وذلك رغم دراستى فى معهد السينما وقبلها فنون تطبيقية.

فى سنة 1978، أصبح ممدوح الليثى مسئولاً عن أفلام التليفزيون، وكانت متوقفة لأسباب مجهولة، كان وقتها شاباً بالغ النشاط، ذكياً وطموحاً جداً، من أول يوم أبدع وأصر على إعادة إحياء أفلام التليفزيون مرة أخرى، ووضع خطة بعد دراسة عميقة، واستعان بروايات، فهو كان شديد الإيمان بفكرة الاستعانة بأعمال لنجيب محفوظ وفتحى غانم ويوسف إدريس وغيرهم.

أخبرنى أحد الأشخاص، لا أتذكره، أن «ممدوح» يبحث عن شباب فى مجالى الكتابة والإخراج، فذهبت وفوجئت بأنه خصص أجراً لنا، وعمل لائحة وفرضها على التليفزيون ووافقوا على دفع الأجور بعقود، فذهبت له، وقال لى أول ما فتحت الباب:

- انت شاب رشيق أوى وباين عليك إنك ذكى، إيه حكايتك؟

فقلت له:

- أنا خريج المعهد دفعة 76، وباشتغل فى وزارة الصحة.

وبعد سماع أفكارى، خاصة المشروع الذى أود تقديمه عن قصة لنجيب محفوظ، قال لى:

- مجموعك إيه؟

فقلت له:

- جيد جداً مع مرتبة الشرف.

فقال:

- يا خبر أسود، وزارة الصحة إيه وبتاع إيه، لا لا لا أنا هجيبك عندى، حضّر لى شهادة التخرُّج، وهات لى معالجة.

العمل فى التليفزيون لم يكن فى تصورى، مسألة صعبة جداً، وتحتاج إلى إجراءات، فتمنيت الأمر على الرغم من عدم تفاؤلى وقتها، وبالفعل قدمت له معالجة، وبعد أسبوع أبلغنى ببدئى العمل معه، ووجدت نفسى فى التليفزيون تاركاً وزارة الصحة، وتعاقدت على فيلم «تحقيق»، المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ، والمدهش، الذى يدل على جرأة هذا الرجل، أنه كان أول فيلم أكتب له السيناريو والحوار، وأول إخراج لناجى أنجلو، وأول ظهور لإلهام شاهين، وأول بطولة لمحيى إسماعيل.

وهذا الرجل قام بعمل ما هو أفظع وأجمل، فأقام عرضاً خاصاً، وعزم مصر كلها بلا استثناء، كل النقاد، الصحفيين، الأدباء، الفنانين، ورئيس التليفزيون، وبعدها صعدنا على المسرح وسط تصفيق الجميع، ثم أدار ندوة كبيرة لمناقشة الفيلم.. فى اليوم التالى انقلبت الدنيا فى الصحافة، والفيلم نجح.. لدرجة أن «الليثى» قال لى يومها: «يا ابن الإيه، ده انت بقيت أشهر منى».

كاتب السيناريو كانت له قيمة كبيرة عند ممدوح الليثى، أسماؤنا تظهر فى مكان مميز على التتر، فى أول فيلم لى كتب على الشاشة قصة نجيب محفوظ، بعدها سيناريو وحوار عاطف بشاى، ثم جاءت أسماء الأبطال، كان بداية حقيقية.

ثم توالت الأعمال.. وبدأت الحكاية..

شخصية كاتب السيناريو.. «الصايع»

يجب أن يكون مفكراً، متأملاً، مثل الروائى، لكن على كاتب السيناريو أن يتميز بصفة لا توجد فى الفنون الأخرى، باللغة الدارجة يجب أن يكون «صايع»، بمعنى أنه محتك بالمجتمع وبطبقاته، دقيق الملاحظة فى رؤيته للناس والبشر، لأنها مسألة فى غاية الأهمية فى رسم الشخصيات، وأن تكون له تجارب حياتية عريضة ومهمة.. كثير الاحتكاك بالبشر من مختلف الفئات.

كل ما سبق يميز بين «سيناريست» وآخر، ويكون الفارق واضحاً جداً فى الأعمال، بين صاحب الخبرة فى الحياة وبين غيره الذى يكتب الخير خيراً والشر شراً، والذى تتحول شخصياته إلى أنماط سطحية.

الشخصيات.. من الشارع إلى الورق

نقل الشخصيات من الشارع إلى الورق، والمستوحاة من أفراد حقيقيين، عملية ليست بالسهلة، لأنها لا بد أن تتم بشكل غير مباشر، خاصة أن جزءاً من طبيعة رسم الشخصيات يكون من خيال الكاتب، وجزءاً آخر منه واقع، وجزءاً يكون عبارة عن تركيب أجزاء من شخصية على شخصية أخرى، فتتكون منهما شخصية ثالثة جديدة، فهنا يأتى دور الخيال مع براعة الكاتب، بالإضافة طبعاً إلى الخبرات الحياتية المتراكمة، وهناك نوع آخر من الشخصيات التى تظهر فجأة، دون نقلها من الواقع، يستحضرها العقل فى لحظة ما، وهو ما يحدث معى فى الكثير من الأوقات.

كواليس تصوير مسلسل «يا رجال العالم اتحدوا» عام 2000

ليس لدىّ طقوس بوهيمية.. بمرور الوقت ومع تزايد الخبرة، تعلمت من أستاذنا نجيب محفوظ أن أجلس فى مكان ووقت معين وأكتب، فلا يوجد ما يسمى بالوحى الذى يأتى فى نص الليل، حتى «محفوظ» قال فى هذه الحكاية:

- «الوحى اللى يقومك بفكرة معينة، اطردها فوراً، لأنها غير قائمة على منطق، تبقى شوية تخاريف، لا معنى لها، والكتابة لا بد أن تكون قائمة على منطق».

لذلك هو عوّد نفسه على الكتابة صباحاً، وأنا مثله.. ودائماً أكتب فى النهار، كأننى فى وظيفة، والخلق والإيحاءات والخيال تولد أثناء العمل.

فأنا ليس لدىّ طقوس بوهيمية، ولست كائناً ليلياً مثل الفنانين الذين ينامون النهار ويستيقظون فى الليل، وعندما أنتهى من حلقة أكافئ نفسى بيوم إجازة، لكن أضع بعض النقاط للحلقة القادمة.

الكوميديا.. فن نقد الواقع

الكوميديا هى فن نقد الواقع، فن استخلاص علوم المجتمع وعوراته، هى ثورة على المألوف، ونزع الأقنعة من على الوجوه، هى ضحك كالبكاء.. والضحك يكون نابعاً من الفكرة، والفكرة تنبع من قلم المؤلف.

وتقوم «الكوميديا» على التناقض وسوء الفهم والصراع بين نموذجين أو بين فكرتين مثل «فوزية البرجوازية»، حيث كان الصراع بين اليمين واليسار، بين الكرملين والبيت الأبيض، بين الأهلى والزمالك.. وهكذا.. وهذا هو التناقض.

أو صراع بين تجمعين، أو بين شخص وشخص، وسوء التفاهم يعنى أنك تفهم شيئاً والطرف الآخر يفهم شيئاً آخر من نفس الحدث فينشأ ضحك. والضحك يجب أن يكون نتيجة وليس وسيلة.

فى فيلم «فوزية البرجوازية» كنت شغوفاً أن أخوض تجربة غير مسبوقة لا فى التليفزيون ولا السينما.. تجربة أقول من خلالها ما أريده، خضت التجربة بناء على قناعتى بأنى أعمل «فيلم سياسى ساخر» بصرف النظر عن حسابات المنتج أو المجتمع.

«محاكمة على بابا».. تغيير الواقع

بعد عرض الفيلم الكوميدى بأسبوع، والذى كان بطله يحيى الفخرانى، قررت وزارة التربية والتعليم عمل مؤتمر كبير موسع لمناقشة مناهج التعليم، وأنا لم أكن أتصور أن «الفيلم» يستطيع تغيير قوام دولة أو حكومة، ولم يكن لدى طموح لذلك، فرحت جداً بقوة تأثير الفيلم، طبعاً لم تكتمل الفرحة لأن المناهج لم تتغير وقتها. لكنى كنت فى غاية السعادة لأنى ساهمت فى تحريك مجتمعى أو حتى الرغبة فى التغيير، وهو ما يؤكد أن الكوميديا تغير، ليست مجرد «هزار وإيفيه».

المعالجة.. انت وشطارتك

المعالجة حسب شطارة كل كاتب، يجب أن يلخص فيها أهم الأحداث، الشخصيات، تركيبتها النفسية والاجتماعية، الصراع بين القوتين، الأحداث المتصاعدة والذروة، كل ذلك مع المحافظة على البناء الدرامى، ويكتب فى الزمن المضارع، ولا يوجد به سرد وصفى، فالتركيز كله على الأحداث، ماذا حدث ثم ماذا ثم ماذا، وهذا ما أقوله للطلبة فى المعهد كتكنيك، لكنه ليس القضية، فالقضية هى الفكر.

وبخصوص المعالجة، فى مرة ذهلت، كنت ذاهباً لصلاح عيسى، رحمه الله، لكى آخذ منه معالجة «البرنسيسة والأفندى»، فجاب لى ملخص صفحتين، ذهلت، لأن الملخص يحتوى الرواية بأكملها فى صفحتين فقط ولم ينس أى تفصيلة، شىء إعجازى فى طريقة الصياغة، فالموضوع بحسب الشطارة دون القيد بقوانين.

محطات صناعة فيلم جيد

أن يكون لدى سيناريست فكرة جيدة، يكتبها فى «سكريبت» متماسك، ثم يكتب ملخصاً، أو ما يسمى بالمعالجة، يعرضها على مخرج متفق معه فكرياً ونفسياً وعلى درجة من الثقافة والوعى، ثانياً يأتى دور المنتج، فيقرأ «الموضوع» ويوافق ويناقش ثم يسعى للتنفيذ.

رسالة للمخرج.. لا تفاجئنى

للمخرج مطلق الحرية أنه يناقض كما يريد، لكن وقت التنفيذ عليه ألا يفاجئ المؤلف، أنا لا أطلب منه سوى هذا الأمر، لا تفاجئنى، ناقشنى حتى لو 10 ساعات، وأحدنا يقتنع بكلام الآخر، لكن تشطب مشهد دون علمى، إزاى؟.. كثيرون يفعلون ذلك عن عدم فهم، يحذف شيئاً مهماً وهو ليس على دراية بأهميته، ليس عن عمد إنما عدم فهم، وهذه هى المشكلة.

السيناريو والرواية.. هناك فرق!

تعلمنا وفهمنا أن السيناريو إبداع خاص، وأن فن كتابة السيناريو هو فن قائم بذاته، له مواصفاته وآلياته، وطرق التعبير عنه مختلفة تماماً عن الرواية، وهو للأسف ما لا يفهمه الكثيرون. فى الرواية تعتمد على السرد، ليس بالضرورة أن يكون هناك صراع، ولا أحداث متراكمة تؤدى إلى ذروة. أما السيناريو فيه ما يسمى بالبناء الدرامى، وهو رسم الشخصيات، المقدمة المنطقية، الأحداث وتطورها، ووصول الأحداث إلى صراع، أنواع هذا الصراع وأشكاله، تصعيد هذا الصراع إلى ذروة، ثم تأتى النتيجة النهائية أو النهاية.. وهى أدوات السيناريست التى تختلف عن أدوات الروائى.

والبناء الدرامى فى كتابة السيناريو له منطق، عكس الرواية، يعنى فى الراوية ممكن تقول «ثم صار فلان غنياً بعد فقر طويل»، لكن فى السيناريو لا يجوز، لأننا يجب أن نقول: لماذا وكيف ومتى حدث.. وبناء على ماذا؟.

أسئلة عديدة يجب أن يجيب عنها السيناريو وإلا سيكون مفككاً.

أسامة أنور عكاشة كتب روايات، وأثناء كتابتها كان يتحرر جداً من قيود السيناريو، ويكون سعيداً للغاية، لأنه سيكتب رواية غير مسئول فيها عن المنطق والشخصيات، وغير مسئول بعمل أحداث، ولا مرتبط بوجود صراع، فشروط الكتابة السينمائية، أو كتابة السيناريو عموماً، سواء سينما أو تليفزيون، أكثر صعوبة.

نسب السيناريو لكاتبه كنسب الابن للأب

هناك اعتقاد خاطئ أن السيناريو المأخوذ عن رواية هو عملية نقل للرواية، بمعنى نقل الصفحة وتحويلها لصورة، هذا غير صحيح، فمسموح لكاتب السيناريو إعادة الصياغة من جديد، يخلق صراعاً لم يكن موجوداً، وليس مجرد التحويل من كلام لصورة، يوجد بناء كامل، وللسيناريست مطلق الحرية فى خلق شخصيات، تطويرها وتطوير الأحداث، وخلق أحداث لكل موقف. فالسيناريو يُنسب إلى كاتبه نسب الابن إلى الأب، لا يُنسب للروائى، الذى تُنسب له فقط الرواية نفسها التى كتبها ورقياً، وذلك ليس معناه انتقاصاً من حق الروائى، لكن الرواية شىء والسيناريو شىء آخر تماماً.

طريقتى فى الكتابة

توجد طريقتان للكتابة؛ الأولى التى أتبعها، وأرى أنها الأصلح، وهى أن الشخصية هى التى تدفع الدراما إلى الأمام، وليس الحدث، ماذا يصنع الزمن بالناس؟ يعنى مثلاً فى مسلسل «اللقاء الثانى» يوجد رجل وقور، مستقيم ورائع، تحول بعد 30 عاماً إلى فاسد، وتم هذا من خلال بناء الشخصية نفسها، أن أرسمها وأتأملها، وأقول ماذا تفعل هذه الشخصية إذا تم كذا، أطرح أسئلة على نفسى وأجيب عنا من خلال الشخصية، فالشخصية هى صانعة الحدث، فبالتالى تكون من لحم ودم، وتعيش.

والطريقة الأخرى فى الكتابة هى أن يكون السيناريست لديه حكاية، أو قضية مكتوبة أو مكتوب لها ملخص، ويحققها على الورق، ثم يرسم الشخصيات لتنفيذ هذه القضية.

وتصورى الشخصى أن الطريقة الأولى هى «الصح»، أو ربما هى الأفضل، لأنى لو قلت هجيب شخصية تمثل الاشتراكية وشخصية تمثل البرجوازية وشخصية تمثل الشريف وشخصية تمثل البخيل، تتحول الشخصيات إلى أنماط، هذا تصورى الشخصى ربما يكون «صح» وربما يكون خطأ. «بعض الأعمال لى أعتز بها لأسباب لا علاقة لها بالناس، طبعاً فى كل فيلم أو مسلسل أسعى أن أخاطب الجمهور.. لكن أحياناً يوجد لدىّ سبب خفى بداخلى لا أعلنه لأنه لا يهم الناس».

السندريلا.. والمعالجة الدرامية

تجربة السيرة الذاتية مفهومة بشكل خطأ، البعض يقول ننقلها كما هى، وآخر يقول: «لا، أمال أنا جاى أعمل إيه؟»، ولكن المسألة ليست كذلك، وإنما، ما الذى يدعم فكرتك؟.. فى رأيى يجب حذف ما لا يفيد فى الدراما، مع إطلاق الخيال فى استنباطات واستنتاجات فى أشياء من الصعب تكذيب السيناريست فيها، وهو ما حاولت أن أفعله.

مثلاً، حصلت على معلومات بشأن حقيقة زواج سعاد حسنى وعبدالحليم من كتابات المؤلفين، بعضهم قال تزوجا، وغيرهم قالوا لم يحدث زواج. تصورى وقناعتى الشخصية تقول إن «عبدالحليم» لم يتزوج «سعاد» لأسباب أراها منطقية وواقعية جداً.

إذاً كيف نعالج هذا الموقف درامياً؟

ندرس التركيبة الشخصية لها والتركيبة الشخصية لـ«حليم»، أنا عندما قرأت وجدت «حليم» منظماً جداً، مواعيده دقيقة، حياته تسير بالمسطرة، يميل إلى النظام بشكل عام فى حياته، ينام فى مواعيد معينة، ويقوم فى مواعيد معينة، أما «سعاد» بوهيمية، ست بسيطة جداً، مجنونة فن.

ثانياً هو شديد الغيرة على مجده الفنى، وهى أيضاً، هو يعمل لذاته، وهى تعمل لذاتها، فنشأ نوع من الخوف من الزواج، الذى قد يقضى على معجبى السندريلا التى يعشقها كل الناس، وهو أيضاً خاف على نجوميته، لأنه غير مشغول سوى برحلة كفاحه والزواج يعطله، كما أنه أيضاً حلم الجميلات. فأنا عملت صراعاً ما بين طبيعتين، أنا استنتجته لكن فيه جزءاً كبيراً من الحقيقة، هذا حق للكاتب، ومساحة للخيال، شريطة أن تكون مبنية على منطق.

«لم أحب مهنة الإخراج.. وأنا رجل خجول لا أجيد أن أكون قيادياً أو أدخل فى تجمعات».

فلاش باك.. الأول بمعهد السينما والأخير بفنون تطبيقية!

كتبت الشعر والقصص وأنا فى المرحلة الثانوية، وكنت أرسم وأنا فى سن صغيرة، وأثناء دراستى الفنون التطبيقية «قسم تصوير»، فى السنة الثالثة، اكتشفت أن هذا ليس طريقى، لأنه للأسف الدراسة كانت تكنيكية فقط، بعيدة عن تصوراتى عن المستقبل الذى أريده، لأننى أكثر ميلاً للإبداع والخيال، وتخرجت من فنون تطبيقية بالعافية.

مثلما توجد سلبيات فى فنون تطبيقية، يجب أن أذكر الإيجابيات التى أضافت لى، لأننى تعلمت معنى تكوين الكادر، وأصبحت مهووساً بهذا الأمر، وبحجم اللقطات وزوايا التصوير واستفدت من محاضرات السيناريو والإخراج التى قدمها لنا سيد عيسى فى الكلية، وهو كان يدرس الإخراج فى روسيا ويشرح لنا برؤية وحماس شديد، ومن أول محاضرة وقعت فى غرام ذلك الرجل، وبقينا أصحاب، رغم فارق السن وأنه أستاذ وأنا تلميذ. أما معهد السينما فالتحقت به وأنا فى بكالوريوس فنون تطبيقية، فانتقلت لعالم جديد ومختلف خالص ولقيت ضالتى المنشودة فى الإبداع وفنون السينما بجد، وبدأت دراسة الإخراج.. أفادنى كثيراً فى الكتابة، لأن فى السيناريو أكتب بدقة المخرج الفاهم.. والمدهش أننى فى المعهد كنت الأول على دفعة الإخراح سنة 76، جيد جداً بمرتبة الشرف، بينما كنت الأخير فى فنون تطبيقية، وهذا التناقض أكد لى أن وجهة نظرى كانت صحيحة.

مساعد مخرج.. صنعة بلا موهبة

لم أحب مهنة مساعد المخرج، فى نفس التوقيت جاءتنى فرصة جيدة للكتابة، فقررت أن أنتهز هذه الفرصة، إضافة إلى أمر آخر استشعرته فى نفسى، وهو أن الإخراج فيه جزء يتعلق بالتعامل مع كل الأطراف، فيجب أن تكون مؤهلاً نفسياً لذلك، وأنا أزعم أننى رجل خجول، لا أجيد الدخول فى تجمعات، وأكون قيادياً، وهذه صفات غير موجودة عندى، فخفت أن أفشل.. أما الكتابة، فأنا والورق فقط، وليس هناك أى شخص آخر، اخترت الكتابة ووقعت فى حبها وعشت معها عمرى وودعت تجربة الإخراج ومن قبلها دراسة الفنون التطبيقية، ودعت كل شىء من أجل الكتابة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عاطف بشاي الكتابة السينما کاتب السیناریو فنون تطبیقیة وزارة الصحة صراع بین أن یکون أن تکون یجب أن

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفي: النظام المالي العالمي يفتقد للعدالة

علق الكاتب الصحفي أحمد رفعت، على قمة المستقبل المقرر انعقادها 22 و23 سبتمبر القادم، تحت عنوان «نداء عالمي لقمة المستقبل»، قائلًا إن الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ توليه المسؤولية، فاعل وبقوة في مثل هذه القمم واجتماعات الجمعية العالمية للأمم المتحدة، لطرح قضايا العالم الثالث، في ظل نظام اقتصاد عالمي غير عادل.

النظام المالي العالمي غير عادل

وأضاف «رفعت»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح»، المذاع على قناة «إكسترا نيوز»، أن النظام المالي العالمي يعامل الدول الفقيرة معاملة مختلفة عن الدول الغنية: «إذا اقترضت دولة نامية من مؤسسات مالية دولية فإنها تعطيها القرض بفوائد 10% أما إذا اقترضت دولة غنية مثل أمريكا فإن تحصل على القرض بشروط ميسرة بفوائد 1% ما يؤكد أن النظام المالي العالمي متعسف ويحتاج إلى وجود عدالة فعلية».

مشاركة الرئيس السيسي في اجتماعات الأمم المتحدة

ولفت إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي حريص على حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، إذ يعتبر الرئيس الوحيد الذي حضر هذه الاجتماعات لـ6 مرات متتالية ما يؤكد حرصه على التوصل لتوافق لتعزيز العمل متعدد الأطراف.

وتابع: «في كل مرة يشارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في  هذه الاجتماعات يحمل معه هموم العالم الثالث كله من فقر ومناخ سيئ وبطالة وإرهاب وديون، أملا في إصلاح النظام المالي العالمي والقضاء على الفقر».

مقالات مشابهة

  • شاهد// اليمن يرسل هدية لكيان العدو الصهيوني بمناسبة المولد النبوي .. كاريكاتير
  • مقابل أسرار نووية.. باليستي إيران هدية لروسيا والعين على الأسلحة الذرية
  • مصرع شاب أسفل عجلات القطار بالمنوفية
  • هاتف أندرويد 15 يصل لعالم موتورولا.. تحديثات مذهلة في هذا الموعد
  • حملات توعوية للحد من الكتابة على الجدران بأبوظبي
  • كاتب إسرائيلي: نصرالله تعرض لضربات قاسية
  • تركي آل الشيخ يتصدر قائمة الشخصيات الأكثر تأثيراً على مستوى العالم
  • والدا راشيل كوري يعلقان على مقتل عائشة نور.. خائفان من تكرار هذا السيناريو
  • كاتب صحفي: النظام المالي العالمي يفتقد للعدالة
  • عاطف خليل رئيس تحرير الوفد ينعى المناضل الوفدى سعيد الجوجرى