هل يتحول الصومال إلى ساحة حرب بالوكالة بين إثيوبيا ومصر؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
تحولات جيوسياسية متسارعة تشهدها منطقة القرن الأفريقي مع بروز مصر كلاعب جديد في المشهد الصومالي عقب إبرام القاهرة ومقديشو اتفاقية تعاون عسكري منتصف أغسطس/آب 2024، في خطوة تعكس تعميقًا لافتا للعلاقات بين البلدين.
بالتزامن مع هذا التطور، قدمت كل من مصر وجيبوتي طلبًا للمشاركة في قوة حفظ سلام أفريقية جديدة في الصومال، من المقرر أن تبدأ مهامها العام المقبل، لتملأ الفراغ الذي سيخلفه انسحاب البعثة العاملة حاليا، وهو مقترح لاقى ترحيبا من الصومال وموافقة من مجلس الأمن والسلم الأفريقي.
يأتي هذا التحرك المصري في الساحة الصومالية، خاصة في مجال الأمن والدعم العسكري، في خضم توترات متصاعدة بين الصومال وإثيوبيا، مثيرًا التساؤلات حول الدوافع والتداعيات المحتملة على منطقة القرن الأفريقي، وحول احتمالات تحول الصومال إلى ساحة حرب بالوكالة بين الغريمين الكبيرين في وادي النيل.
واندلعت الشرارة الأولى لهذه التوترات في يناير/كانون الثاني الماضي عندما أبرمت إثيوبيا مذكرة تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، تحصل أديس أبابا بموجبها على حق استئجار منطقة ساحلية وإنشاء قاعدة عسكرية مقابل الاعتراف باستقلال الإقليم، مما قوبل برفض قاطع من الحكومة الصومالية التي اعتبرت الاتفاقية انتهاكا صريحا لسيادتها، وهذا الأمر أطلق سلسلة من التفاعلات لم تهدأ منذ ذلك الحين.
رسائل متبادلةخلال زيارته الثانية لمصر هذا العام، وقّع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود اتفاقية تعاون عسكري مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي يوم 14 أغسطس/آب الماضي، وكان الرئيس المصري أكد سابقا دعم بلاده وحدة الصومال وسيادته، ورفضه لأي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية، في وقت كانت فيه القاهرة أعلى الأصوات الخارجية في التنديد بمذكرة التفاهم الإثيوبية مع أرض الصومال.
ولم يتأخر الرد الإثيوبي، فبعد يومين من توقيع الاتفاقية، انتقد رئيس هيئة الأركان العامة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية المشير برهانو جولا ما وصفها بـ"بعض الجهات" التي تدّعي الآن الدفاع عن مصالح الصومال، مضيفا "بصفتنا أبناء المنطقة، نهتم بأمنها واستقرارها، ولن نتهاون مع أي محاولات لزعزعة الاستقرار".
وسريعا ما دخلت مفاعيل الاتفاقية حيز التنفيذ مع وصول طائرات عسكرية مصرية إلى مطار مقديشو محملة بقوات وبشحنة معدات عسكرية وصفها سفير الصومال في القاهرة علي عبدي أواري بـ"الكبيرة"، مؤكدا أن مصر ستكون أولى الدول التي ستنشر قوات لدعم الجيش الصومالي في إطار البعثة الأفريقية القادمة.
زادت هذه الخطوة من سخونة التوتر في المنطقة، فأصدرت الخارجية الإثيوبية يوم 29 أغسطس/آب الماضي بيانا وصفه بعض المراقبين بأنه يكاد يكون إعلان حرب، إذ أكد أن المهمة الأفريقية الجديدة قد تؤثر على استقرار القرن الأفريقي، وأن "المنطقة تتجه نحو المجهول"، ومتوعدا بأن إثيوبيا "لن تقف مكتوفة الأيدي في وقت تتخذ فيه جهات أخرى خطوات لزعزعة استقرار المنطقة".
التحرك المصري الأخير ليس جديدا في الجوار الإثيوبي، حيث شهدت السنوات الأخيرة تكثيفا كبيرا لحضور القاهرة في دول حوض النيل، إذ وقعت اتفاقيات عسكرية مع دول مثل كينيا ورواندا وأوغندا وبوروندي.
كما سعت القاهرة لتعزيز وجودها في تلك المنطقة من خلال مظلة من المشاريع الحيوية تتضمن بناء السدود ومحطات الطاقة البديلة في دول كإريتريا وأوغندا وتنزانيا وجنوب السودان، في إطار إستراتيجية وصفها رئيس المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية ياسين أحمد بأنها "محاولة لتطويق إثيوبيا من خلال بناء تحالفات مع الدول الواقعة في جوارها".
أما الكاتب والباحث الإثيوبي في الشؤون الأفريقية عبد الشكور عبد الصمد فيعزو تحركات القاهرة الأخيرة في الملف الصومالي إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، مؤكدا أنها تستهدف الضغط على أديس أبابا للحصول على تنازلات فيما يتعلق بسد النهضة وحصص مياه نهر النيل.
وفي إفادته للجزيرة نت، يصف عبد الصمد الاتفاقية الأمنية المصرية الصومالية بأنها ردة فعل على مذكرة التفاهم بين إثيوبيا وأرض الصومال مطلع هذا العام، رابطا بينها وبين تصديق البرلمان في دولة جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي.
في حين أن العامل الأخير، وفقا لعبد الصمد، يتمثل في إعلان إثيوبيا قرب الانتهاء من الأعمال الإنشائية لسد النهضة، والتعبئة الخامسة، وحجز السد لأكثر من 64 مليار متر مكعب من المياه.
وفي خطوة مفاجئة، صدق برلمان دولة جنوب السودان أواخر يوليو/تموز الماضي على اتفاقية عنتيبي التي تهدف إلى بناء نظام جديد لإدارة مياه النيل، يوصف بأنه ينسف "الحقوق التاريخية لمصر والسودان"، مضيفا المزيد من التعقيدات على الملف الشائك، الذي انتهت إلى الإخفاق آخر جولاته التفاوضية في ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي.
خطوة مصرية استباقيةمن جانبه، يصف اللواء محمد عبد الواحد التحركات المصرية في القرن الأفريقي بأنها "استباقية" لحماية الأمن القومي المصري في إقليم ذي أهمية إستراتيجية للقاهرة، ويشهد العديد من المهددات الأمنية كالنزعات الانفصالية والجريمة العابرة للحدود والتنافس الدولي والتوتر في جنوب البحر الأحمر الذي "يؤثر بشكل مباشر على قناة السويس".
ورغم السرية التي أحاطت بنود الاتفاقية الدفاعية، فإن الخبير المصري في الشؤون الدولية والأمن القومي يشير للجزيرة نت إلى أنها تتضمن تعزيز التعاون العسكري والأمني والدفاع المشترك بين البلدين، بما يشمل التعاون في المجال العسكري والاستخباراتي ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وتبادل المعلومات.
ويضيف عبد الواحد أن الاتفاقية تتضمن تدريب عناصر صومالية في القاهرة أو إرسال خبراء لتدريبهم في الصومال، وتدريب الجيش الصومالي على مواجهة التهديدات المرتبطة بحماية وسلامة أراضيه، وتدريب مجموعات على مكافحة الإرهاب، ولا سيما بالنظر إلى تنامي الإرهاب في الصومال نتيجة نشاط حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة.
وتحيط بالصومال العديد من المهددات الأمنية أهمها أنشطة حركة الشباب المجاهدين التي تصاعدت أعمالها في الأشهر الأخيرة، ورغم العديد من الجهود المبذولة لمواجهتها، فإن القوات الصومالية عجزت عن دحرها منفردة، مما أدى إلى وجود بعثة أفريقية لدعم الجيش الصومالي منذ 18 عاما، لعبت القوات الإثيوبية فيها دوراً بارزا على الدوام.
وفي مطلع يونيو/حزيران الماضي، نقل موقع "صوت أميركا" تصريحا لمستشار الأمن القومي الصومالي حسن شيخ علي، أكد فيه أن "القوات الإثيوبية لن تكون جزءا من القوات التي يقودها الاتحاد الأفريقي" والتي ستعمل في الصومال لمدة عام ابتداء من يناير/كانون الثاني 2025.
وفي وقت لاحق تقدمت مقديشو بمذكرة إلى مجلس السلم والأمن الأفريقي مطالبة بتشكيل بعثة أفريقية جديدة، وهو ما فسره مراقبون بأنه سعي صومالي لإخراج القوات الإثيوبية من البلاد وتمهيد الطريق لحلول قوات مصرية وجيبوتية محلها.
حرب بالوكالةالتفاهمات المصرية الصومالية أتت في خضم أزمة ممتدة عاشتها العلاقات الإثيوبية المصرية على خلفية سد النهضة، وفشل الأطراف في التوصل إلى حلول مرضية في ما يتعلق بإدارة السد وتقاسم الحصص المائية.
آخر تطورات هذا الملف تمثلت في إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في مقابلة مع التلفزيون المحلي توقعه اكتمال أعمال بناء سد النهضة بحلول ديسمبر/كانون الأول من هذا العام، الأمر الذي يصفه مراقبون بأنه نجاح أديس أبابا في كسب الوقت لإكمال بناء المشروع الضخم ووضع جميع الأطراف أمام الأمر الواقع.
وضمن هذا الإطار، يرى اللواء محمد عبد الواحد أن الاتفاقية المصرية الصومالية ليست مرتبطة بالتوتر الذي تشهده علاقات بلاده وإثيوبيا، معتبرا أنها امتداد طبيعي للحضور المصري في الصومال منذ دخوله في نفق أزماته الممتدة منذ تسعينيات القرن الماضي.
وهو رأي يخالفه فيه الصحفي المختص بشؤون القرن الأفريقي إبراهيم صالح، الذي يشير إلى أن التحرك المصري ليس بعيدا عن التنافس المصري الإثيوبي أو "بالأحرى الصراع حول ملف سد النهضة".
ويضيف صالح للجزيرة نت أن الصومال تحوّل بالفعل إلى ساحة حرب بالوكالة للبلدين و"إن كانت في مراحلها الأولية"، موضحا أن ما يدور من تنافس وحضور على شتى المستويات الأمنية والعسكرية والدبلوماسية ربما يؤكد ذلك.
وبخصوص الخطوات المتوقعة من أديس أبابا، يعتقد صالح أنها ستلجأ إلى مزيد من التصعيد الدبلوماسي، ومخاطبة الجهات الفاعلة على المستوى الإقليمي والدولي، فضلاً عن تمسكها بالوساطة التي بدأتها تركيا لإحراج الصومال ولتكسب ود أنقرة وتبعث برسائل من خلالها أيضا إلى الجانب المصري بصورة غير مباشرة، كما أنه ليس من المستبعد أن تبدي تمسكها بالمذكرة التي وقعتها مع أرض الصومال.
وفي تصريحات سابقة للمتحدث باسم الخارجية الإثيوبية نيبو تدلا شدد على أهمية النظر في آراء ومخاوف البلدان المساهمة حاليا بقوات في الصومال لضمان الانتقال الفعال إلى البعثة التي ستعمل مع بداية العام القادم، في حين يذهب مراقبون إلى تكثيف أديس أبابا جهودها على مستوى الاتحاد الأفريقي ومجلس الأمن الدولي للحيلولة دون نشر مصر قواتها في الصومال.
ورغم أنه ليس من المعلن عدد القوات المصرية المتوقع نشرها في الصومال، فإن العديد من المصادر تشير إلى أن الرقم قد يبلغ بضعة آلاف، وفي تغريدة له على موقع "إكس"، قال عبد الوهاب شيخ عبد الصمد، المدير التنفيذي للمعهد الأفروآسيوي للدراسات الإستراتيجية ومقره نيروبي، إن مصر تخطط لنشر ما يصل إلى 10 آلاف جندي في الصومال، بما في ذلك القوات الجوية والبرية المجهزة بالمعدات الثقيلة، وإنهم سيتمركزون على الحدود الإثيوبية الصومالية في مناطق جيدو وهيران وباي باكول.
ويشير بعض المراقبين إلى أن أديس أبابا ستستخدم حلفاءها في الداخل الصومالي لتقويض الانتشار المصري في الصومال، حيث تم تداول فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي منسوب إلى المتحدث باسم ولاية هيران الصومالية يرفض فيه أي وجود عسكري مصري في منطقته، مضيفا أن القوات الأجنبية المرحب بها "هي فقط القادمة من الجارة إثيوبيا"، مما يشير إلى نوعية الصعوبات المحتملة التي ستواجهها القوات المصرية في الصومال.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات القرن الأفریقی حرب بالوکالة فی الصومال أدیس أبابا المصری فی سد النهضة عبد الصمد العدید من إلى أن
إقرأ أيضاً:
القوات المشتركة والبراعة في التخطيط وخوض المعارك في حرب الاحراش وحرب المدن وحرب الصحراء وحرب الشوارع التي اذهلت العالم
التحية للقوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة الموقعة علي اتفاقية سلام جوبا التي تقاتل جنبا الي جنب مع القوات المسلحة في حرب الكرامة دفاعا عن الوطن العرض والأرض والتي أظهرت براعة في التخطيط وخوض المعارك في حرب الاحراش وحرب المدن وحرب الشوارع وحرب الصحراء منذ إعلانها فك الحياد وانضمامها للقوات المسلحة لقتال مليشيات الدعم السريع والجنجويد المتمردة المعتدية من بدايات تمرد مليشيات الدعم السريع والجنجويد في عام 2023 واحتلالها مطار العاصمة والقصر الجمهوري والاذاعة ودواوين الدولة من وزارات ومستشفيات والأسواق ومنازل المواطنيين وارتكابها افظع وابشع الجرائم في تاريخ الانسانية في العالم ضد الشعب السوداني في ولايات الخرطوم والجزيرة وسنجة والنيل الازرق وارتكابها جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور ودفن الناس احياء في مدينة الجنينة وخاضت القوات المشتركة في ولاية الجزيرة ونهر النيل وولاية الخرطوم ومازالت تخوض المعارك في محوري دارفور والصحراء.لقد أظهرت القوات المشتركة البراعة والتخطيط وخوض المعارك في هذه المحاور واذهلت العالم في البراعة و التخطيط والثبات والقدرة علي تأقلم الحروب في بيئات مختلفة حيث بدأت اولي معاركها في محور الشرقي من القضارف والفاو وزحفت حتي مدينة ودمدني وخاضت معارك عنيفة ضد مليشيات الدعم السريع والجنجويد في غابات واحراش البطانة وتمبول والشريف يعقوب والحديبة حتي مدينة ودمدني واقتحمت كبري حنتوب بقيادة الشهيد العقيد حمدون. في نفس الوقت كانت بقية فصايل وكتايب اخري للقوات المشتركة يخوضون المعارك في محور جبل موية وسنار والدندر وسنجة وخاضوا أشرس المعارك في وسط المزارع والغابات ومزارع قصب السكر وترعات الري لمزارع القصب وحرروا مدينة الدندر وشاركوا في تحرير جبل موية ومدينة سنجة ومدينة حاج عبدالله ومدينة ودمدني.وفي محور الجيلي قدمت القوات المشتركة عمل نوعي وفريد في خوض المعارك البرية والأراضي الملغومة في تاريخ القوات الشعب المسلحة ولقنت مليشيات الدعم السريع والجنجويد درس في الاقتحام والشجاعة في منظر هوليودي في معركة كاسح الالغام وتويوتا فوق تويوتا وكدمول لاقي كدمول عندما اقتحم الشبل وليد جنا الطريق الملغوم بالالغام بالتويوتا وفتح الطريق الي مصافاة الجيلي واستبسلوا خير استبسال حتي تحرير مصفاة الجيلي.وفي مدينة امدرمان خاضت القوات المشتركة حرب المدن بطريقة احترافية وحررت الإذاعة القومية.وفي محور الصحراء الذي يبداء من غرب مصر حتي جنوب غرب ليبيا وشمال شرق تشاد ومن الفاشر حتي الحدود الليبية هذه المساحة التي تقدر بمساحات دول خاضت القوات المشتركة وتخوض اشرس المعارك منذ قرابة العامين ضد مليشيات الدعم السريع والجنجويد لقطع الطريق لهذه المليشيات المدججة بالاسلحة والمعدات العسكرية المدعومة دوليا و التي تاتي من دول غرب افريقيا ودول الجوار لدعم مليشيات الدعم السريع في الخرطوم بامكانيات عسكرية متواضعة مقارنة بامكانيات العتاد العسكري لمليشيات الدعم السريع وقطعت الطريقة وحكمت سبطرتها علي الصحراء الكبري ومازالت تخوض المعارك مع القوات المسلحة والمقاومة الشعبية والمستنفرين ضد المليشيات الهاربة من الخرطوم والجزيرة وكردفان وربنا ينصرهم.اما في مدينة الفاشر تلك قصة وحكاية اخري برعت فيها القوات المشتركة في حرب الشوارع في مدينة الفاشر.القوات المسلحة والقوات المشتركة والمقاومة الشعبية في الفاشر وزمزم ومعسكرات النازحين خاضوا ويخوضون أعنف واشرس المعارك في الفاشر وصدوا اكثر من 200 هجمة لمدينة واصطادت قادة مليشيات الدعم السريع كصيد الصياد لفرائسه وانتصروا فيها انتصارات باهرة ومشهد هلاك الرجل الثالث في المليشيا في شوارع الفاشر خير دليل وحتي سمي الفاشر بمثلث برمودا لمليشيات الدعم السريع والجنجويد.التحية للقوات المسلحة والقوات المشتركة الذين سجلوا تاريخ ناصع في حرب الكرامة .والمشتركة فوووووووووقمحمد نور عودو24مارس 2025 إنضم لقناة النيلين على واتساب