مصير مجهول.. لم يكن الأمر مرتبطاً فقط بنزوح قسرى للأطفال الغزاويين وأسرهم والعيش فى مخيمات للنازحين تفتقر لكافة سبل العيش الآدمية، بل الوضع ازداد سوءاً وتطرق إلى مرحلة أسوأ، حيث تفشت الأمراض وعلى رأسها مرض شلل الأطفال، الذى يهدد 645 ألف طفل بإعاقة جماعية حال عدم تطعيمهم، وسط انهيار كامل للمنظومة الصحية.
مرض شلل الأطفال ظل بعيداً عن سكان غزة لمدة 25 عاماً، بسبب معدلات التطعيم التى وُصفت بالمثالية قبل اندلاع الحرب الدموية التى يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلى.
تقديرات «الصحة الفلسطينية» تؤكد أن المرض اللعين يتسلل إلى كافة المخيمات والمستشفيات المفتقرة أصلاً للإمكانيات الطبية، بعدما أعلنت الأمم المتحدة بشكل رسمى، إصابة طفل عمره 10 أشهر بشلل جزئى، وهو أول حالة موثَّقة من شلل الأطفال فى غزة منذ سنوات طويلة.
ظهور شلل الأطفال فى غزة ناتج طبيعى لتعطل برامج التطعيم العادية للأطفال، بجانب الأضرار البالغة التى لحقت بأنظمة المياه والصرف الصحى، حسب تأكيدات المنظمات الأممية والإنسانية، التى نددت بالوضع وطالبت بشكل عاجل فى بيانات منفصلة للسماح بهدنة إنسانية لمرتين، من أجل تنفيذ حملتين لتطعيم أطفال «غزة» ضد الفيروس.
ومع إعلان منظمة الأمم المتحدة -بعد ضغط من المنظمات الإنسانية والمجتمع الدولى- موافقة دولة الاحتلال على هدنة إنسانية للسماح بتطعيم الأطفال فى وسط القطاع وجنوبه وشماله لتنفيذ حملة تطعيم ضد شلل الأطفال وفق خطة معلنة، فهل هناك أمل أمام أطفال غزة من النجاة وعدم الإصابة بالإعاقة الجماعية التى يخشاها المجتمع الدولى؟
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: شلل الأطفال غزة الاحتلال أونروا شلل الأطفال
إقرأ أيضاً:
ثلاثة في كل يوم.. مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان خلال شهرين
أعلن المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف، جيمس إلدر، مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان جراء الحرب المتصاعدة منذ أواخر سبتمبر الماضي بين إسرائيل وحزب الله.
وقال إلدر، في مؤتمر صحفي الثلاثاء في جنيف السويسرية، إن هؤلاء الأطفال قتلوا "خلال أقل من شهرين"، بمعدل أكثر من ثلاثة أطفال كل يوم، بينما يعاني كثيرون آخرون من إصابات وصدمات نفسية.
وأعرب عن قلقه إزاء ما وصفها بـ"اللامبالاة" إزاء هذه الوفيات من جانب القادرين على وقف هذا العنف، إذ "لا يثير قتلهم أي ردة فعل ذات معنى لدى أصحاب النفوذ"، وفق تعبيره.
وأضاف "لا تُسمع صرخات الأطفال، وصمت العالم يزداد صماً للآذان، ومرة أخرى نسمح لما لا يمكن تصوره بأن يصبح مشهد الطفولة وضعا طبيعيا جديدا وهذا مروع وغير مقبول".
في #لبنان، أصبح مئات الآلاف من الأطفال والنساء بلا مأوى، وتم استهداف المرافق الصحّية، وأغلقت المدارس، وظهرت علامات...
Posted by UNICEF Lebanon on Tuesday, November 19, 2024وتحدث مسؤول اليونيسيف عن الأحداث التي جرت خلال الأيام العشرة الماضية، وأثرها على الأطفال. ففي 10 نوفمبر الجاري "قُتل 7 أطفال من نفس العائلة الممتدة"، وفق إلدر الذي قال إن "أفراد الأسرة الـ27 الذين قتلوا جميعا كانوا يبحثون عن مأوى في جبل لبنان بعد فرارهم من العنف في الجنوب".
وفي اليوم التالي، قُتل طفلان آخران مع والدتهما، وأصيب عشرة آخرون، فيما قتل يوم 12 نوفمبر 13 طفلا وأصيب 13 آخرون بجراح، من بينهم أحمد البالغ من العمر 8 سنوات، وهو الآن الناجي الوحيد من الغارة.
ويوم 13 نوفمبر، قُتل 4 أطفال بعد أن حاولوا الفرار من القتال في الجنوب، وشهد اليوم الذي تلاه مقتل ثلاثة أطفال آخرين وإصابة 13 بجراح، بحسب ما قال إلدر.
وفي 16 نوفمبر، قُتل 5 أطفال بينهم ثلاثة من عائلة واحدة. ومن بين المصابين، سيلين حيدر، لاعبة كرة قدم شابة في المنتخب الوطني اللبناني. وهي في غيبوبة بسبب شظية في رأسها، تطايرت من صاروخ أصاب العاصمة بيروت، أثناء محاولتها إخلاء المنطقة.
أما الأحد الماضي، فقد قتلت فتاتان توأمان تبلغان من العمر 4 سنوات، وفق إلدر.
وقال إنه "يأمل ألا يشهد العالم مجددا نفس مستوى القتل الدموي للأطفال في غزة، على الرغم من وجود أوجه تشابه تقشعر لها الأبدان بالنسبة للأطفال في لبنان" على حدّ تعبيره.
وإضافة للقتل، فإن حال بقية الأطفال في البلد الذي يتعرض لغارات إسرائيلية بشكل شبه يومي خصوصاً في الجنوب حيث يتركز مقاتلو حزب الله، ليس مطمئناً.
وأوضح إلدر أن مئات الأطفال أصبحوا بلا مأوى، كما تم تدمير الكثير من البنى التحتية التي يحتاجها الأطفال، مثل المرافق الصحية. ولغاية 15 نوفمبر، قتل أكثر من 200 عامل في القطاع الصحي، وأصيب 300، بحسب بيانات وزارة الصحة العامة اللبنانية.
وعلى الرغم من الجهود التي بُذلت في أوائل نوفمبر لفتح بعض المدارس أبوابها أمام الأطفال في لبنان، فقد أُغلقت جميعها مرة أخرى، نظرا لتوسع نطاق الهجمات خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفق تأكيد إلدر.
وتابع أن هناك تأثيرا نفسياً "خطيرا" على الأطفال. فقد أصبحت علامات الاضطراب النفسي "مقلقة وواضحة بشكل متزايد".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في 8 أكتوبر 2023، أحصت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 3544 قتيلا و15036 جريحا، وفق آخر حصيلة، بينما قُتل 124 إسرائيلياً وفق بيانات رسمية.