إندبندنت: هل تنجح انتفاضة الإسرائيليين ضد نتنياهو بحرف مسار الحرب؟
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية، افتتاحية، قالت فيها إن "الإضراب العام في إسرائيل، احتجاجا على مواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الحرب في غزة، ورفضه عقد صفقة تحرير الأسرى لدى حركة حماس، هي رسالة واضحة أنّه لا يستطيع الإنتصار في الحرب".
وأوضحت الصحيفة، خلال الافتتاحية، التي ترجمتها "عربي21"، أن "عليه العمل بدلا من ذلك مع الذين يحاولون التوصّل لاتفاق وقف إطلاق النار"، مبرزة أن "نتنياهو، وبشكل متزايد بات محاصرا".
وأشارت الصحيفة، إلى "بيان من المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، الذي قال إن الأسرى قتلوا أثناء تقدّم القوات الإسرائيلية، بعد نجاتهم لأحد عشر شهرا في الأسر. وتم العثور على جثثهم بعد ذلك في نفق تحت الأرض في منطقة رفح جنوبي غزة".
"الجنازات التي عقدت للأسرى، تؤشّر لحقيقة واحدة، وهو يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إذ أحدث صدمة ورعبا. إلاّ أن حجم العنف غير المتناسب الذي قام به الجيش الإسرائيلي، جعله هدفا لاتهامات بارتكاب إبادة جماعية" تابعت الافتتاحية ذاتها.
وأضافت أنه: "من الواضح أن القتل الأخير، يجعل من نتنياهو أكثر تصميما على مواصلة الحرب التي لا ترحم، والتي تعد الآن أطول حرب تخوضها إسرائيل في تاريخها، حيث تتقدّم نحو عامها الأول، بخسارة كبيرة للأرواح، بما فيها أكثر من 40,000 مواطن فلسطيني حسب وزارة صحة البلد".
وتقول الصحيفة إن "الإسرائيليين يدعمون وبشكل عام الحرب، حتّى وبعد فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة، أي تدمير حماس، واستعادة ما تبقى من الأسرى"، مردفة أنه "قد تم تدمير كامل غزة تقريبا، مما يهدّد باستمرار القتال وزيادة التهديدات".
وأكّدت الصحيفة، أن "إسرائيل، أصبحت محليا وجيوسياسيا أقلّ أمنا ممّا كانت عليه، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر. ولم ينتصر نتنياهو، وكانت استقالة زعيم المعارضة، بيني غانتس، من حكومة الحرب الدّليل الأقوى، حول نفاذ الصبر الذي يشعر به الكثيرون".
واسترسلت: "لا يبدو نتنياهو مهتما بهذا، لكن مشكلته المباشرة هي أن الغضب من فشل حكومته في التوصل لصفقة مع حماس، أثار اضطرابات داخل إسرائيل نفسها. حيث شلّت الحركة في تل أبيب ودفعت نقابات العمال للإعلان عن إضراب عام".
وقالت الصحيفة، إن "على نتنياهو أن يفكر بمستقبله. فمع أنّه ظل شخصية سياسية في المشهد المحلي والدولي، على مدى العقود الثلاثة الأخيرة، وتولّى منصب رئاسة الحكومة لـ17 عاما، إلاّ أنه يظل شخصا غير محصّن، ويواجه أناسا غاضبين ويائسين يريدون إنقاذ الأسرى قبل فوات الأوان".
"لو لم يُظهر نتنياهو أي اهتمام بوقف إطلاق النار، فلن يصبح للأسرى وعائلاتهم أية قيمة لحماس، وستصبح حياتهم في خطر. واكتشف الإسرائيليون هذا وهم يردّون على البيانات الدبلوماسية بحس من الحاجة المحلة. وأصبحت الضغوط لعقد صفقة تحرّر الأسرى ووقف إطلاق النار، كثيفة جدا وربما أدت لنتيجة، على الأقل فيما يتعلق بالحكومة الإسرائيلية" وفق الافتتاحية نفسها التي ترجمتها "عربي21".
وتابعت: "يبذل أصدقاء إسرائيل في الغرب وبخاصة الولايات المتحدة، جُهودا كبيرة من أجل التوصل إلى صفقة. وكان القرار البريطاني لتعليق جزء من رخص بيع الأسلحة إلى إسرائيل إشارة عن حالة الإحباط من استمرار الحرب. وذهب الرئيس الأمريكي، جو بايدن بعيدا، في القول: إن نتنياهو لا يبذل الجهد الكافي لتحقيق صفقة وقف إطلاق النار".
وأوضحت: "تبذل الدول في المناطق التي أقامت علاقات دبلوماسية، جُهدا، مثل مصر والأردن والإمارات، ولم تقم قطر والسعودية بكل ما تستطيع للتوصل إلى صفقة"، مبرزة أنه "على نتنياهو الذي قد يواجه الناخبين عاجلا، إن لم يكن آجلا، وفي حالة قادت الإضطرابات إلى عدم استقرار برلماني، الحذر، والتفكير بعناية للخروج من الخطر الحالي".
واستطردت: "من الناحية الواقعية، قد يستمر نتنياهو في عناده، معتبرا أن "النصر" في الحرب لا يزال ممكنا ومفترضا، بشكل صحيح، أن أمريكا لن تتخلى عنه. ومن الناحية الواقعية أيضا، ليس من الواضح أن حماس حريصة على وقف إطلاق النار والتوصل إلى اتفاق، حسب ما تريد، على الرغم من الموقف النظري للقيادة السياسية".
وأشارت إلى أنه "تمت عدة محاولات، أكثر من عشرة، للتوصل إلى وقف إطلاق النار، وفي الوقت الذي أعلن فيه بايدن وأمثاله بأن الصفقة باتت في متناول اليد، إلا أن الفشل في اللحظة الأخيرة يقترح عدم صدق من أحد الجانبين أو كليهما"، مردفة أنه: "من الشاذّ أن يفكر كل من نتنياهو وحماس بأن هناك ما يمكن كسبه من استمرار الحرب بل وجر أمريكا وإيران فيها. وكما هو الحال فالشعب الفلسطيني في غزة هو من عانى، وربما استطاع الإسرائيليون الغاضبون إحداث فرق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة مصر قطر مصر السعودية غزة قطر قطاع غزة المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
قالت صحيفة غارديان إن لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسبابهما لإسقاط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بينهما، مما يعني أن على الوسطاء الصادقين أن يبذلوا قصارى جهدهم لإبقائه على قيد الحياة.
وأوضحت الصحيفة -في زاوية الكاتب سيمون تيسدال- أن الظهور المتحدي لمقاتلي حماس المدججين بالسلاح أثناء تسليم 3 محتجزات إسرائيليات إلى الصليب الأحمر يوم الأحد كان بمثابة تذكير سيئ، بأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التفاوض عليه الأسبوع الماضي معلق بخيط رفيع، وقد ينكسر في أي لحظة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2يديعوت أحرونوت: 3 قضايا غير قابلة للتفاوض بالنسبة لإسرائيلlist 2 of 2غارديان: تنصيب ترامب.. الخوف والانقسام وواجهة الشعبوية القوميةend of listورأى الكاتب أن المشكلة الأساسية في المستقبل، هي أن نتنياهو الذي ظل رهينة لحلفائه من اليمين المتطرف في الائتلاف الحكومي، والذي قاوم لعدة أشهر نفس المقترحات التي قدمها الرئيس الأميركي السابق جو بايدن في مايو/أيار، لا يريد أن تستمر الهدنة، ولكنه كان مجبرا على موافقة محدودة، ربما تكون نابعة من عدم رغبته في إفساد حفل تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في واشنطن.
وقبل أن يجف حبر الاتفاق تقريبا، ورد أن نتنياهو كان يطمئن الوزراء الساخطين بأن وقف إطلاق النار مؤقت وأنه لا ينوي احترام شروطه بالكامل، ويقال إنه وعد المتشدَدين إيتمار بن غفير الذي استقال احتجاجا، وبتسلئيل سموتريتش الذي يهدد بذلك، بأنه سيستأنف الحرب قريبا.
إعلانوكتب المحلل في صحيفة هآرتس أمير تيبون قائلا "إن نتنياهو لديه طريقتان لإغراق الاتفاق وإيجاد ذريعة لتجديد الحرب، فالخيار الأول هو تعطيل مفاوضات المرحلة الثانية وإضاعة الوقت، كما فعل عدة مرات لفريق بايدن، والخيار الثاني هو إثارة العنف في الضفة الغربية كأحد المحفزات المحتملة لإستراتيجية التخريب، والزعم أن حماس لا تمتثل للاتفاق، كما فعل في نهاية الأسبوع، مما أدى إلى تأخير بدء وقف إطلاق النار لعدة ساعات.
خيار مصيري
ويواجه نتنياهو خيارا مصيريا لأن تخليه عن وقف إطلاق النار قد يهدئ اليمين ويحافظ على تماسك ائتلافه ويبقيه في السلطة ويجنبه التحقيق في سياسته مع حماس قبل السابع من أكتوبر/تشرين الأول، ولكن خيار السلام يعرضه لغضب اليمين المتطرف وانهيار حكومته وإجراء انتخابات مبكرة.
وبما أن 60% إلى 70% من الناخبين الإسرائيليين يؤيدون إنهاء الحرب، فمن الممكن أن يتخذ نتنياهو الاختيار الصحيح، ويكسر عادته سياسية، لأن السلام الدائم من شأنه أن يسمح لترامب بالتركيز على مشروعه المفضل، وهو تطبيع علاقات إسرائيل مع المملكة العربية السعودية وعزل إيران لاحقا بوسائل غير عسكرية.
بَيد أن المشكلة -حسب رأي الكاتب- هي أن حماس وحلفاءها من مسلحي الجهاد الإسلامي في غزة لا يريدون أن يستمر وقف إطلاق النار، كما يظهر من استعراض القوة الذي قامت به حماس يوم الأحد الذي أرسل رسالة استفزازية مفادها أن حماس نجت، وأنها لا تزال تسيطر على المحتجزين الباقين، وأنه لا سلطة وريثة حتى الآن في غزة.
وحمّل سيمون تيسدال نتنياهو جزءا من اللوم لرفضه مناقشة خطط "اليوم التالي" طوال فتر الحرب، وقال إن الأمن داخل غزة قد يصبح قضية بالغة الأهمية مع عودة عشرات الآلاف من النازحين والجياع إلى منازلهم المحطمة وأحيائهم المدمرة وبدء محاولاتهم لاستعادة حياتهم.
إعلانكما يمكن أن تبدأ حماس بسرعة في إعادة بناء قدراتها العسكرية بعد الضربة التي تلقتها، وقد أشارت صحيفة تايمز أوف إسرائيل إلى أن "لقطات مقاتلي حماس قدمت تذكيرا صارخا بأن الجماعة الإرهابية -حسب وصفها- لا تزال مسؤولة عن غزة"، وقالت الصحيفة إن المسؤولين الإسرائيليين يقدّرون أن اثنتين من كتائب حماس لا تزالان تعملان.
وخلص الكاتب إلى أن زعماء إسرائيل وحماس إذا قرروا العودة للحرب مرة أخرى في الأسابيع والأشهر المقبلة، فقد لا يكون هناك من يوقفهم رغم أن معظم الإسرائيليين والفلسطينيين والعالم الذي يراقب يتوقون إلى السلام.