الموسيقار وعازف الأكورديون الأشهر «فاروق سلامة» دخل عامه التسعين، وما زال يتمتع بالعافية سوى ما أدرك قدماه من شدة وتشدد ما كانت قد أدركته قبل عام، الأمر الذى يحتاج معه إلى علاج «بالبلازما» ذلك الساحر الجديد، وحاول فاروق سلامة التواصل مع الفنان هانى شاكر لسابقة له فى العلاج بالبلازما، ورغم معاناة فاروق سلامة مع قدميه إلا أن أنامله لا تتوقف عن العزف، فقد شارك مؤخرًا وقبل أيام فى حفل الفنان «سعيد عثمان» على خشبة المسرح «الهناجر» فى حفل كانت وصلاته لأغانى عبدالحليم حافظ.

يعد الفنان «فاروق سلامة» أنه أول من أدخل «الربع تون» أو ما يعرف «بالسيكاة» على آلة الأكورديون وحوله لآلة شرقية تقوم بعزف «الصولوهات» فبعد أن عزف مع الموسيقار «محمد عبدالوهاب» فى أغنية «هان الود» فى مقاطع لم تكن بها درجة «السيكاة» إلا أنه بعد أن مكّن آلة «الأكورديون» من اقتناصها قام بعزف «صولوهات» عديدة فى الأغانى الشرقية، وقد مؤلفات خاصة به منها «مولد الحسين» و«نوال» و«سلامات».

يذكر الفنان «فاروق سلامة» أن البحر كان وراء اكتشافه لدرجة «السيكاة» على الأكورديون حيث تركه أمام البحر، وحين عاد إليه وجد مقدارًا من النزول فى طبقة صوت بعض الدرجات الموسيقية، فكان هذا الانخفاض، هو درجة «السيكاة» وكان الموسيقار «بليغ حمدى» هو الذى قدمه مع أم كلثوم فى أغنية «سيرة الحب» التى سمعته بعد تردد لكنها بعد سماعها أعجبت بآلة «الأكورديون» وظلت معها تقريباً فى كل ألحانها الجديدة، وتواصل تقدم فاروق سلامة فى العزف، وقدمه عبدالحليم حافظ ليعزف صولو فى أغنية «جانا الهوى» وقام فاروق سلامة بالعزف فى «ميكرفون» عبدالحليم حافظ نفسه وقدم فاروق سلامة العديد من الألحان لميادة الحناوى وصباح ومحرم فؤاد ومحمد ثروت وغيرهم، وليصل «فاروق سلامة» رمز عزف «الأكورديون» فى مصر والعالم العربى.

وقال «سلامة» إن أم كلثوم كانت وفية معه حيث تركها ثلاث سنوات ثم عاد إليها فى لحن «ودارت الأيام» وقال إنه «عبدالوهاب» استمع إليه فى لحن «يسلم السلام» التى لحنها للمطرب محمد ثروت الذى كان يرغب فى التعرف والسلام على «عبدالوهاب» الذى قال له إن لحنك لمحمد ثروت جميل فقال له «فاروق» إن هذا المطرب الجديد محمد ثروت يريد التعرف عليك فقابل فاروق سلامة محمد ثروت بالموسيقار محمد عبدالوهاب ثم صار التعاون بينهما بعد ذلك.

وقال أيضا فاروق سلامة إن الموسيقار محمد عبدالوهاب وضع صولوهات عديدة لآلة الأكورديون قام «فاروق» بعزفها، وأضاف أن فرادى هم الذين مازالوا فى قيد الحياة من فرقة أم كلثوم هو من بينهم والفنان مجدى الحسينى وهانى مهنى، مؤكداً أنه يمتلك ألحاناً تصلح للسيدة أم كلثوم التى كانت تريد أن يلحن لها، لكنها رحلت دون أن تسمع منه، لكنه على حد قوله لا يجد صوتاً فى عظمة صوت أم كلثوم الآن ليهبها ألحانه، ورغم حالة الكساد الفنى التى يعانيها الوسط الغنائى، فإن الموسيقار فاروق سلامة يشارك بالعزف فى الكثير من الحفلات خاصة تلك التى تتعلق بغناء أغانى زمن الفن الجميل والتى كان يعيشه فاروق سلامة بنفسه ويشارك فيه. وقد شارك مؤخراً بالعزف مع فرقة الفنان «سعيد عثمان»، فيقول «سلامة» إنه يشعر بالسعادة حين يعزف أغانى أم كلثوم فى الحفلات فإن ذلك يعزز لديه الإحساس بأن أم كلثوم لم تمت.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فاروق سلامة حفل كانت فاروق سلامة محمد ثروت أم کلثوم

إقرأ أيضاً:

أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش

بعد عامين من رحيل خالد الذكر الموسيقار سيد درويش فى مثل هذه الأيام قبل مائة عام وعام كتب الأديب الكبير عباس محمود العقاد ينتقد حالة التجاهل التى تعرضت لها سيرة الموسيقار الراحل رغم كل ما أنجزه فى عالم الموسيقى الشرقية بينما يحظى بالاهتمام من هم دون تلك المكانة الرفيعة حيث قال:

«لو كان سيد درويش من آحاد هذه الفئة لما ليم كبير ولا صغير على إهماله، ولما لحق هذه الأمة ضير من غفلتها عن تثمين مكانته وتكميل شوطه، ولكنه رأس طائفة لم يتقدمها متقدم، وطليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية.. ولا أحاشى أحداً ممن اتصل بنا نبأهم فى العصر الأخير.. فضل سيد درويش -وهو أكبر ما يذكر للفنان الناهض من الفضل- أنه أدخل عنصرى الحياة والبساطة فى التلحين والغناء بعد أن كان هذا الفن مثقلاً كجميع الفنون الأخرى بكثير من أسجاعه وأوضاعه وتقاليده وبديعاته وجناساته التى لا صلة بينها وبين الحياة، فجاء هذا النابغة الملهم فناسب بين الألفاظ والمعانى وناسب بين المعانى والألحان وناسب بين الألحان والحالات النفسية التى تعبر عنها..».

نعم لقد كان سيد درويش -كما قال «العقاد»- طليعة مدرسة لم يسبق لها مثيل فى تاريخ الموسيقى المصرية، وانسحب منجزه الفنى إلى كل أشكال الإبداع الموسيقى وخاصة فن الأوبريت الذى أفرغ فيه كل طاقته وفرض أسلوبه الذى وضع به حداً فاصلاً بين الموسيقى الكلاسيكية العثمانية بكل ما بها من زخارف الصنعة وقيود القوالب الجامدة، وبين روح العصر ومقتضياته التى قادت فن الموسيقى -مبدعين ومتلقين- إلى اللحاق بركب الحياة فى القرن العشرين، وكل الذين أتوا بعده من المجددين خلال المائة عام الماضية أمثال عبدالوهاب والقصبجى ومدحت عاصم ومحمد فوزى وبليغ حمدى وعمار الشريعى هم فى واقع الحال -شاءوا أم أبوا، اعترفوا أم كابروا- امتداد له أو قبس من فنه أو بعض منه على أبسط تقدير، ولو لم يُحدث سيد درويش هذا التأثير الهائل فى موسيقانا الشرقية ربما لم يكن هؤلاء قد استطاعوا تقديم فنهم أو على الأقل وجدوا عنتاً فى الوصول بفنهم إلى الناس.

ورغم قيمة ما أنجزه فنان الشعب فى عالم الموسيقى فإن أعظم ما كان يميزه هو مصريته الصميمة التى بدت واضحة فى ألحانه، لم يعلمه أحد الانتماء للوطن، وإنما كان هو بفنه من شحذ همم المصريين واستنهض عزيمتهم وأزكى فيهم روح الانتماء منذ إعلان الحماية البريطانية على مصر وعزل عباس حلمى سنة 1914 وإطلاق الأحكام العرفية وتضييق الحريات وتحمل مصر كلفة الحرب العالمية الأولى دون أن يكون لها ناقة فيها ولا جمل، الأمر الذى أجج الإحساس بضرورة الخروج إلى الشارع رجالاً ونساء بعنصرى الأمة مسلمين وأقباطاً للمطالبة بالاستقلال تأييداً لموقف وفد سعد زغلول ورفاقه، فكانت ثورة 1919 والأحداث التى تلتها انتهاء بوفاة سيد درويش فى سبتمبر 1923 عشية عودة سعد زغلول من منفاه والشبهات التى حامت حولها وتولى «سعد» الوزارة فى كنف دستور جديد هو دستور 1923.

وهذه السنوات تحديداً هى التى شهدت درر سيد درويش الوطنية: «بلادى بلادى، أنا المصرى، قوم يا مصرى، أهو ده اللى صار»، بكل ما فيها من استنهاض للهمم وإذكاء للروح الوطنية والتنبيه بخطورة الاحتلال ومحاربة الطائفية، أضف إلى ذلك نجاحه مع بديع خيرى تحديداً ومن إنتاج نجيب الريحانى فى تطويع أغانى الأعمال المسرحية لخدمة القضية الوطنية على نحو لم تكن الدراما المسرحية قد عرفته من قبل وهو ما تجلى -على سبيل المثال- فى استعراض «أحسن جيوش فى الأمم جيوشنا» وفى غيره من أعمال فنان الشعب.

مقالات مشابهة

  • ضغط مستجد.. ماذا جديد ملف إيداعات المصارف؟
  • أشرف غريب يكتب: أعظم ما في تجربة سيد درويش
  • على هامش المناظرة
  • الليلة.. افتتاح معرض الفنان علي حبيش بجاليري ضي الزمالك
  • بين آخر 2024 وبداية 2025..محمد ثروت يشارك في 6 أفلام
  • في عامه الأول.. الطريقة الصحيحة لدمج الطفل مع أصحابه وعدم شعوره بالوحدة
  • مفهوم الفكر الواقعى المعاصر
  • هاني مهنا: بليغ حمدي لحَّن لأم كلثوم أكثر من عبدالوهاب.. ولم يكن مغرورا
  • الفلاح المصرى عصب مصر
  • فقه المصالح!