جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-15@14:20:04 GMT

حلم بناء منزل الزوجية (2-2)

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

حلم بناء منزل الزوجية (2-2)

 

حمود بن سيف السلماني **

 

نستكمل ما توقفنا عليه في مقالنا السابق حول المشاكل التي تعتري المالك أثناء قيامه ببناء منزل الزوجية، حول اختياره المقاول المناسب، والاستشاري الجيد في عملية الإشراف، ولكن في مقالنا لهذا اليوم سوف نتكلم عن المشكلات التي تعتري المقاول في البناء، والتي قد يكون السبب فيها هو المالك ذاته، حيث إنه ومن خلال الواقع العملي على أرض الواقع؛ حيث إن بعض الشركات تتمتع بخبرة كافية وجودة في الأعمال، بغض النظر عن قوتها في السوق؛ إذ نجد بأن مالك الشركة هو من يقوم بالإشراف على العمل في الموقع والاجتماع بصاحب المنزل والتفاهم معه، والوصول إلى حل للمعوقات التي تواجهما أثناء العمل.

مالك المنزل واثناء الاجتماع مع المقاول لتوقيع العقد، نجد التفاهم بينهما، ولكن عندما يبدأ المقاول في البناء، نجد بأن المالك يتأخر في سداد الدفعات وفق المتفق عليه في العقد، الأمر الذي يسبب للمقاول ربكة كبيرة في الحسابات المالية، والتأخير في إحضار بعض مواد البناء للمرحلة القادمة، والتأخير في سداد رواتب العمل، ومع ذلك نجد أن أغلب المقاولين ينتقلوا إلى المرحلة القادمة دون الحصول على الدفعة السابقة، ويستمر العمل وذلك من أجل الحفاظ على سمعته كمقاول وسمعة الشركة.

وفي أغلب الأحيان يتدخل المالك في عمل المقاول وفي الأعمال الفنية والتي لا علم له فيها نهائيًا، ويطلب بعض التعديلات والتغييرات، ويكون هو الآمر والناهي للعُمال في الموقع، الأمر الذي يسبب الكثير من التوتر بين المالك والمقاول؛ حيث يصل بهما الأمر إلى إيقاف العمل دون أي أسباب سوى الخلاف الودي الحاصل بينهما، وفي المقابل نجد الاستشاري بينهما يجتهد في حل الإشكالية الحاصلة والتي تسفر في أغلب الأحيان عن حصول اتفاق بين الطرفين في تلك اللحظة، وسرعان ما يتم نقضه أثناء المباشرة في العمل بقصد منهما أو بدون قصد.

وأشد الخلاف يحصل بين الطرفين إذا كان العقد موقعاً على بناء الهيكل فقط؛ حيث يقوم المقاول بالبناء حتى يصل إلى مرحلة الهيكل، فيطلب من المالك توفير المواد اللاحقة حتى يتمكن من تركيبها في العقار، مثل المواد الصحية والسراميك والأصباغ والأنابيب وغيرها من المواد التي يتفقان عليها، ففي هذه الحالة قد يتأخر المالك في إحضار المواد بسبب منه أو بسبب الشركة التي تعاقد معها.

هذا التأخير قد يأثر سلبًا على المقاول في عدة نواحي، منها التأخير في البدء في عمل جديد قد حُدد مسبقًا مع مالك جديد، بالاضافة في حالة قيام المقاول بسحب العمال لموقع أخر فإن ذلك يجعل من المالك في حالة من الخوف بأن المقاول لن يكمل العمل، مع إن بقاء العمال في الموقع بدون عمل لا جدوى منه؛ حيث يتحمل المقاول يومية العامل -أجره- في تلك الحالة مسببًا له خسارة وقتية، وكان بالامكان الاستفادة من العامل في موقع آخر، والمقاول لا يطالب المالك بتعويضه عن تلك الخسارة، في المقابل المالك يسرع في المطالبة بالغرامة التأخيرية في حالة تأخر المقاول في إتمام البناء في الوقت المحدد.

وأغلب الملاك لا ينظرون إلى التأخير الذي يقعون فيه بتوفير المواد المتفق عليها في البناء حتى يستطيع المقاول من إكمال البناء في أسرع وقت والانتهاء خلال المدة المتفق عليها في العقد، وكما أشرنا قد يكون التأخير بسبب عدم تسليم الدفعات في الوقت المحدد، أو التأخير في إحضار المواد في الموقع حتى يقوم المقاول في تركيبها، حيث إن الأعمال في البناء تكمل بعضها البعض، فمثلًا لا يستطيع المقاول صبغ المنزل من الداخل بدون تركيب الأبواب والنوافذ، لأن دخول الهواء والغبار والأتربة يؤثر على الأصباغ، وبعدها يتوجب إزالتها وإعادة صبغها من جديد، إلا أن بعض الملاك يطلب من المقاول صبغ المنزل والمقاول يرفض ذلك لمعرفته بالعواقب كونه الفني والمتخصص في ذلك بخلاف المالك الذي يريد الانتهاء من الأعمال في المنزل بأسرع وقت ممكن.

ونشير هنا إلى أنه في أغلب الأحيان يطلب المالك القيام ببعض التغييرات في الموقع، باستبدال عمود مكان آخر، وتغيير بعض مواقع الأبواب والنوافذ، وبعض التغييرات الجوهرية في البناء والتي تؤثر على قوة ومتانة البناء، والمقاول يعتقد بأنه بمجرد أن يوقع المالك على أن ذلك التغيير يتحمله هو بنفسه -المالك- فذلك خطأ في المعرفة القانونية، حيث إن المالك ليس بفني وليس لديه المعرفة بالعواقب التي ستحدث بالبناء مستقبلًا، حيث إنه لو ظهرت أي عيوب في البناء فإنَّ المقاول هو من يتحمل كل تلك العيوب كاملة بمعية الاستشاري إذا كان لديه علم بذلك ولم ينبه المقاول والمالك.

ونؤكد على أنه من الضرورة أن يستعين المقاول بمهندس صاحب خبرة ومعرفة بالبناء وكذلك العمال الذين يعملون في الموقع، حتى لا تقع عيوب من شأنها أن تؤثر على البناء، حيث توجد العديد من القضايا والتي تم إلزام فيها المقاول بإعادة هدم البناء وإرجاع كافة المبالغ التي استلمها من المالك، بالإضافة إلى التعويضات إن كان عليه مقتضى، ولنا في قصص المحاكم الكثير من العبر في ذلك، وحيث إنه بصدور قانون تبسيط الإجراءات في التقاضي، وقلل في مدة التقاضي والاستعجال في الفصل في مثل هذه القضايا لاهميتها ولتقليل العبء على المالك والمقاول من حيث الجهد والمال والوقت.

وفي الختام.. فإنه يتوجب على الأطراف عند إبرام اتفاقية البناء، أن يتم توضيح كافة الشروط والأحكام الخاصة بالبناء، بالإضافة إلى كتابة كافة الواجبات التي على المالك والمقاول والاستشاري على حدٍ سواء، كما إنه يجب تحديد أنواع مواد البناء من حيث الصنع والنوعية والسماكة، بالإضافة إلى إضافة شرط في حالة عدم توفر تلك البضاعة أن يتم اللجوء إلى نوعية أخرى بذات الجودة والسماكة وفي جميع الأحوال فإن اختيار الاستشاري المشرف على البناء مهم جدًا والذي يشرف على عملية البناء بدون محاباة لطرف على آخر، والذي يجد الحلول السريعة في حالة وجود أي مشكلة في عملية البناء أو وجود خلاف بين المالك والمقاول، فكل ذلك يقلل من النزاع بين الطرفين والانتهاء من العمل في الموقع في الوقت المتفق عليه وبجودة عالية.

** محام ومستشار قانوني

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟

أخبارنا المغربية - عبد المومن حاج علي

تُعتبر مراجعة ساعات العمل في قطاع التعليم من بين أهم الملفات التي تضمنها اتفاقا 10 و26 دجنبر 2023، الذي جمع بين وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة والنقابات التعليمية. جاءت هذه النقطة استجابة لمطالب الأساتذة والمعلمين الذين يطالبون بتحسين ظروف عملهم، بما في ذلك مراجعة ساعات العمل، لتتناسب مع متطلبات الجودة التعليمية وظروف التدريس الحديثة.

وكانت تقارير صحفية قد تحدثت بداية شهر أبريل الماضي عن شروع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في تدارس تعديل ساعات التعلم في المؤسسات التعليمية عبر إجراء دراسة ميدانية استطلاعية في مرحلة أولى، تهم تدبير الزمن المدرسي والإيقاعات المدرسية. تهدف الدراسة إلى رصد مدى ملاءمة وفعالية الزمن المدرسي لاحتياجات وقدرات المتعلمين، وإجراء دراسة مقارنة لنماذج الزمن المدرسي في بعض الأنظمة التربوية المعاصرة، ودراسة سبل مراجعة عدد ساعات الدراسة الأسبوعية للمتعلمين وتقديم مقترحات لملاءمة الزمن المدرسي مع المستجدات التربوية.

وأكدت التقارير، اعتمادًا على وثيقة تقنية اطلعت عليها "أخبارنا"، أن العمل بهذه الدراسة الميدانية سينطلق ابتداءً من منتصف أبريل عبر 4 مراحل تنتهي برفع تقرير الدراسة للوزير الوصي على القطاع قبل متم شهر يونيو الماضي، غير أن الوزارة لم تصدر أي تفاصيل حول الإجراءات المتعلقة بمراجعة ساعات العمل، كما أنها لم تفصح عن نتائج هذه الدراسة.

وشددت وزارة بنموسى في عدة مناسبات على أنها ستعمل بجدية على دراسة هذا الملف بالتشاور مع مختلف الشركاء الاجتماعيين، بما في ذلك النقابات التعليمية التي تمثل الأساتذة والعاملين في القطاع، مع الحرص على خلق توازن بين تحسين ظروف العمل للأساتذة وتلبية متطلبات الجودة في التعليم، بهدف الوصول إلى نظام ساعات عمل يراعي التوازن بين الحياة المهنية والشخصية للعاملين، مع الحفاظ على استمرارية التعليم وتحقيق نتائج تعليمية أفضل.

وأوردت التقارير ذاتها أن الوزارة تفكر بشكل جدي في خفض عدد ساعات العمل الرسمية مع التركيز على تنظيمها بشكل أفضل، مما قد يتطلب إعادة هيكلة الفصول الدراسية وتوزيع الحصص بشكل مرن وأكثر فعالية، وهو ما دفع المكتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم (FNE) للتعبير عن رغبته في تنفيذ خطوات أسرع وأكثر وضوحاً، مع التركيز على أن تكون هذه المراجعة جزءاً من إصلاحات أوسع تشمل تعميم التعويض التكميلي بأثر رجعي منذ 1/1/2024 على أساتذة الابتدائي والإعدادي والأطر المختصة، وصرف التعويض الخاص للمساعدين التربويين المنصوص عليهما في اتفاقي 10 و26 دجنبر 2023، والإفراج عن قرار تقليص ساعات العمل في أسلاك التدريس خاصة أساتذة الابتدائي والإعدادي، وإرجاع الاقتطاعات من أجور المضربين.

وتنص المادة 68 من النظام الأساسي لموظفي وزارة التربية الوطنية على أن مدة التدريس الأسبوعية لأطر التدريس تُحدد بقرار للسلطة الحكومية المكلفة بالتربية الوطنية، وذلك بعد استطلاع رأي اللجنة الدائمة لتجديد وملاءمة المناهج والبرامج، المحدثة طبقاً لأحكام المادة 28 من القانون-الإطار رقم 51.17، فيما يتعلق بمراجعة البرامج والمناهج الدراسية وأثرها على تخفيف الزمن الدراسي والإيقاعات الزمنية. وإلى حين صدور القرار المشار إليه بالجريدة الرسمية، يستمر العمل بمدد التدريس الأسبوعية بمختلف الأسلاك التعليمية، المعتمدة قبل دخول هذا المرسوم حيز التنفيذ.

وينتظر العاملون في قطاع التعليم صدور قرارات رسمية حول هذا الملف، وسط توقعات بأن تكون هناك إعلانات مهمة في هذا الخصوص قريباً، مع بروز عدة أسئلة مفتوحة حول مدى التزام الأطراف بمواصلة الحوار والتفاوض من أجل الوصول إلى حلول ترضي الجميع وتحقق الجودة، وتساهم في تحقيق الاستقرار في قطاع التعليم، الذي يعد من أهم ركائز التنمية في البلاد.

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يسلم إخطارات هدم ووقف بناء لمنازل ومنشآت بسلفيت
  • حالة تؤدي لإلغاء طلب التصالح في مخالفات البناء.. احذرها
  • أين وصلت مراجعة ساعات العمل بقطاع التعليم التي وعدت بها الوزارة كجزء من الاتفاق؟
  • ما هي الدولة الأوروبية التي تتمتع بأفضل توازن بين العمل والنوم؟
  • مصطفى بكري وعادل زيدان يزوران الطالبة فاطمة التي تجمع الخردة لإعالة أسرتها بالأقصر (صور)
  • البيئة تعزز بناء وتصميم الفرص التطوعية بالشرقية
  • ‏الشهري: الأهداف التي تلقاها النصر كانت من أخطاء في بناء الهجمة.. فيديو
  • بقيادة استراتيجية طموحة..الابتكار والذكاء الاصطناعي يرسمان مستقبل جامعة عبد المالك السعدي
  • محافظ الغربية يتابع سير العمل بالمراكز التكنولوجية وتقديم طلبات التصالح
  • عضو التحالف الوطني تطلق مبادرة «بناء وتكوين الإنسان» لتعزيز العمل التطوعي