جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-15@14:06:35 GMT

أصحاب "السُترات الخضراء" والوعي البيئي

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

أصحاب 'السُترات الخضراء' والوعي البيئي

 

سالم الكثيري

 

كمتابعٍ للشأن البيئي مُنذ سنوات، لاحظتُ الوعي الذي وصل إليه المجتمع في أهمية الحفاظ على الطبيعة بكل مكوناتها، وإذا أخذنا محافظة ظفار نموذجًا لهذا الوعي، فلا يخفى على أي مِنَّا ما كانت تتعرض له المساحات الخضراء في السهول والجبال في كل موسم خريف من تأثر بالغ بسبب حركة السيارات في الطرق العشوائية، والتفحيط، ورمي المخلفات من قبل بعض المُستهترين، وما يصاحب كل ذلك من تصرفات مُضرَّة بالبيئة، ثم ما يلحق بها من ضرر في بداية الربيع عندما يتزاحم المُرتادون من أبناء المحافظة دون غيرهم على منطقة القطن والتي تعد جبجات أبرز مثال عليها.

المهتم بهذا الشأن يُلاحظ أن جهودًا فردية كانت تبذل من قبل بعض المهتمين لسنوات طويلة إلى أن بدأت تأخذ شكلا تنظيميا في العقد الأخير وخاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والتي ساهمت بشكل فعّال في تعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة أضعاف أضعاف جهود فرد أو مجموعة لا تلبث أن تعجز عن الاستمرار في جهدها وسط زحام الخريف أو حتى الربيع .ومع الأيام أخذت هذه الجهود الفردية تتشكل في فرق أهلية في كل ولايات المحافظة أو في جمعية صون الطبيعة قيد التأسيس لتقديم ما يمكن تقديمه للحفاظ على البيئة. وقد أتت هذه الجهود أكلها بشكل ملحوظ، مع ما ساندها من غطاء قانوني بقيام الجهات المختصة بعقوبة المخالفين ونشر مخالفاتهم إعلاميًا؛ الأمر الذي أدى مع الوقت إلى زيادة الوعي لدى الأكثرية وخوف القلة المستهزئه من المعاقبة ولتتحسن النتيجة في المحافظة على الطبيعة سنة بعد سنة بوضوح.

ومنذ 3 أعوام أعلنت جمعية صون الطبيعة عن مبادرة "وعي"، والتي نَفّذت من خلالها الكثير من الأعمال والمناشط البيئية بالتنسيق والتعاون مع مختلف الجهات ذات العلاقة وخاصة هيئة البيئة والمديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه وبلدية ظفار، والتي كان لها الأثر الطيب على أرض الواقع ولازالت هذه المبادرة مستمرة للعام الثالث على التوالي؛ حيث يقرأ أحدنا بين الفينة والأخرى خبرًا أو يتابع تقريرًا أو يقابل متطوعين بيئيين من مختلف الأعمار والوظائف والاهتمامات بسُتراتهم الخضراء يقومون بشق طريق أو اقتلاع أشجار أو نبات غازٍ أو تنظيف عين ماء أو شاطئ أو مكافحة طائر مُخرِّب أو حشرة تفتك بالأشجار البرية المُعمِّرة، كل هؤلاء لم يجمعهم إلّا حُب أرضهم وبيئتهم، وهذا على الشق المجتمعي.

أما على الشق المؤسسي، فيُمكننا القول إنَّ الدولة تولي قضية البيئة اهتمامًا خاصًا من حيث وضع التشريعات والقوانين؛ تماشيًا مع التوجه العالمي في معالجة ظاهرة التصحُّر والتغير المناخي وتقليل الانبعاثات السامة والاحتباس الحراري، وصولًا إلى مشاريع الهيدروجين الأخضر، إضافة إلى أن الجهات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني؛ بل وحتى القطاع الخاص بات على استعداد تام للتعاون مع الجمعيات والفرق البيئية المختلفة ودعمها ماليًا وإداريًا؛ حيث يتبين يومًا بعد يوم تجاوب الجهات المختلفة مع مُقترحاتها، والمشاركة في تنفيذها ميدانيًا؛ كونها جهودًا وطنية تهدف في نهاية الأمر إلى حفظ البيئة وصون الطبيعة وليس إلى أي شيء آخر.

ولاكتمال هذه الجهود، تبقى مسألة منح هذه الجمعية التطوعية أو تلك الترخيص القانوني؛ لإيجاد المُمَكِّن الأقوى لاستدامتها والقيام بأعمالها بشكل أكثر مرونة وسهولة، وفتح باب الانتساب لعضويتها لكافة أبناء المُجتمع، فمهما قامت الجهات الرسمية بدورها- وهو أمر أصبح واضحًا وبات أكثر جدية من ذي قبل دون شك- يظلُ المجتمع هو القاعدة الصلبة التي يُمكن أن تقوم عليها أية أعمال طويلة الأمد، خاصةً إذا بات المجتمع هو المُبادِر والمُتخصِّص والأكثر وعيًا بقضية البيئة، بدلًا من أن يكون طرفًا سلبيًا فيها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«بيئة أبوظبي» تسلط الضوء على أفضل الممارسات في الحفاظ على الطبيعة

أبوظبي (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «أبوظبي للثقافة والفنون» تعلن عن الفائزة بـ«منحة التصميم 2024» مريم الزعابي تبتكر لمواجهة التحديات البيئية

شاركت هيئة البيئة - أبوظبي في المنتدى الإقليمي للحفاظ على الطبيعة لدول غرب آسيا الذي عُقد في الرياض، بالمملكة العربية السعودية، في الفترة من 9 إلى 11 سبتمبر الجاري. 
وسلط الوفد المشارك برئاسة الدكتورة شيخة سالم الظاهري، الأمين العام، الضوء على جهود الهيئة في حفظ وحماية التنوع البيولوجي من خلال تقديم عروض رقمية تفاعلية ركزت على مبادرات الهيئة الرئيسية في مجال حماية البيئة والمحافظة على الأنواع.
كما تم استعراض المشاريع والأبحاث التي يتم تنفيذها، والإنجازات التي تحققت في مجال المحافظة على التنوع البيولوجي، كاستخدام التكنولوجيا الحديثة في مجال دمج التقنيات المتقدمة لحفظ النظم البيئية للكربون الأزرق وتقييم صحة الغطاء النباتي.
كما تضمنت المشاركات عرض مشاريع الهيئة في مجال رصد واستعادة التنوع البيولوجي البحري في أبوظبي، والحفاظ على الموارد النباتية في أبوظبي وإعادة تأهليها، وبرامج إعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض من شبه الجزيرة العربية إلى أفريقيا، بالإضافة إلى استخدام الطائرات من دون طيار لإعادة تأهيل أشجار القرم.
وبصفتها مستشارة إقليمية لغرب آسيا للاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، شاركت الدكتورة شيخة الظاهري في جلسة حوارية بعنوان «برنامج الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة 2026-2029».
وخلال المناقشات، تحدثت الظاهري عن دور شبكة الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ومنتجاته المعرفية في الحفاظ على الأنواع والنظم البيئية في دولة الإمارات وأبوظبي، وبشكل خاص في وضع أولوياتها المتعلقة بتحديد الأنواع والنظم البيئية المهددة من خلال إعداد «القائمة الحمراء لأنواع الحياة الفطرية» و«القائمة الحمراء للنظم البيئية» في أبوظبي. 
وخلال جلستها الثانية «دمج الحلول القائمة على الطبيعة في السياسات والاستراتيجيات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفرص التنفيذ»، أكدت الظاهري أهمية مشروع «الحلول القائمة على الطبيعة لصالح المناخ والتنوع البيولوجي والإنسان»، والذي يركز على إدارة واستعادة أحواض الكربون الأزرق مثل أشجار القرم والشعاب المرجانية والأعشاب البحرية.
وتحدث الدكتور سالم جافيد، مدير إدارة التنوع البيولوجي البري في هيئة البيئة – أبوظبي، في جلسة بعنوان «العلم من أجل صون الطبيعة»، حيث ركز على دور العلم في دعم جهود المحافظة على الطبيعة في منطقة غرب آسيا، وأشار إلى نهج الإمارات وأبوظبي في تطبيق معايير الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة في تطوير وتشكيل أولويات الحفاظ على الطبيعة المحلية.

مقالات مشابهة

  • جامعة حلوان الأولى في مجالي البيئة والتكنولوجيا الخضراء بمسابقة «قادة الأنشطة الطلابية» بالجامعة الأمريكية
  • تامر هجرس يتألق مع أسرته وسط الطبيعة ويُشيد بتفاعل الجمهور عبر إنستجرام
  • مسؤول بالرئاسة الإيرانية: الحوثيون يسمحون للسفن بالمرور إلى اسرائيل مقابل المال والتي لا تدفع يستهدفونها
  • نائب رئيس جنوب أفريقيا يفقد الوعي أثناء إلقاء كلمة
  • تامر هجرس يتألق بإطلالة ساحرة وسط الطبيعة على إنستجرام
  • ورشة تعليمية بـ"الالتزام البيئي" لحصر الملوثات العضويات وتوضيح آثارها
  • الاستشفاء بالرمال الساخنة في سيوة: تجربة علاجية تجمع بين الطبيعة والتراث
  • «بيئة أبوظبي» تسلط الضوء على أفضل الممارسات في الحفاظ على الطبيعة
  • "الأمن البيئي" تضبط مقيمًا مخالفًا بالرعي في محمية الملك سلمان الملكية
  • قوات الأمن البيئي تضبط مقيمًا مخالفًا لنظام البيئة لارتكابه مخالفة رعي بمحمية الملك سلمان الملكية