بوابة الوفد:
2025-04-11@11:58:08 GMT

«نتنياهو» وخطاب الهزيمة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذى ألقاه مساء الاثنين وأعلن فيه أن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا «صلاح الدين» عند الحدود بين غزة ومصر، يدل على ضعف واضح وحالة تخبط من رجل لم يعد يعرف ما يفعله أو يعى ما يقوله، بعد أن أصبح عاجزا عن تحقيق أى انتصار رغم حرب الإبادة التى يشنها على الأبرياء فى القطاع المحاصر.


توقيت خطاب نتنياهو فى منتهى الأهمية، لأنه يمثل كشف حساب فاضح لما يدور فى عقل الرجل، خاصة أنه ومنذ نحو 7 أشهر، لم يلقِ خطابًا للجمهور الإسرائيلي، وخروجه الاضطرارى فى خطاب الاثنين، جاء على أمل استعطاف الاسرائيليين حتى لا يستجيبوا إلى دعوة اتحاد نقابات العمال «الهستدروت»، أهم مؤسسة حكومية، لإضراب عام، تنديدا بـ إخفاقات نتنياهو المتتالية فى كافة الملفات التى وعدهم بإنجازها، رغم أنه يشن حربا كلفت الاقتصاد الإسرائيلى خسائر وصلت إلى نحو 76 مليار دولار منذ بداية العملية العسكرية بعد 7 أكتوبر.
وتكاد آراء المحللين السياسيين تُجمع على أن نتنياهو ظهر فى خطابه ضعيفا ومأزوما وخائفا ومرتبكا، بعد أن كلّف دولته ميزانية كبيرة لتحقيق ثلاثة أهداف، لم يحقق أى هدف منها، هذه الأهداف هي: جعل منطقة غلاف غزة آمنة، وهذا لم يحدث، وكسر القدرة العسكرية لحماس، وذلك لم يحدث أيضًا والدليل أن موقع «والا» وهيئة البث الإسرائيلية أعلنا منذ أكثر من شهرين أن الذراع العسكرية للحركة لم يتم إضعافها وما زال لديها أكثر من 60% من قدراتها العسكرية، والهدف الثالث هو تحرير الأسرى، بينما لم يحدث منها سوى تحرير المجموعة التى خرجت فى الهدنة الأولى.
لهجة نتنياهو تؤكد أنها نبرة خطاب الهزيمة، فالشخص الذى يقول: «الحرب مستمرة ولن أقدم أى تنازلات» هو رجل ضعيف مهزوم، يذكرنى بمشهد فى فيلم شئ من الخوف، جاء على لسان الفنان أحمد توفيق الذى كان يردد: «أنا عتريس.. أنا سبع رجالة فى بعض» وهو مشهد شديد البؤس ومثير للسخرية، فكل المؤشرات تؤكد أن نتنياهو مهزوم، وهو الوحيد الذى يصر على أنه المنتصر، فمنذ دخل حرب غزة لم يحقق أى انتصار، بل ظهر كشخص دموى قاتل للأطفال والنساء والشيوخ، يستخدم العنف ضد الفلسطينيين العزل، يدل على أنه شخص أهوج يحتاج إلى مصحة نفسية.
آخر الفضائح التى تدل على تخبط نتنياهو وضياعه خلال الخطاب، هو حديثه عن أن قلبه انفطر حين تحدث هاتفيا مع عائلات الأسرى الستة القتلى، رغم أنه من قتلهم بسبب إصراره على تحريرهم بالقوة، حيث لا يؤمن إلا بالحرب والدمار، ولا يرى سوى لغة الدم، حتى أنه لم يعد يقتل الفلسطينيين فقط، بل امتد القتل إلى أبناء شعبه، وكان أبلغ رد على أكاذيبه هو خروج أهالى الأسرى الإسرائيليين، مساء يوم الاثنين، ليلة إلقاء الخطاب فى مظاهرات حاشدة، وقالوا: «لقد أثبت نتنياهو الليلة أنه لا ينوى إعادة المخطوفين، هذا هو المعنى الحقيقى لخطابه من خلال كل الأكاذيب والتلفيقات التى سمعناها الليلة»، وأكد المتظاهرون أن شعب إسرائيل، الذى يؤيد غالبيته عودة المختطفين، لن يمد يد المساعدة بعد الآن لهذا الإهمال الإجرامي.
لم يكتف نتنياهو بتلك المهاترات السابقة التى قالها فى خطابه، بل وصل به الأمر إلى التحدث عن محور فيلادلفيا، مؤكدا أنه أنبوب الأكسجين لحماس ويجب قطعه، وزاعما أن خروج إسرائيل من محور فيلادلفيا كان بمثابة فتح الطريق لدخول الأسلحة وغيرها لحماس، والخروج من المحور جعل غزة مصدر تهديد كبير لإسرائيل، وهو بذلك يلوح بعدم الخروج من هذا المحور، بلهجة ونبرة استعمارية ولغة شخص محتل، مختل، تتغلغل بداخله السيكولوجية الاستعمارية التى ورثها عن أجداده.
مصر من جانبها لم تلتزم الصمت تجاه ما تعلنه إسرائيل بشأن محور صلاح الدين «فيلادلفيا» مؤكدة تمسكها بثوابتها ومحددات أى اتفاق للسلام، وفى مقدمتها رفض الوجود الاسرائيلى بهذا المحور وكذلك معبر رفح بشكل قاطع، وهو ما سيتحقق عاجلا أم آجلا رغم أنف نتنياهو أو بإرادته.
وفى النهاية يبدو أيضا أن ما ضاعف من ضياع وارتباك نتنياهو خلال الخطاب، هو ما أعلنه الرئيس الأمريكى جو بايدن بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى بات عقبة أمام تحقيق الهدنة، إضافةً إلى قيام رئيس وزراء بريطانيا بإعلان وقف عقود عسكرية كانت فى طريقها إلى إسرائيل، رغم أن أمريكا وبريطانيا دولتان حريصتان على أمن وسلامة إسرائيل فى المنطقة، لكن جنون نتنياهو دفع الدولتين إلى خلخلة وضعه السياسى مما قد يُفسر بأنه بداية لإزاحته عن المشهد، وكان أحد أسباب ظهوره بهذا الضعف خلال الخطاب، واستخدامه لكلمات حاول من خلالها أن يبدو متماسكا وقويا، لكن كل التحليلات تقول إنه خطاب الهزيمة سواء داخل إسرائيل أو خارجها.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزاد أمجد مصطفى رئيس الوزراء الإسرائيلي القوات الإسرائيلية معبر رفح رغم أن

إقرأ أيضاً:

حسن المستكاوي ينتقد دفاع المصري بعد الهزيمة أمام سيمبا

 شن الناقد الرياضي البارز حسن المستكاوي هجومًا لاذعًا على أداء دفاع فريق المصري البورسعيدي، وذلك عقب الهزيمة التي تلقاها الفريق أمام سيمبا التنزاني في بطولة الكونفدرالية الأفريقية.


وعبر المستكاوي عن استيائه الشديد من ضعف المنظومة الدفاعية للفريق البورسعيدي، مؤكدًا أن الدفاع هو أساس أداء الفريق بأكمله.

برلماني: احتشاد المصريين بالعريش يؤكد اصطفافهم خلف القيادة السياسية


وكتب المستكاوي عبر حسابه الشخصي على موقع "إكس" (تويتر سابقًا): "‏شوط مش للنسيان كما جرت العادة لتبرير هزيمة ، فدفاع المصرى مستباح . والدفاع هو منظومة الفريق كله . شاهد هدفا سيمبا . 

الاول تسديد دون ضغط من خط الظهر والثاني تبادل للكرة وسط مجموعة من لاعبي المصرى كل منهم يمثل أنه يدافع وهو لايدافع وانما مجرد تحليق دون ضغط او شراسة وكرة عرضية وكرة رأسية وسط متفرجين ؟ نرجو معالجة الاخطاء الواضحة في الشوط الثاني."


ووصف المستكاوي دفاع المصري بـ "المستباح"، مشيرًا إلى الأخطاء الفادحة التي ارتكبها اللاعبون والتي سمحت لفريق سيمبا بتسجيل هدفين بسهولة. وانتقد بشكل خاص عدم وجود ضغط حقيقي على مهاجمي سيمبا، سواء في الهدف الأول الذي جاء من تسديدة من خارج منطقة الجزاء دون أي مضايقة، أو في الهدف الثاني الذي نتج عن تبادل للكرة داخل منطقة جزاء المصري وسط تراخي من المدافعين الذين وصفهم بأنهم "يمثلون أنهم يدافعون" بينما هم في الواقع "مجرد تحليق دون ضغط أو شراسة".
كما استنكر المستكاوي الطريقة السهلة التي سُمح بها للاعبي سيمبا بالتعامل مع الكرة العرضية وتسجيل الهدف الرأسي، واصفًا مدافعي المصري بـ "المتفرجين" خلال هذه اللعبة.
وفي ختام تعليقه، طالب الناقد الرياضي بضرورة معالجة هذه الأخطاء الدفاعية الواضحة خلال الشوط الثاني من المباراة لتجنب هزيمة أكبر وتحسين صورة الفريق في البطولة القارية. ويعكس هذا النقد الحاد قلق المحللين والمتابعين من الأداء الدفاعي المهتز للمصري في هذه المباراة الهامة.
 

مقالات مشابهة

  • بعد تجميد "زيزو" والخروج من الكونفدرالية.. تعرف على خطايا "المجلس الموازي" بالزمالك
  • نتنياهو ينتقد نظيره الكندي على تأييده اتهام إسرائيل بالإبادة الجماعية في غزة
  • بن يحي: “الهزيمة تكون دائما مرة والإقصاء مخيب”
  • تمرد في الجيش.. رسالة صادمة تهز إسرائيل وتثير غضب نتنياهو
  • السيناريست مجدي صابر: خطاب الرئيس السيسي عن الدراما خطوة مهمة نحو الأفضل
  • أنشيلوتي: أشعر بالمسؤولية عن الهزيمة أمام أرسنال بثلاثية
  • جولان: نتنياهو يرفض تحمل المسؤولية حتى بعد الكارثة التي شهدتها إسرائيل
  • حسن المستكاوي ينتقد دفاع المصري بعد الهزيمة أمام سيمبا
  • نتنياهو: تركيا تسعى لإنشاء قواعد عسكرية في سوريا وهذا يشكل تهديدًا على إسرائيل
  • واشنطن بوست: اجتماع نتنياهو وترامب يكشف ضعف إسرائيل