"خريف 2025".. بأي حال ستعود؟!
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
خالد بن سعد الشنفري
لن نقول وداعًا "خريف ظفار 2024" إذ نحسبك ما زلت معنا؛ حيث تظل ظفار- فلكيًا- في موسم الخريف إلى نهايات سبتمبر، رغم أنَّ العام الدراسي يبدأ أول سبتمبر عادة، ما يعني إلزام العائلات والطلبة على العودة إلى ولاياتهم قبل بدء الدراسة، الأمر الذي يُؤثر سلبًا على الموسم السياحي.
فهل موعد بدء العام الدراسي مُنزّهٌ لا يُمس، أم يجب أن يكون قرارًا تحدده مصلحة المجتمع (بكل أطيافه ومشاربه وموارده)، لا سيما وأن الوزارة في إحدى السنوات أصدرت قرارًا لاحقًا بقرار تحديد موعد بدء العام الدراسي، يقضي بتمديد الإجازة الصيفية لطلبة المدارس في منطقة الشريط الجبلي لظفار (نصف عدد طلاب المُحافظة تقريبًا) إلى تاريخ 15 سبتمبر، ما يعني أن ضياع 15 يومًا دراسيًا على هؤلاء الطلبة مقارنة بأقرانهم، بينما لو تم تأجيل الدراسة للجميع في أنحاء السلطنة، لغرض إتاحة الفرصة للأغلبية من أبناء السلطنة ليتمكنوا من قضاء إجازاتهم.
هذه من المرات القلائل التي يخطر لي فيها عنوان مقال قبل أن تختمر في ذهني تفاصيل صلب هذا المقال، إلّا انني بعد أربعة مقالات كتبتها حول شؤون وشجون وهموم هذا الموسم "موسم خريف ظفار 2024" لن يخذلني العنوان أن أوفيه بعض حقه، لما فيه الصالح العام، ومحاولة واجتهاد مني للخروج ببعض مقترحاتٍ، أرى أنه حان آوان أن ترى النور، لعل وعسى أن يتم الاسترشاد ببعضها، لنُظهر خريف ظفار المميز بالصورة التي تليق به، ونُخرجه من عنق الزجاجة التي حشرناه فيها على مدى 40 عامًا.
يُفترض بنا بادئ ذي بدء أن نضع نصب أعيننا رقم المليون زائر لخريف ظفار في الحسبان، في أي خطوة لاحقة نسعى من خلالها لتطوير السياحة في ظفار، وأن لا تلاحقنا مُتلازمة ضعف الذاكرة بعد انقضاء كل موسم عن ما حصل فيما قبله من هنات وإرهاصات ومعيقات وأن نستفيد من التجارب.
ولنسأل أنفسنا أولًا سؤالًا بسيطًا وبديهيًا، وأقصد هنا مؤسسات حكومية ذات صلة مع بعض شركات القطاع الخاص من المستفيدين المباشرين من ريع السياحة في ظفار: ماذا قدمتم للبنية الأساسية للسياحة في ظفار حتى تستحقوا جني ضريبة 4% على الإيجارات وغيرها من الخدمات السياحية، من مليون سائح حتى الآن ودون أن يتم تقديم أي مُقابل يذكر في سبيل إنشاء بنية سياحية تصرف الدول عليها مليارات الدولارات لاستقطاب مليون سائح أو أكثر؛ سواء من داخلها أو خارجها؛ لأنَّ في ذلك أيضا حماية للاقتصاد الوطني بالحد من تحويلات مبالغ هائلة سيصرفها نصف مليون سائح عُماني لو اتجه للسياحة الخارجية.
يعلم الجميع أنَّ الزائر لظفار في خريفها؛ سواءً كان من الداخل أو الخارج، يأتي أولًا لغرض الاستمتاع بالأجواء والطبيعة، وثانيًا التمتع بطيب وطازج الطعام من لحوم وأسماك وطبخات محلية مميزة وغيرها، وثالثًا من أجل شراء اللبان والبخور الظفاري والاستمتاع بمذاق كزابها وفواكهها الاستوائية الموسمية، ورابعًا كنوز ظفار التراثية والثقافية والفنية، المادية منها وغير المادية.
ولنسأل أنفسنا: هل لنا نحن كبشر أي دور فيها لنحصل على ريعها؟! الجواب ببساطة: لا، لأنَّ جميعها هبات ربانية للخالق المُعطي.
40 عامًا مضت على نشاط سياحة موسم الخريف في ظفار، عاصرناه منذ بداياته المتواضعة عامًا بعد عام، وعاصرنا نموه وما مرَّ به خلالها من تجارب ومراحل ومسميات شتى حتى استقر القرار أخيرًا وبعد 40 عاماً أن ينال شرف مُسمى "خريف ظفار".
لقد قام مكتب سُّمو محافظ ظفار وقبله مكتب معالي وزير الدولة ومحافظ ظفار ممثلًا في لجنة المهرجان الرئيسية وبلدية ظفار، بأدوار وجهود كبيرة وملموسة طوال مدة الأربعين سنة الماضية، وهم يُشكرون على ذلك وتُرفع لهم القبعات والعمائم، وكل ذلك دون دعم مادي يُذكر من المؤسسات الحكومية الأخرى ذات الصلة؛ سوى مبالغ متواضعة من وزارة المالية تُعد بآلاف الريالات ولم تتجاوز رقم المليون في كل موسم، وأقل منها من وزارة السياحة، وكأنَّ خريف ظفار وسياحتها مجرد جهة تحتاج العون والدعم فقط، وليست شريكًا ومصدرًا رئيسًا من مصادر الدخل الوطني يجب الاستثمار فيه لتطويره وزيادة ريعه في الاقتصاد الوطني.
ولولا أنَّ هذه الجهات كانت تبذل جهودًا هائلة للحصول على التمويلات اللازمة من الشركات الكبيرة الداعمة مثل البنوك وشركات الاتصالات وغيرها من المستفيدين الرئيسيين من هذا الموسم، حتى أصبح لدى فعاليات الموسم أصول منتشرة في كل ركن من المحافظة لا يمكن نكرانها، فقد كانت بلدية ظفار تصرف سنويًا من موازنتها الخاصة وعلى حساب بنود خدمات أخرى مهمة لخدمات المحافظة عمومًا ما يزيد عن 2 مليون ريال سنويًا، وأحيانًا على موقع مهرجان الخريف في إتين فقط، والذي سيتم الآن الاستفادة من معظم منشآته القائمة على مساحة نصف مليون متر مربع تقريبًا لتنفيذ موقع "بوليفارد الرذاذ" الضخم، والذي لن يخدم سياحة الخريف فقط؛ بل وحتى السياحة الشتوية للأوروبيين الذين قارب عددهم 30 ألف سائح الموسم الماضي، ولم نستطع إلى الآن تقديم أي خدمات سياحية خارج نطاق المنتجعات والفنادق التي يقيمون فيها، ولم يتسن للموسم أساسًا الاستمرار بهذه الوتيرة إلى اليوم والوصول لتجاوز استقطاب مليون زائر.
مكتب محافظ ظفار يكفيه عناء وجهد إدارة هذا العدد الهائل من البشر خلال فترة الموسم، التي حصرناها نحن بأنفسنا في مدة 45 يومًا وضيّقنا على أنفسنا متسعًا وكذلك رعاية وترتيب وتنظيم عدد هائل من المؤتمرات والفعاليات المحلية والخليجية والعربية والعالمية، التي تصبح معها صلالة كلها عبارة عن خلية نحل وورشة عمل كبرى في سبيل تسهيل كل السبل لإنجاحها.
لقد آن الأوان للعمل من الآن وعاجلًا لتشكيل لجنة وطنية عليا تُعنى وتتابع وتخطط وتقترح كل ما يتعلق بشؤون البنية الأساسية لتطوير السياحة في ظفار من شوارع وجسور وتأهيل العيون المائية وغيرها من المواقع الأساسية التي تزخر بها المحافظة وترفع توصياتها مباشرة إلى مجلس الوزراء لاتخاذ قرارات الاعتماد والصرف بعد تخصييص خطة خمسية، تتجدد كل 5 سنوات.
مكتب المحافظ وتحديدًا بلدية ظفار لها تجارب وخبرات كافية، وأصبح ضمن تشكيلاتها الإدارية إدارات متخصصة تُعنى وتتابع كل ما يتعلق بفعاليات الموسم وخدمات الزائرين والسياح في شتى الجوانب، وتقوم بأدوارها بكل مهنية واقتدار، وكل ما تحتاجه منا أن نُفرغها لذلك وأن تقوم اللجنة الوطنية العليا (المُقترحة) بالاهتمام بكل ما يتعلق بتطوير البنية الأساسية للسياحة في ظفار، وإذا لم يتم العمل على ذلك من الآن وبالسرعة الممكنة، سنجد أنفسنا في مأزق حقيقي في التعامل مع قرابة 3 ملايين زائر مُتوقع زيارتهم لخريف ظفار بحلول عام 2030، وهذا تاريخ ليس ببعيد عنا.
وفّق الله الجميع وسدد خطاهم لما يحبه ويرضاه لخدمة هذا البلد المبارك.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
ميتا تواجه غرامات تفوق 251 مليون يورو بعد تسريب بيانات المستخدمين في 2018
عاقبت الجهات التنظيمية لحماية الخصوصية في الاتحاد الأوروبي مالك فيسبوك، شركة ميتا، بغرامات مالية ضخمة بلغت 251 مليون يورو، بعد تحقيق مطول في تسريب بيانات المستخدمين الذي وقع في عام 2018.
اعلانوتمكن القراصنة من الوصول إلى حسابات المستخدمين من خلال استغلال ثغرات في منصة فيسبوك، مما سمح لهم بسرقة مفاتيح الوصول المعروفة بـ "رموز الوصول". وقد أسفر هذا الحادث عن تعرض ملايين الحسابات للخطر.
وكانت اللجنة الإيرلندية لحماية البيانات هي المسؤولة عن إصدار هذه الغرامات، نظراً لأن مقر ميتا الإقليمي يقع في دبلن. وبعد إجراء التحقيقات، كُشف عن عدة مخالفات لقانون حماية البيانات العامة (GDPR)، وهو قانون صارم يفرضه الاتحاد الأوروبي لحماية خصوصية البيانات. وجاءت هذه الغرامات على خلفية ما وصفته اللجنة بأنه انتهاكات متكررة للقوانين المنظمة للخصوصية.
الغرانات على ميتا تتخطى الـ 251 مليون يورووقد أصدرت اللجنة الإيرلندية مجموعة من العقوبات الإدارية إلى جانب الغرامات، مشيرة إلى أن ميتا قد فشلت في ضمان حماية بيانات مستخدميها. وفي حين كان الحادث قد وقع منذ أكثر من ست سنوات، إلا أن العواقب ما زالت مستمرة. وفي تعليق للشركة، قالت ميتا إنها ستستأنف هذا القرار، حيث تعتزم الطعن في الغرامة المفروضة عليها.
وكانت ميتا قد أعلنت في البداية أن حوالي 50 مليون حساب مستخدم قد تأثر بالاختراق، لكن التحقيقات أظهرت أن العدد الفعلي كان حوالي 29 مليون حساب، منهم 3 ملايين في أوروبا. وقد أكدت الشركة أنها تحركت بسرعة بعد اكتشاف الخلل وأبلغت المتضررين والجهاز التنظيمي في إيرلندا.
للخصوصية ثمن باهظوعلى الرغم من أن ميتا قد ذكرت أنها اتخذت إجراءات فورية لمعالجة المشكلة بمجرد اكتشافها، فإن التحقيقات أظهرت أن الخلل كان قد استمر لفترة طويلة. ومن جانبها، أكدت الشركة أنها أبلغت مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) والمنظمين في الولايات المتحدة وأوروبا فور اكتشاف الحادث.
وفي الوقت الذي تواصل فيه ميتا جهودها لتصحيح الوضع، تسلط هذه الغرامات الضوء على الضغوط المتزايدة على الشركات التقنية الكبرى في ما يتعلق بحماية خصوصية البيانات. كما يعكس هذا القرار التزام الاتحاد الأوروبي بملاحقة الشركات المخالفة لقوانين حماية البيانات، الأمر الذي قد يكون له تأثير كبير على الطريقة التي تتعامل بها الشركات مع بيانات مستخدميها في المستقبل.
Relatedزوكربيرغ يكشف: مسؤولون كبار في إدارة بايدن ضغطوا على ميتا لفرض رقابة على محتوى كوفيد-19"ميتا" تعيد منشورات رئيس وزراء ماليزيا أنور إبراهيم عن إسماعيل هنية بعد حذفها الاتحاد الأوروبي: نموذج "الدفع أو الموافقة" من "ميتا" ينتهك قواعد المنافسة الرقميةوتأتي هذه الغرامات في وقت حساس حيث تتزايد الانتقادات حول كيفية تعامل منصات التواصل الاجتماعي مع بيانات المستخدمين. إذ تفتح هذه القضية باباً للنقاش حول دور الجهات التنظيمية في ضمان حماية خصوصية الأفراد في العصر الرقمي.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية لحماية المراهقين من المحتوى المسيء والتحرش الجنسي.. ميتا تقترح نظامًا للأمان الرقمي في أوروبا ميتا تتخذ إجراءات ضد الحسابات المزيفة في مولدوفا لضمان نزاهة الانتخابات الرئاسية فضيحة كلمات المرور المكشوفة تكلف ميتا 91 مليون يورو في أيرلندا محكمةحماية البياناتخصوصية البياناتضرائبميتا - فيسبوكعقوباتاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next الحرب في يومها الـ438: استمرار القتل والتدمير.. وواشطن تؤكد أن وقف إطلاق النار في غزة بات قاب قوسين يعرض الآن Next مدرسة ألمانية تدخل أول روبوت بشري لتعليم الطلاب فهل "نقف له ونُوَفِّيه التبجيل؟" يعرض الآن Next حماس تشترط عودة النازحين للشمال وإسرائيل تخطط لمنعهم.. ما هي شروط مسودة وقف إطلاق النار بغزة؟ يعرض الآن Next روسيا تقر قانونا يفتح الباب لتطبيع العلاقات مع طالبان.. ماذا عن هيئة تحرير الشام؟ يعرض الآن Next "قرار غبي وغير مدروس".. ترامب ينتقد سماح بايدن لكييف بضرب العمق الروسي بصواريخ أمريكية اعلانالاكثر قراءة الجولاني يدعو لرفع العقوبات عن سوريا ويؤكد بأنها لن تكون منصة لمحاربة إسرائيل مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز أوكرانيا تعلن مسؤوليتها عن اغتيال قائد عسكري روسي بارز في موسكو ترامب: تركيا أرادت الاستيلاء على سوريا منذ آلاف السنين ومفتاح البلاد بيد أردوغان فيلم "رايد"... الأم العازبة التي تقرر أن تصبح صديقة لابنها اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومسورياهيئة تحرير الشام دونالد ترامبإسرائيلجو بايدنفرنساتغير المناخوسائل التواصل الاجتماعي غزةالمحيط الهادىءإعصارطالبانالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024