لجريدة عمان:
2024-11-25@06:01:50 GMT

سلامة الفكر وفكر السلام

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

يرتبط السلام سلوكيًّا بما تفرغه القيم من منهجيات تؤطرها أفعال الفرد مع مرور الأيام، فتغدو مسارًا له وآفاقا رحبة يبني عليها رؤاه، ويصنع حولها آراءه واتجاهاته الفكرية. وهذه الأخيرة ستكون منبثقة من اعتلاجاته النفسية، التي ستكون عناوين جانبية من كتاب فهرسته الأيام من خلال الأحداث المعاشة منذ نعومة الأظافر.

ستصنف الأحداث أفعالها وفق معطيات السلوك المعرفي والذي كما أسلفنا هو النتيجة الحقيقية التي لا مراء فيها ولا جدال حولها؛ كونها تشربت من التربية المؤسسة لركائز الفكر. فكل تصرف أو ردة فعل سيكون محاكا للركيزة المزروعة في قناعة الفهم. وبالتالي لن يكون هناك أي تضاد أو تناقض في التفكير أو التفسير. إن سلمنا جزافا وجود فكر آخر ومنهجية أخرى تحاول أن تدحض ما تسمعه، سنطرح سؤالًا جزافا على أنفسنا، لماذا لن يكون هناك أي تناقض؟! لماذا نتأكد ونجزم بكل معان التأكيد؟!. الجواب سيكون مرتبطا ومتصلا بروح القناعة التي أسست تلك الثقة، وصممت بنيان الاقتناع من خلال التغذية الفكرية (أيًا كانت) والتي كانت بمثابة أساس البنيان العقلي وصمام الاستيعاب الفكري. كون هذا الاستيعاب الفكري لم يتأت من فراغ وإنما أخذ من كل مراحل المنهجية الفكرية، والتي ستكون غالب استنباطها المعارف والمعلومات والبيانات الحقيقية، والتي ستكون مصادرها موثوقة قطعًا. هذه المتتالية الفكرية لا تبني لذاتها مكانة إلا إذا كانت قد اقتنعت بأن كل ما يغذيها نافعًا ومفيدًا. هذا التوازن العقلي مرده بالتأكيد في الأول والأخير مدى قدرة العقل على تأطير مفهومه لكل ما من شأنه تدثير النفس بطمأنينة الثقة العلمية التي نهل منها عن طريق الحواس المرتبطة بمزج المعرفة بالمعلومة وتشكيلها كمنظومة متكاملة من القناعة المعرفية. نعم ستتربع تلك المنظومة الفكرية على عرش الصناعة الفكرية بامتياز، صناعة السلام الفكري المعرفي لا يتأتى إلا بتوفر المنظومات المذكورة آنفا.. كما أنها لن تجد لها مكانًا بسهولة في المساحات الشاسعة من السماوات الفكرية المتعددة في الزمن الراهن، حيث التقنيات تراهن على بذل المزيد من الابتكارات، وحيث التحدي العلمي لا تنطفئ جذوته.. بل كل يوم في اشتعال وتأجج. فالسلام الفكري لا ينفك بارتباطه بالسلوكيات المنبثقة على هيئة تراكمات بنت أعشاشها منذ أن كان الإنسان جنينا في بطن أمه. ولا تسطع شمسه المعرفية إلا إذا شحذنا تلك الجذوة المغموسة في قلب القيم، لتغدو منهجًا مؤطرا لكل فعل أو رد فعل، وتصبح هوية يعرف بها السلوك المعرفي الأخلاقي. لكن يبقى السؤال الذي دائما ما يتردد في الأذهان.. هل كل إضافة فكرية ومستنبطة من عصارة الأفكار.. تكون مقبولة ومفهومة من قبل العقول الأخرى أيا كانت ثقافتها وعلمها؟!. أعتقد بأن المفاهيم باتت في تغيير كمي ونوعي وذلك حسب الاتجاهات الفكرية والمسالك العلمية والمناهج المتنوعة والثقافات المرتبطة بالبيئة التي نشأت وترعرعت فيها. ولذلك نرى الردود الفعلية المختلفة (إيجابية - سلبية). وما على الإنسان الواعي إلا أن يتقبل وجهات النظر المختلفة ويكيفها لتتوافق مع وجهة نظره (إن اقتنع بذلك) وإن لم يقتنع فما عليه إلا أن يحترمها. فارتباط السلام الفكري سلوكيًّا ينصبّ في الأخير في بوتقة التصالح مع النفس ومعنى ذلك التصالح مع الأفكار الأخرى دامها تتوافق مع الأخلاق والسلوكيات القيمة، والتي لا ترتبط بالديانات أو ما شابه؛ لأن مصدرها بالتأكيد تربية راقية سامية.. ومنبعها أخلاق رفيعة تسطع من شمس الاحترام ونبل التقدير.

ماجد بن علي الهادي كاتب عماني

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

الرئيس الروسي: صواريخ «أوريشنيك» ستكون مشابهة للسلاح الاستراتيجي

هنأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم مصممي ومطوري صاروخ «أوريشنك» وقيادة وزارة الدفاع الروسية، على التجربة الناجحة، مؤكدا أن منظومة «أوريشنيك» ليست تحديثا لأسلحة سوفييتية، بل ستكون مشابهة للسلاح الاستراتيجي.

وقال بوتين- خلال اجتماع مع قيادة وزارة الدفاع والمجمع الصناعي العسكري، وفقا لوكالة «سبوتنيك» الروسية- إن منظومة «أوريشنيك» ليست تحديثًا للأنظمة السوفييتية القديمة، بل هي نتاج عمل متخصصين من روسيا الجديدة، مشيرا إلى أن النتائج وسرعة تطوير «أوريشنيك»، أظهرت أن المدرسة الروسية لهندسة الصواريخ قادرة على حل المشاكل لضمان سيادة روسيا.

وأشار بوتين إلى أن القوات المسلحة الروسية تتعامل بكفاءة وشجاعة ومهنية في منطقة العملية العسكرية الخاصة، وقال إن الضربة على مصنع «يوجماش» نُفذت بصاروخ باليستي تفوق سرعته سرعة الصوت ولا يحتوي على أسلحة نووية.

ووفقا له، فإن «الصاروخ الباليستي متوسط المدى الذي تم اختباره في 21 نوفمبر أطلق عليه اسم (أوريشنيك)».

كما أكد أنه «يعد استخدام أوريشنيك ردًا على خطط الولايات المتحدة لإنتاج ونشر صواريخ متوسطة وقصيرة المدى».

وأضاف أنه «ستقدم روسيا مقترحات مسبقة للمدنيين في أوكرانيا، كما ستطلب من مواطني الدول الصديقة هناك مغادرة المناطق الخطرة».

ووفقا له، فإن «روسيا مستعدة لحل القضايا الخلافية بالطرق السلمية، لكنها مستعدة لأي تطور للأحداث، وسيكون هناك دائمًا إجابة».

وأضاف بوتين، أنه سيتم ترشيح المبدعين والمصممين لنظام «أوريشنيك» لجوائز الدولة، وأن العملية العسكرية ستؤدي جميع المهام المرجوة.

وأشار الرئيس الروسي إلى أنه «على شعبنا أن يعلم جيدا أننا نمتلك قاعدة تكنولوجية هائلة وخلفية صناعية وعلمية قوية لحماية أمن بلادنا».

بدوره.. اقترح قائد قوات الصواريخ الاستراتيجية سيرجي كاراكاييف، أن يتبنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظام الصواريخ «أوريشنيك» للخدمة.

وقال كاراكاييف في اجتماع مع الرئيس الروسي: «مع الأخذ في الاعتبار النتيجة الإيجابية للإطلاق، يعتبر من المناسب اعتماد المجمع في الخدمة، ومواصلة استخدامه مع زيادة الخصائص وتحسين مهارات الموظفين في تشغيله واستخدامه».

وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم أمس الخميس، أنه لا توجد اليوم لدى أحد وسائل لمواجهة أحدث الأسلحة الروسية، مثل صاروخ «أوريشنيك».

وقال بوتين- في خطاب موجه إلى أفراد القوات المسلحة الروسية والمواطنين الروس حول الأحداث في منطقة العملية العسكرية الخاصة- «لا توجد حاليا أي وسيلة لمواجهة مثل هذه الأسلحة (مثل صواريخ أوريشنيك)».

مقالات مشابهة

  • الأدب هو السلاح الفكري الذي يحمي حضارتنا من التشويه
  • وزير الثقافة:الأدب هو سلاحنا الفكري الذي يحمي هويتنا الوطنية
  • آلة التصنيف الفكري وتحديات التبدّل
  • قطاع الإرشاد يدشن برنامج دبلوم البناء الفكري للخطباء والدعاة في حضرموت
  • تسليط الضوء على جهود حماية الابتكار ضمن فعاليات "المعرض الوطني للملكية الفكرية"
  • الكتابة بين الملكية الفكرية والقسم الطبي
  • الاتحاد الوطني يدعو لحكومة شاملة: مشاورات تشكيل الكابينة الكوردستانية الجديدة ستكون مختلفة
  • الأوقاف: 700 واعظة لنشر الفكر المعتدل
  • الرئيس الروسي: صواريخ «أوريشنيك» ستكون مشابهة للسلاح الاستراتيجي
  • غزوات المستقبل ستكون بواسطة كلاب الدول العظمى