لجريدة عمان:
2024-09-15@14:19:18 GMT

زهور جديدة تتفتح في جامعة السلطان قابوس

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

أحرص في بداية كل عام جامعي جديد أن أشهد اليوم الأول في استقبال الطلبة الجدد الذين يبدأون رحلة التعليم الجامعي في رحاب جامعة السلطان قابوس. وجوه وضاءة متفائلة لشباب وشابات في عمر الزهور أنهوا دراستهم الثانوية وجاؤوا من مختلف محافظات وولايات سلطنة عُمان ليتفرغوا تماما ويخصصوا أوقاتهم وسنوات من أعمارهم يقضونها في طلب العلم في بيت العلم، ليس فقط بحثًا عن وظيفة قد تتأخر بعد التخرج، ولكن لبناء شخصياتهم وزيادة فهمهم للعالم وما يدور فيه، وإثراء معارفهم وتنمية مهاراتهم وبناء مستقبلهم ومستقبل وطنهم.

يسعدني هذا اليوم كثيرًا، وأحرص خلاله على مطالعة وجوه هؤلاء الطلبة البريئة، وهم يسألون بحذر شديد وحب استطلاع جارف لكل شيء لم يروه من قبل، وكذلك وهم يستمعون باهتمام كبير لكل كلمة توجه لهم تتعلق بحياتهم الجامعية الجديدة ومتطلباتها. أسترجع في تلك اللحظات ذكريات أول يوم لي في الدراسة بكلية الإعلام بجامعة القاهرة منذ أربعين عامًا تقريبا، عندما كانت هي كلية الإعلام الوحيدة في مصر وكانت تمثل ملتقى وطنيا للطلبة من جميع محافظات مصر، تمامًا مثلما تمثل جامعة السلطان قابوس الآن ملتقى وطني للطلبة من كل محافظات سلطنة عُمان.

أتذكر دهشة البدايات التي كانت تصبغ كل شيء في الجامعة والكلية، والرغبة في التعرف على الزملاء الجدد الذين سوف يصبحون فيما بعد أصدقاء العمر وربما زملاء المهنة الواحدة، وأفضل ما قدمه لنا زمن الدراسة الجامعية الذي سوف نصفه بالجميل بعد ذلك.

الأحد الفائت كان الموعد المرتقب في حفل استقبال طلبة الجامعة الجدد (الدفعة 38) الذي استضافته القاعة الكبرى في مركز الجامعة الثقافي، برعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد رئيس الجامعة.

حرك استقبال الطلبة الجدد كل شيء في الجامعة. ازدانت الطرقات والحدائق بأكثر من ثلاثة آلاف طالب وطالبة يتوزعون على 62 برنامجًا دراسيا من برامج الدراسات الجامعية الأولى.

عاد الزحام الخفيف والمحبب شيئًا فشيئًا، وفتحت مكاتب الأساتذة والإداريين والفنيين التي كانت مغلقة بعد العودة من الإجازة السنوية، وعادت الطرقات لتزدان باللونين الأبيض والأسود، وبدا الجميع مستعدا لبداية فصل جديد من فصول الحياة العلمية المتواصلة داخل الجامعة الأم التي يقع على عاتقها منذ إنشائها في العام 1986- إلى جانب الجامعات والكليات الأخرى الحكومية والخاصة في سلطنة عمان- إعداد الأجيال الجديدة من الشباب العُماني إعدادًا علميًا وثقافيًا متميزًا لكي تكون جاهزة لحمل مشاعل التنوير في المجتمع، والمشاركة في النهضة المستمرة للوطن العزيز.

قد تكون شهادتي مجروحة عندما أكتب عن الجامعة التي أشرف بالعمل بها منذ سنوات، ومع ذلك أستطيع أن أقول بكل موضوعية أن اهتمام الجامعة بطلبتها منذ التحاقهم بها، ومتابعتهم حتى بعد تخرجهم، لم أشاهده في جامعات أخرى كثيرة وعريقة عملت بها. الطالب في جامعة السلطان قابوس يبقى محور العملية التعليمية التي جندت لها الجامعة الآلاف من الأساتذة والإداريين والفنيين الذين يتفانون في تقديم الخدمات التعليمية والأكاديمية والاجتماعية والصحية والنفسية إلى جانب الأنشطة الثقافية والدينية والرياضية.

وفي الوقت الذي تتراجع فيه تلك الخدمات والأنشطة في جامعات عربية كثيرة، فإنها في جامعة السلطان قابوس تشهد زيادة مستمرة، ويضاف لها كل عام المزيد من الخدمات والأنشطة التي تيسر حياة الطلبة وتجعل كل جهدهم يتركز في التحصيل العلمي والتدريب واكتساب المهارات في مجال التخصص.

ما تقدمه الجامعة لطلبتها كل عام يرد لها أضعافا مضاعفة، ويصب في سمعتها الطيبة داخل وخارج الدولة، عندما يتحول كل طالب جلس على مقاعد الدراسة فيها إلى سفير فوق العادة لها في كل مكان يعمل به أو يذهب إليه.

يمكن أن تلحظ ذلك في عبارات الفخر بالحصول على درجة علمية من الجامعة التي يفاجئك بها خريج تقابله صدفة في مكان عمله ويقول لك بكل سعادة إنه تخرج في جامعة السلطان قابوس، أو عندما تقابل تلاميذك في أماكن العمل ويحتفون بك لأنك كنت أستاذهم يومًا ما في هذه الجامعة، أو عندما يأتون للتقدم لبرامج الدراسات العليا بالجامعة وتستمع إلى قصص نجاحهم في العمل والحياة. كثير من زملائي الأعزاء الذين يأتون في زيارات لعُمان لتقديم دورات تدريبية للإعلاميين يقولون لي: «كل المتدربين يعرفونك يا دكتور ويمدحونك» فأقول لهم: إنهم أبنائي الذين جمعتني بهم جامعة السلطان قابوس. حالة من الولاء والتمازج بين الطلبة والجامعة لا تحدث في جامعات ومؤسسات أكاديمية كثيرة في العالم. ورغم صراع الدرجات في نهاية كل فصل دراسي لم أجد من يسيء إلى أستاذه أو الكلية أو الجامعة، ونادرا ما يتظلم طالب من الدرجة التي منح إياها وفي هذه الحالة يتصرف وفقا للوائح الجامعية.

تشعر مع طلبة الجامعة أن هناك ميثاقا أخلاقيا غير مكتوب قائما على الاحترام والتقدير المتبادل بين الطالب والأستاذ، مستمدا أولا من البيئة العمانية أو ما كان يسميه صديقي الأستاذ العُماني «الخصوصية العُمانية»، ومن روح التسامح التي تصبغ كل تصرفات هذا الشعب الطيب، والتربية الحسنة التي تلقاها الطلاب في المنازل والمساجد والمدارس، ومستمد ثانيا من حرص إدارة الجامعة على انتقاء أعضاء هيئة التدريس سواء العُمانيين أو الأجانب وفقا لمعايير علمية وأخلاقية صارمة.

ولا أنسى ما حييت أحد الطلبة الجدد في إحدى السنوات سألني ببراءة شديدة عندما قابلني عرضا في الكلية «هل حضرتك عالم؟»، وهو ما يؤكد أن شخصا ما في منزله أو في مدرسته قال له: إن أساتذة الجامعة علماء.

إن ما تحققه جامعة السلطان قابوس من تقدم على جميع المستويات الأكاديمية والبحثية والإدارية والفنية يعود إلى تميز طلابها وحرصهم على التعلم وحضور كل الأنشطة التعليمية.

تذهب إلى قاعة المحاضرات في الموعد المحدد فتجد أن الطلبة قد سبقوك وأخذوا أماكنهم فيها قبل الموعد المحدد، ونادرا ما يتأخر أحد الطلاب عن المحاضرة. يناقشون في كل شيء ويسألون عن كل شيء ويشاركون بفاعلية في إثراء الجلسة التعليمية. وكثيرا ما شعرت في نهاية بعض المحاضرات أنني تعلمت منهم أشياء جديدة وبادلوني المعارف التي قدمتها لهم بمعارف جديدة.

تحية لطلبة الجامعة الجدد والقدامى- إن جاز التعبير- الذين تحيا الأمم بهم، تحية للورد الجديد الذي وضع جذوره في حرم الجامعة، وتحية لمصابيح المستقبل التي سوف تنير حياة الأجيال القادمة.

أ.د. حسني محمد نصر أكاديمي في قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی جامعة السلطان قابوس کل شیء

إقرأ أيضاً:

بدء الكشف الطبي للطلاب الجدد بجامعة القاهرة 16 سبتمبر

أعلنت جامعة القاهرة، الجدول الزمني لإجراء الكشف الطبي على طلابها الجدد الحاصلين على الثانوية العامة، والملتحقين بكليات الجامعة للعام الدراسي الجديد 2024 - 2025، إذ من المقرر أن يبدأ الكشف الطبي غدًا الاثنين الموافق 16 سبتمبر الجاري، ويستمر حتى منتصف شهر أكتوبر المقبل.

إجراءات احترازية

وأوضح الدكتور محمد سامي عبد الصادق رئيس الجامعة، أن الكشف الطبي يجرى وفق جدول زمني محدد لكل كلية، وتقسيم طلاب الكليات ذات الأعداد الكبيرة إلى مجموعات منعًا للتكدس، ووفقًا للإجراءات الاحترازية التي تتبعها الجامعة حرصًا على سلامة الطلاب.

ووجه رئيس جامعة القاهرة، بضرورة توفير كل سبُل الراحة للطلاب الجُدد أثناء الكشف الطبي، وتقديم التسهيلات الممكنة وتذليل العقبات التي تقابلهم، وتعدد عيادات الكشف، وتخصيص أماكن مغطاة لاستقبال الطلاب منعًا للتكدس، مع التشديد على الالتزام بكافة إجراءات وإرشادات الأمن والسلامة والمعايير الوقائية، لافتًا إلى أن الجامعة تُنشئ ملفًا صحيًا لكل طالب مستجد لمتابعة حالته الصحية طوال دراسته بالجامعة، وذلك في إطار سعي جامعة القاهرة إلى توفير أقصى درجات الحماية والوقاية لأبنائها، والحرص على مستقبلهم وسلامتهم.

الطلاب الجدد

وأوضح الدكتور أحمد رجب نائب رئيس الجامعة لشؤون التعليم والطلاب، أن على الطلاب الجدد الدخول على الموقع الإلكتروني المخصص للكشف الطبي من خلال الرابط المخصص  وتسجيل بياناتهم، ومعرفة الأوراق المطلوب إحضارها معهم في اليوم المخصص لهم وهي: إثبات الشخصية (الرقم القومي) أو شهادة الميلاد المميكنة، وصورة من استمارة النجاح بالثانوية العامة، بالإضافة إلى طباعة استمارة الكشف الطبي من الموقع، وسداد رسوم الكشف الطبي في أحد منافذ فوري.

وأشار الدكتور شريف منسي رئيس الإدارة المركزية للشؤون الطبية، إلى أن الكشف الطبي يجرى بمقر مستشفى الطلبة في ميدان الجيزة، من الساعة 9:30 صباحًا وحتى الساعة 11:30 ظهرًا (للطالبات)، ومن الساعة 11:30 وحتى الساعة 1:30 ظهرًا (للطلبة)، تحت إشراف الدكتور علاء حمزة مدير مستشفى الطلبة.

مقالات مشابهة

  • بدء الكشف الطبى للطلاب الجدد بجامعة القاهرة 16 سبتمبر
  • بدء الكشف الطبي للطلاب الجدد بجامعة القاهرة 16 سبتمبر
  • الأوراق المطلوبة للتقديم بجامعة كفر الشيخ للطلاب الجدد للعام 2024- 2025
  • حلقة عمل حول جراحة الأوعية الدموية المفتوحة بصحية ظفار
  • جامعة القاهرة تحتفل بتخريج دفعة جديدة في الطب البيطري
  • أسرة طلاب من أجل مصر بجامعة المنوفية تستعد لاستقبال الطلبة الجدد| بالصور
  • جامعة القاهرة تحتفل بتخريج دفعة جديدة من كلية الطب البيطري
  • بالصور: كمال بداري في زيارة تفقدية إلى جامعة التكوين المتواصل
  • بالصور: كمال بداري في زيارة تفقدية الى جامعة التكوين المتواصل
  • الجامعة القاسمية تستقبل طلبتها للعام الجامعي 2024-2025