بوابة الوفد:
2024-11-07@07:46:13 GMT

"أنت حر ما لم تَضُر"

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

يمثل الشباب المصرى موردا بشريا مهما وطاقة ضخمة يجب توظيفها وإتاحة الفرص أمامها كى تسهم بفاعلية فى مختلف مشروعات التنمية ومجالاتها، ويستلزم ذلك ضرورة الاهتمام بكل شاب ومساعدته على مواجهة مشكلاته، وتثقيفه، وتوعيته، وتزويده بالمفاهيم الصحيحة، حتى لا ينعكس فهمة الخاطئ لبعض الموضوعات أو القضايا على سلوكه وتصرفاته بشكل سلبى، ويمكن للتليفزيون، كوسيلة إعلام جماهيرية، أن يقوم بدور مهم وفعال، كما يمكن استخدامه فى تصحيح ما قد يتكون لدى الشباب من فهم خاطئ لبعض الموضوعات أو القضايا.


ومن هذه الموضوعات التى ينبغى التأكيد عليها: الحرية الشخصية، ومفهومها لدى الشباب، والذى قد يؤدى إدراكه لمفهوم هذه الحرية بما لا يتفق وقيم المجتمع المصرى وعاداته وتقاليده إلى بعض السلوكيات والتصرفات، واعتناق بعض الأفكار والآراء التى يرفضها هذا المجتمع، ويؤدى ذلك إلى تعرضه لانتقادات ومواجهته لمشاكل قد تعوقه عن استثمار طاقاته وأداء دوره المنشود.
و"الحرية" كلمة براقة يكثر استخدامها حديثاً، وقد يبدو مفهوم الحرية مفهوما إيجابيا كما يظهر فى تعريفها بأنها القدرة على الفعل المختار، ولكن الواقع أن جانب السلب ربما كان قائما إلى جانب الإيجاب فى مفهوم الحرية لأن التعريف السابق يعنى القدرة على الفعل بغير قيود، بما قد يكتنف ذلك من خطورة إيذاء الغير.
وبذلك فالحرية يجب أن تصان فى كل جوانبها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والفكرية، إلا أن تتعارض مع الحقائق والأصول الضامنة لحفظ المصلحة العامة كى لا تتحول إلى فوضى، فالحرية فى هذه الحالة لا تعنى التحرر من كل القيود، بل إنها ملازمة للشعور بالمسئولية نحو المجتمع، كما أن حرية الفرد لا يمكن أن تتحقق إلا فى إطار احترام حرية الآخرين.
وفى هذا الإطار هناك حاجة ماسة إلى الالتفات لما تقدمه الدراما التليفزيونية والتليفزيون، بوجه عام، من تناول لموضوع الحرية الشخصية ولمفهومها بحيث يتم التأكيد على إيجابية المفهوم متضمنة القدرة على الاختيار وعلى الفعل المختار وعلى المسئولية كإطار للحرية الشخصية، فالشباب فى حاجة ماسة إلى كل ما يثرى إيجابية مفهوم هذه الحرية ويقلل من سلبيتها لديه لاسيما مع ما تعبر عنه القنوات الأجنبية عادة من قيم وأفكار تختلف عما هو سائد فى المجتمع المصرى، وما تؤكده من نماذج وأفكار قد تثرى سلبية مفهوم الحرية الشخصية لدى الشباب، ففى مواجهة ذلك ينبغى أن يعمل التليفزيون من خلال الدراما والمواد التليفزيونية الأخرى على تقديم كل ما يثرى إيجابية هذا المفهوم.
وفى النهاية، فإن هذا ما ذهب إليه المبدأ "أنت حر ما لم تضر" للفيلسوف الإنجليزى جون ستيوارت ميل، فى كتابه عن الحرية.
أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب - جامعة المنصورة
[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة المنصورة د أحمد عثمان الشباب المصرى

إقرأ أيضاً:

سلطان النيادي: شباب الإمارات نموذج ملهم للإبداع في خدمة الوطن

أبوظبي-'الخليج':
استعرض الدكتور سلطان بن سيف النيادي، وزير دولة لشؤون الشباب، خلال جلسة نقاشية ملهمة ضمن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، قصص مجموعة من الشباب الإماراتيين الملهمين من قرى ومناطق ريفية في الدولة، والذين شكلوا نماذج وطنية بارزة في خدمة المجتمع، وحفظ الموروث الوطني، وتعزيز الترابط الأسري، إذ تضمنت الجلسة عرضاً تعريفياً عن إنجازاتهم القيمة، التي ساهمت في تحقيق التنمية في مناطقهم، ودعم المجتمع المحلي، كما تناولت النقاشات مع الشباب أدوارهم في المجتمع وقصصهم المؤثرة.
وقال سلطان النيادي: 'تعمل القيادة الرشيدة على دعم وتمكين الشباب في جميع مناطق الدولة، من خلال توفير الفرص المتكافئة التي تعزز من قدراتهم على المساهمة الفاعلة في تنمية مجتمعاتهم، إذ تعتمد هذه الاستراتيجية على خطط منهجية ترتكز على ابتكار برامج هادفة، لتفعيل دور الشباب في تعزيز القيم الإماراتية وتطبيقها في الحياة اليومية، وهذه الجهود تعكس التزام الدولة بضمان أن يكون لكل شاب على امتداد الوطن صوت يسهم في تحقيق التنمية، وبيئة تمكنه من توظيف طاقاته لخدمة مجتمعه'.
وأضاف: 'يشكل الشباب الإماراتي في القرى والمناطق الريفية جزءاً لا يتجزأ من المسيرة الوطنية الشاملة، حيث تمثل إنجازاتهم وتجاربهم علامات بارزة ضمن مراحل البناء والتطوير، وبفضل طموحاتهم، يسهم هؤلاء الشباب في تعزيز جودة الحياة في مجتمعاتهم، وهو ما ظهر جلياً من تفاؤل في تطلعات نماذج شبابية مُلهمة لمستقبل الوطن، وذلك خلال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات، والذين أكدوا أنهم بعزيمتهم وإرادتهم يقدمون مساهمات متميزة تعكس شغفهم بالتطوير، وأهمية دورهم في بناء وطن مشرق ومستدام للأجيال القادمة'.

قصص ملهمة


وشكّلت قصص الشباب الإماراتيين محطات محورية للتنمية والتطوير في العديد من المجالات الحيوية، إذ تُعد الشابة لطيفة عبدالله الشهياري من منطقة اعسمة بإمارة رأس الخيمة، نموذجاً للتلاحم المجتمعي، إذ أسهمت من خلال عملها بمجال الخدمات الصحية، في تعزيز التكاتف المجتمعي في منطقتها، عبر تنظيم فعاليات تطوعية تهدف إلى تعزيز العطاء وروح التعاون بين الأفراد، وتحدثت لطيفة عن ضرورة تطوير الذات وخدمة المجتمع لإلهام الشباب نحو المشاركة الفاعلة، وهو ما يسهم في دعم الرؤية الوطنية بمستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
من جهته، أكد الشاب الإماراتي جابر محمد الظنحاني من منطقة قدفع بإمارة الفجيرة، أن الزراعة ليست مجرد هواية، بل هي طريقته للتعبير عن حبه وانتمائه للوطن، إذ يتجسد شغفه العميق بهذا المجال، من خلال سعيه للمحافظة على الإرث الزراعي الإماراتي عبر توثيق تاريخ المزارع العريقة التي يتجاوز عمرها 400 عام، وأسماء المزارعين الذين لديهم إنجازات بارزة في المجتمع، فضلاً عن دوره في دعم شباب المنطقة وتمكينهم من تعلّم مهارات الزراعة التقليدية.
بدورها، كرّست سلمى محمد الحمادي معلمة التربية الخاصة من أصحاب الهمم، جهودها لدعم الأطفال من أصحاب الهمم، ورفع وعي المجتمع في جزيرة دلما بقدراتهم وإمكاناتهم، التي تعتبر جزءاً أساسياً من ثروة الوطن، وهو الأمر الذي أهّلها لتصبح نائب الدعم الأكاديمي في مدرستها، حيث تبذل جهوداً كبيرة لإبراز إمكانيات الأطفال، وتطوير مهاراتهم وصقل مواهبهم، وهو ما يعزز دورهم في المجتمع والثقة بأهميتهم في مسيرة التنمية.
وأسهم الشاب الإماراتي عبد الله حمد الدرعي من منطقة القوع في العين، في دعم الأسر المنتجة، وذلك من خلال تأسيسه عدة مشاريع ريادية لتمكينها ومنحها آفاقاً جديدة في أعمالها، ومن ضمنها مشروع 'توب تن'، الذي رفع عدد الأسر المستفيدة من 5 إلى 300 أسرة، محققاً بذلك أثراً تنموياً في مجتمعه، إذ أكد الدرعي أن 'التمكين الاقتصادي من أهم التوجهات الوطنية التي تدعمها حكومة دولة الإمارات، وهذا الاهتمام هو الذي منحني الفرصة للعمل على تطوير مبادرات مجتمعية تدعم هذه التطلعات وتعزز دور الأسر في دعم المسيرة الاقتصادية المستدامة'.
وفي ختام الجلسة، وجّه الشباب الأربعة رسالة ملهمة، أكدوا فيها أهمية المناطق الريفية كركيزة أساسية في دعم التنمية الوطنية وتجسيد توجهات الدولة، لما تزخر به من فرص كبيرة، مشيرين إلى أن دولة الإمارات توفر الإمكانات لجميع مواطنيها أينما كانوا، كما أنه لكل فرد دوراً محورياً في بناء مجتمعه وخدمة وطنه، وأن الريادة والعطاء لا تقتصر على موقع جغرافي معين دون الآخر، وحثوا الشباب على اغتنام الفرص المتاحة، والمساهمة في تحقيق رؤية الإمارات الطموحة نحو مستقبل مستدام وأكثر إشراقاً للأجيال القادمة.

مقالات مشابهة

  • خالد الجندي: الحرية تكمن في الانقياد لله والتحلي بالقيم الأخلاقية التي تحمي المجتمع
  • جامعة كفر الشيخ تعقد ندوة بعنوان " دور الشباب في مواجهة المخدرات"
  • قصص ملهمة لشباب إماراتيين وضعوا بصماتهم في التنمية والتطوير
  • سلطان النيادي: شباب الإمارات نموذج ملهم للإبداع في خدمة الوطن
  • "دور الشباب في مواجهة المخدرات".. ندوة بجامعة كفر الشيخ
  • المهن التقليدية.. جسر بين ماضي الأجداد ومستقبل الشباب
  • فعاليات متنوعة في ملتقى المبادرات الشبابية بالبريمي
  • للتميُّز..عنوان
  • الشخصية المصرية ومواجهة التحديات المعاصرة» أهم محاور لقاء الأزهر للفتوى بجامعة المنوفية
  • وزير الإسكان يشارك في جلسات المنتدى الحضري العالمي