الأهمية والأهداف زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
يُجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته الأولى إلى تركيا منذ توليه مهام منصبه يوم 4 سبتمبر 2024، وذلك في إطار رفع مستوى التبادلات الدبلوماسية المصرية التركية إلى المستوى الرئاسي، وكزيارة رد على مثيلتها التي أجراها نظيره التركي رجب طيب أردوغان في 14 فبراير 2024. وفي هذا الإطار، يستعرض التقرير التالي أهمية وأهداف الزيارة على النحو التالي:
تُعد الزيارة مؤشرًا قويًا على حرص البلدين على مواصلة التقدم في العلاقات المصرية التركية، ويمكن اعتبارها نتيجة لمقدمات تشمل تبادل الرسائل السرية والعلنية على المستويين الاستخباراتي والدبلوماسي، وتخفيض لهجة الخطاب السياسي لأردوغان تجاه القاهرة وسياساتها، وإجراء اتصالات مكثفة بين المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين، وتبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية، وعقد لقاءات رئاسية بروتوكولية سريعة على هامش ثلاثة فعاليات دولية هي مونديال قطر في نوفمبر 2022، والقمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض في 11 نوفمبر 2023، والقمة لمجموعة العشرين بنيودلهي في 10 سبتمبر 2023، انتهاءً بزيارة الرئيس التركي إلى مصر في فبراير الماضي.
يُتيح انعقاد مجلس التنسيق الاستراتيجي رفيع المستوى الفرصة لتبادل الرؤى والأفكار ووجهات النظر واستكشاف القضايا الإشكالية والعمل على معالجتها واحتوائها قبلما تتفاقم، حيث إن عقد اجتماعات دورية لمجلس التنسيق يسمح بمناقشة ما يطرأ من قضايا إقليمية ودولية تتطلب تنسيقًا مشتركًا، بما يضمن تحقيق قدر من الاستقرار لعلاقتهما.
تنبع أهمية الزيارة من السياق الإقليمي والدولي المصاحب لها؛ من حيث اشتداد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تبع ذلك من تطورات والمواجهات بين حزب الله والميليشيات الإيرانية، إضافة إلى مرور النظام الدولي بمرحلة تحول من الأحادية القطبية إلى التعددية القطبية، بما له من انعكاسات على منطقة الشرق الأوسط.
خلقت هذه المتغيرات السابقة لحظة سياسية مناسبة لتجاوز القضايا الخلافية وإدارتها والتشاور بشأن مستقبل الشرق الأوسط عقب انتهاء الحرب؛ فالأطراف جميعها تدرك أن حرب غزة لها ما بعدها، وأن ملامح اليوم التالي ستفرز متغيرات جديدة.
تُظهر الزيارة قدرة البلدين على تفعيل آليات العمل الدبلوماسي على المستوى الرئاسي، الذي هو أعلى مستوى سياسي ومركز عملية صناعة القرار الاستراتيجي في الدولة، مما يضمن تسريع وتيرة العلاقات وإكسابها زخمًا أكبر.
تُعبر الزيارات الرئاسية المتبادلة عن درجة عالية من النضج السياسي مكنت الدولتين من تصفية العلاقات من شوائب الأيديولوجية والشخصنة، والبحث عن التفاهمات بشأن القضايا الإشكالية.
تعكس الزيارة صوابية رؤية الدولة المصرية وقدرتها على قراءة الحقائق السياسية، مع الالتزام بثوابت السياسة الخارجية إزاء التعاطي مع القضايا الإقليمية التي تتقاطع فيها مصالح الدولتين.
لا يُمكن قراءة الانفراجة الحالية في العلاقات المصرية التركية بمعزل عن الاستدارة التي أجرتها أنقرة في سياستها الخارجية وانعكست في عمليات المصالحة الإقليمية مع السعودية والإمارات وإسرائيل، نتيجة تراجع البُعد الإيديولوجي لصالح تبني سياسات براجماتية.
يُصاحب السيسي خلال الزيارة مجموعة من رجال الأعمال المصريين، وتتضمن أجندة الزيارة مناقشة التعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع والطاقة المتجددة والتعدين والغاز الطبيعي المسال والإعلام والاتصال والجامعات، فضلا عن توقيع اتفاقيات تشمل الجوانب التجارية والاقتصادية والثقافية والصحية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا السيسي تركيا
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي: التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التعاون
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط تتطلب تضافر الجهود وتعزيز التعاون وتشارك الخبرات.
وقال الرئيس السيسي، خلال إلقائه البيان الختامي لقمة الدول الثماني النامية المنعقدة بالعاصمة الإدارية الجديدة: «أصحاب الفخامة والمعالي السيدات والسادة، أعرب عن تقديري لكم جميعا على روح التعاون والتضامن للمشاركة في هذه الجلسة.. مشاركتكم هذه تلك ساهمت في وضع مفردات ملموسة لاعتماد البيان المشترك لقمة منظمة الدول الثماني النامية».
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن منظمة الدول الثماني النامية تمثل محفلًا مواتيًا لدفع العمل المشترك بين الدول الأعضاء على مختلف الأصعدة، مؤكدًا أن ذلك سيعمل على صياغة حلول ممكنة وإيجاد أدوات حقيقة وقوية، لتحقيق أمنيات شعوبنا في تحقيق الرخاء.
وشدد: «أؤكد أن مصر بصفتها دولة الرئاسة الحالية لن تتوانى أو تتخلى عن دعم جهود منظمة الدول الثماني».
نص كلمة الرئيس السيسي في القمة الـ 11 لمنظمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي
الرئيس السيسي يتوسط صورة تذكارية للقادة المشاركين في قمة الثماني النامية
الرئيس السيسي يستقبل القادة المشاركين في قمة مجموعة الدول الثماني النامية