بوابة الفجر:
2024-09-15@13:52:40 GMT

الأهمية والأهداف زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

يُجرى الرئيس عبد الفتاح السيسي زيارته الأولى إلى تركيا منذ توليه مهام منصبه يوم 4 سبتمبر 2024، وذلك في إطار رفع مستوى التبادلات الدبلوماسية المصرية التركية إلى المستوى الرئاسي، وكزيارة رد على مثيلتها التي أجراها نظيره التركي رجب طيب أردوغان في 14 فبراير 2024. وفي هذا الإطار، يستعرض التقرير التالي أهمية وأهداف الزيارة على النحو التالي:

 

تُعد الزيارة مؤشرًا قويًا على حرص البلدين على مواصلة التقدم في العلاقات المصرية التركية، ويمكن اعتبارها نتيجة لمقدمات تشمل تبادل الرسائل السرية والعلنية على المستويين الاستخباراتي والدبلوماسي، وتخفيض لهجة الخطاب السياسي لأردوغان تجاه القاهرة وسياساتها، وإجراء اتصالات مكثفة بين المسؤولين الدبلوماسيين والأمنيين، وتبادل الزيارات على مستوى وزراء الخارجية، وعقد لقاءات رئاسية بروتوكولية سريعة على هامش ثلاثة فعاليات دولية هي مونديال قطر في نوفمبر 2022، والقمة العربية الإسلامية المشتركة بالرياض في 11 نوفمبر 2023، والقمة لمجموعة العشرين بنيودلهي في 10 سبتمبر 2023، انتهاءً بزيارة الرئيس التركي إلى مصر في فبراير الماضي.

 

يُتيح انعقاد مجلس التنسيق الاستراتيجي رفيع المستوى الفرصة لتبادل الرؤى والأفكار ووجهات النظر واستكشاف القضايا الإشكالية والعمل على معالجتها واحتوائها قبلما تتفاقم، حيث إن عقد اجتماعات دورية لمجلس التنسيق يسمح بمناقشة ما يطرأ من قضايا إقليمية ودولية تتطلب تنسيقًا مشتركًا، بما يضمن تحقيق قدر من الاستقرار لعلاقتهما.

 

تنبع أهمية الزيارة من السياق الإقليمي والدولي المصاحب لها؛ من حيث اشتداد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وما تبع ذلك من تطورات والمواجهات بين حزب الله والميليشيات الإيرانية، إضافة إلى مرور النظام الدولي بمرحلة تحول من الأحادية القطبية إلى التعددية القطبية، بما له من انعكاسات على منطقة الشرق الأوسط.

 

خلقت هذه المتغيرات السابقة لحظة سياسية مناسبة لتجاوز القضايا الخلافية وإدارتها والتشاور بشأن مستقبل الشرق الأوسط عقب انتهاء الحرب؛ فالأطراف جميعها تدرك أن حرب غزة لها ما بعدها، وأن ملامح اليوم التالي ستفرز متغيرات جديدة.

 

تُظهر الزيارة قدرة البلدين على تفعيل آليات العمل الدبلوماسي على المستوى الرئاسي، الذي هو أعلى مستوى سياسي ومركز عملية صناعة القرار الاستراتيجي في الدولة، مما يضمن تسريع وتيرة العلاقات وإكسابها زخمًا أكبر.

 

تُعبر الزيارات الرئاسية المتبادلة عن درجة عالية من النضج السياسي مكنت الدولتين من تصفية العلاقات من شوائب الأيديولوجية والشخصنة، والبحث عن التفاهمات بشأن القضايا الإشكالية.

 

تعكس الزيارة صوابية رؤية الدولة المصرية وقدرتها على قراءة الحقائق السياسية، مع الالتزام بثوابت السياسة الخارجية إزاء التعاطي مع القضايا الإقليمية التي تتقاطع فيها مصالح الدولتين.

 

لا يُمكن قراءة الانفراجة الحالية في العلاقات المصرية التركية بمعزل عن الاستدارة التي أجرتها أنقرة في سياستها الخارجية وانعكست في عمليات المصالحة الإقليمية مع السعودية والإمارات وإسرائيل، نتيجة تراجع البُعد الإيديولوجي لصالح تبني سياسات براجماتية.

 

يُصاحب السيسي خلال الزيارة مجموعة من رجال الأعمال المصريين، وتتضمن أجندة الزيارة مناقشة التعاون في مجالات الصحة والسياحة والدفاع والطاقة المتجددة والتعدين والغاز الطبيعي المسال والإعلام والاتصال والجامعات، فضلا عن توقيع اتفاقيات تشمل الجوانب التجارية والاقتصادية والثقافية والصحية.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: زيارة الرئيس السيسي إلى تركيا السيسي تركيا

إقرأ أيضاً:

زيارة بزشكيان للعراق.. الاقتصاد وملف المعارضة الكردية على الطاولة

في أول رحلة خارجية له، اختار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان العراق ليكون أولى محطاته خارج البلاد، في وقت تشهد المنطقة تحولات في التحالفات وتحديات إقليمية متزايدة، حيث يسعى البلدان إلى تعزيز العلاقات في مختلف القطاعات.

استمرت زيارة بزشكيان، التي بدأت الأربعاء، ثلاثة أيام استهلها بلقاء رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، الذي أعلن مكتبه الإعلامي أن البلدين وقعا 14 مذكرة تفاهم في مجالات مختلفة منها التجارة والرياضة والزراعة والتعاون الثقافي والتعليم والإعلام والاتصالات والسياحة.

والخميس، التقى الرئيس الإيراني مسؤولين أكرادا في إقليم كردستان بشمال العراق، حيث دعا إلى "توسيع التعاون الاقتصادي والتجاري" والأمني، قبل أن يتوجه للنجف وكربلاء لزيارة العتبات المقدسة، ويختتم جولته في العراق بزيارة البصرة، الجمعة.

ويُعد العراق "ثاني أكبر وجهة للصادرات الإيرانية" وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين 12 مليار دولار، بحسب وسائل إعلام إيرانية.

كذلك لا يزال العراق يعتمد على الكهرباء والغاز الطبيعي الإيراني لتلبية احتياجاته المحلية من الطاقة، وتعتبر إيران هذه الشراكة ضرورية لاستقرارها الاقتصادي.

وفي سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد، وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.

يقول الباحث والمحلل السياسي العراقي عقيل عباس إن "بزشكيان يريد أن يصنع فارقا في الوضع الاقتصادي، لأن الإشكالية الأساسية التي يواجهها هي الحصول على الأموال، وخاصة ما يتعلق بالديون المترتبة على العراق من جراء بيع الغاز وتصل لنحو 10 مليارات دولار".

ويضيف عباس في حديث لموقع "الحرة" أن "الرئيس الإيراني يحاول الحصول على الأموال بطريقة أخرى اقترحتها إيران، لكن العراق رفضها لأنها ممكن أن تعرض بغداد لعقوبات أميركية".

ويعتقد عباس أن زيارة بزشكيان لإقليم كردستان "هي إعلان تصالح مع أربيل بعد التوتر الذي شاب العلاقات بين الطرفين بسبب تواجد جماعات الكردية معارضة ونشاطها داخل الإقليم".

وتتهم طهران هذه المجموعات بتهريب أسلحة الى أراضيها انطلاقا من العراق وبتأجيج التظاهرات التي هزت إيران في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022 بعدما أوقفتها شرطة الأخلاق لعدم امتثالها لقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وفي مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمرّدة الكردية الإيرانية وإبعادها من الحدود المشتركة.

وكان بزشكيان أول رئيس إيراني يزور، وفق مسؤولين، الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، وذلك في انعكاس لتحسن العلاقات بين طهران وأربيل.

ويرى مدير المركز العربي للدراسات الايرانية محمد صادقيان أن زيارة بزشكيان تمكنت من الحفاظ على ما جرى الاتفاق عليه قبل عدة أشهر من أجل البدء بمرحلة جديدة.

ويقول صادقيان لموقع "الحرة إن "زيارة رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني لإيران في مايو الماضي ولقائه مع كبار المسؤولين الإيرانيين هي التي أعادت تنظيم بوصلة العلاقات بين طهران وأربيل".

ويضيف صادقيان أنه "بعد الزيارة تم تفكيك المعسكرات للحركات الكردية داخل العراق وجرى تنفيذ التفاهمات الأمنية بين طهران وبغداد وأربيل".

وكان السوداني قال الأربعاء إن بغداد أكدت "موقفها المبدئي والدستوري والقانوني بعدم السماح لأي جهة بارتكاب عدوان أو عمل مسلح أو تهديد عابر للحدود ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يتخذ منطلقا من الأراضي العراقية".

وتوجد في العراق عدة أحزاب وفصائل مسلحة متحالفة مع إيران حيث تعزز طهران بشكل مطرد من نفوذها في الدولة المنتجة الرئيسية للنفط منذ أن أطاح الغزو الذي قادته الولايات المتحدة بصدام حسين في عام 2003.

ويستضيف العراق 2500 جندي أميركي، وهناك أيضا فصائل مدعومة من إيران مرتبطة بالقوات الأمنية العراقية.

وعانى العراق من تصاعد الهجمات بين الجانبين منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة في أكتوبر.

لكن مع ذلك يعتقد عباس أن زيارة بزشكيان لم تبحث مثل هكذا ملفات "لأن الرئيس الإيراني عادة لا يتعاطى مع قضايا الأمن في العراق لأنها خارج اختصاصه ومن اختصاص الحرس الثوري الإيراني".

ويسعى العراق إلى تعزيز تحالفه مع طهران، لكنه يحتفظ في الوقت نفسه بعلاقات جيدة مع الولايات المتحدة.

وكان بزشكيان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.

كذلك، تعهّد خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية العراقى يبدأ زيارة رسمية إلى سلطنة عمان
  • وزير الخارجية يتوجه إلى روسيا الاتحادية في زيارة ثنائية
  • الاحتفال بالمولد النبوي.. الأهمية والأهداف
  • زيارة بزشكيان للعراق.. الاقتصاد وملف المعارضة الكردية على الطاولة
  • الرئيس الفلسطيني يمنح وسام نجمة القدس للشهيدة التركية الأميركية
  • تركيا: الآلاف يشاركون في تشييع جثمان الناشطة الأمريكية التركية عائشة نور إزغي إيغي إلى مثواها الأخير
  • وزير الخارجية يلتقي عضو مجلس القيادة ”البحسني” بعد زيارة الرجلين لأمريكا وروسيا
  • نقل جثمان “عائشة” التركية التي استشهدت برصاص الإحتلال الإسرائيلي
  • مراسم تشييع جثمان الشهيدة التركية "عائشة" التي قتلها جنود الاحتلال الإسرائيلي
  • الصحف الكويتية تبرز تأكيد الرئيس السيسي على العلاقات التاريخية الوثيقة بين مصر والكويت