عبري- العمانية

تمكنت مبادرة بيئية عُمانية بمحافظة الظاهرة من توزيع أكثر من 7 آلاف شتلة من الأشجار البرية على مختلف المؤسسات العامة والخاصة والأفراد في ولايات المحافظة؛ بهدف استدامة الرقعة الخضراء للبيئة البرية.

وتقوم فكرة المبادرة على تجميع البذور والنباتات من مختلف البيئات الصحراوية والجبلية والأودية والسهول؛ للاحتفاظ والعناية بها في "بنك البذور" بكميات كبيرة، إلى جانب استخدامها لأغراض علمية وبحثية لا سيما للأصناف النباتية النادرة والمهددة بالانقراض؛ بهدف ضمان استدامتها واستمرار نموها في البيئة العمانية.

وقال محمد بن سعيد الهنائي صاحب المبادرة: "إنَّ المبادرة أتت من منطلق مسؤولتنا كأفراد للمحافظة على مكونات البيئة المحيطة بنا، والبيئة العُمانية زاخرةٌ بأصناف من النباتات لا سيما النادرة، منها: شجرة المقل، ونبات الحرمل، والعسبق، والضجع، إلى جانب الأصناف البرية الأخرى، مثل: السدر، والراك، والطلح، والسلم، والقرط، والخروع البري، والغاف".

وأضاف أنه قام بتجميع بذور الأشجار والنباتات البرية من البيئة القريبة منه في نطاق محافظة الظاهرة، وأيضا من الولايات والمحافظات الأخرى، مثل: شجرة بلح الصحراء التي جلب بذورها من ولاية صحار، وبذور شجرة أم غيلان البرية النادرة التي جلب بذورها من ولاية السويق.

وإلى جانب توزيع الشتلات وزراعتها، تتضمن المبادرة أيضًا التوعية المجتمعية بأهمية الحفاظ على النباتات البرية وطرق العناية بها، وتقديم العديد من الحلقات التدريبية وإقامة مسابقات تشجيعية لممارسة أنشطة صون وحماية النباتات البرية في البيئة العمانية.

يشار إلى أن محمد الهنائي حصل على جائزة الغصن الأخضر مطلع العام الماضي ضمن مؤتمر عُمان للاستدامة البيئية؛ نظير جهوده في النهوض بالعمل البيئي، وتشجيعًا لإسهاماته المتميزة في استدامة النباتات البرية في سلطنة عُمان.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الكشف العلمي يعيد كتابة تاريخ الحياة البرية.. قتل «ضبع منقط» بجبل عُلبة يعيد ظهوره في مصر بعد 5 آلاف عام

في شتاء عام 2024، شهدت محمية جبل علبة بجنوب شرق مصر واقعةً غيرَ عادية أثارت اهتمام العلماء، حيث قتل أحد السكان المحليين ضبعًا من النوع النادر المعروف باسم «الضبع المنقط»، غير أن الحدث، الذي يبدو للوهلة الأولى واقعة عادية، تحول إلى اكتشاف علمي مذهل قاد فريقًا بحثيًّا مصريًّا إلى تسجيل أول ظهور لهذا النوع في مصر منذ خمسة آلاف عام.

قاد الدراسة فريق من علماء الچيولوچيا بالتعاون مع مركز بحوث المنصورة للحفريات، ونُشرت نتائجها في الدورية العلمية المرموقة Mammalia الصادرة عن المتحف الفرنسي للتاريخ الطبيعي، ويُعَد ظهور الضبع المنقطِ (Crocuta crocuta) ليس مجرد اكتشاف بيئي، بل نافذة على ماضٍ غني للحياة البرية في مصر ومؤشرًا لما قد يكون مستقبلًا مختلفًا لتنوعها البيولوچي.

الدكتور عبد الله ناجي، أحد أعضاء الفريق البحثي، أوضح أن الحادث دفع العلماء للتحقيق في الكيفية التي تمكن بها هذا النوع، الذي كان يُعتقد أنه انقرض محليًّا منذ آلاف السنين، من الظهور مجددًا. الدراسة رجَّحت أن التغيرات البيئية لعبت دورًا رئيسيًا في هذه الظاهرة، حيث ساهمت زيادة معدلات هطول الأمطار وممارسات الرعي في خلق ممر بيئي ساعد على انتقال الضباع من السودان إلى مصر، وهي رحلة غير مسبوقة تمتد لمسافة 500 كيلومتر.

«الضبع المنقط» المعروف بندرته في مصر، يحمل دلالةً علميةً وتاريخيةً مهمة، إذ كان جزءًا من التنوع البيولوچي الذي انحسر بفعل الزمن والتغيرات البيئية. هذا الاكتشاف يفتح المجال لدراسات أوسع حول تأثير التغير المناخي على انتشار الأنواع، ويثير أسئلة عميقة حول مرونة النظم البيئية وقدرتها على استعادة توازنها في مواجهة التحولات.

إن تلك الحادثة غير العادية تلقي الضوء على أهمية البحث العلمي في استكشاف العلاقة بين الأنواع البرية والبيئات المتغيرة. كما أنها تثير أملًا في إمكانية إعادة إحياء النظم البيئية القديمة وتحقيق فهم أعمق للتاريخ الطبيعي للحياة البرية في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • هيئة تطوير محمية الملك سلمان تطلق مبادرة لزراعة 6500 شتلة بالجوف
  • في اليوم العالمي لحقوقهم.. أهم جهود مصر لحماية ورعاية حقوق الطفل
  • وزيرة البيئة: جوائز مبادرة معالجة تغير المناخ بالابتكار تغطي أربع فئات
  • الإحصاء تكشف عن جهود الدولة لحماية ورعاية حقوق الطفل
  • تقديم 109 آلاف خدمة طبية ضمن مبادرة «بداية جديدة» بالبحر الأحمر
  • منال عوض: زيادة الاستثمارات المحلية الخضراء 60% وزراعة 22.5 مليون شجرة
  • التنمية المحلية: زيادة المحلية الخضراء بنسبة 60% وزراعة 22.5 مليون شجرة بنهاية 2027
  • منال عوض: زيادة الاستثمارات الخضراء بنسبة 60% وزراعة 22.5 مليون شجرة 2026/2027
  • محجوب: فقدان الأشجار النادرة والمواشي يبرز أزمة بيئية في ليبيا
  • الكشف العلمي يعيد كتابة تاريخ الحياة البرية.. قتل «ضبع منقط» بجبل عُلبة يعيد ظهوره في مصر بعد 5 آلاف عام