يمن مونيتور:
2024-11-08@16:11:16 GMT

يمانيون في موكب الثورة

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

يمانيون في موكب الثورة

متعباً، كنت مرهقاً يائساً مني ومن كل شيء، آوي وجعاً لا ينام، وأصحو على صباحات ليست لي، أكابد غربة قاتلة، لا أكاد أجد ما أتشبث به، ضائعا تتسع داخلي المتاهة ويتعاظم الخواء ،

كنت مختنقاً بإخفاقات كثر، إلى ذاك الحد «الذي لا يجد فيه يقينك هواءً يتنفسه».

ربما اختبرنا جميعا هذا التوتر، هذا الشعور العاصف بالألم والوحشة إذ تجد نفسك تائها ، لا مكان، ولا كيان، لا وطن غير الندم،  يوهي واقعك الشائه علاقتك بذاتك، بحاضرك، بماضيك، بمستقبلك، لتعيش القطيعة ليل نهار منكسرا تهزمك ضرورات اليوم والليلة،  تتلوى كمحارب مخذول لا يدري لم خسر معركته  ولا كيف أسلم نفسه للهزيمة قبل الأوان ؟

كنت أغرق في الكآبة والضجر يتآكلني العجز في محيط من مبكيات غير أن يمناً آخر كان في انتظاري، وكذا فتىً آخر غير الذي كنته، فتىً بزغ فجأة من وهج العصور

«وبدأت أحس بزوغ فتى

غيري من مزقي يتكون»

بحسب البردوني.

عدت من الهيئة العامة للكتاب بـ «تاريخ اليمن في مقدمة ابن خلدون» الذي حققه الراحل محمد حسين الفرح.

قرون من العنفوان والمجد، يومها كتبت منتشياً كمن وجد نفسه: انظر ابن من أنت؟ وعلى أي أرض تقف؟ومن أي سماوات تتحدر ” وخجلت من ضعفي المهان».

هو من تلك الكتب التي تعيد بناء الذاكرة الوطنية، تعيد تشييد الوجدان الذي خربه الواقع ، تصلنا بامتدادنا الأصيل، بالجذور لنرى أنفسنا أكثر رسوخاً وثباتاً، أكثر شموخاً ورفعة. عصيين على الإقتلاع .

كان الفرح أحد عشاق اليمن الكبار، في إنتاجه شغف هاوٍ، مولع بتسلق القمم، بمتابعة الروح المتدفقة من نهر المهد، عوالم وفضاءات رحبة وخصبة.

يمثل كتابه الآخر «يمانيون في موكب الرسول» توقيعاً على ذات الولع.

كانوا معي قبل شهور عديدة، ندى يسبق الخطو، عبقاً يملأ الأرجاء ما بين مكة والمدينة،كانوا معي رفاق درب، ينيرون الطريق يدلونني علي، يتلامعون بروقاً في كل أفق، سحائب خير، قادة أفذاذا، أبطالا كبارا،أسهموا في إدارة عجلة التاريخ، تعرفهم كل أرض، وتشير إليهم كل سماء.

أتذكر بحب ذلك الصباح الفرح، في دار الكتب، حيث أقامت وزارة الثقافة أيام خالد الرويشان فعالية تكريم للفرح قبيل وفاته بشهور، قدمته يومها ببعض شغفه، حييت روحه العاشقة لليمن واليمانيين، سألته بدهشة وارتعاش: تُرى كيف تنام وفي قلبك تصحو كل هذه الأزمنة؟.

هم اليمنيون، على مر العصور أحرار ثوار   لا يقيمون على ضيم، لم يعيشوا نكرات، استلفتوا انتباه الحقب برجولتهم وشجاعتهم وحضورهم وشمائلهم الكريمة ،

خطاهم على جسد الأرض عزف الروح الأبية،، ونشرهم طيب الأرض أم كل الطيوب والمكرمات .

، الفضاءات عشقهم المتوارث ، هم الناس

“وما الناسُ في الباسِ إلا اليمَن ”

 

نقلاً من صفحة الكاتب على فيسبوك

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: 26 سبتمبر الثورة الثورة اليمنية جمال انعم كتابات

إقرأ أيضاً:

تعز تستعد للاحتفال بأعياد الثورة: دعوة عامة لحضور حفل خطابي وفني

تعز تستعد للاحتفال بأعياد الثورة: دعوة عامة لحضور حفل خطابي وفني

مقالات مشابهة

  • الفرح الخطير.. ضبط قائدي سيارتين لقيامهم بحركات استعراضية في حفل زفاف الدقهلية
  • صحيفة الثورة الجمعة 6 جمادي الأولى 1446 الموافق 8 نوفمبر 2024
  • خمسة رجال كانوا وراء هزيمة هاريس في الانتخابات الرئاسية.. تعرف عليهم؟
  • قائد الثورة: الزعماء العرب الذي يتسابقون على تقديم الولاء والطاعة لترامب لا يحظون بأي قيمة عنده مهما فعلوا ومهما قدموا
  • علي جمعة: التلاعب بالمسميات الجديدة من أسباب الفساد الذي ملأ الأرض
  • كلمة مرتقبة لقائد الثورة حول تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة ولبنان
  • تأجيل محاكمة المتهم بقتل 4 سيدات في زفتى
  • صحيفة الثورة الخميس 5 جماد اولى 1446 – 7 نوفمبر 2024
  • تعز تستعد للاحتفال بأعياد الثورة: دعوة عامة لحضور حفل خطابي وفني
  • البابا فرنسيس: الصلاة المسيحيّة ليست أن نتكلم مع الله من طرف واحد