جريدة الرؤية العمانية:
2024-09-15@13:54:08 GMT

مسارات السعادة!

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

مسارات السعادة!

 

مدرين المكتومية

في كثير من الأوقات قد ننسى أنَّ الحياة لا تستحق كل هذه الهرولة نحو اللامعلوم دون توقف، وكأننا نقتفي أثر شيء ما أضعناه في إحدى محطاتنا المُتعددة، نلهث دون توقف بحثًا عمّا نسميه "السعادة"، ولربما اعتقد البعض أنَّ تلك السعادة التي نفتش عنها في كل ركن من أركان حياتنا، تتمحور حول الأمور المادية فقط، دون إدراكنا- ولو للحظة- أن كل نماذج ومسارات السعادة المُعلقة على أمور بعينها قد تختفي بانتهائها، ولا يتبقى شيء سوى ذكرى عابرة بلذةٍ سريعة بهذه السعادة، لا سيما إذا ارتبطت بالأموال والماديات!

إذا ما تحدثنا عن السعادة من منظور آخر، فإنها تمثل اللحظة التي ندرك فيها أهمية سلامتنا الداخلية وأننا مهما صنعنا ومهما بنينا من علاقات ومهما قدّمنا الكثير من التنازلات، فإنَّ الأمر برمته يعود لذواتنا ومدى إيماننا التام بأنَّ الحياة التي نعيشها بكل لحظاتها وبكل ما نعيشه خلالها هي السعادة بحد ذاتها.

السعادة قرار، فأن تقرر أن تكون سعيدا ذلك يعني أن تتحرك كل دواخلك ومشاعرك وذلك عن طريق ما يُقدمه عقلك من رسائل يمكنها أن تجعل منك شخصا قادرا على أن يكون سعيدا حتى بأبسط الأشياء وأقلها أهمية.

السعادة الحقيقية هي التي تأتي بممارسات بسيطة، دون حاجتنا لأشياء كبيرة، هي أن نشعر بأهمية اللحظة التي نقضيها مع أحدهم ونحن نفضفض ونشرح ونتحدث دون توقف والآخر يستمع إلينا بانتباه شديد على الرغم من أن ما نقوله ليش بغاية الأهمية لكننا في الحقيقة نمتلك شخصاً يُشعرنا بأننا الأهم على الإطلاق وأننا نستحق كل الوقت لكل تلك الحماقات التي قد نبوح بها.

وربما تكون السعادة بمجرد النظر لوجوه الناس وهم يبتسمون، أطفال وهم يلعبون، السعادة في الجلوس في زاوية بأحد الأماكن الأحب إلينا، السعادة بتقاسم نجاحاتنا مع أحدهم، السعادة أن نسعى دائماً لتحقيق شيء ما نعتقد أنه صعب طوال حياتنا، السعادة هي الرحلة التي نقضي أكثر من نصف أعمارنا بحثاً عنها دون أن ندرك أنها بين يدينا، إننا نمتلك كل وسائل السعادة وكل اللحظات التي يمكنها أن تمنحنا ذلك، لكننا أصبحنا نربط كل الأشياء بالمادة حتى أصبحنا نحن أيضا لا نشعر بقيمة كل ما لدينا لأننا فقط لا نملك الأكبر منه، بدلا أن نكون سعداء بامتلاك وظيفة، سيارة، منزل صغير، أشخاص محبين، نريد بدل الوظيفة دخلا إضافيا دون الحاجة للعمل، سيارة فارهة، منزلا يشبه القصور في المسلسلات، ونريد أيضاً أشخاصا يمتلكون كل ذلك لنتمكن من السير معهم.

الكثيرون موهومون بمفاهيم السعادة، ويعتقدون أن المال يمكنه أن يخلق لهم كل ما يبحثون عنه، وهناك صنف من البشر لا يعتقد أن الماديات غير مهمة، لكن الأصح القول إنها ليست الأمر الوحيد المُهم في حياتنا لتحقيق السعادة، فإلى جانب المال يجب أن نحقق السعادة عبر عدة طرق.

وأخيرًا.. إن السعادة شعور يسكن في داوخلنا، لكننا لا نسكنه ولا ننتمي إليه، السعادة هي الشيء الذي يمكن أن نصنعه إذا ما آمنا أنه يعيش فينا، لكنه بحاجة دائمًا لقوى داخلية لتُخرجه لنتمكن من رؤيته.. وأنتهز هذه السانحة كي أوجه شكري لكل من يمنحني السعادة، بكلمة طيبة صادقة تخرج من القلب، وبابتسامة صادقة ترتسم على مُحيّاه، وصادق امتناني وعرفاني لكل من يسعى لخلق أجواء من السعادة والاطمئنان في هذه الحياة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

جودة الحياة والبلديات

دأب الصديق العزيز الاستاذ محمد بكر سندي وغيره من السادة الزملاء كتاب الرأي في صحافتنا السعودية، على التطرق الى عدم إستجابة بعض البلديات لملاحظات وشكاوى المواطنين، من سوءات أداء البلديات وأسبابها.

في هذه العجالة سأحاول أن أسلِّط الضوء على تلك الأسباب من خلال السطور التالية:
يعدّ دور البلديات حاسمًا في تحسين جودة الحياة للسكان، حيث تعتبر الجهة المسؤولة عن تقديم الخدمات العامة وإدارة شؤون المدن والقرى، تشمل مسؤولياتها توفير المياه والكهرباء للشوارع والمرافق العامة، صيانة الطرق، وتنظيم وتشجير المساحات العامة، ممّا يجعلها حلقة وصل حيوية بين المواطنين وجودة الحياة، ومع ذلك يعاني الكثير من المواطنين من تجاهل البلديات لملاحظاتهم وشكاواهم، ممّا يؤثر سلبًا على حياتهم اليومية.

تعود أسباب عدم استجابة البلديات بشكل فعَّال إلى عدة عوامل، أبرزها:
البيروقراطية المعقَّدة، والروتين الإداري، الذي يؤدي إلى تأخير تنفيذ الحلول المقترحة، . بالإضافة إلى ذلك تعاني بعض البلديات من نقص حادّ في الموارد المالية والبشرية، ممّا يحد من قدرتها على التعامل بفعالية مع شكاوى المواطنين، كما أن غياب التخطيط الاستراتيجي، وعدم وضوح الرؤية، يعرقلان البلديات عن التعامل مع المشاكل اليومية بفعالية. ضعف التواصل بين البلديات والسكان، يمثّل أيضًا عائقًا كبيرًا أمام الإستجابة السريعة لملاحظات المواطنين.

هذه المشكلات، تؤدي إلى تداعيات خطيرة على المجتمع، فتتدهور جودة الحياة نتيجة تجاهل مشكلات مثل الصرف الصحي، وصيانة الطرق، ونظافة الشوارع، والتخلُّص من الحشرات والقوارض، والحيوانات الضالة.
كما أن تجاهل ملاحظات السكان، يضعف الثقة بين المواطنين والبلديات، بالإضافة إلى أن عدم الاستجابة الفعّالة، يعوق التنمية المستدامة، حيث تتفاقم المشاكل مع مرور الوقت، ممّا يجعل حلها أكثر صعوبة.

ولتحّسين استجابة البلديات، يجب تعزيز الشفافية، والمساءلة، من خلال فتح قنوات تواصل فعّالة مع المواطنين، ونشر تقارير دورية، توضح كيفية التعامل مع الشكاوى.

كما يمكن للتكنولوجيا، أن تلعب دورًا محوريًا هنا، من خلال تطبيقات إلكترونية، ومنصّات التواصل الاجتماعي، التي تسهِّل التواصل بين البلديات، والمواطنين، إضافة إلى أنه يجب زيادة وعي ادارة البلديات، ومنسوبيها، بأهمية الاستماع للمجتمع.
في النهاية، استجابة البلديات التفاعلية لملاحظات السكان، هي مؤشر على التزامهم برفاهية المواطنين، والعمل على تحّسين جودة حياتهم وفق رؤية 2030.

مقالات مشابهة

  • كلية الإمارات للتطوير التربوي تطرح مسارات جديدة
  • جودة الحياة والبلديات
  • عادات ستجعلك أكثر نجاحًا
  • أستاذ طب نفسي: القراءة تدعم الشخص بهرمونات السعادة وتعالج التوتر والقلق
  • ليست وليدة اللحظة.. القصة الكاملة لشبكات الابتزاز في العراق
  • ليست وليدة اللحظة.. القصة الكاملة لشبكات الابتزاز في العراق - عاجل
  • «التخطيط»: اجتماع الوزيرة مع ممثل الأمم المتحدة بحث مسارات تعاون مشتركة
  • جوميز: الأهلي فريق قوي لكننا مرشحون للتتويج بالسوبر
  • جوميز: الأهلي فريق قوي لكننا مرشحون للسوبر
  • من هم الأطفال الأكثر رفاهية في الدول العربية؟