جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-27@05:57:17 GMT

مسارات السعادة!

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

مسارات السعادة!

 

مدرين المكتومية

في كثير من الأوقات قد ننسى أنَّ الحياة لا تستحق كل هذه الهرولة نحو اللامعلوم دون توقف، وكأننا نقتفي أثر شيء ما أضعناه في إحدى محطاتنا المُتعددة، نلهث دون توقف بحثًا عمّا نسميه "السعادة"، ولربما اعتقد البعض أنَّ تلك السعادة التي نفتش عنها في كل ركن من أركان حياتنا، تتمحور حول الأمور المادية فقط، دون إدراكنا- ولو للحظة- أن كل نماذج ومسارات السعادة المُعلقة على أمور بعينها قد تختفي بانتهائها، ولا يتبقى شيء سوى ذكرى عابرة بلذةٍ سريعة بهذه السعادة، لا سيما إذا ارتبطت بالأموال والماديات!

إذا ما تحدثنا عن السعادة من منظور آخر، فإنها تمثل اللحظة التي ندرك فيها أهمية سلامتنا الداخلية وأننا مهما صنعنا ومهما بنينا من علاقات ومهما قدّمنا الكثير من التنازلات، فإنَّ الأمر برمته يعود لذواتنا ومدى إيماننا التام بأنَّ الحياة التي نعيشها بكل لحظاتها وبكل ما نعيشه خلالها هي السعادة بحد ذاتها.

السعادة قرار، فأن تقرر أن تكون سعيدا ذلك يعني أن تتحرك كل دواخلك ومشاعرك وذلك عن طريق ما يُقدمه عقلك من رسائل يمكنها أن تجعل منك شخصا قادرا على أن يكون سعيدا حتى بأبسط الأشياء وأقلها أهمية.

السعادة الحقيقية هي التي تأتي بممارسات بسيطة، دون حاجتنا لأشياء كبيرة، هي أن نشعر بأهمية اللحظة التي نقضيها مع أحدهم ونحن نفضفض ونشرح ونتحدث دون توقف والآخر يستمع إلينا بانتباه شديد على الرغم من أن ما نقوله ليش بغاية الأهمية لكننا في الحقيقة نمتلك شخصاً يُشعرنا بأننا الأهم على الإطلاق وأننا نستحق كل الوقت لكل تلك الحماقات التي قد نبوح بها.

وربما تكون السعادة بمجرد النظر لوجوه الناس وهم يبتسمون، أطفال وهم يلعبون، السعادة في الجلوس في زاوية بأحد الأماكن الأحب إلينا، السعادة بتقاسم نجاحاتنا مع أحدهم، السعادة أن نسعى دائماً لتحقيق شيء ما نعتقد أنه صعب طوال حياتنا، السعادة هي الرحلة التي نقضي أكثر من نصف أعمارنا بحثاً عنها دون أن ندرك أنها بين يدينا، إننا نمتلك كل وسائل السعادة وكل اللحظات التي يمكنها أن تمنحنا ذلك، لكننا أصبحنا نربط كل الأشياء بالمادة حتى أصبحنا نحن أيضا لا نشعر بقيمة كل ما لدينا لأننا فقط لا نملك الأكبر منه، بدلا أن نكون سعداء بامتلاك وظيفة، سيارة، منزل صغير، أشخاص محبين، نريد بدل الوظيفة دخلا إضافيا دون الحاجة للعمل، سيارة فارهة، منزلا يشبه القصور في المسلسلات، ونريد أيضاً أشخاصا يمتلكون كل ذلك لنتمكن من السير معهم.

الكثيرون موهومون بمفاهيم السعادة، ويعتقدون أن المال يمكنه أن يخلق لهم كل ما يبحثون عنه، وهناك صنف من البشر لا يعتقد أن الماديات غير مهمة، لكن الأصح القول إنها ليست الأمر الوحيد المُهم في حياتنا لتحقيق السعادة، فإلى جانب المال يجب أن نحقق السعادة عبر عدة طرق.

وأخيرًا.. إن السعادة شعور يسكن في داوخلنا، لكننا لا نسكنه ولا ننتمي إليه، السعادة هي الشيء الذي يمكن أن نصنعه إذا ما آمنا أنه يعيش فينا، لكنه بحاجة دائمًا لقوى داخلية لتُخرجه لنتمكن من رؤيته.. وأنتهز هذه السانحة كي أوجه شكري لكل من يمنحني السعادة، بكلمة طيبة صادقة تخرج من القلب، وبابتسامة صادقة ترتسم على مُحيّاه، وصادق امتناني وعرفاني لكل من يسعى لخلق أجواء من السعادة والاطمئنان في هذه الحياة.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

8 مسارات تنزه هادئة لا يعرفها محبو السياحة الآسيوية

ينتقد خبراء السياحة كبرى المدن الآسيوية التي يعتبرونها "غابات خرسانية" مزدحمة يعكر صفوها الزحام المروري الكثيف، وتتخلله أصوات عشرات آلاف الدراجات النارية التي لا تهدأ.

بعض المدن عُرفت بالضباب الدخاني والتلوث، بينما تُشتهر العاصمة الإندونيسية جاكرتا مثلا، بمشكلة "الماتشيت" (Macet)، وهو الزحام المروري الذي قد يستغرق ساعتين أو 3 للوصول إلى مكان يستغرق عادةً 10 إلى 15 دقيقة فقط في الأوضاع الطبيعية.

تعرف جاكرتا باختناقات مرورية قد تستغرق ساعتين أو ثلاث ساعات للوصول إلى وجهة معينة (وكالة الأنباء الألمانية)

ومع ذلك، ورغم هذه التحديات، تضم أشهر المدن الآسيوية مسارات مشي وتسلق تستحق الزيارة. وقد قام فريق من مزودي خدمات حجز السفر في شركة "أغودا" بإعداد قائمة بـ5 من مساراتهم المفضلة التي تقدم "رؤية لا تضاهى لبعض أكثر مدن آسيا حيوية"، وتجمع بين "الحياة المدنية والطبيعة في توازن مثالي":

1- مسار "بوكيت ناناس" في كوالالمبور

لا يتطلب التجوّل في مسار "بوكيت ناناس" الكثير من الطاقة البدنية رغم الحرارة الشديدة أحيانا أو الرطوبة الموسمية وأمطار موسم الرياح الموسمية. وتقع محمية "بوكيت ناناس" الطبيعية، في كوالالمبور، أكبر مدن ماليزيا وموطن برجي بتروناس التوأم، اللذين كانا أطول مبنيين في العالم لفترة في التسعينيات.

ويوفر هذا الدرب "تجربة فريدة تتمثل في التنزه عبر غابة استوائية وسط المدينة"، ويُوصف بأنه "سهل نسبيا".

2- تل الفيل في تايبيه

في تايوان، يُنصح الزوار بتجربة صعود تل الفيل الذي يقدم إطلالات رائعة على أفق مدينة تايبيه. هذا المسار مثالي لأولئك الذين يرغبون في التمتع بمناظر خلابة من دون بذل جهد بدني كبير.

3- مسارات الطبيعة في سنغافورة يمكن لزوار جزيرة بولاو أوبين في سنغافورة استكشاف محمية تشيك جاوا الطبيعية (وكالة الأنباء الألمانية)

تشتهر سنغافورة، التي تتميز بتخطيطها الحضري الدقيق وطابعها الحداثي، بالعديد من الحدائق والمساحات الخضراء. ومن بين الخيارات هناك "بولاو أوبين"، وهي جزيرة صغيرة تحتوي على مسارات للدراجات والمشي تمر عبر غابات المنغروف. وتقدم هذه الجزيرة فرصة لاستكشاف الحياة القروية كما كانت في الستينيات.

كما يوصى أيضا بزيارة مسار الجنوب المتصل، وهو مسار بطول 10 كيلومترات يمر عبر سلسلة من الحدائق والمناطق الطبيعية المترابطة.

4- نامسان في سيول

لأولئك الذين يبحثون عن تجربة أكثر تحديا، يُمكنهم التوجه إلى سيول وصعود جبل نامسان للوصول إلى برج "إن سيول" الشهير.

يطل برج إن سيول الواقع على قمة جبل نامسان على مركز عاصمة كوريا الجنوبية (وكالة الأنباء الألمانية)

ويوفر هذا المسار إطلالات خلابة على المدينة، كما يتيح للزوار تعليق قفل يحمل أسماء الأحباء، في تقليد مشابه لجسر الفنون في العاصمة الفرنسية باريس.

5- ظهر التنين في هونغ كونغ

أما أصعب المسارات في القائمة، فهو ظهر التنين، الذي يأخذ المتنزه في رحلة صعود وهبوط ومن ثم صعود آخر ليحظى بإطلالة مدهشة على هونغ كونغ وبحر جنوب الصين.

مسارات أخرى تستحق الاستكشاف

كما تحتوي دول آسيا على مسارات أخرى جديرة بالاستكشاف إلى جانب تلك المذكورة في قائمة "أغودا":

1- يانغون (رانغون)، ميانمار

كانت مدينة يانغون (رانغون) الأكبر في ميانمار توفر فرصة للتنزه حول بحيرة إينيا، حيث كان المشي على ضفافها المزينة بالزهور تجربة مميزة، قبل أن تعود البلاد إلى أجواء الحرب الأهلية في 2021.

وكانت تلك المنطقة تشكل عالما مغايرا تماما لصخب المدينة وزحامها المروري، فضلا عن غياب الأرصفة والنفايات المتناثرة الناتجة عن نباتات التنبول.

2- شيانغ ماي، تايلند

عبر الحدود بين ميانمار وتايلند، تقدم شيانغ ماي مسارا شجريا يؤدي إلى دوي سوثيب، وهو تل يبلغ ارتفاعه 1600 متر.

يضم هذا التل معبدا بوذيا يعود إلى القرن الـ14 ويحمل الاسم نفسه. والرحلة تنتهي بدرج مكون من 306 درجات.

3- ديلي، تيمور الشرقية

تقع العاصمة ديلي عند سفوح التلال التي يمكن للزوار المغامرين تسلقها. ويبقى النشاط الأسهل هو التنزه على طول ساحل المدينة لمسافة تتراوح بين 5 و6 كيلومترات وصولا إلى شاطئ كريستو ري. ويمر هذا المسار بين شواطئ مزينة بأشجار النخيل ويتيح للزوار الاستمتاع برائحة الأسماك الطازجة المشوية على الفحم.

من هناك، ينتظر المتنزهين تسلق آخر مع 570 درجة تؤدي إلى نسخة مصغرة من تمثال المسيح الفادي الشهير في ريو دي جانيرو، حيث يمكنهم الاستمتاع بإطلالات خلابة على الساحل الشمالي لتيمور الشرقية.

وتكشف هذه المسارات أن مدن آسيا ليست فقط وجهات مليئة بالضوضاء والزحام المروري، بل تضم أيضا أماكن مذهلة للتنزه والمشي، تجمع بين صخب الحياة المدنية وسحر الطبيعة، وهذا يمنح المسافرين تجارب لا تُنسى وفرصة لاستكشاف الجوانب الخفية لهذه المدن الحيوية.

مقالات مشابهة

  • ندوة " انتبه… واستخدمها صح السوشيال ميديا في حياتنا".. لقاء مركز إعلام الفيوم
  • 8 مسارات تنزه هادئة لا يعرفها محبو السياحة الآسيوية
  • خيارات الإنسان: ما بين السعادة والشقآء
  • اختراعات تحدد شكل حياتنا في المستقبل.. تعرّف على علامات اختراق حساباتك
  • عمرو وهبة وزوجته سلمى في ضيافة "صاحبة السعادة" الليلة
  • رئيس اتحاد الصناعات: الصناعة حياتنا وواقعنا.. ومستمرون مهما كانت الأزمات
  • العرادي: التخلف أصاب كل حياتنا في ليبيا
  • الانواء الجوية تُحذر: سحب ركامية وامطار رعدية ستؤثر على مسارات الطيران فوق العراق
  • عابدة سلطان.. الأميرة الهندية المسلمة التي تحدت التقاليد وواجهت الحياة بشجاعة
  • البابا فرنسيس: في الحب فقط تجد حياتنا النور والمعنى!