«بين ثقافتين».. معرض فني يسلط الضوء على التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية واليمنية
تاريخ النشر: 10th, August 2023 GMT
يمن مونيتور/متابعات
تحتضن مدينة الرياض معرضاً فنياً فريداً من نوعه، يضيء على وجهَي التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية والثقافات الأخرى؛ ويركز، في نسخته الأولى التي تنطلق في سبتمبر (أيلول) المقبل، على ثقافة الجمهورية اليمنية، ويستعرض كذلك تفاصيل ثقافية وفنية وإبداعية تقاطعت مع الثقافة السعودية.
في هذا السياق، تستعد وزارة الثقافة لتنظيم معرض «بين ثقافتَين»، بوصفه متعدّد التخصّص، يبحث في الثقافات من حول العالم ويُعرّف بها، مضيئاً على أوجه التشابه والاختلاف بين الثقافة السعودية ومختلف الثقافات الإنسانية والتلوينات الفنية والاجتماعية المتعدّدة.
التنوّع والانفتاح
ووفقا للصحيفة “الشرق الأوسط”، يتجلّى مفهوم التقاطع في تفاصيل المعرض، حيث تلتقي التجارب الإنسانية في ميادين مشتركة تعكس وعي الإنسان بذاته ومحيطه وسط استجابته للتحديات، ونظرته إلى الحياة المتمثّلة في الموسيقى والأزياء والفنون والألعاب الشعبية، بوصفها أيقونات التعبير الإنساني. وهو يركّز على ثقافة الجمهورية اليمنية لتبيان ارتباطها بالثقافة السعودية، متناولاً جوانب مختلفة كالأزياء والفنون البصرية والعمارة والتصميم وفنون الطهي؛ وذلك من أجل تعزيز التبادل والتعاون الثقافي بين المملكة واليمن.
وإذ صُمّم المعرض بناء على مفهوم التقاطع الذي يأخذ الزائر إلى اللامحدودية، يُعرض التبادل الثقافي في هذه التقاطعات عبر مفهومين أساسيين؛ أولهما الوضوح الذي يضيء على أوجه الشبه والاختلاف والقواسم المشتركة، وثانيهما الشفافية التي ترمز إلى الانفتاح بين الثقافات.
رحلة بين المسافات الثقافية
رحلة ثريّة تنتظر زوّار «بين ثقافتين»، تبدأ مع البوابة الرئيسية حيث تطلّ الأشكال الهندسية بطريقة متقاطعة يتجلّى فيها المفهوم الإبداعي الأساسي للمعرض، فيما تنتظر الحاضرين مجموعةٌ من الصور والمقاطع المتحرّكة التي تحاكي أوجه التشابه بين الثقافتين، وتُعزف في الخلفية مقطوعات موسيقية من الثقافتَين السعودية واليمنية تُضفي لمسة وجدانية ملهمة.
وفي منطقة الاستقبال، يختار المنظّمون مفردات تُرحّب بالزوّار باللهجتين السعودية واليمنية، فيما المرشدون يرتدون أزياء مستوحاة من النقوش السعودية واليمنية المعاصرة تمتاز بخاماتٍ غنيّة بالألوان. كذلك تعجّ أركان المعرض بمحتوى إبداعي يربط بين الثقافتين عبر أشكال لفنانين سعوديين ويمنيين، عبر رحلة داخل الأقسام والموضوعات المتنوّعة. وهي تبدأ بقسم «بين جسور الفن» الذي يركّز على الشعر والإيقاع واللحن، إلى الجذور والأصالة والتآلُف والمؤاخاة، ومن ثَمّ قسم «بين الطين والعمارة» المتمثّل في الزخارف والفنون والطوب والحجر، وقسم «بين الإرث والثقافة» الذي يشمل «التاريخ والحاضر»، و«قصة وخلود»، و«الواقع والافتراضي»، إلى «الخيال والطبيعة»، و«الجبال والبحار»، و«الضباب والحجارة». وأخيراً تزدهر الفنون في أقسام «الزِيّ والحُليّ» الذي يركّز على القصص والأزياء، والخيوط والنسيج، والزينة والحُليّ، و«اللقطة والذكرى».
ومع نهاية الرحلة، يجد الزائر نفسه أمام بوابة الخروج التي ستُستخدم عندها «القمرية» لتُعطي طابعاً فنياً مفعماً بالألوان، وهي التي برز دورها الوظيفي والجمالي في العمارة اليمنية في وقت مبكر. ومن «القمرية» سيصل إلى منطقة «الجود والكرم»، حيث تُعرض في المطاعم والمقاهي المأكولات والمشروبات السعودية واليمنية المشتركة، مثل تحميص بنّ القهوة اليمني ودمجه مع الهيل السعودي، وتوزيع الحلويات المشتركة مثل العريكة؛ والأطباق المشتركة مثل المعصوب والمندي. وفي نهاية المنطقة، يدخل الزائر إلى سوق مصغَّرة يجري فيها استيراد أهم المنتجات اليمنية وبيعها، إلى المنتجات والمحاصيل السعودية.
التنوّع في سياق فنّي معاصر
وأيضاً، يعكس المعرض التنوّع بين التجربتين الفنية والثقافية والإنسانية في السعودية واليمن، وذلك في سياق معاصر يثري معرفة الزوّار بتفاصيل الثقافتين، والتعريف بالتاريخ الفنّي للبلدين، وبلدان أخرى ستنضمّ إلى النسخ المقبلة بهدف مضاعفة أواصر العلاقات بين الشعوب والاحتفاء بتجاربها الفنية.
ويشكّل «بين ثقافتين» خطوة سعودية لتعزيز التبادل الثقافي الدولي، بوصفه أحد أهداف الوزارة الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها تحت مظلة «رؤية 2030»، اعتزازاً بالهوية السعودية، والتعريف بثقافة المملكة وامتدادها داخلياً وخارجياً، بالإضافة إلى دور المعرض في نشر أعمال وإنجازات نخبة من المصمّمين والفنانين التشكيليين والمهندسين المعماريين السعوديين، والاحتفاء بها؛ وسط مشاركة مواهب شابة ومؤسّسات سعودية ناشئة، واستضافة فنانين من العالم في كل نسخة.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: التاريخ الثقافة الجغرافيا السعودية اليمن الثقافة السعودیة
إقرأ أيضاً:
معرض القاهرة للكتاب يقترب من الـ3 ملايين زائر منذ فتح أبوابه للجمهور
سجل معرض القاهرة الدولي للكتاب حضورًا جماهيريًا كبيرًا، يوم الخميس 30 يناير 2025، بلغ نحو 497.255 ألف زائرًا، ليصل بذلك إجمالي عدد زائريه حتى الآن إلى 2.768.780 زائر، أي ما يقترب من الثلاثة ملايين زائر، منذ فتح أبواب المعرض للجمهور.
وأبدى الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، سعادته بما يشهده معرض الكتاب من زخم، من حيث الحضور الجماهيري الملحوظ، والمحتوى المتنوع لفعالياته، فضلًا عن حالة التفاع بين جمهور المعرض بمختلف الجنسيات، قائلًا: « إن معرض الكتاب قد أضحى بوتقة حضارية تنصهر خلالها ثقافات العالم، وهو ما يأتي تفعيلًا لمنهجية الدولة المصرية، ورسالتها الرامية دائمًا، لاستثمار الثقافة في التقريب بين الشعوب».
ووجه وزير الثقافة، الشكر، للقائمين على تنظيم المعرض والإعداد لفعالياته المتعددة، وحثهم على بذل المزيد، والاستمرار في تقديم خدمة ثقافية متميزة للجمهور المصري، خلال أيام المعرض القادمة.
الجدير بالذكر أن فعاليات الدورة الـ 56 لمعرض القاهرة الدُولي للكتاب، تأتي برعاية كريمة من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، تحت شعار: "اقرأ… في البدء كان الكلمة"، وتستمر حتى 5 فبراير المُقبل، وذلك بمركز مصر للمعارض الدولية، بالتجمع الخامس.
وتحل عليه "سلطنة عُمان" ضيف شرف هذه الدورة، وتم اختيار اسم الدكتور أحمد مستجير، العالم والأديب المصري، شخصية المعرض، واسم الكاتبة فاطمة المعدول، شخصية معرض كتاب الطفل.
ويأتي المعرض بمشاركة 1345 دار نشر من 80 دولة و 6150 عارضًا للإصدارات الأدبية والفكرية، وتشارك فيه 80 دولة، تمثل قارات العالم، ومن بينهم أكثر من 10 دول تشارك لأول مرة وهي: تشيلي، بلجيكا، الكونغو، رومانيا، بلغاريا، النمسا، بليز، بيرو، هولندا، سورنام، كولومبيا، فيتنام، تنزانيا، سنغافورة، وبوليفيا، ويشتمل المعرض برنامجًا ثقافيًا ثريًا يضم أكثر من 600 فعالية متنوعة.
اقرأ أيضاًبحضور نخبة من الخبراء.. معرض الكتاب يستعرض أهمية المتاحف المصرية المتخصصة
معرض الكتاب يناقش «فك شفرة الرجال والنساء» لـ آيات الحداد
الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش التراث والثقافة بين السودان وموريتانيا