الجزيرة:
2025-02-01@19:03:11 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

الجزائر- برز بشكل لافت في رئاسيات 2024 بالجزائر تعويل المرشحين على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعلهم يخصصون فرقا تقنية محترفة في وسائل "الميديا الجديدة"، لمشاركة الناخبين محتويات البرامج الانتخابية والترويج لالتزامات المرشح الرئاسي، بعدما تحولت التجمعات الحزبية داخل القاعات إلى لقاءات مناضلين لتعبئة القواعد التنظيمية "محدودة التأثير الاجتماعي".

وإذا كان هناك من يعتبر تلك الوسائل فعالة انتخابيا بالنظر إلى سرعتها وانتشارها وطبيعة موادها الدعائية، ونقص تكلفتها المادية والبشرية، يؤكد مراقبون محدودية تأثيرها قياسا بشريحة الناخبين التي تبقى في عمومها من فئات عمرية متقدمة و"أميّة" وغير مندمجة في تكنولوجيات الاتصال الحديثة.

وبخصوص القاعدة اللوجستية لتكنولوجيا الاتصال ومؤشرات منصات التواصل في الجزائر، يكشف آخر تقرير رقمي لسنة 2024 عن الموقع المتخصص "داتا ريبورتال"، عن بلوغ عدد خطوط الهاتف النقال 50.65 مليون خط هاتفي، بينما وصل مستعملو الإنترنت 33.49 مليون مستعمل بمعدل 72.9 من عدد السكان.

حساب المرشح حساني شريف على فيسبوك (مواقع التواصل) تحكّم

ويشير التقرير نفسه إلى أنّ متوسط تدفق الإنترنت في الجزائر يقدر بـ21.36 ميغابايتا في الثانية للهاتف النقال و12.32 ميغابايتا في الثانية للإنترنت الثابت.

أما عدد مستخدمي فيسبوك فقد بلغ حوالي 24.85 مليون مستخدم، متجاوزا منصة يوتيوب بـ22.80 مليون مستخدم، ثم إنستغرام بـ11.40 مليون مستخدم، ورابعا سناب شات بـ7.88 ملايين مستخدم، قبل شبكة "لينكد إن" بـ3.90 ملايين مستخدم، وأخيرا منصة إكس بـ1.24 مليون مستخدم. ولأول مرة تتاح إحصائيات تيك توك بـ17.42 مليون مستخدم، وفق التقرير ذاته.

وفي تعقيبه على أهمية هذه المؤشرات، يؤكد يزيد أقدال، خبير الرقمنة وتكنولوجيات المعلومات، على مراعاة مجموعة ملاحظات أساسيّة.

وفي حديث للجزيرة نت، يشير إلى ضرورة معرفة الفئات العمرية المستعملة لوسائل التواصل بالإنترنت، وهل هي ضمن قائمة الناخبين أم لا، إضافة إلى مدى تحكّم خلايا المترشحين المتخصصة في "الميديا الجديدة" في التقنيات التي تسمح بانتشار أكبر للمحتوى المُسوّق.

في السياق، يكشف أحمد الأمين بوعدي، مسؤول الإعلام الرقمي بمديرية حملة المترشح حساني شريف عبد العالي، عن استهداف 100 مليون وصول إلكتروني خلال فترة الحملة وعبر الفضاءات الرسمية فقط.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح أنّ الموقع الإلكتروني الرسمي مزود بتقنية المحادثة الذكية "شات بوت"، للسماح للمواطنين بمحاورة المترشح بشكل مباشر وسؤاله عن برنامجه الانتخابي، المرفق باللغتين العربية والفرنسية، والمُضمّن في بطاقة "كيو آر" بكل التصاميم.

وأكد المتحدث أن مرشح حركة مجتمع السلم يمتلك حسابات في كل المنصات التي يشرف عليها فريقه، ابتداء بصفحته على فيسبوك بـ217 ألف متابع، حيث حققت 20 مليون وصول إلكتروني منذ بدء الحملة في 15 أغسطس/آب الجاري، إضافة إلى حساب تيكتوك بـ40 ألف متابع، مع منصات أخرى.

كما يشرف الفريق على إنتاج كل أنواع المادة المرئية والصوتية لتغطية الجولات والتجمعات، مع ألبومات الصور وملخصات الفيديو واقتباسات التصريحات، وإخراج برنامج المترشح باعتماد الفيديو غرافيك، ليتم نشرها بمعدل 15 إلى 20 منشورا يوميا لكل منصة، يضيف بوعدي.

حساب المرشح يوسف أوشيش على فيسبوك (مواقع التواصل) تفاعل

من جهته، أكد وليد زعنابي، نائب مديرية حملة المترشح يوسف أوشيش، تشكيل خلية للاتصال الرقمي، يؤطرها فريق من الشباب المتمكنين من التكنولوجيات الحديثة، تم تكوينهم مسبقا حول تسيير المحتوى السياسي والدعاية الانتخابية وكيفية تحقيق أهدافها.

وقال زعنابي للجزيرة نت إن التفاعل على شبكاتهم التواصلية زاد زيادة لافتة خلال الحملة الانتخابية، ويعملون للرد على كل المهتمين وتوجيههم، و"الأهم أنهم يسعون إلى تثمين هذه الحركية لتحقيق أهداف جبهة القوى الاشتراكية وتعزيز انتشارها الوطني".

أما صفحة المترشح عبد المجيد تبون على فيسبوك، والتي يظهر عليها 92 ألف متابع حتى الآن، فقد ركزت على التفاعل مع المواطنين، بتلقّي انشغالاتهم اليومية، باعتبارهم يخاطبون رئيسا متقدما لعهدة ثانية. لذلك تبرز كثيرا على الصفحة القضايا اليومية في تعليقات المواطنين، من قبيل مطالب برفع منحة البطالة وتوسيعها وزيادة السكن الاجتماعي وتوفير العمل والتوازن التنموي بين جهات الوطن.

ويُلاحظ أن فريق الصفحة حريص على التعقيب التفاعلي بإبراز التزامات الرئيس المترشح تجاه المواطنين للمرحلة القادمة، في محاولة لإقناعهم بتجديد الثقة في شخصه.

حساب المرشح عبد المجيد تبون على فيسبوك (مواقع التواصل)

وعن التأثير المتوقع لاستخدام مرشحي الرئاسيات لتلك الوسائط على تقليص العزوف الشبابي الانتخابي، أكد محمد دحماني، مدير مخبر بحوث ودراسات في الميديا الجديدة بجامعة محمد بوضياف بمحافظة المسيلة، أن لها أدوارا مهمة للإقناع في الحملات الانتخابية بالجزائر.

وأرجع ذلك إلى توسع استخدام التكنولوجيات الحديثة بين الجزائريين، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن 75% من إجمالي السكان فوق 18 سنة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي، فإن استخدام هذه الوسائط بفعالية من قبل المرشحين يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليص العزوف عن المشاركة السياسية، وفق تقديره.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح دحماني أن وسائل الإعلام الجديدة تمنح المرشحين القدرة على التواصل المباشر مع الشباب، ومشاركتهم في النقاشات وتقديم برامجهم الانتخابية بطريقة جذابة ومبتكرة. كما أنه يمكن للمرشحين من خلال منصات فيسبوك، وإكس، وإنستغرام، الوصول إلى جمهور واسع، وبناء تفاعل مستمر معه، مما يعزز من انخراط الشباب في العملية الانتخابية، حسب تقديره.

زيادة ملحوظة

وفي مسح كمي ونوعي لحضور "الميديا الجديدة" في الاستحقاق الرئاسي الحالي، أكد دحماني أن هناك زيادة ملحوظة في تفاعل الشباب مع المحتوى الانتخابي على وسائل التواصل من خلال التعليقات، والإعجابات، والمشاركة، مما يعكس رغبة في الانخراط بالعملية الانتخابية.

وشدد الباحث المختص على أن الرسائل المتوافقة مع اهتمامات الشباب وقيمهم تساهم في تعزيز الثقة بين المرشحين والشباب، مما يقلل من حالة اللامبالاة تجاه الانتخابات. وينبه إلى أن تأثير هذه الوسائل يظل مرتبطا بعدة عوامل، على رأسها مستوى التفاعل مع المحتوى المقدم، ومدى ثقة الناخبين في المعلومات المتداولة، وقدرة المرشحين على تقديم رسائل تعكس تطلعات الناخبين.

ولا يمكن كذلك تجاهل العوامل التقليدية في الاستقطاب الانتخابي، مثل الولاءات الحزبية والتأثيرات القبلية والدينية، ما يفرض على الإعلام الجديد امتلاك إستراتيجيات تواصل مدروسة، تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الجزائري، لضمان نجاحه في توجيه الناخبين، كما يؤكد دحماني.

ومن جهة أخرى، يرى إدريس بولكعيبات، أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة "قسنطينة 3″، أن أكبر شريحة مستخدمة لوسائل التواصل في الجزائر هي من المراهقين دون السن القانونية للمشاركة في الانتخابات. أما القسم الآخر فهو شباب غير مسيّس أو "اللامُنتمي"، وهذا ما يطرح مشكل فشل الأحزاب والمجتمع المدني في استقطاب وهيكلة هذه الطاقة الهائلة لخدمة القضايا الكبرى، حسب رأيه.

وقال بولكعيبات -للجزيرة نت- إن استخدام وسائل التواصل الجديدة في الغالب يكون كفضاء للتنفيس والترفيه وبناء علاقات اجتماعية عن بُعد، وقلما تُستخدم لأغراض سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وسائل التواصل ملیون مستخدم على فیسبوک للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

الجزائر.. توقيف "كوكو القرش" بعد فيديو خادش للحياء

أوقفت السلطات الأمنية في الجزائر أحد المؤثرين المعروفين على مواقع التواصل الاجتماعي، المعروف باسم "كوكو القرش"، وذلك بعد تورطه في قضية تتعلق بالإخلال بالحياء العام، والتحريض على الرذيلة وفساد الأخلاق، وفق ما أعلنته مصالح أمن ولاية الجزائر.

جاء توقيف المؤثر بعد انتشار مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يقوم بسلوك خادش للحياء، ويتلفظ بعبارات نابية خلال بث مباشر على أحد التطبيقات. وأثار الفيديو استياءً واسعاً بين رواد مواقع التواصل، مما دفع السلطات إلى التحرك فوراً.

وباشرت الضبطية القضائية تحقيقاتها بالتنسيق مع النيابة المختصة، حيث تم تحديد هوية المعني بالأمر وتوقيفه، مع مصادرة الأجهزة الإلكترونية التي استخدمت في ارتكاب الفعل، وبعد استكمال الإجراءات القانونية، تم تقديم المتهم أمام النيابة المختصة لمتابعته وفق القوانين المعمول بها.

خلال تكريمها.. مؤثرة صينية تصدم جمهورها بمظهرها الحقيقي - موقع 24شهدت الساحة الرقمية في الصين مفاجأة كبرى عندما ظهرت الستريمر الشهيرة يو تشونغ للمرة الأولى على المسرح خلال حفل توزيع الجوائز، حيث بدت مختلفة تماماً عن الصورة التي اعتاد متابعوها رؤيتها على حساباتها.

يأتي هذا التوقيف في إطار حملة متصاعدة ضد المحتوى الهابط على مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقها جزائريون تحت وسم "لا تجعلوا من الحمقى مشاهير". وقد دفعت هذه الحملة السلطات إلى التحرك ضد المحتوى المسيء الذي ينشره بعض المؤثرين.


وأكدت مصالح أمن ولاية الجزائر أن الإجراءات القانونية ستُتخذ بحق كل من يروج لمحتوى غير أخلاقي عبر الإنترنت، مشددةً على أن هذه التصرفات لا تتماشى مع القيم والأعراف المجتمعية. كما لقيت هذه الخطوات تأييداً واسعاً من الجمهور، الذي دعا إلى مراقبة صارمة للمحتوى المنشور على الإنترنت، ومحاسبة المؤثرين الذين يتجاوزون حدود الأخلاق والقانون.

مقالات مشابهة

  • الجزائر.. توقيف "كوكو القرش" بعد فيديو خادش للحياء
  • هل التسول على وسائل التواصل الاجتماعي جائز؟.. الإفتاء تجيب
  • من الأنس إلى التباهي: دعوة لكسر قيد المظاهر والبهرجة
  • ثغرة أمنية خطيرة في DeepSeek تكشف بيانات مليون مستخدم
  • منشور يشعل فوضى في منتجع تزلّج إيطالي.. ماذا كتب فيه؟
  • 3.8 مليون مستخدم لحافلات النقل العام في عجمان 2024
  • «أمين الفتوى»: التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي حرام شرعًا (فيديو)
  • أمين الفتوى: التسول عبر وسائل التواصل الاجتماعي حرام شرعًا
  • مشروع قانون أمريكي يحظر استخدام الأطفال لمنصات التواصل الاجتماعي
  • هل لاحظته؟.. عطل يضرب «فيسبوك» ويظهر المنشورات القديمة