الجزيرة:
2024-09-15@13:39:49 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

الجزائر- برز بشكل لافت في رئاسيات 2024 بالجزائر تعويل المرشحين على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعلهم يخصصون فرقا تقنية محترفة في وسائل "الميديا الجديدة"، لمشاركة الناخبين محتويات البرامج الانتخابية والترويج لالتزامات المرشح الرئاسي، بعدما تحولت التجمعات الحزبية داخل القاعات إلى لقاءات مناضلين لتعبئة القواعد التنظيمية "محدودة التأثير الاجتماعي".

وإذا كان هناك من يعتبر تلك الوسائل فعالة انتخابيا بالنظر إلى سرعتها وانتشارها وطبيعة موادها الدعائية، ونقص تكلفتها المادية والبشرية، يؤكد مراقبون محدودية تأثيرها قياسا بشريحة الناخبين التي تبقى في عمومها من فئات عمرية متقدمة و"أميّة" وغير مندمجة في تكنولوجيات الاتصال الحديثة.

وبخصوص القاعدة اللوجستية لتكنولوجيا الاتصال ومؤشرات منصات التواصل في الجزائر، يكشف آخر تقرير رقمي لسنة 2024 عن الموقع المتخصص "داتا ريبورتال"، عن بلوغ عدد خطوط الهاتف النقال 50.65 مليون خط هاتفي، بينما وصل مستعملو الإنترنت 33.49 مليون مستعمل بمعدل 72.9 من عدد السكان.

حساب المرشح حساني شريف على فيسبوك (مواقع التواصل) تحكّم

ويشير التقرير نفسه إلى أنّ متوسط تدفق الإنترنت في الجزائر يقدر بـ21.36 ميغابايتا في الثانية للهاتف النقال و12.32 ميغابايتا في الثانية للإنترنت الثابت.

أما عدد مستخدمي فيسبوك فقد بلغ حوالي 24.85 مليون مستخدم، متجاوزا منصة يوتيوب بـ22.80 مليون مستخدم، ثم إنستغرام بـ11.40 مليون مستخدم، ورابعا سناب شات بـ7.88 ملايين مستخدم، قبل شبكة "لينكد إن" بـ3.90 ملايين مستخدم، وأخيرا منصة إكس بـ1.24 مليون مستخدم. ولأول مرة تتاح إحصائيات تيك توك بـ17.42 مليون مستخدم، وفق التقرير ذاته.

وفي تعقيبه على أهمية هذه المؤشرات، يؤكد يزيد أقدال، خبير الرقمنة وتكنولوجيات المعلومات، على مراعاة مجموعة ملاحظات أساسيّة.

وفي حديث للجزيرة نت، يشير إلى ضرورة معرفة الفئات العمرية المستعملة لوسائل التواصل بالإنترنت، وهل هي ضمن قائمة الناخبين أم لا، إضافة إلى مدى تحكّم خلايا المترشحين المتخصصة في "الميديا الجديدة" في التقنيات التي تسمح بانتشار أكبر للمحتوى المُسوّق.

في السياق، يكشف أحمد الأمين بوعدي، مسؤول الإعلام الرقمي بمديرية حملة المترشح حساني شريف عبد العالي، عن استهداف 100 مليون وصول إلكتروني خلال فترة الحملة وعبر الفضاءات الرسمية فقط.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح أنّ الموقع الإلكتروني الرسمي مزود بتقنية المحادثة الذكية "شات بوت"، للسماح للمواطنين بمحاورة المترشح بشكل مباشر وسؤاله عن برنامجه الانتخابي، المرفق باللغتين العربية والفرنسية، والمُضمّن في بطاقة "كيو آر" بكل التصاميم.

وأكد المتحدث أن مرشح حركة مجتمع السلم يمتلك حسابات في كل المنصات التي يشرف عليها فريقه، ابتداء بصفحته على فيسبوك بـ217 ألف متابع، حيث حققت 20 مليون وصول إلكتروني منذ بدء الحملة في 15 أغسطس/آب الجاري، إضافة إلى حساب تيكتوك بـ40 ألف متابع، مع منصات أخرى.

كما يشرف الفريق على إنتاج كل أنواع المادة المرئية والصوتية لتغطية الجولات والتجمعات، مع ألبومات الصور وملخصات الفيديو واقتباسات التصريحات، وإخراج برنامج المترشح باعتماد الفيديو غرافيك، ليتم نشرها بمعدل 15 إلى 20 منشورا يوميا لكل منصة، يضيف بوعدي.

حساب المرشح يوسف أوشيش على فيسبوك (مواقع التواصل) تفاعل

من جهته، أكد وليد زعنابي، نائب مديرية حملة المترشح يوسف أوشيش، تشكيل خلية للاتصال الرقمي، يؤطرها فريق من الشباب المتمكنين من التكنولوجيات الحديثة، تم تكوينهم مسبقا حول تسيير المحتوى السياسي والدعاية الانتخابية وكيفية تحقيق أهدافها.

وقال زعنابي للجزيرة نت إن التفاعل على شبكاتهم التواصلية زاد زيادة لافتة خلال الحملة الانتخابية، ويعملون للرد على كل المهتمين وتوجيههم، و"الأهم أنهم يسعون إلى تثمين هذه الحركية لتحقيق أهداف جبهة القوى الاشتراكية وتعزيز انتشارها الوطني".

أما صفحة المترشح عبد المجيد تبون على فيسبوك، والتي يظهر عليها 92 ألف متابع حتى الآن، فقد ركزت على التفاعل مع المواطنين، بتلقّي انشغالاتهم اليومية، باعتبارهم يخاطبون رئيسا متقدما لعهدة ثانية. لذلك تبرز كثيرا على الصفحة القضايا اليومية في تعليقات المواطنين، من قبيل مطالب برفع منحة البطالة وتوسيعها وزيادة السكن الاجتماعي وتوفير العمل والتوازن التنموي بين جهات الوطن.

ويُلاحظ أن فريق الصفحة حريص على التعقيب التفاعلي بإبراز التزامات الرئيس المترشح تجاه المواطنين للمرحلة القادمة، في محاولة لإقناعهم بتجديد الثقة في شخصه.

حساب المرشح عبد المجيد تبون على فيسبوك (مواقع التواصل)

وعن التأثير المتوقع لاستخدام مرشحي الرئاسيات لتلك الوسائط على تقليص العزوف الشبابي الانتخابي، أكد محمد دحماني، مدير مخبر بحوث ودراسات في الميديا الجديدة بجامعة محمد بوضياف بمحافظة المسيلة، أن لها أدوارا مهمة للإقناع في الحملات الانتخابية بالجزائر.

وأرجع ذلك إلى توسع استخدام التكنولوجيات الحديثة بين الجزائريين، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن 75% من إجمالي السكان فوق 18 سنة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي، فإن استخدام هذه الوسائط بفعالية من قبل المرشحين يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليص العزوف عن المشاركة السياسية، وفق تقديره.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح دحماني أن وسائل الإعلام الجديدة تمنح المرشحين القدرة على التواصل المباشر مع الشباب، ومشاركتهم في النقاشات وتقديم برامجهم الانتخابية بطريقة جذابة ومبتكرة. كما أنه يمكن للمرشحين من خلال منصات فيسبوك، وإكس، وإنستغرام، الوصول إلى جمهور واسع، وبناء تفاعل مستمر معه، مما يعزز من انخراط الشباب في العملية الانتخابية، حسب تقديره.

زيادة ملحوظة

وفي مسح كمي ونوعي لحضور "الميديا الجديدة" في الاستحقاق الرئاسي الحالي، أكد دحماني أن هناك زيادة ملحوظة في تفاعل الشباب مع المحتوى الانتخابي على وسائل التواصل من خلال التعليقات، والإعجابات، والمشاركة، مما يعكس رغبة في الانخراط بالعملية الانتخابية.

وشدد الباحث المختص على أن الرسائل المتوافقة مع اهتمامات الشباب وقيمهم تساهم في تعزيز الثقة بين المرشحين والشباب، مما يقلل من حالة اللامبالاة تجاه الانتخابات. وينبه إلى أن تأثير هذه الوسائل يظل مرتبطا بعدة عوامل، على رأسها مستوى التفاعل مع المحتوى المقدم، ومدى ثقة الناخبين في المعلومات المتداولة، وقدرة المرشحين على تقديم رسائل تعكس تطلعات الناخبين.

ولا يمكن كذلك تجاهل العوامل التقليدية في الاستقطاب الانتخابي، مثل الولاءات الحزبية والتأثيرات القبلية والدينية، ما يفرض على الإعلام الجديد امتلاك إستراتيجيات تواصل مدروسة، تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الجزائري، لضمان نجاحه في توجيه الناخبين، كما يؤكد دحماني.

ومن جهة أخرى، يرى إدريس بولكعيبات، أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة "قسنطينة 3″، أن أكبر شريحة مستخدمة لوسائل التواصل في الجزائر هي من المراهقين دون السن القانونية للمشاركة في الانتخابات. أما القسم الآخر فهو شباب غير مسيّس أو "اللامُنتمي"، وهذا ما يطرح مشكل فشل الأحزاب والمجتمع المدني في استقطاب وهيكلة هذه الطاقة الهائلة لخدمة القضايا الكبرى، حسب رأيه.

وقال بولكعيبات -للجزيرة نت- إن استخدام وسائل التواصل الجديدة في الغالب يكون كفضاء للتنفيس والترفيه وبناء علاقات اجتماعية عن بُعد، وقلما تُستخدم لأغراض سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وسائل التواصل ملیون مستخدم على فیسبوک للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

قطاع الطاقة في الجزائر.. 5 ملفات حيوية أمام الرئيس تبون في الولاية الجديدة (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

الجزائر تستهدف زيادة إنتاج الغاز إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا الجزائر ثالث العالم في احتياطيات الغاز الصخري ولم يُستغل حتى الآن الطاقة المتجددة تتقدم ببطء في الجزائر رغم الإمكانات الطبيعية الجزائر خيار مهم أمام أوروبا لتوفير الغاز والوقود النظيف

تتصدّر ملفات قطاع الطاقة في الجزائر أجندة الرئيس عبدالمجيد تبون الذي فاز بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة بأغلبية مريحة قد تمكّنه من تعزيز الإصلاحات الاقتصادية في البلاد.

ويمتلك قطاع الطاقة الجزائري العديد من المميزات التي جعلت البلاد عنصرًا مهمًا في تحقيق أمن الطاقة للدول الأوروبية الحالي والمستقبلي، مع وجود فرص ضخمة على صعيد تصدير الهيدروجين والكهرباء المتجددة، وفقًا لوحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ومع تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ورغبة دول القارة العجوز في الابتعاد عن الغاز الروسي، ظهرت الجزائر بصفتها بديلًا أمام أوروبا يدعمها موقعها الجغرافي القريب وخطوط الأنابيب التي تربطها مع بعض دول القارة.

ولدى قطاع الطاقة في الجزائر خطط طموحة من المتوقع أن تكون على أجندة الرئيس تبون بعد إعادة انتخابه، وتستعرض وحدة أبحاث الطاقة أبرز تلك الملفات والخطط.

1- إنتاج الغاز وتصديره

تستهدف الجزائر زيادة إنتاجها من الغاز خلال السنوات الـ5 المقبلة إلى 200 مليار متر مكعب سنويًا، بهدف زيادة صادرات البلاد وتلبية الطلب المحلي المتزايد.

ويخطّط قطاع الطاقة في الجزائر لزيادة صادرات البلاد من الغاز الطبيعي إلى 100 مليار متر مكعب سنويًا، عبر توقيع صفقات تصديرية جديدة، خصوصًا مع القارة الأوروبية الباحثة عن بدائل للغاز الروسي.

منشأة نفطية في الجزائر – الصورة من شركة سوناطراك

وبحسب الأرقام الحكومية، وصل متوسط إنتاج الغاز الجزائري خلال السنوات الأخيرة لـ137 مليار متر مكعب، في حين تُظهر بيانات منظمة (أوبك)، أن إنتاج الجزائر من الغاز ارتفع إلى 104.27 مليار متر مكعب خلال 2023، مقابل 100.51 مليار متر مكعب في 2022، لتتصدّر الدول الأفريقية في حجم الإنتاج.

كما تصدّرت الجزائر القارة الأفريقية في تصدير الغاز المسال خلال العام الماضي، لتتخطى نيجيريا لأول مرة منذ عام 2010 بحجم صادرات بلغ 12.9 مليون طن خلال عام 2023، مقارنة بنحو 10.2 مليون طن عام 2022.

ومع ذلك، توضح بيانات وحدة أبحاث الطاقة، أن إجمالي صادرات الغاز المسال الجزائرية انخفض إلى 6.96 مليون طن خلال المدة من يناير/كانون الثاني حتى نهاية يوليو/تموز 2024، مقابل 7.35 مليون طن في المدة نفسها من 2023.

وفي الوقت نفسه، تظهر البيانات أن الجزائر وفّرت 11.3% من احتياجات أوروبا من الغاز المسال خلال مدة الأشهر الـ7 من العام الجاري بكمية 6.93 مليون طن، لتذهب معظم الشحنات إلى أوروبا وتحل في المركز الثالث، وفقًا لما يظهره الرسم البياني الآتي:

2- تحديات الغاز الصخري

يمتلك قطاع الطاقة في الجزائر احتياطيات من الغاز تصل إلى 4.5 تريليون متر مكعب، تضعها في المركز الثاني بعد نيجيريا ضمن قائمة أكبر الدول الأفريقية امتلاكًا لاحتياطياته، وفقًا لتقديرات أويل آند غاز جورنال.

كما تأتي البلاد في المركز الثالث على المستوى العالمي ضمن قائمة أكبر الدول امتلاكًا لاحتياطيات الغاز الصخري بموارد قابلة للاستخراج تُقدّر بـ707 تريليونات قدم مكعبة، ليكون استغلاله واستخراجه من بين أبرز الملفات أمام الرئيس تبون لدعم هدف زيادة الإنتاج والتصدير.

وفي مقابل ذلك، ما يزال يواجه تطوير الغاز الصخري في الجزائر العديد من التحديات على الرغم من خطط استغلاله التي تعود إلى عقد من الزمن تقريبًا.

وتعرّضت خطة شركة سوناطراك الحكومية المعلنة في عام 2014، التي استهدفت بدء الإنتاج من الغاز الصخري في 2022، للعديد من الصعوبات، ومن بينها وقف أعمال البحث في 2016 على الرغم من نجاحها بحفر أول بئرين، بعد احتجاج سكان المنطقة.

كما تسبّبت الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر في مارس/آذار 2019 ضد ترشح عبدالعزيز بوتفليقة لمدة رئاسية خامسة، في توقف المحادثات بين شركة إكسون موبيل الأميركية وسوناطراك لتطوير حقل غاز صخري في حوض أحنات.

ومن المتوقع أن تشهد المدة الثانية للرئيس تبون بدء الإنتاج من الغاز الصخري، مع عودة المحادثات الممتدة منذ فبراير/شباط 2024، مع شركتي شيفرون وإكسون موبيل الأميركيتين للتنقيب عن موارد الغاز الصخري في البلاد.

يُشار إلى أن الغاز الصّخري يتكون داخل صخور السجيل التي تحتوي على النفط وبعض المواد العضوية والهيدروكربونات المختلفة التي تأثرت بضغط مرتفع وحرارة عالية، أو هو طين عضويّ يعود إلى مئات ملايين السّنين في قيعان البحار القديمة ومع الضّغط والحرارة أصبح صخرًا زيتيًا، وتحولت المواد العضويّة بداخله إلى غاز.

ومعظم كمية الغاز الصّخري تكون داخل صخور المصدر، وهو ما يتطلّب عمليات حفر للوصول إليها، ثم تكسير الصّخور للوصول إلى الغاز الصّخري.

وكان قطاع الطاقة في الجزائر قد نجح في تحقيق 14 اكتشافًا للنفط والغاز خلال أول 7 أشهر من العام الجاري، وهو ما قد يؤدي إلى زيادة احتياطيات البلاد من المحروقات ورفع الإنتاج.

3- الطاقة المتجددة بحاجة إلى سرعة في التنفيذ

رغم إمكانات الطاقة الشمسية الهائلة التي يمتلكها قطاع الطاقة في الجزائر، فإن مشروعات الطاقة المتجددة ما زالت متواضعة مقارنة بالقدرات المتاحة للتوليد، كما ما تزال المشروعات المعتمدة تسير ببطء.

ويتطلب ذلك اهتمامًا من الرئيس تبون خلال الولاية الرئاسية الجديدة، للإسراع في تنفيذ مشروعات الطاقة المتجددة، لدعم مستهدفات البلاد في توفير الكهرباء المتجددة وتصدير فائضها إلى الخارج وتنويع مصادر الاقتصاد.

وبحسب أرقام حكومية، يُعد معدل سطوع الشمس في البلاد من بين الأعلى عالميًا، الذي يصل في كامل الأراضي الجزائرية إلى ألفي ساعة سنويًا، ويمكن أن يبلغ 3.9 ألف ساعة على الهضاب العليا والصحراء، وهو ما يبرهن على الإمكانات الكبيرة للبلاد.

ووفقًا للأرقام الرسمية، وصلت سعة الطاقة المتجددة في الجزائر بنهاية العام الماضي إلى 601 ميغاواط، في حين تشير بيانات غلوبال إنرجي مونيتور إلى أن الجزائر تُعد سابع أكبر الدولة العربية توليدًا للكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرات بلغت 454 ميغاواط.

ويرصد الرسم البياني التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- سعة الطاقة المتجددة المركبة لدى قطاع الطاقة في الجزائر منذ عام 2011 حتى عام 2022:

ويستهدف قطاع الطاقة في الجزائر توليد 15 غيغاواط من الطاقة المتجددة بحلول عام 2035، عبر الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وكذلك التوليد المشترك، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية الأرضية.

وكان مشروع سولار 1000 للطاقة الشمسية قد تعرّض لتأخيرات عديدة، بسبب إجراءات حكومية خلال (2022)، ثم أعلنت أسماء الشركات الفائزة بتنفيذه في نهاية العام الماضي، ليطرح نفسه أمام طاولة الرئيس للإسراع في تنفيذه مع توجهات البلاد نحو تصدير الكهرباء لأوروبا.

ويتضمن مشروع سولار تنفيذ 5 محطات للطاقة الشمسية الكهروضوئية بسعة ما بين 50 ميغاواط و300 ميغاواط في 5 ولايات على مستوى البلاد.

وفي مطلع سبتمبر/أيلول الجاري، توقعت هيئة الطاقات المتجددة والفعالية الطاقوية الجزائرية، تجاوز سعة توليد الكهرباء من المصادر المتجددة الـ4 آلاف ميغاواط، بعد الانتهاء المرتقب من تنفيذ 21 محطة كهروضوئية.

ويعمل قطاع الطاقة في الجزائر كذلك على تنفيذ مشروع بقدرة 2000 ميغاواط، ويتضمن إنشاء 15 محطة للطاقة الشمسية الكهروضوئية عبر 12 ولاية بسعة ما بين 80 ميغاواط و220 ميغاواط لكل محطة.

4- تصدير الكهرباء والهيدروجين الأخضر

تدعم مستهدفات الطاقة المتجددة خطط الجزائر نحو تصدير الكهرباء النظيفة إلى أوروبا وإنتاج الهيدروجين الأخضر، الذي شهد إعلان الإستراتيجية الخاصة به خلال المدة الأولى من رئاسة تبون، لتكون من بين الملفات المهمة أمامه خلال الولاية الثانية.

ويستهدف قطاع الطاقة في الجزائر بحلول عام 2040 توفير 10% من الطلب الأوروبي على الهيدروجين الأخضر، لتحجز البلاد مقعدها ضمن الموردين الأساسيين للقارة العجوز.

وبحسب بيانات منظمة أوابك تمتلك الجزائر 4 مشروعات لإنتاج الهيدروجين حتى مارس/آذار 2024، موزعة بين الأخضر والأزرق، وهو ما يوضحه الرسم البياني الآتي الذي أعدّته وحدة أبحاث الطاقة:

وتعمل شركة سوناطراك الجزائرية على تنفيذ محطات للطاقة الشمسية بهدف إنتاج الهيدروجين الأخضر ومشتقاته، الذي جاء ضمن خطة إزالة الكربون في عديد من القطاعات الصناعية مثل البتروكيماويات والتكرير والصلب وصناعة الإسمنت والنقل.

ويخطط قطاع الطاقة في الجزائر لضخ استثمارات تتراوح من 20 مليارًا إلى 25 مليار دولار لتنفيذ مشروعات إنتاج الهيدروجين الأخضر على الأمد الطويل.

ومن المتوقع أن يشهد شهر سبتمبر/أيلول الجاري، توقيع البلاد على مذكرة تفاهم بين سوناطراك ومؤسسات إيطالية ونمساوية وألمانية، لإطلاق دراسة جدوى مشتركة حول تنفيذ مشروع الممر الجنوبي لتصدير الهيدروجين الأخضر (الجزائر- أوروبا).

وفي السياق ذاته، يستهدف قطاع الطاقة في الجزائر تصدير الكهرباء إلى أوروبا؛ إذ تبحث شركة سوناطراك مع شركاء إسبان تنفيذ مشروع خط بحري لتصدير الكهرباء عبر أسبانيا.

ويأتي ذلك، بعد أن وقعت الجزائر ممثّلة في سونلغاز وسوناطراك، بروتوكول تفاهم مع شركة إيني الإيطالية، لتنفيذ خط كهربائي لتصدير الكهرباء إلى إيطاليا، بحسب تطورات القطاع الذي تتابعه وحدة أبحاث الطاقة بصورة دورية منتظمة.

5- التعدين ضمن أهداف تنويع الاقتصاد

يُعد ملف التعدين من أبرز الملفات كذلك أمام الرئيس تبون خلال المدة الرئاسية الثانية، بوصفه إحدى أدوات تنويع الاقتصاد الجزائري، وعدم الاعتماد على المحروقات فقط.

وتسعى الجزائر أن تكون ضمن أهم الموردين المحتملين لأوروبا في مجال الحديد والصلب، وكان الرئيس الجزائري قد صرّح في لقاءات سابقة بوجود محادثات مع الاتحاد الأوروبي بخصوص تصدر المنتجات التعدينية.

ويُعد مشروع غار جبيلات من أبرز استثمارات التعدين في البلاد، إذ يحتوي على احتياطيات ضخمة من الحديد تصل إلى 3 مليارات طن، ومنها 1.75 مليار طن من الاحتياطيات القابلة للاستغلال.

وبحسب وزارة الطاقة والمناجم الجزائرية، تصل التكلفة الاستثمارية الأولية للمشروع ما بين 7 و10 مليارات دولار.

كما تمتلك الجزائر احتياطيات كبيرة من الفوسفات شرق البلاد، بالإضافة إلى احتياطيات واعدة من الزنك والرصاص، وكلها من المعادن الحيوية اللازمة لصناعات الطاقة المتجددة المعوّل عليها في أوروبا والولايات المتحدة بشدة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link مرتبط

مقالات مشابهة

  • وسائل التواصل الاجتماعي بين السلام والثورة والحرب والثورة المضادة في السودان
  • التحقيق مع المتهم بابتزاز سيدة بصور خاصة في الهرم
  • فيديو ضرب مُسنة يثير ضجة في الجزائر
  • القبض على المتهم بابتزاز سيدة بصور خاصة فى الهرم
  • هل قال مؤسس تيليغرام إن واتساب يسمح بالتجسس على الهواتف حتى لو كانت مغلقة؟
  • كريستيانو رونالدو يحطم الرقم القياسي ويصل إلى مليار متابع على شبكات التواصل الاجتماعي
  • مليشيا الحوثي تجبر موظفي الهيئة العليا للأدوية على "الزحف" ضمن تدريبات مهينة
  • كريستيانو رونالدو يدخل التاريخ كأول شخص يتجاوز مليار متابع على وسائل التواصل الاجتماعي
  • غوارديولا: أكره “واتساب”.. ولا أطيق “تيك توك”
  • قطاع الطاقة في الجزائر.. 5 ملفات حيوية أمام الرئيس تبون في الولاية الجديدة (تقرير)