الجزيرة:
2025-03-19@18:44:26 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

هل تفك وسائل التواصل عقدة العزوف في رئاسيات الجزائر؟

الجزائر- برز بشكل لافت في رئاسيات 2024 بالجزائر تعويل المرشحين على منصات التواصل الاجتماعي، ما جعلهم يخصصون فرقا تقنية محترفة في وسائل "الميديا الجديدة"، لمشاركة الناخبين محتويات البرامج الانتخابية والترويج لالتزامات المرشح الرئاسي، بعدما تحولت التجمعات الحزبية داخل القاعات إلى لقاءات مناضلين لتعبئة القواعد التنظيمية "محدودة التأثير الاجتماعي".

وإذا كان هناك من يعتبر تلك الوسائل فعالة انتخابيا بالنظر إلى سرعتها وانتشارها وطبيعة موادها الدعائية، ونقص تكلفتها المادية والبشرية، يؤكد مراقبون محدودية تأثيرها قياسا بشريحة الناخبين التي تبقى في عمومها من فئات عمرية متقدمة و"أميّة" وغير مندمجة في تكنولوجيات الاتصال الحديثة.

وبخصوص القاعدة اللوجستية لتكنولوجيا الاتصال ومؤشرات منصات التواصل في الجزائر، يكشف آخر تقرير رقمي لسنة 2024 عن الموقع المتخصص "داتا ريبورتال"، عن بلوغ عدد خطوط الهاتف النقال 50.65 مليون خط هاتفي، بينما وصل مستعملو الإنترنت 33.49 مليون مستعمل بمعدل 72.9 من عدد السكان.

حساب المرشح حساني شريف على فيسبوك (مواقع التواصل) تحكّم

ويشير التقرير نفسه إلى أنّ متوسط تدفق الإنترنت في الجزائر يقدر بـ21.36 ميغابايتا في الثانية للهاتف النقال و12.32 ميغابايتا في الثانية للإنترنت الثابت.

أما عدد مستخدمي فيسبوك فقد بلغ حوالي 24.85 مليون مستخدم، متجاوزا منصة يوتيوب بـ22.80 مليون مستخدم، ثم إنستغرام بـ11.40 مليون مستخدم، ورابعا سناب شات بـ7.88 ملايين مستخدم، قبل شبكة "لينكد إن" بـ3.90 ملايين مستخدم، وأخيرا منصة إكس بـ1.24 مليون مستخدم. ولأول مرة تتاح إحصائيات تيك توك بـ17.42 مليون مستخدم، وفق التقرير ذاته.

وفي تعقيبه على أهمية هذه المؤشرات، يؤكد يزيد أقدال، خبير الرقمنة وتكنولوجيات المعلومات، على مراعاة مجموعة ملاحظات أساسيّة.

وفي حديث للجزيرة نت، يشير إلى ضرورة معرفة الفئات العمرية المستعملة لوسائل التواصل بالإنترنت، وهل هي ضمن قائمة الناخبين أم لا، إضافة إلى مدى تحكّم خلايا المترشحين المتخصصة في "الميديا الجديدة" في التقنيات التي تسمح بانتشار أكبر للمحتوى المُسوّق.

في السياق، يكشف أحمد الأمين بوعدي، مسؤول الإعلام الرقمي بمديرية حملة المترشح حساني شريف عبد العالي، عن استهداف 100 مليون وصول إلكتروني خلال فترة الحملة وعبر الفضاءات الرسمية فقط.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح أنّ الموقع الإلكتروني الرسمي مزود بتقنية المحادثة الذكية "شات بوت"، للسماح للمواطنين بمحاورة المترشح بشكل مباشر وسؤاله عن برنامجه الانتخابي، المرفق باللغتين العربية والفرنسية، والمُضمّن في بطاقة "كيو آر" بكل التصاميم.

وأكد المتحدث أن مرشح حركة مجتمع السلم يمتلك حسابات في كل المنصات التي يشرف عليها فريقه، ابتداء بصفحته على فيسبوك بـ217 ألف متابع، حيث حققت 20 مليون وصول إلكتروني منذ بدء الحملة في 15 أغسطس/آب الجاري، إضافة إلى حساب تيكتوك بـ40 ألف متابع، مع منصات أخرى.

كما يشرف الفريق على إنتاج كل أنواع المادة المرئية والصوتية لتغطية الجولات والتجمعات، مع ألبومات الصور وملخصات الفيديو واقتباسات التصريحات، وإخراج برنامج المترشح باعتماد الفيديو غرافيك، ليتم نشرها بمعدل 15 إلى 20 منشورا يوميا لكل منصة، يضيف بوعدي.

حساب المرشح يوسف أوشيش على فيسبوك (مواقع التواصل) تفاعل

من جهته، أكد وليد زعنابي، نائب مديرية حملة المترشح يوسف أوشيش، تشكيل خلية للاتصال الرقمي، يؤطرها فريق من الشباب المتمكنين من التكنولوجيات الحديثة، تم تكوينهم مسبقا حول تسيير المحتوى السياسي والدعاية الانتخابية وكيفية تحقيق أهدافها.

وقال زعنابي للجزيرة نت إن التفاعل على شبكاتهم التواصلية زاد زيادة لافتة خلال الحملة الانتخابية، ويعملون للرد على كل المهتمين وتوجيههم، و"الأهم أنهم يسعون إلى تثمين هذه الحركية لتحقيق أهداف جبهة القوى الاشتراكية وتعزيز انتشارها الوطني".

أما صفحة المترشح عبد المجيد تبون على فيسبوك، والتي يظهر عليها 92 ألف متابع حتى الآن، فقد ركزت على التفاعل مع المواطنين، بتلقّي انشغالاتهم اليومية، باعتبارهم يخاطبون رئيسا متقدما لعهدة ثانية. لذلك تبرز كثيرا على الصفحة القضايا اليومية في تعليقات المواطنين، من قبيل مطالب برفع منحة البطالة وتوسيعها وزيادة السكن الاجتماعي وتوفير العمل والتوازن التنموي بين جهات الوطن.

ويُلاحظ أن فريق الصفحة حريص على التعقيب التفاعلي بإبراز التزامات الرئيس المترشح تجاه المواطنين للمرحلة القادمة، في محاولة لإقناعهم بتجديد الثقة في شخصه.

حساب المرشح عبد المجيد تبون على فيسبوك (مواقع التواصل)

وعن التأثير المتوقع لاستخدام مرشحي الرئاسيات لتلك الوسائط على تقليص العزوف الشبابي الانتخابي، أكد محمد دحماني، مدير مخبر بحوث ودراسات في الميديا الجديدة بجامعة محمد بوضياف بمحافظة المسيلة، أن لها أدوارا مهمة للإقناع في الحملات الانتخابية بالجزائر.

وأرجع ذلك إلى توسع استخدام التكنولوجيات الحديثة بين الجزائريين، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن 75% من إجمالي السكان فوق 18 سنة يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي. وبالتالي، فإن استخدام هذه الوسائط بفعالية من قبل المرشحين يمكن أن يسهم بشكل كبير في تقليص العزوف عن المشاركة السياسية، وفق تقديره.

وفي تصريح للجزيرة نت، أوضح دحماني أن وسائل الإعلام الجديدة تمنح المرشحين القدرة على التواصل المباشر مع الشباب، ومشاركتهم في النقاشات وتقديم برامجهم الانتخابية بطريقة جذابة ومبتكرة. كما أنه يمكن للمرشحين من خلال منصات فيسبوك، وإكس، وإنستغرام، الوصول إلى جمهور واسع، وبناء تفاعل مستمر معه، مما يعزز من انخراط الشباب في العملية الانتخابية، حسب تقديره.

زيادة ملحوظة

وفي مسح كمي ونوعي لحضور "الميديا الجديدة" في الاستحقاق الرئاسي الحالي، أكد دحماني أن هناك زيادة ملحوظة في تفاعل الشباب مع المحتوى الانتخابي على وسائل التواصل من خلال التعليقات، والإعجابات، والمشاركة، مما يعكس رغبة في الانخراط بالعملية الانتخابية.

وشدد الباحث المختص على أن الرسائل المتوافقة مع اهتمامات الشباب وقيمهم تساهم في تعزيز الثقة بين المرشحين والشباب، مما يقلل من حالة اللامبالاة تجاه الانتخابات. وينبه إلى أن تأثير هذه الوسائل يظل مرتبطا بعدة عوامل، على رأسها مستوى التفاعل مع المحتوى المقدم، ومدى ثقة الناخبين في المعلومات المتداولة، وقدرة المرشحين على تقديم رسائل تعكس تطلعات الناخبين.

ولا يمكن كذلك تجاهل العوامل التقليدية في الاستقطاب الانتخابي، مثل الولاءات الحزبية والتأثيرات القبلية والدينية، ما يفرض على الإعلام الجديد امتلاك إستراتيجيات تواصل مدروسة، تعكس الواقع الاجتماعي والثقافي للمجتمع الجزائري، لضمان نجاحه في توجيه الناخبين، كما يؤكد دحماني.

ومن جهة أخرى، يرى إدريس بولكعيبات، أستاذ الإعلام والاتصال بجامعة "قسنطينة 3″، أن أكبر شريحة مستخدمة لوسائل التواصل في الجزائر هي من المراهقين دون السن القانونية للمشاركة في الانتخابات. أما القسم الآخر فهو شباب غير مسيّس أو "اللامُنتمي"، وهذا ما يطرح مشكل فشل الأحزاب والمجتمع المدني في استقطاب وهيكلة هذه الطاقة الهائلة لخدمة القضايا الكبرى، حسب رأيه.

وقال بولكعيبات -للجزيرة نت- إن استخدام وسائل التواصل الجديدة في الغالب يكون كفضاء للتنفيس والترفيه وبناء علاقات اجتماعية عن بُعد، وقلما تُستخدم لأغراض سياسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات وسائل التواصل ملیون مستخدم على فیسبوک للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

معلومات الوزراء: نشر 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية

سلط مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، الضوء على التقرير الصادر عن المنظمة العالمية للملكية الفكرية بعنوان "اتجاهات التكنولوجيا: مستقبل النقل"، حيث أشار التقرير إلى أن قطاع النقل شهد تحولات هائلة عبر العصور، بدءًا من العجلة إلى عصر البخار، ثم الطيران واستكشاف الفضاء. 

واليوم، يقف العالم على أعتاب تحول جذري جديد مدفوع باتجاهين رئيسيين هما الاستدامة والرقمنة، موضحاً أن المركبات الكهربائية والأنظمة الذاتية والبنية التحتية الذكية والخدمات اللوجستية الرقمية لم تعد مجرد مفاهيم مستقبلية، بل أصبحت حقيقة تتوسع تدريجيًا، مما جعل النقل أكثر ذكاءً، استدامةً وشمولية.

وأظهر التقرير هذه التوجهات والابتكارات التي تعيد تشكيل وسائل النقل عبر البر والبحر والجو وحتى الفضاء، مع تسليط الضوء على دور الملكية الفكرية في دعم هذه التغيرات، مشيراً إلى أن الملكية الفكرية تلعب دورًا محوريًا في دفع عجلة الابتكار داخل قطاع النقل.

ويكشف تحليل البيانات أن أكثر من 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل قد نُشرت منذ عام 2000، بمعدل نمو يفوق بكثير التقنيات التقليدية، ويعكس هذا النمو المتسارع أهمية حماية الأفكار الجديدة، وهو ما يسهم في تحفيز الاستثمار ودعم استراتيجيات التطوير.

ومستقبل النقل لا يتمثل فقط في تطوير وسائل جديدة، بل في إعادة تشكيل المنظومة ككل، بما في ذلك كيفية تفاعل الإنسان مع وسائل النقل والتكنولوجيا الحديثة.

وأوضح التقرير أن هناك أربعة محاور تقنية رئيسة تشكل مستقبل النقل، أولها الدفع المستدام، والذي يشمل أنظمة الدفع الكهربائية وخلايا الوقود الهيدروجيني والوقود البديل، وهي ضرورية لخفض الانبعاثات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

أما المحور الثاني هو الأتمتة والاقتصاد الدائري، حيث تلعب الروبوتات الصناعية والمصانع الذكية والتصنيع الإضافي دورًا أساسيًا في جعل الإنتاج أكثر كفاءة وتقليل الهدر البيئي.

في حين، يتمثل المحور الثالث في الاتصالات والأمان، من خلال الاعتماد على شبكات الجيل الخامس والقيادة الذاتية والمركبات المتصلة والبنية التحتية الذكية، مما يعزز السلامة ويسهم في إدارة حركة المرور بشكل أكثر ذكاءً.

أما المحور الرابع، الذي يتعلق بتقنيات واجهة التفاعل بين الإنسان والآلة (Human–Machine Interface)، حيث تسهم تقنيات مثل شاشات اللمس، والتعرف على الصوت والوجه، والواقع المعزز في جعل النقل أكثر تفاعلية وسهولة للمستخدمين.

وأشار التقرير إلى أن النقل البري هو الأكثر هيمنة على الابتكارات، حيث يحتوي على أكثر من 3.5 أضعاف عدد براءات الاختراع مقارنة بالنقل البحري والجوي والفضائي مجتمعة. 

كما تحتل الصين، اليابان، الولايات المتحدة الأمريكية، كوريا الجنوبية، وألمانيا المراتب الأولى في تسجيل براءات الاختراع، حيث تمثل هذه الدول أكثر من 90% من الابتكارات المسجلة في قطاع النقل.

وأضاف التقرير أن براءات الدفع المستدام قد شهدت تطورًا ملحوظًا، بفضل التوسع في تبني المركبات الكهربائية وتطوير بطاريات الحالة الصلبة. أما في مجال النقل الجوي، فتتركز الجهود على الوقود المستدام والتنقل الجوي الحضري.

ويشهد النقل البحري تحولًا نحو تطوير الموانئ الذكية واستخدام وقود بديل مثل الأمونيا. أما قطاع النقل الفضائي، فهو يشهد تقدمًا في مجالات التصنيع الإضافي واستخدام تقنية سلاسل الكتل لتحسين الاتصالات عبر الأقمار الصناعية.

ومع التقدم التكنولوجي، يواجه قطاع النقل تحديات معقدة، تشمل القضايا التنظيمية وحماية البيانات وتطوير البنية التحتية وتحقيق الاستدامة البيئية. رغم ذلك، فإن هذه التحديات تفتح الباب أمام فرص هائلة لإعادة تصميم أنظمة النقل بطرق أكثر كفاءة واستدامة.

وعليه، يشدد التقرير على أهمية التعاون الدولي بين الشركات والحكومات والمبتكرين لضمان تطوير وسائل نقل تدعم أهداف التنمية المستدامة لعام 2030 وما بعدها.

ويستشرف التقرير المستقبل ويؤكد أنه بحلول عام 2030، ستصبح تقنيات النقل المستدام والرقمي أكثر انتشارًا، مع تحقيق تقدم كبير في المركبات الكهربائية والتنقل الجوي الحضري والذكاء الاصطناعي في إدارة المرور. أما بعد عام 2030، فمن المتوقع أن تتحقق بعض الرؤى الطموحة مثل النقل الفضائي المتكرر، والقطارات الفائقة السرعة، والتواصل الفوري بين المركبات والبنية التحتية، مما سيعيد تشكيل أنماط الحياة والعمل في العالم.

وأشار التقرير في ختامه إلى أن مستقبل النقل لا يقتصر على تحسين وسائل التنقل فحسب، بل يمتد إلى إعادة تصور التفاعل البشري مع المدن والبيئة والاقتصاد العالمي. فالابتكار في النقل هو مفتاح أساسي لتحقيق الاستدامة والرقمنة، مما يجعل أنظمة النقل أكثر أمانًا، كفاءة، وشمولية للجميع.

مقالات مشابهة

  • وزير الإتصال: ضرورة تشكيل جبهة وطنية إعلامية للدفاع عن صورة الجزائر
  • أنواع الفبركة الإلكترونية.. وعقوبة الابتزاز الإلكتروني
  • لهذا السبب.. اعتقال «رئيس بلدية اسطنبول» وفرض قيود صارمة على وسائل التواصل!
  • بعد اعتقال عمدة إسطنبول.. تقييد وسائل التواصل الاجتماعي وانهيار الليرة التركية
  • معلومات الوزراء: نشر 1.1 مليون براءة اختراع تتعلق بمستقبل النقل منذ بداية الألفية
  • جرائم بطلها السوشيال ميديا.. طبيبة أهانت الشعب فى فيديو على فيسبوك
  • سمعة عُمان خط أحمر
  • وسائل التواصل الاجتماعي.. بصمة كربونية تتضخم بالتراكم
  • ناطق حكومة التغيير: نحث المواطنين على توخي الحيطة والحذر عند مشاركة المعلومات على وسائل التواصل والمنصات
  • «وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الفرد والمجتمع».. ندوة توعوية بشبراخيت في البحيرة