نهتم بهم حين يفوز أحدهم في مسابقة وطنية أو عالمية أو يتعرّض لحادثة أو تتداول حالة ما على مواقع التواصل الاجتماعي لتصحبها حملات الشفقة والتعاطف.. لكن حين تطرح نشاطاتهم على طاولات التحرير للتغطية تبعد دعواتهم وفي أحيان كثيرة وبصعوبة يتم تعيين من يتولى تغطيتها أو يفرض أحد الصحفيين أهميتها..

هذه ليست أراؤهم أو أصواتهم تتذمر، بل هي بعض من آراء الصحفيات والصحفيين أنفسهم عندما طرحت للنقاش قضية حضور الأشخاص ذوي الإعاقة في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة والالكترونية وببقية منصات التواصل.

وطرح هذا الملف ضمن ورشة عمل ببادرة من أستاذ علوم الاتصال والأكاديمي والباحث في الميديا الصادق الحمامي وبحضور الموفق الإداري لإذاعة موزاييك أف أم وصاحب الخبرة الصحفية في عدة مؤسسات إعلامية تونسية لأكثر من 35 سنة الهادي السنوسي والمدير الأسبق  لمعهد الصحافة وعلوم الأخبار والموفق الإداري بإذاعة اكسبرس أف أم محمد قنطارة وعدد من الصحفيات والصحفيين من وسائل إعلام عامة وخاصة.

وأجمع الحاضرون من الصحفيين والإعلاميين حول تقصيرهم ومؤسساتهم في إعطاء هذه الفئة الاجتماعية حقوقها في النفاذ لوسائل الإعلام وتبليغ صوتها وتمكينها من الحضور كضيوف أو ناقدين أو محليين.. في البرامج ونشرات الأخبار وغيرها من المادة الإعلامية المقدمة ضمن وسائل الإعلام باستثناء حالات تعد على الأصابع وهي استثناء خلال حضورها في وسائل الإعلام للأسف و حتى في تعاملات مؤسسات الدولة معهم الذي هو في اغلب الأحيان مناسباتي ولكنه لا يرتقي إلى مستوى  حقهم في الإطلاع  على حال البلاد سياسيا واقتصاديا واجتماعيا عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي لكل الصفحات الرسمية لمؤسسات الدولة عامة كانت أو خاصّة.

هذا بعض من بحر صور لمظاهر تغييب واستثناء هذه الفئة الجزء الذي لا يتجزأ من المجتمع التونسي رغم الإتيان على ذكرهم في فصول الدستور التونسي والقوانين والتشريعات التي بقيت بنسبة كبيرة مجرد قرارات دون إجراءات لتفعيلها وتطبيقها عمليا كحق إنساني أولا وليس منة.

هذا ما فرض أولا التفكير في دور الإعلام التونسي في طرح هذه القضية بجدية و بطرق التعامل وطرح قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة قواعدها وخاصة التنصيص على التوعية بضرورة تغيير العقليات صلب العاملين في وسائل الإعلام والمشرفين عليها ومنها توعية وتغيير عقلية المجتمع ككل بأن للأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة لكل ما فيها وما تحمله من معاني وحقوق وحريات فردية وجماعية .

وشدد كافة المتدخلين على ضرورة فرض حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في المواثيق والاتفاقيات للمؤسسات الإعلامية وتم في هذا الشأن استعراض تجربة إذاعة موزاييك في اشتغال الموفق الإذاعي الهادي السنوسي مع إدارة المؤسسة على تعديل ميثاق الشرف الداخلي للمؤسسة بإدراج فصول تهم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال وذلك في إطار التعديل الذاتي الذي تعودت على إتباعه الإذاعة الرائدة في إرساء هذا الميثاق وبعث مهمة موفق إذاعي هي الأولى صلب مؤسسة إعلامية لتصبح نموذجا يتبع.

ودعا الجميع إلى تحمل المؤسسات الإعلامية العامة والخاصة وبدرجة أولى كل مؤسسات الدولة لتمكين هؤلاء من حقهم في تلقي المادة الإعلامية وتشريك المختصين منهم في نشر وترجمة كل ما يقدم يوميا لهذه القاعدة المجتمعية الهامة ومهما كان صنف إعاقتهم والذين ارتفع عددهم  بحسب آخر إحصائيات قدمها رئيس المنظمة التونسية للدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة يسري المزاتي الأحد، من 276 ألف في سنة 2020 إلى 422 ألف في سنة 2022.

 وتهدف هذه الورشة إلى إصدار تقرير تشخيصي حول مدى ولوج الأشخاص ذوي الإعاقة لوسائل الإعلام ونشره وتوزيعه على كل المؤسسات الإعلامية العمومية والخاصة وإصدار دليل صحفي توجيهي وقد يكون توجيه نسخة منه إلى المؤسسة التشريعية في البلاد مسألة مهمة أيضا لأنها معنية بايصال قرارات وإجراءات الدولة التي تبث مباشرة للمجتمع التونسي في بث مباشر لكن دون ترجمة للأشخاص ذوي الإعاقة وهو ما يعتبر إخلالا وخرقا للبرلمان التونسي بالأساس  كما من المهم  تولي المركز الإفريقي لتدريب الصحفيين و الاتصاليين تنظيم دورات تكوينية بالخصوص .

هناء السلطاني

المصدر: موزاييك أف.أم

كلمات دلالية: الأشخاص ذوی الإعاقة وسائل الإعلام

إقرأ أيضاً:

افتتاح معرض " أنامل بصيرة " لذوي الإعاقة البصرية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

افتتحت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، فاعليات معرض "أنامل بصيرة ".. أول خطوة على طريق الحلم، والذي أقامته مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة.

المعرض الذي أقيم بمسرح الهناجر بدار الأوبرا المصرية، تزامنا مع احتفالات مصر والعالم باليوم العالمي لذوي الاعاقة، ضم لوحات فنية إبداعية من خيال الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين ومن صنع أناملهم

من جانبها أشادت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بالابداعات الفنية للأطفال ذوي الاعاقة البصرية وذلك خلال افتتاحها المعرض، حيث أكدت على الروح الفنية الموجودة لدى الأطفال من ضعاف البصر والمكفوفين، وأن المعرض مثل حالة فنية دامجة بينهم خاصة وأن هناك لوحات فنية مشتركة صنعوها بأيديهم، حيث شكلت تلك اللوحات الدامجة تعاون وثيق بين الأطفال ضعاف البصر والمكفوفين حيث يساعد الطفل ضعيف البصير نظيره المكفوف باعطائه روح الابداع والتخيل، كما أن المعرض ضم ورشة حية لشرح المعينات البصرية التي تساعد الطفل ذوي الاعاقة البصرية بأن يمتلك أدواته التي يبرز بها إبداعه من خلال حساسية الألوان وتخيل الصورة والإضاءة المطلوبة لها لمساعدته على التخيل

وثمنت المشرف العام على المجلس، الدور المهم الذي تقوم به مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية، في دعم ورعاية الأطفال المكفوفين، موجهة التقدير في هذا الصدد إلى دعاء مبروك، المدير التنفيذي، ومؤسس مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية.

وأشارت إلى دور المجتمع المدني ومؤسساته والتي تتكامل مع جهود عمل المجلس والدولة فيما يتعلق برعاية الأشخاص ذوي الاعاقة ودعم دمجهم وتأهيلهم في المجتمع وتعزيز الوعي بحقوق ذوي الإعاقة البصرية وتسليط الضوء على التحديات التي يواجهونها وتعزيز فهم المجتمع حول أهمية تقديم الدعم والتسهيلات لهم.

وأكدت المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، عن سعادتها بالابداعات الفنية المميزة التي ضمها المعرض وأنه بمثابة تجربة فريدة تثبت أن الإبداع لا حدود له وأن كل لوحة فنية في المعرض تحكي قصة إرادة صاحبها، مشيدة بدور الأسرة في دعم أطفالها من ذوي الاعاقة وتنمية مواهبهم

وأشارت إلى جهود المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة المقدمة لأصحاب الإعاقات البصرية طبقا للتقرير الثاني لرصد أوضاع وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة 2022_2023 الصادر عن المجلس والتي منها مشاركة المجلس في لجنتي دراسة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، بناءً على توجيهات  رئيس الجمهورية بدراسة التحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، حيث قام دولة رئيس مجلس الوزراء بإصدار القرارين رقمي " ١٧٧٠" ، "١٧٧٢"، لبحث تلك التحديات، وشارك المجلس بممثل عنه في اللجنة الأولى التي اختصت ببحث الكتب الدراسية وما تتضمنه من أخطاء وكيفية إيجاد حلول لتلك المشكلة، واللجنة الثانية التي تختص ببحث المشكلات والتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية و اقتراح الحلول المناسبة لها خاصة في مجالات التعليم والتقنيات المساعدة والتعامل مع البنوك، كذلك جهود المجلس في التنسيق والتعاون مع البنك المركزي ووزارة المالية وبنك مصر بهدف دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الشمول المالي من خلال العمل على توفير الخدمات المصرفية بشكل ميسر ومهيأ لمختلف أنواع الإعاقات، أيضاً التعاون والتشبيك بين المجلس والمنظمات والهيئات الدولية وهو ما أسفر عن التنسيق على المستوى الدولي مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي JICA من خلال تقنية "النظام الرقمي للمعلومات المتاحة"   DAISY " وهو أحد أنظمة نشر الكتب الإلكترونية التي تتيح إصدار كتب ناطقة، إضافة إلى انواع أخرى من التعاون والمشاركات على المستوى المحلي والدولي والتي تهدف بشكل أساسي إلى تحسين دمج الأشخاص ذوي الإعاقة البصيرية في كافة مناحي الحياة

جدير بالذكر أنه شارك الدكتورة ايمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، في افتتاح المعرض حامد مبروك، رئيس مجلس إدارة مؤسسة بصيرة لذوي الاحتياجات البصرية.

 

مقالات مشابهة

  • "القومي لحقوق الإنسان" يطلق مؤتمر اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • حلقة نقاشية لتعزيز التمكين الاقتصادي لذوي الإعاقة
  • طلعت عبد القوي: الأشخاص ذوي الإعاقة يتمتعون بخدمات غير مسبوقة في تاريخهم
  • عن تجربة الطاهر التوم الإعلامية
  • مشيرة خطاب تكشف عن تحد كبير يواجه ذوي الهمم هذه الأيام
  • التنمية الاجتماعية تنظم حلقة حول التمكين الاقتصادي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • اليوم.. "التنمية" تحتفل باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • مبادرات وحلقة نقاشية احتفالا باليوم الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة
  • مناقشة الخطة الإعلامية للمؤتمر الثالث ( فلسطين قضية الأمة المركزية)
  • افتتاح معرض " أنامل بصيرة " لذوي الإعاقة البصرية