العدوان على #الضفة
م. #أنس_معابرة
بدأت الحلقة الثانية من مسلسل الهجوم البربري للاحتلال على الفلسطينيين، وكان العنوان هذه المرة هو الضفة الغربية، وتم تحديد شمال الضفة ليكون الهدف الثاني للاحتلال.
وكما أشرت في العديد من المقالات السابقة، فالعدوان على غزة ما هو إلا حلقة أولى بهدف إقامة إسرائيل الكبرى، وباتت تصريحات الحكومة اليمينية المتطرفة للاحتلال تكشف تلك الحقيقة يوماً بعد يوم.
وربما كان العدوان على الضفة هو حبل النجاة لحكومة الاحتلال التي توشك على السقوط، إذ لم يحقق الانتصارات في غزة كما وعد، بل أصبح الجيش عالقاً في غزة، غير قادر على التقدم، أو حتى الانسحاب مهزوماً ذليلاً. وكان الهجوم على الضفة التي توقع الاحتلال ألا يواجه فيها مقاومة كغزة، بقصد تسطير الانتصارات الوهمية أمام المستوطنين والشريك الأمريكي، وليحافظ على صورته وقدرته على الردع.
جاء العدوان على الضفة من خلال استهداف المناطق الشمالية، وأنا متأكد من أن جنوب الضفة له نصيبه من العدوان، ولكنه متأخر حسب أجندة جيش الاحتلال، وأولوياته في القضاء على مكامن المقاومة، المنتشرة في جميع أنحاء فلسطين؛ وبالأخص شمالها.
تركز الهجوم خلال الأيام الأربعة الماضية على جنين ومخيمها، وواجه جيش الاحتلال مقاومة شرسة من أبطال المقاومة هناك، اللذين يدافعون عن وطنهم، ومكان اقامتهم الثاني – وهو المخيم بعد أن تم ترحيلهم من مدنهم وقراهم في عامي 48 و67 – ولن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام اعتداءات الجيش الصهيوني وانتهاكاته لبيوتهم.
وإذا شاهدتم مقاطع الفيديو الواردة من ارض المعارك، ستجدون أن جيش الاحتلال يدفع بالجرافات لتجريف الأراضي وهدم المنازل والاعتداء على المحلات التجارية المغلقة، وهو ما يكشف عن هدفهم المباشر لهذه الحملة، وهو تدمير البنية التحتية للمخيمات والمدن القرى، وجعلها أماكن غير قابلة للحياة، وليجبر ما تبقى من الفلسطينيين على هجر منازلهم وترك أراضيهم.
وللمرة الأولى؛ يرى العالم كياناً يحتل بلداً، ويهجم على سكانه بالطائرات والصواريخ، ويقوم بعمليات انزال المظليين من الجو، ويستخدم المسيّرات لاستهداف المنازل داخل المخيمات، بل وحتى لاستهداف المشاة في الشارع.
لقد فضح الوزراء المتطرفون في حكومة الاحتلال اجندتها، عبر الكشف عن الأهداف الحقيقية من هذه الحملات الممنهجة لجيش الاحتلال، أو حتى لهجمات المستوطنين على الفلسطينيين تحت حماية الجيش والشرطة، وهو تهجير الفلسطينيين من أرضهم، وإعلان قيام إسرائيل الكبرى على أنقاض فلسطين التاريخية.
هل سيتوقف الأمر عند شمال الضفة؟ الجواب واضح وهو لا، لن يتوقف الهجوم هناك، والخطة تشمل جنوب الضفة، وبعدها وسطها من خلال احكام السيطرة على مدينة القدس وتهجير أهلها، وإعلان المسجد الأقصى مكاناً خاصاً باليهود، هذا إذا لم يتم هدمه – ربما بصاروخ سقط بالخطأ – والبدء ببناء الهيكل المزعوم.
إن وقاحة الاحتلال وحكومته اليمينية المتطرفة قد تجاوزت الخطوط الحمراء، ولكنها تتمتع بتغطية دولية، وتواطء أمريكي واضح، بالإضافة إلى صمت عربي، وعجز إسلامي عن إيقافه عن عدوانه، أو وضع حد لتجاوزاته الإنسانية والاخلاقية في فلسطين.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الضفة العدوان على على الضفة
إقرأ أيضاً:
حكومة غزة تحذر الفلسطينيين من شائعات تدفعهم نحو الهجرة
حذرت حكومة غزة -الأربعاء- الفلسطينيين من شائعات تدفعهم نحو الهجرة من قطاع غزة عبر مطار رامون الإسرائيلي، معتبرةً أنها جزء من حملة خبيثة يقودها الاحتلال لزعزعة صمود شعبنا وضرب وعيه الوطني.
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة -في بيان-: نتابع ما تم تداوله مؤخرا عبر بعض وسائل التواصل الاجتماعي من منشورات ومعلومات مُضللة تتعلق بترتيبات مزعومة للهجرة الجماعية من قطاع غزة، حيث يتولى ذلك شخصيات جدلية بالتعاون مع جهات خارجية، وتروج لسفر العائلات الفلسطينية عبر مطار رامون إلى دول مختلفة حول العالم.
وأضاف: نؤكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات عارية تماما عن الصحة، وهي جزء من حملة خبيثة وممنهجة تهدف إلى زعزعة صمود شعبنا الفلسطيني، والنيل من وعيه الوطني، ودفعه نحو الهجرة القسرية تحت ضغط المعاناة والحرب.
وأردف المكتب أن من يقف خلف هذه المنشورات بالدرجة الأولى الاحتلال الإسرائيلي، وتروج لها حسابات وهمية أو حسابات مغرضة أو حسابات تعرضت للتضليل أو أشخاص لا يمتلكون معلومات صحيحة.
وتابع أن هؤلاء يستخدمون وثائق مزيفة ونماذج توكيل قانوني لا قيمة لها، ويروجون لوهم الاحتلال، بما يطلق عليه الهجرة الآمنة التي يتكفل الاحتلال بتمويلها، في محاولة لتجميل الوجه القبيح لمخططات التهجير الجماعي، التي فشل الاحتلال في فرضها بالقوة، ويسعى اليوم لتمريرها بأساليب ناعمة مكشوفة.
إعلانوحذر المكتب، من خطورة الانجرار خلف هذه الدعاية المسمومة التي تخدم هدفا إستراتيجيا صهيونيا واضحا يحلم به الاحتلال منذ عقود طويلة، يتمثل في تفريغ الأرض من سكانها الفلسطينيين الأصليين، وتحقيق حلم إسرائيل.
كذلك حذر من تداول أرقام هواتف ومعلومات مشبوهة تُنشر ضمن هذه الحملات.
ودعا المواطنين للحذر الشديد واليقظة التامة، فبعض هذه الأرقام تُستخدم كأدوات تجنيد وتواصل أمني، بهدف إسقاط الشباب الفلسطيني بعد فشل الاحتلال الإسرائيلي في اختراق النسيج الوطني المقاوم.
وشدد بيان المكتب الإعلامي الحكومي على أن الهجرة من الوطن في ظل الاحتلال ليست خيارا آمنا، بل هي فخ مغلف بالوعود الكاذبة، تقود إلى الاستدراج والاعتقال والتحقيق أو الإعدام والقتل المباشر، خصوصا عند التنقل عبر المناطق الحساسة أو خارج الأطر القانونية والرسمية.
كذلك أكد أن الحالات القليلة التي غادرت قطاع غزة مؤخرا، معلومة تماما، وهي من فئة المرضى والجرحى الذين أتمّوا إجراءات السفر لتلقي العلاج في الخارج عبر معبر كرم أبو سالم، وليسوا مُهاجرين، وما يُشاع خلاف ذلك هو كذب متعمد وتحريف للوقائع.
وإزاء هذه الدعاية المسمومة، دعت حكومة غزة، الفلسطينيين إلى عدم الانسياق خلف الشائعات والمعلومات الزائفة وعدم المساهمة في ترويجها.
وحثت على إبلاغ جهات الاختصاص بشكل فوري عن أي جهة مشبوهة تحاول استغلال حاجة الناس أو الإيحاء بقدرتها على ترتيب هجرة قانونية.
كما دعت إلى التواصل مع الجهات المختصة للتأكد من أي معلومات، أو لطلب مساعدة ذات علاقة.
وأكدت حكومة غزة أنه لا تهاون مع كل من يثبت تورطه في ترويج هذه الأكاذيب والشائعات، أو التواصل مع جهات معادية لشعبنا الفلسطيني، حفاظا على أمن المجتمع وسلامة نسيجه الوطني.
وختمت بالتشديد على أن فلسطين أرض مقدسة، وهي ليست للبيع، والشعب الفلسطيني العظيم لن يُقتلع من هذه الأرض، والرباط فيها شرف ومقاومة، والهجرة منها وهم قاتل.
إعلانوفي 4 مارس/آذار الماضي، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها 5 سنوات، وتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
وتحاصر إسرائيل غزة للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم نحو 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، ودخل القطاع مرحلة المجاعة، جراء إغلاق تل أبيب المعابر بوجه المساعدات الإنسانية.