عربي21:
2025-04-17@16:33:59 GMT

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين‎

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

في غزوة بدر الكبرى وقع "أبو عزة الشاعر" أسيرا لدى جيش النبوة، كان مقررا أن يطلق سراحه نظير الفدية ولكنه بكى وتعلل بالفقر، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليه عهدا بأن لا يخرج في جيش يحاربه وأن لا يهجو الإسلام والمسلمين بشعره.

ولكن المشركين أغروه بالخروج معهم بعد عام واحد في غزوة أُحد، ورغم هزيمة المسلمين إلا أنهم أسروا "أبو عزة الشاعر" ثانية في غزوة حمراء الأسد.

. مرة ثانية وقف الرجل باكيا معتذرا طالبا العفو، فقال النبي: لا أدعك تقول خدعت محمدا مرتين، ثم أمر به فقتل.

تذكرت هذه الواقعة بعد مقتل الجنود الصهاينة الستة في رفح، وهي الحادثة التي ألّبت الجمهور الصهيوني على نتنياهو.

ففي أثناء طوفان الأقصى راهن العدو على تحرير أسراه بالضغط العسكري وفشل مرارا، فإما أن يُقتل الأسرى وإما أن يُقتل من يريدون تحريرهم، ونجح العدو في مرة واحدة في الثامن من حزيران/ يونيو الماضي في منطقة النصيرات عندما تمكن من تحرير أربعة من الأسرى بعد قتل ثلاثة آخرين، واستشهاد نحو 275 فلسطينيا وإصابة قرابة 700 معظمهم من النساء والأطفال، وهو الحادث الذي رفع شعبية نتنياهو من جديد.

قبل ذلك الحادث أخذ العدو يسرب المعلومات عن الخلافات داخل كابينيت الحرب بين غالانت ونتنياهو وأن وزير الحرب يقول: لا بد من الصفقة ولن نستطيع تحرير الأسرى مطلقا عن طريق الحرب، وجرى تضخيم هذا الخلاف لدرجة أن كثيرين توقعوا أن يستقيل أو يُقال غالانت.

ويومها قالت المقاومة إن هذا الحادث سيكون له تأثيره على الأسرى الذين كانوا يعيشون مع آسريهم حياة شبه طبيعية في بيوت سكنية وليس في الأنفاق.

استمرت محاولات العدو وزادت المخابرات الأمريكية والبريطانية من دعمهما للوصول إلى أماكن احتجاز الأسرى.

في الأيام القليلة الماضية زاد الحديث من جديد عن الخلاف بين نتنياهو ووزير حربه حول صفقة التبادل بنفس الطريقة التي حدثت قبل ثلاثة أشهر، في تكرار لنفس السيناريو دون تجديد أو إبداع.

ثم خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال هجاري ليعلن استعادة ستة جثث لأسرى صهاينة، منهم أمريكي مزدوج الجنسية وممن كانت أسماؤهم في قائمة من سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

قال هجاري: إن الستة قتلوا على يد مخربي حماس وكنا على وشك الوصول إليهم. ورفض إعطاء أي معلومات أخرى لأنه يعلم أن رواية المقاومة ستنسف أكاذيبه. وبطبيعة الحال ترددت الشائعات بأن المقاومة هي من وضعت الجثث في طريق جيش الاحتلال.

صُدم المجتمع الصهيوني واستطاعت عائلات الأسرى إعادة زخم المظاهرات بمئات الآلاف مطالبة بعقد الصفقة فورا، واجتمعت عائلات الأسرى الأمريكيين من مزدوجي الجنسية وزاد الضغط على بايدن الذي خرج يبكي وينعى الأسير الأمريكي الذي قُتل، ثم تجرأ وأعلن أن نتنياهو لا يقوم بعمل اللازم في موضوع الأسرى وانه سيواصل التفاوض مع فريق نتنياهو وليس معه شخصيا.

للمرة الأولى منذ بدء الحرب يجد نتنياهو نفسه مضطرا تحت الضغط إلى الخروج بوجهه الكالح وسحنته المهزومة ليحاول تخفيف الصدمة، ولكنه بدلا من التنازل تمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا وعدم الانسحاب الكامل، فقط تلاعب بالألفاظ وأبعد المسؤولية عن نفسه وألقاها على الجميع حتى شارون.

وعلى الفور خرجت تصريحات "أبو عبيدة" وهي تحمل هذا المعنى: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأن الأسرى قتلوا بسبب تعنت نتنياهو حرصا على موقعه ومستقبله وحكومته، وأن تعليمات صارمة صدرت لوحدة الظل التي تتولى حماية الأسرى في حال وصل العدو إلى أي منهم، وأن السبيل الوحيد أمام الاحتلال هو الانسحاب ودفع الثمن.

كانت إشارات "أبو عبيدة" صريحة واضحة وهي: لن نترككم تصلون إلى أسير واحد حيا، وأننا وإن كنا أحرص منكم على سلامتهم فلن نترككم تصلون إليهم أحياء، فإما صفقة تستعيدون بها الأحياء وإما ستستعيدونهم في أكياس وربما لا تجدونهم أبدا مثلما حدث مع "رون أراد"، مما يفتح الباب واسعا عن طريقة مقتل هؤلاء الأسرى.

كانت نتيجة هذه العملية وما سبقها من عمليات نوعية في جنين وطولكرم والخليل فضلا عن الفشل في غزة سببا في انقلاب الرأي العام على نتنياهو وزيادة الضغط عليه، وخروج مظاهرات بأعداد غير مسبوقة ضده والدعوة إلى الإضراب العام من نقابة العمال "الهستدروت"، لتتلخص المعادلة بعد أحد عشر شهرا في أن المقاومة هي التي تتحكم في الميدان وأنها توسع جبهات القتال تدريجيا لتشمل كل فلسطين، وأنها في الوقت ذاته من يتحكم في الحرب الإعلامية ويتحلى بالمصداقية وينقل الحقائق، وأن أكاذيب العدو لم يعد أحد يصدقها رغم الإجرام الكبير الذي قام به في حق المصورين والصحفيين والإعلاميين والمراسلين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات نتنياهو المقاومة غزة اسرى غزة نتنياهو المقاومة مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

شقيق الأسير الإسرائيلي “أفيناتان أور”: نتنياهو يملك قرار الصفقة والحل هو تنفيذها ووقف الحرب

#سواليف

طالب “موشيه أور”، شقيق الأسير الإسرائيلي لدى المقاومة “أفيناتان أور”، بالحصول على أي معلومة تتعلق بشقيقه، وذلك خلال مقابلة أجراها مع قناة الجزيرة، وقال: “نحن نبحث عن أي معلومات تتعلق بأخي ووضعه، ونطالب حماس بالتوصل إلى صفقة واحدة تنهي هذه المسألة”.
وأكد “موشيه أور” في حديثه للجزيرة أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من يملك القرار بشأن الصفقة، مضيفًا: “لا حاجة لأن يتظاهر بعكس ذلك. على حكومة الاحتلال أن تفعل ما يلزم لإعادة الأسرى. لن نوافق على أي صفقة جزئية، فالحل الصحيح هو صفقة شاملة تعيد أخي أفيناتان وبقية الأسرى مقابل إنهاء الحرب. هناك أغلبية كبيرة في إسرائيل تؤيد إعادتهم. نحن نريد استعادة أفيناتان. كم من الوقت يجب أن يبقى في الأسر حتى يقرر رئيس الوزراء إعادته؟”.
وأشار إلى أن ما سمعه من أسرى عادوا من غزة هو أن أكثر ما أخافهم لم يكن الأسر ذاته، بل صواريخ وضربات سلاح جو الاحتلال الإسرائيلي، وتابع: “نحن نبحث عن أي معلومة عنه أو عن حالته. أوجه ندائي لحماس: لقد أطلقتم سراح معظم الأسرى، وتم الأمر بشكل جيد. دعونا نبرم صفقة واحدة تشمل الجميع وننهي هذه القصة”.
وفي مقابلة مع موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية ، أوضح موشيه أن السبب الرئيس لإرساله الفيديو إلى قناة الجزيرة – التي حظرت حكومة الاحتلال الإسرائيلي بثها داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة – هو محاولته الحصول على معلومات عن شقيقه الذي أُسر خلال مهرجان “نوفا”.

وأشار إلى إفادات بعض أسرى الاحتلال السابقين الذين قالوا إن المقاومين كانوا يسمحون أحيانًا بمشاهدة بث شبكة الجزيرة.
وقال: “هذه أول مرة أجري فيها مقابلة مع الجزيرة”، مضيفًا: “أنا مستعد لفعل أي شيء والتحدث مع أي جهة حتى يعود أفيناتان إلى المنزل، حتى لو كان ذلك عبر الجزيرة. أتوقع من قادتنا أن يتصرفوا كما أفعل، أن يفعلوا كل ما يلزم ويوافقوا على كل شيء من أجل إعادة الأسرى إلى ديارهم الآن”.
وأضاف: “نعم، تحدثت معهم وحاولت أن أوصل من خلالهم أننا نبحث حتى عن القليل من المعلومات. نحن قلقون جدًا عليه. نعلم أنه في الأنفاق، وقد تم إخبارنا عن الظروف التي يعيشون فيها هناك. نريد أن ندخل بعض النور إلى هذا الظلام”.
وأوضح موشيه أن الرسالة التي وجهها كانت أيضًا محاولة للتحدث مباشرة إلى حماس، وربما تصل الرسالة إلى أفيناتان.

وقال: “في ظل هذا الواقع المجنون، لا يوجد شيء لست مستعدًا لفعله حتى أصل إلى خط النهاية. ماذا يعني التحدث مع الجزيرة؟ من ناحيتي، قد يكون ذلك مفيدًا. ربما يسمع أفيناتان المقابلة ويستمد منها معنويات”.
وأشار إلى أنه رغم كل ما يحدث، لا يشعر باليأس، وقال: “لا يحق لي أن أيأس. لن أرفع يدي أو أستسلم أبدًا. نعم، أنا محبط من الحكومة. أنا محبط لأنه مر عام ونصف ولم نرَ بصيص نور في نهاية النفق. هذا إحباط، وليس يأسًا”.
وعند سؤاله عما إذا كانت عائلته توافق على هذه المقابلة، أجاب: “عائلة أور فيها تنوع في الآراء، ولم أتحدث مع الجزيرة لأنني أحبهم، فهم غير شرعيين بنظري. لم أكن أرغب بالتحدث معهم، لكن في الوضع الحالي أُظهر نوعًا من البراغماتية. ربما كنت سأجلس بصمت، لكنني أشعر أن الأمور لا تحدث، لذا نجرب منصات أخرى”.

مقالات ذات صلة القسام تستهدف 3 دبابات إسرائيلية بقذائف الياسين 105 2025/04/16

مقالات مشابهة

  • إعلام إسرائيلي: نتنياهو يعقد المفاوضات لإطالة الحرب والجنود يرفضون الخدمة
  • ناشطة إسرائيلية: على حكومة نتنياهو أن تجيب عن 4 أسئلة
  • ارتدادات جحيم ترامب وإجرام نتنياهو المستمر
  • جندي أسير في غزة: دمي في رقبة نتنياهو (شاهد)
  • أسير “إسرائيلي” لدى المقاومة يوجه رسالة لمجرم الحرب نتنياهو
  • شقيق الأسير الإسرائيلي “أفيناتان أور”: نتنياهو يملك قرار الصفقة والحل هو تنفيذها ووقف الحرب
  • 150 ضابطًا في جيش العدو ينضمّون للمطالبين بوقف الحرب على غزة
  • موقع واللا: مئات من جنود الاحتياط بالجيش الإسرائيلي يطالبون نتنياهو بوقف الحرب
  • اتساع نطاق الاحتجاجات داخل الكيان ورئيس أركان العدو يحذر حكومة نتنياهو من وجود نقص كبير في الجيش
  • كيف نقرأ تصاعد الاحتجاجات داخل كيان العدو الصهيوني ضد الحرب على غزة؟