عربي21:
2025-01-27@04:47:54 GMT

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين‎

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

في غزوة بدر الكبرى وقع "أبو عزة الشاعر" أسيرا لدى جيش النبوة، كان مقررا أن يطلق سراحه نظير الفدية ولكنه بكى وتعلل بالفقر، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليه عهدا بأن لا يخرج في جيش يحاربه وأن لا يهجو الإسلام والمسلمين بشعره.

ولكن المشركين أغروه بالخروج معهم بعد عام واحد في غزوة أُحد، ورغم هزيمة المسلمين إلا أنهم أسروا "أبو عزة الشاعر" ثانية في غزوة حمراء الأسد.

. مرة ثانية وقف الرجل باكيا معتذرا طالبا العفو، فقال النبي: لا أدعك تقول خدعت محمدا مرتين، ثم أمر به فقتل.

تذكرت هذه الواقعة بعد مقتل الجنود الصهاينة الستة في رفح، وهي الحادثة التي ألّبت الجمهور الصهيوني على نتنياهو.

ففي أثناء طوفان الأقصى راهن العدو على تحرير أسراه بالضغط العسكري وفشل مرارا، فإما أن يُقتل الأسرى وإما أن يُقتل من يريدون تحريرهم، ونجح العدو في مرة واحدة في الثامن من حزيران/ يونيو الماضي في منطقة النصيرات عندما تمكن من تحرير أربعة من الأسرى بعد قتل ثلاثة آخرين، واستشهاد نحو 275 فلسطينيا وإصابة قرابة 700 معظمهم من النساء والأطفال، وهو الحادث الذي رفع شعبية نتنياهو من جديد.

قبل ذلك الحادث أخذ العدو يسرب المعلومات عن الخلافات داخل كابينيت الحرب بين غالانت ونتنياهو وأن وزير الحرب يقول: لا بد من الصفقة ولن نستطيع تحرير الأسرى مطلقا عن طريق الحرب، وجرى تضخيم هذا الخلاف لدرجة أن كثيرين توقعوا أن يستقيل أو يُقال غالانت.

ويومها قالت المقاومة إن هذا الحادث سيكون له تأثيره على الأسرى الذين كانوا يعيشون مع آسريهم حياة شبه طبيعية في بيوت سكنية وليس في الأنفاق.

استمرت محاولات العدو وزادت المخابرات الأمريكية والبريطانية من دعمهما للوصول إلى أماكن احتجاز الأسرى.

في الأيام القليلة الماضية زاد الحديث من جديد عن الخلاف بين نتنياهو ووزير حربه حول صفقة التبادل بنفس الطريقة التي حدثت قبل ثلاثة أشهر، في تكرار لنفس السيناريو دون تجديد أو إبداع.

ثم خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال هجاري ليعلن استعادة ستة جثث لأسرى صهاينة، منهم أمريكي مزدوج الجنسية وممن كانت أسماؤهم في قائمة من سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

قال هجاري: إن الستة قتلوا على يد مخربي حماس وكنا على وشك الوصول إليهم. ورفض إعطاء أي معلومات أخرى لأنه يعلم أن رواية المقاومة ستنسف أكاذيبه. وبطبيعة الحال ترددت الشائعات بأن المقاومة هي من وضعت الجثث في طريق جيش الاحتلال.

صُدم المجتمع الصهيوني واستطاعت عائلات الأسرى إعادة زخم المظاهرات بمئات الآلاف مطالبة بعقد الصفقة فورا، واجتمعت عائلات الأسرى الأمريكيين من مزدوجي الجنسية وزاد الضغط على بايدن الذي خرج يبكي وينعى الأسير الأمريكي الذي قُتل، ثم تجرأ وأعلن أن نتنياهو لا يقوم بعمل اللازم في موضوع الأسرى وانه سيواصل التفاوض مع فريق نتنياهو وليس معه شخصيا.

للمرة الأولى منذ بدء الحرب يجد نتنياهو نفسه مضطرا تحت الضغط إلى الخروج بوجهه الكالح وسحنته المهزومة ليحاول تخفيف الصدمة، ولكنه بدلا من التنازل تمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا وعدم الانسحاب الكامل، فقط تلاعب بالألفاظ وأبعد المسؤولية عن نفسه وألقاها على الجميع حتى شارون.

وعلى الفور خرجت تصريحات "أبو عبيدة" وهي تحمل هذا المعنى: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأن الأسرى قتلوا بسبب تعنت نتنياهو حرصا على موقعه ومستقبله وحكومته، وأن تعليمات صارمة صدرت لوحدة الظل التي تتولى حماية الأسرى في حال وصل العدو إلى أي منهم، وأن السبيل الوحيد أمام الاحتلال هو الانسحاب ودفع الثمن.

كانت إشارات "أبو عبيدة" صريحة واضحة وهي: لن نترككم تصلون إلى أسير واحد حيا، وأننا وإن كنا أحرص منكم على سلامتهم فلن نترككم تصلون إليهم أحياء، فإما صفقة تستعيدون بها الأحياء وإما ستستعيدونهم في أكياس وربما لا تجدونهم أبدا مثلما حدث مع "رون أراد"، مما يفتح الباب واسعا عن طريقة مقتل هؤلاء الأسرى.

كانت نتيجة هذه العملية وما سبقها من عمليات نوعية في جنين وطولكرم والخليل فضلا عن الفشل في غزة سببا في انقلاب الرأي العام على نتنياهو وزيادة الضغط عليه، وخروج مظاهرات بأعداد غير مسبوقة ضده والدعوة إلى الإضراب العام من نقابة العمال "الهستدروت"، لتتلخص المعادلة بعد أحد عشر شهرا في أن المقاومة هي التي تتحكم في الميدان وأنها توسع جبهات القتال تدريجيا لتشمل كل فلسطين، وأنها في الوقت ذاته من يتحكم في الحرب الإعلامية ويتحلى بالمصداقية وينقل الحقائق، وأن أكاذيب العدو لم يعد أحد يصدقها رغم الإجرام الكبير الذي قام به في حق المصورين والصحفيين والإعلاميين والمراسلين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات نتنياهو المقاومة غزة اسرى غزة نتنياهو المقاومة مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟

سلط الكاتب البريطاني ديفيد هيرست الضوء على دعم إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لسياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوسعية، خاصة فيما يتعلق بضم الضفة الغربية المحتلة، معتبرا أن هذا التوجه يؤجج التوتر في المنطقة وينذر بعواقب وخيمة.

وقال الكاتب في تقرير نشره موقع ميدل إيست آي، إن أولئك الذين يتصورون أن ترامب هو الرئيس الذي سيوقف الحرب في الشرق الأوسط، عليهم أن يلقوا نظرة على ما يجري حاليا في الضفة الغربية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ثري بريطاني: على الأغنياء دفع ضرائب توازي ما يجنونه من أموالlist 2 of 2بوليتيكو: هؤلاء سيحكمون إلى جانب ترامبend of list

وأوضح أن الجيش الإسرائيلي الذي أذهله مشهد المئات من مقاتلي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وسيارات الجيب الفارهة تحيط بسيارة الصليب الأحمر خلال عملية الإفراج عن الأسيرات الإسرائيليات الثلاث في الدفعة الأولى، يصب الآن جام غضبه على جنين في أعقاب 15 شهرا من الحرب المتواصلة على قطاع غزة.

أساطير

كما اعتبر الكاتب أن صور إطلاق سراح الأسيرات في غزة صدمت الرأي العام الإسرائيلي الذي تغذى على أساطير "النصر الساحق".

ويرى الكاتب أن الهجوم البري الواسع النطاق على مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية كان مخططا له مسبقا، لكن التوقيت كان مناسبا لإقناع بتسلئيل سموتريتش، وزير المالية اليميني والقنصل العام الفعلي للضفة الغربية -حسب تعبير الكاتب- بالبقاء في الحكومة بعد أن هدد بالاستقالة بسبب وقف إطلاق النار في غزة.

إعلان

وبحسب هيرست، يبدو كل شيء مهيأ لتكرار سيناريو "علاقة الأحلام" بين ترامب وإسرائيل مثلما حدث خلال ولايته الأولى، حيث عيّن حاليا أسماء في مناصب مهمة منحازة بشكل تام لإسرائيل، مثل سفيره الجديد في إسرائيل مايك هاكابي، ووزير الدفاع بيت هيغسيث.

ووجّه الكاتب انتقادات لاذعة للرئيس ترامب، وقال إن مواقفه بشأن القضية الفلسطينية غير مبشرة، وتابع أن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيراهن على ترامب لإجهاض الدولة الفلسطينية قبل أن تولد.

أعباء الحرب

وأوضح أن الإسرائيليين مرهقون من الحرب بسبب التكلفة التي دفعوها من أرواح الجنود، والتكلفة التي تكبدها الاقتصاد، والضرر الذي أحدثته الحرب على نمط حياتهم، وقد أصبحت الحرب حسب تعبير المحلل السياسي الإسرائيلي ميرون رابوبورت "عبئا ثقيلا على الحكومة والجيش والمجتمع ككل".

وحسب الكاتب، فإن المجتمع الإسرائيلي منقسم أكثر من أي وقت سابق، وقد أدت المظاهرات الأسبوعية التي تقوم بها عائلات الرهائن إلى زيادة الضغط على الحكومة التي زعمت أن العمل العسكري وحده هو الذي يمكن أن يعيد الأسرى أحياء.

وأضاف أن وقف إطلاق النار في لبنان لم يخفف الضغط على نتنياهو بل زاده، مما جعله يستنتج أنه سيسخّر الانتخابات المقبلة إذا استمر على موقفه بمواصلة الحرب.

لكن هناك سؤالا آخر يفرض نفسه وفقا للكاتب، فإذا كانت إسرائيل قد أنهكتها الحرب كما تشير استطلاعات الرأي، فلماذا تشن حربا أخرى في الضفة الغربية؟ ولماذا احتلت مناطق في سوريا أكبر مما تحتله حاليا في غزة؟

الضم الجزئي

يرى الكاتب أن نتنياهو كان ذكيا للغاية في تحليله لما ستسمح به واشنطن، حيث يظن أن إصرار ترامب على وقف الحرب على غزة يتعلق فقط بالأسرى الإسرائيليين، وبمجرد عودتهم يمكن لإسرائيل أن تفعل ما تريد في غزة أو الضفة الغربية.

وأشار الكاتب إلى أن نتنياهو يدرك أن عمليته في جنين لن تؤدي إلى هدم المدينة فحسب، بل إلى هدم السلطة الفلسطينية التي تحتضر بالفعل، وبالتالي لن تستطيع أن تواصل مساعدة الآلة العسكرية الإسرائيلية في هدم جنين وطولكرم ونابلس وجميع مناطق المقاومة الأخرى.

إعلان

وحسب الكاتب، من المتوقع أن تؤدي العملية الحالية في جنين إلى مزيد من الانشقاقات في قوات الأمن الوقائي كما حدث في الانتفاضة الثانية، وهذا ما يعرفه نتنياهو جيدا.

نقطة ضعف

ويطمح نتنياهو إلى أن تخضع الضفة الغربية للحكم العسكري الإسرائيلي، وهنا يكمن الاختلاف الرئيسي مقارنة بولاية ترامب الأولى، وفقا للكاتب.

واعتبر أن إسرائيل خسرت تعاطف جيل كامل من يهود الولايات المتحدة بسبب وحشيتها في غزة.

وأكد الكاتب أن خيار المضي قدما في خطط ضم الضفة الغربية سيشعل المنطقة، ونقل عن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي تحذيره عدة مرات من عواقب مثل هذه الخطوة، وقال "الضفة الغربية على حدودنا والوضع خطير، وما يحدث هناك يمكن أن يزعزع أمن المنطقة".

وحسب الكاتب، فإن ترامب يجب ألا يتجاهل خطورة هذا الوضع.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس: قدمنا ما يلزم لسحب ذرائع العدو الذي يمنع العودة الى شمال القطاع 
  • المبادرة الغائبة التي ينتظرها الفلسطينيون
  • نتنياهو: شكرا لك يا رئيس ترامب على الوفاء بوعدك بمنح إسرائيل الأدوات التي تحتاجها للدفاع عن نفسها
  • العش يواجه بيراميدز مرتين في 4 أيام
  • سلطة النقد تكشف حجم الأموال التي نُهبت من بنوك غزة خلال الحرب
  • ديفيد هيرست: هل مُنح نتنياهو حرية التصرف لتفجير المنطقة؟
  • ماذا يحوي كيس هدايا القسام الذي حملته الأسرى بعد الإفراج عنهن؟ (شاهد)
  • عائلات الأسرى الصهاينة تطالب نتنياهو بالتوقف عن المماطلة وتنفيذ الاتفاق بصورة كاملة
  • حماس تعلن عن أسماء المجندات الأربع الذي ستفرج عنهن غداً
  • الشرطة الإسرائيلية تعتقل 3 متظاهرين وعائلات الأسرى تطالب نتنياهو بتنفيذ الاتفاق