مسئول أوروبي يوجه نقدا حادا للحوثيين ويشبههم بحركة طالبان
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
وجه كونستاتين جروند، مدير مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في اليمن والسودان، انتقادات حادة للحوثيين، متهماً إياهم باتباع أساليب قمعية مشابهة لتلك التي تستخدمها طالبان في أفغانستان.
وأعرب جروند في مقال بعنوان "ما الخطوط الحمراء؟"، عن قلقه العميق إزاء الوضع المتدهور في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال غرب اليمن، حيث وصف الظروف هناك بأنها "عزلة تامة".
وأشار إلى أن حوالي 60 من الموظفين المحليين العاملين في المنظمات الدولية والإغاثية محتجزون في أماكن مجهولة، بمناطق سيطرة الحوثيين، ما يثير مخاوف كبيرة حول مصيرهم.
وقال جروند إن عمليات الاختطاف التي ينفذها الحوثيون ليست جديدة، ولكن "تصعيد هذه الاختطافات كان له تأثير سياسي هائل في اليمن".
وأوضح أن هذه العمليات لم تقتصر فقط على احتجاز الأفراد كأوراق ضغط، بل إنها "أثارت الشكوك حول الشراكات الدولية بشكل عام"، حيث يُجبر العاملون في المنظمات الدولية على مواجهة مخاطر متزايدة يوماً بعد يوم.
ولفت إلى جروند إلى أن الحوثيين يستمرون في تصعيد الأوضاع على الساحة الدولية، وقال: "قام الحوثيون – كجزء مما يسمى محور المقاومة – بعرقلة حركة الشحن في البحر الأحمر بشكل متعمد"، مضيفاً أن هذا التصعيد يأتي في سياق ردهم على غزو إسرائيل لغزة.
وحذر من أن "إرضاء الحوثيين، أدى الى تقوية قاعدتهم الشعبية وإعطائهم الانطباع بأنهم يفعلون الشيء الصحيح"، مشيراً الى أنهم "تمكنوا من إرسال مبعوثين إلى التجمعات الدولية واستخدام القنوات الخلفية غير الرسمية لتمكين الآخرين من المشاركة في المحادثات أو المفاوضات نيابة عنهم"، لافتا الى أن ذلك "أدى إلى كسر حتى أصغر الاتفاقيات بشكل مستمر، بينما ظل الشركاء الدوليون صامتين".
وبين مدير المؤسسة الألمانية أنه "تم تقسيم اليمن بشكل متزايد على مدى 10 سنوات – ليس من خلال المفاوضات السياسية كما في حالة السودان وجنوب السودان، بل خطوة بخطوة على المستويات الأدنى. يتم فصل شبكات الاتصال، وتقسيم المكاتب الحكومية إلى شمال وجنوب، وانقسام أنظمة الضمان الاجتماعي، وتخلى عن النظام المصرفي والمالي الموحد في البلاد".
وأردف: "حتى ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي يتجنبون استخدام مصطلح "اليمن". لا ينبغي أن نتفاجأ إذا كان هناك حل دولتين أو حتى حل متعدد الدول في المستقبل القريب، بدون مشاركة الأمم المتحدة. دعم المجتمع الدولي هذا بشكل غير مباشر لسنوات من خلال سياسته الترضوية تجاه الحوثيين".
وأكد أن رد الفعل الدولي تجاه الحوثيين كان معتدلاً بشكل مفاجئ، مما سمح لهم بالتمادي في أفعالهم دون عقاب حقيقي، منوهاً الى أن المجتمع الدولي "بحاجة إلى إعادة تلك الخطوط الحمراء إلى ما كانت عليه".
وأضاف: أن اليمن يواجه خطر "الانزلاق إلى المجهول" إذا لم يتم اتخاذ إجراءات دبلوماسية وأمنية حازمة لوقف تصرفات الحوثيين.
وختم مقاله بالقول إنه "من المؤكد أن المخطوفين الـ60 سيرحبون بجهد استباقي أكثر" من قبل المجتمع الدولي.
المصدر: مأرب برس
إقرأ أيضاً:
بعد خلاف أمريكي-سعودي جديد بشأن اليمن.. الرياض تقدم شرطاً لدخولها بشكل مباشر في معركة الحديدة
الجديد برس|
عاد التوتر الإعلامي بين الولايات المتحدة والسعودية إلى الواجهة، الاثنين، مع تصاعد الخلافات حول من يتولى قيادة المعركة في اليمن، وسط تحشيدات تُنبئ بتصعيد جديد.
جاءت هذه التطورات عقب تقارير أمريكية تفيد باتصالات بين واشنطن وعدة دول عربية حول قضايا البحر الأحمر، بينما كشفت الرياض عن خلافات جوهرية، حيث أشار الخبير العسكري السعودي أحمد الفيفي في تغريدة غامضة إلى أن السعودية تمارس ضغوطاً على الإدارة الأمريكية بورقة “الحديدة”.
وتزامن ذلك مع تقرير نشرته “واشنطن بوست” عن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، حول مقاومة السعودية للضغوط الأمريكية في البحر الأحمر، في إشارة إلى التحالف الأمريكي لحماية المصالح الإسرائيلية.
ويبدو أن السعودية تشترط تدخلاً أمريكياً مباشراً لحسم معركة الحديدة في الوقت الذي تسعى فيه الولايات المتحدة لإبقاء الضغط مقتصراً على الفصائل المحلية للحد من عمليات صنعاء في البحر الأحمر.
وقد رفضت واشنطن سابقاً خطة سعودية قُدّمت عبر رئيس أركان التحالف، صغير بن عزيز، مشيرة إلى عدم استعدادها لدعم التصعيد في ظل الانقسامات الداخلية وغياب استراتيجية واضحة للسيطرة على الحديدة، وسط مخاوف من رد فعل صنعاء الذي قد يهدد آخر معاقل التحالف جنوب اليمن.