وجه كونستاتين جروند، مدير مكتب مؤسسة فريدريش إيبرت الألمانية في اليمن والسودان، انتقادات حادة للحوثيين، متهماً إياهم باتباع أساليب قمعية مشابهة لتلك التي تستخدمها طالبان في أفغانستان.

وأعرب جروند في مقال بعنوان "ما الخطوط الحمراء؟"، عن قلقه العميق إزاء الوضع المتدهور في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال غرب اليمن، حيث وصف الظروف هناك بأنها "عزلة تامة".

وأشار إلى أن حوالي 60 من الموظفين المحليين العاملين في المنظمات الدولية والإغاثية محتجزون في أماكن مجهولة، بمناطق سيطرة الحوثيين، ما يثير مخاوف كبيرة حول مصيرهم.

وقال جروند إن عمليات الاختطاف التي ينفذها الحوثيون ليست جديدة، ولكن "تصعيد هذه الاختطافات كان له تأثير سياسي هائل في اليمن".

وأوضح أن هذه العمليات لم تقتصر فقط على احتجاز الأفراد كأوراق ضغط، بل إنها "أثارت الشكوك حول الشراكات الدولية بشكل عام"، حيث يُجبر العاملون في المنظمات الدولية على مواجهة مخاطر متزايدة يوماً بعد يوم.

ولفت إلى جروند إلى أن الحوثيين يستمرون في تصعيد الأوضاع على الساحة الدولية، وقال: "قام الحوثيون – كجزء مما يسمى محور المقاومة – بعرقلة حركة الشحن في البحر الأحمر بشكل متعمد"، مضيفاً أن هذا التصعيد يأتي في سياق ردهم على غزو إسرائيل لغزة.

وحذر من أن "إرضاء الحوثيين، أدى الى تقوية قاعدتهم الشعبية وإعطائهم الانطباع بأنهم يفعلون الشيء الصحيح"، مشيراً الى أنهم "تمكنوا من إرسال مبعوثين إلى التجمعات الدولية واستخدام القنوات الخلفية غير الرسمية لتمكين الآخرين من المشاركة في المحادثات أو المفاوضات نيابة عنهم"، لافتا الى أن ذلك "أدى إلى كسر حتى أصغر الاتفاقيات بشكل مستمر، بينما ظل الشركاء الدوليون صامتين".

وبين مدير المؤسسة الألمانية أنه "تم تقسيم اليمن بشكل متزايد على مدى 10 سنوات – ليس من خلال المفاوضات السياسية كما في حالة السودان وجنوب السودان، بل خطوة بخطوة على المستويات الأدنى. يتم فصل شبكات الاتصال، وتقسيم المكاتب الحكومية إلى شمال وجنوب، وانقسام أنظمة الضمان الاجتماعي، وتخلى عن النظام المصرفي والمالي الموحد في البلاد".

وأردف: "حتى ممثلو المجلس الانتقالي الجنوبي يتجنبون استخدام مصطلح "اليمن". لا ينبغي أن نتفاجأ إذا كان هناك حل دولتين أو حتى حل متعدد الدول في المستقبل القريب، بدون مشاركة الأمم المتحدة. دعم المجتمع الدولي هذا بشكل غير مباشر لسنوات من خلال سياسته الترضوية تجاه الحوثيين".

وأكد أن رد الفعل الدولي تجاه الحوثيين كان معتدلاً بشكل مفاجئ، مما سمح لهم بالتمادي في أفعالهم دون عقاب حقيقي، منوهاً الى أن المجتمع الدولي "بحاجة إلى إعادة تلك الخطوط الحمراء إلى ما كانت عليه".

وأضاف: أن اليمن يواجه خطر "الانزلاق إلى المجهول" إذا لم يتم اتخاذ إجراءات دبلوماسية وأمنية حازمة لوقف تصرفات الحوثيين.

وختم مقاله بالقول إنه "من المؤكد أن المخطوفين الـ60 سيرحبون بجهد استباقي أكثر" من قبل المجتمع الدولي.

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

اختتام الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية للتقييس ايزو (ISO) بمشاركة اليمن

اختتم، اليوم السبت، أعمال الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية للتقييس (ISO) المنعقد بمدينة قرطاجنة الكولومبية، بمشاركة الجمهورية اليمنية، بوفد ترأسه المدير العام التنفيذي للهيئة اليمنية للمواصفات عضو الجمعية العمومية للمنظمة، المهندس حديد الماس.

 

وناقش الاجتماع، بمشاركة أكثر من 160 دولة في جلسات حوارية متخصصة، سبل تطوير المواصفات القياسية الدولية، والاستفادة منها لدعم المواصفات وجهود التنمية في الدول النامية، لتحسين جودة الحياة وسلامة وكفاءة المنتجات والانظمة والخدمات، وتفعيل دور المواصفات في تحقيق التنمية المستدامة، والتخفيف من آثار التغير المناخي، وفق وكالة سبأ الرسمية.

 

وشاركت اليمن، في العديد من الاجتماعات أهمها اجتماع رؤساء البعثات، والجلسة العامة، وورش لجان الايزو الخاصة بدعم الدول النامية في مجال التقييس وبناء القدرات، وجلسات حوارية حول أنشطة التقييس في عصر الرقمنة، واجتماع الرؤساء التنفيذيين الجدد لهيئات التقييس لدول الأعضاء، واجتماع الجمعية العمومية للمنظمة.

 

وفي إطار اجتماع الجمعية العمومية، تم إطلاق دليل منظمة الايزو والأمم المتحدة الجديد والذي يهدف إلى دعم الأعمال والمنظمات في تطوير مشاركتهم وإسهامهم في تحقيق أهداف الأُمم المتحدة للتنمية المستدامة ، من خلال موائمة الاستراتيجيات مع أهداف التنمية المستدامة .

 

وخرج الاجتماع بالعديد من التوصيات والقرارات أهمها، التركيز على دعم جهود تطوير المواصفات في الدول النامية، وتفعيل دور الدول الاعضاء في انشطة التقييس، والاسهام في تعزيز دور المواصفات في التنمية المستدامة، والطاقة والحفاظ على البيئة والموارد الطبيعية، والتخفيف من آثار التغير المناخي .

 

وعلى هامش الاجتماع، عَقَد مدير عام الهيئة المهندس حديد الماس، لقاءات مع رئيس منظمة الايزو سونغ هوان شو، والأمين العام للمنظمة سرجيو موخيكا، والمنسق الإقليمي للمنظمة لشؤون أفريقيا والدول العربية كولينز وافلو، لمناقشة تعزيز الشراكة مع منظمة الايزو والاستفادة من برامج وأنشطة الايزو في مجال المواصفات وبناء القدرات والمشاركة الفاعلة في اللجان الفنية والتنسيقية، والتباحث حول ترقية عضوية بلادنا الى عضو كامل مع مطلع العام القادم 2025م.


مقالات مشابهة

  • قوات الانتقالي تدخل أول منطقة شمالي اليمن عقب هجوم مباغت ضد الحوثيين وتحقيق تقدم كبير
  • زعيم الحوثيين: 700 غارة أمريكية-بريطانية على اليمن
  • اختتام الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية للتقييس ايزو (ISO) بمشاركة اليمن
  • اليمن يشارك في الاجتماع السنوي للمنظمة الدولية للتقييس ايزو (ISO)
  • قلق أمريكي من دعم روسي لـ “الحوثيين” في اليمن
  • القيادة المركزية الأمريكية: دمرنا 3 مسيرات ومركبة للحوثيين في اليمن
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: إسرائيل تنتهك بشكل يومي القانون الدولي الإنساني
  • عطوان: اليمن غيّر المعادلة في المنطقة بشكل كامل
  • عبدالباري عطوان: اليمن يغير المعادلة بشكل كامل في المنطقة ويفرض حصاراً بحرياً على “إسرائيل”
  • مراسل القاهرة الإخبارية: الجيش الأمريكي دمر نظاما صاروخيا للحوثيين في اليمن