تشكيك أميركي في الرد الإيراني على اغتيال هنية
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
شكك مركز أبحاث أميركي في كفاءة ودقة الصواريخ الإيرانية في إصابة أهدافها، مستشهدا في ذلك بالهجوم الإيراني غير المسبوق بالطائرات المسيرة والصواريخ على إسرائيل في أبريل/نيسان الماضي، عندما أصبحت إيران أول دولة تطلق مثل هذا الهجوم منذ أن أطلق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صواريخ "سكود" على إسرائيل في حرب الخليج الثانية عام 1991.
وفي تقرير لها حول الصواريخ والمسيرات الإيرانية في ظل تلويح إيران بمهاجمة إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية، أوردت وكالة أسوشيتد برس محاولة إجابة "مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار" عن الأسئلة المطروحة حول مدى الخطر الذي يشكّله الرد.
وعودة إلى هجوم أبريل/نيسان الماضي، قالت الوكالة إن القليل من القذائف الإيرانية وصلت إلى أهدافها، حيث أسقطت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة العديد من الصواريخ، في حين فشلت صواريخ أخرى في الإطلاق أو تحطمت أثناء الطيران، وحتى تلك التي وصلت إلى إسرائيل بدت كأنها أخطأت أهدافها.
ونقلت الوكالة عن سام لير، الباحث المشارك في المركز والذي عمل على تحليل الهجوم، قوله "لو كنت المرشد الإيراني الأعلى، ربما كنت أشعر بخيبة أمل، فإذا لم تكن الصواريخ الإيرانية قادرة على ضرب الأهداف بدقة فإن هذا يعيد صياغة دورها، فلم تعد ذات قيمة لإجراء العمليات العسكرية التقليدية، وقد تكون أكثر قيمة ببساطة كأسلحة إرهابية".
وحسب تقرير الوكالة وقع الانتقام الإيراني إثر إصابة ضربة إسرائيلية في الأول من أبريل/نيسان الماضي مجمعا دبلوماسيا إيرانيا في العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن مقتل جنرالين إيرانيين و5 ضباط، بالإضافة إلى أحد أعضاء حزب الله اللبناني .
وأظهرت لقطات بثها التلفزيون الحكومي أن هجوم إيران في 13 أبريل/نيسان الماضي بدأ بقائد الحرس الثوري الجنرال حسين سلامي "يتحدث هاتفيا مع العميد أمير علي حاجي زاده، قائد فرقة الجوفضائية التابعة للحرس الثوري، قائلا: ابدؤوا عملية الوعد الصادق ضد قواعد النظام الصهيوني".
ومع توجّه الصواريخ نحو السماء، توقف الناس في جميع أنحاء إيران عما كانوا يفعلونه، ووجهوا هواتفهم المحمولة إلى ضجيج الإطلاق من سياراتهم وشرفات منازلهم، وأظهرت مقاطع فيديو -حللتها وكالة أسوشيتد برس- مواقع إطلاق متعددة، بما في ذلك على مشارف مدن أراك وهمدان وأصفهان وكرمانشاه وشيراز وتبريز وطهران.
وظهرت لقطات تم نشرها لاحقا من خلال حسابات وسائل التواصل الاجتماعي العسكرية الموالية لإيران صواريخ تنطلق من منصات إطلاق متحركة مثبتة على شاحنات، وقفزت طائرات شاهد الإيرانية الحاملة للقنابل، والتي تستخدمها روسيا على نطاق واسع في حربها على أوكرانيا، من منصات معدنية، ودوت محركاتها مثل جزازات العشب عبر السماء الليلية، وتم إطلاق بعضها بواسطة شاحنات صغيرة تتسابق على المدرجات.
وانطلقت الطائرات بدون طيار ذات الشكل المثلث أولا، واستغرقت ساعات للوصول إلى أهدافها، ثم جاءت صواريخ "كروز"، التي استغرقت وقتا أقصر، وأخيرا صواريخ عماد وغدر وخيبر شيكان الباليستية، والتي لم تستغرق سوى دقائق، وفقا لتحليل أجراه مشروع ويسكونسن للحد من الأسلحة النووية.
قدر المسؤولون الإسرائيليون أن إيران أطلقت 170 طائرة بدون طيار و30 صاروخ كروز و120 صاروخا باليستيا، أسقطت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والأردن النيران المقبلة.
وزعم الأميركيون أنهم أسقطوا 80 طائرة مسيرة تحمل قنابل و6 صواريخ باليستية على الأقل، كما تم تفعيل الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، على الرغم من أن ادعاءهم الأولي باعتراض 99% من المقذوفات بدا مبالغا فيه.
وقال فابيان هينز "قد يكون الأداء الضعيف عائدا إلى تدابير الحرب الإلكترونية المصممة لإرباك نظام توجيه الصاروخ، فضلا عن التخريب المحتمل، وتصميم الصاروخ الرديء والمسافات المشاركة في الهجوم.
ماذا بعد؟
في الماضي، كانت التهديدات الإيرانية بالرد على إسرائيل تتخذ عموما شكل هجمات من قِبل القوات المدعومة من إيران في الشرق الأوسط، أو هجمات تستهدف أهدافا إسرائيلية في أماكن أخرى، مثل السفارات أو السياح على متنها.
كما أن الجغرافيا تحد من الخيارات المتاحة لشن هجوم عسكري إيراني مباشر، فإيران لا تشترك في حدود مع إسرائيل، ويفصل بينهما 1000 كيلومتر في أقصر مسافة.
ولدى القوات الجوية الإيرانية أسطول قديم من طائرات "إف-14 توم كات" الأميركية وطائرات "ميكويان ميج-29" الروسية المقاتلة تعود إلى حقبة الحرب الباردة، لكنها لن تكون ندا لطائرات "F-35I" الإسرائيلية ودفاعاتها الجوية، وهذا يعني أن إيران ستحتاج مرة أخرى إلى الاعتماد على الصواريخ والطائرات المسيّرة بعيدة المدى.
وحسب المحللين الذين نقلت عنهم الوكالة، قد تلجأ إيران أيضا إلى الاستعانة بحزب الله اللبناني وجماعة الحوثيين في اليمن لإرباك دفاعات إسرائيل، وقد تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق النار بكثافة في 25 أغسطس/آب.
ويظل الخطر المتمثل في إمكانية تطوير طهران لسلاح نووي حاضرا دائما، ولوّح به المسؤولون الإيرانيون.
وفي حين تصر إيران على أن برنامجها النووي سلمي، تقول وكالات الاستخبارات الغربية والوكالة الدولية للطاقة الذرية إن طهران كان لديها برنامج نووي عسكري مُنظم حتى عام 2003.
وقالت وكالات الاستخبارات الأميركية، في تقرير لها خلال يوليو/تموز الماضي، "إن إيران قامت بأنشطة تجعلها في وضع أفضل لإنتاج جهاز نووي، إذا اختارت القيام بذلك"، ومع ذلك، فإن بناء سلاح وتصغيره لوضعه على صاروخ باليستي قد يستغرق سنوات.
وقال تقرير صادر عن مدير الاستخبارات الوطنية "تمتلك إيران أكبر مخزون من الصواريخ الباليستية في المنطقة، وتستمر في التأكيد على تحسين دقة وقوة فتك وموثوقية هذه الأنظمة وربما تعكف إيران على الدروس المستفادة من هجوم أبريل/نيسان الماضي".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات أبریل نیسان الماضی على إسرائیل
إقرأ أيضاً:
تقرير عبري: الشاباك طرح مخطط “اغتيال السنوار” أكثر من 6 مرات
#سواليف
كشفت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية، اليوم الجمعة، بأن جهاز الأمن العام الإسرائيلي “الشاباك” قاد رؤية على مدى سنوات لتصفية قادة حماس ومن بينهم يحيى السنوار.
وقالت الصحيفة إن رئيس جهاز الشاباك رونين بار قاد رؤية لاغتيال قادة حماس منذ بداية ولايته، وإن مقترح الشاباك لاغتيال السنوار كان مطروحا في 6 مناسبات على الأقل خلال السنوات الأخيرة.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في 17 أكتوبر 2024، اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” يحيى السنوار، بعد عام كامل من مطاردته.
مقالات ذات صلة معلومات جديدة بشأن علاقة بشار وماهر الأسد بهجمات اللاذقية 2025/03/07يأتي ذلك، فيما تصاعدت الحرب الكلامية والتسريبات الاستراتيجية بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجهاز الشاباك، وسط تقارير تفيد بأن نتنياهو يخطط لإقالة رونين بار من منصبه كرئيس للشاباك، وذلك بعدما أقاله مؤخرا ورئيس الموساد ديفيد برنياع من رئاسة الفريق الذي يتفاوض على اتفاق هدنة غزة.
وكانت صحيفة “هآرتس”، ذكرت أمس أن بار حذر نتنياهو قبل 5 أشهر من هجوم السابع من أكتوبر 2023، من أن الحرب في غزة أمر لا مفر منه.
وأفاد التقرير بأن الرجلين التقيا في أواخر مايو 2023، بعد عملية “الدرع والسهم” ضد الجهاد الإسلامي في غزة. وبحسب التقرير، فقد أخبر بار نتنياهو بأن الحملة التي استمرت 5 أيام كانت “الجولة الأولى فقط ضد المحور الشيعي”.
وقال بار حينها “يجب أن نستعد لضربة افتتاحية، ولجولة من الاغتيالات”، مضيفا: “حماس هي التحدي التالي أمامنا، ولن يكون هناك مفر من حملة في غزة”.
وقالت صحيفة هآرتس إن نتنياهو زعم أن حماس تم ردعها، مشيرا إلى “توازن قوي ضد حماس”.
ونفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بوقت سابق التقارير الإخبارية التي قالت إن نتنياهو رفض توصية جهاز الشاباك بتصفية قادة حركة حماس قبل 7 أكتوبر.
كما أشار التقرير إلى أنه قبيل السابع من أكتوبر، رصد الشاباك تصعيدا متزايدا، محذرا من أن إسرائيل في طريقها إلى مواجهة واسعة، إلا أن نتنياهو والمؤسسة الأمنية لم يتخذوا أي إجراءات وقائية حاسمة.
وكان مكتب نتنياهو شن هجوما لاذعا على بار، متهما إياه بأن نتائج التحقيق الداخلي الذي أمر به بار في فشل الوكالة في منع هجوم السابع من أكتوبر “لا تجيب على أي سؤال”.
من جهة أخرى، قال بار إنه لا يخطط للتنحي عن منصبه حتى يتم إعادة جميع الرهائن وتشكيل لجنة حكومية للتحقيق في الإخفاقات المحيطة بهجوم حماس، حسبما ذكرت القناة 12 يوم الثلاثاء.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن نتنياهو كان يبحث في تداعيات إقالة بار، وتكهنت بأن هذه الخطوة قد تحدث في غضون أسابيع.