للمرة الأولى.. نجاح زراعة الخلايا الجذعية في المعمل
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
نجح العلماء للمرة الأولى في زراعة الخلايا الجذعية للدم في المختبر، وبحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، ترجع أهمية التجربة إلى إمكانية تحول الخلايا الجذعية إلى أي نوع من الخلايا في الجسم، ولكن حتى الآن لم يتم زرع خلايا مزروعة في المختبر بنجاح في الفئران.
واستطاع مؤخرًا فريق من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال في إنشاء خلايا دموية جذعية مزروعة في المختبر تشبه تلك الموجودة في البشر - وقد ثبت أن هذه الخلايا قادرة على البقاء على قيد الحياة خارج طبق بتري.
وصرح الباحثون بأن التجارب السريرية على البشر ستدخل حيز التنفيذ عقب 5 سنوات تقريبًا ومع ذلك، فقد أثار هذا الاكتشاف الآمال في تحسين خيارات العلاج للأشخاص الذين يعانون من سرطان الدم واضطرابات الدم الخطيرة والأطفال الذين يعانون من الأورام والذين يحتاجون إلى علاج كيميائي صارم.
وأفادت النتائج، التي نشرت في مجلة Nature Biotechnology، في نهاية المطاف مرضى مثل ريا ماهاجان، التي تم تشخيصها باضطراب الدم المهدد للحياة، وهو فقر الدم اللاتنسجي، في سن الحادية عشرة.
كانت تحتاج إلى عمليات نقل دم كل بضعة أيام أثناء بحث عالمي عن متبرع بنخاع العظم مطابق لها، ولكن لم يتم العثور على أي متبرع، لذلك تدخلت والدتها، التي كانت مطابقة جزئيًا فقط، بدلا منها.
وتعرضت الفتاة لمضاعفات بعد العملية الجراحية، واضطرت إلى عزل نفسها في المستشفى لمدة 3 أشهر أثناء تناولها أدوية مثبطة للمناعة.
قال والد ريا جارو: "كانت فترة العلاج الكيميائي هي الأصعب بالنسبة لنا كعائلة لأنها فقدت شعرها أثناء جلسات العلاج الكيميائي".
وأضاف: "كانت تتغذى من خلال أنبوب معدي أنفي، وفقدت الكثير من الوزن، أعتقد أنها فقدت ما يقرب من 10 كيلوجرامات"، وفي نهاية المطاف نجحت عملية زرع الأعضاء، ويأمل والدها أن يساعد هذا الاكتشاف في حماية الأطفال المرضى من خوض تجربة مماثلة.
وقالت الأستاذة المساعدة إليزابيث نج، على الرغم من أن الدراسات على الحيوانات "ليست مثالية"، فإن العلاجات المستقبلية قد تتضمن أخذ عينة من جلد المريض أو دمه أو شعره، وإعادة برمجة خلاياها ثم نقلها مرة أخرى إلى المريض.
أضافت أن "خلايا الدم الجذعية التي نصنعها في المعمل ستكون متوافقة تماما مع المريض، وبالتالي لن يعاني المريض من الكثير من الآثار الجانبية التي عانت منها ريا، على سبيل المثال.
وأردفت: "نأمل في الواقع أن يكون العلاج ناجحًا، وأن يتعافى المرضى بنجاح كبير وأن يتمكن المرضى من استئناف حياتهم الطبيعية مرة أخرى في أسرع وقت".
ومن ناحيته قال البروفيسور إيد ستانلي: "في كثير من النواحي بالنسبة للمرضى الذين يعانون من فشل نخاع العظم والذين تفشل العلاجات الطبية، فإن عملية زرع الأعضاء هي في حد ذاتها عملية علاجية، لذا فإن الأمر يعتمد على نوع المرض الأساسي".
وستتضمن الخطوة التالية التأكد من أن التكنولوجيا آمنة وفعالة، حيث يحول الفريق بالفعل تركيزه إلى تصنيع الخلايا والاستخدام السريري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الخلايا زراعة الخلايا الجذعية المختبر نخاع العظم سرطان حسب صحيفة المستقبل المخ
إقرأ أيضاً:
مشاهد لافتة لمن يزورها للمرة الأولى.. رحلة في دمشق ما بعد الأسد
دمشق- لم تعد العاصمة السورية كما كانت؛ تغيّر إيقاعها، واختلفت تفاصيل يومياتها، وصارت الحياة فيها تتدفق بوتيرة جديدة. في شوارع دمشق المتشابكة وأزقتها العتيقة، يتداخل صوت محركات السيارات مع صخب الأسواق، وتمتزج رائحة المازوت بدخان المقاهي، بينما تتردد في الأرجاء نقاشات سياسية بلا تحفظ أو مواربة، فـ"الحيطان لم تعد لها آذان" كما كان يقول السوريون.
لم يعد شيء على حاله، فالاختناق المروري تضاعف بعد سقوط النظام، وأعداد السيارات في الشوارع زادت بشكل ملحوظ. الصرافون الجوالون صاروا جزءا من المشهد اليومي، يتنقلون بأوراق نقدية مكدسة، يعرضون خدماتهم علنا دون خوف من الملاحقة. أما الجدران التي لطالما حملت صور حافظ وبشار الأسد، فقد أضحت فارغة، إيذانا بدخول حقبة جديدة.
شوارع دمشق تعيش اختناقا مروريافي قلب العاصمة السورية، لا تكاد السيارات تتحرك، لا سيما في مناطق وسط البلد. يشكو سكان دمشق من ازدحام غير مسبوق، وهو ما يؤكده سائقو التاكسي الذين يقضون ساعات في الطرقات. يقول أحدهم إنه بدأ يشكو من ألم في ركبتيه من كثرة التنقّل بين دواستي الوقود والدبرياج.
يرجع البعض السبب الرئيسي لهذه الأزمة إلى الانخفاض الحاد في أسعار السيارات، إذ باتت تلك التي كانت تُباع قبل أشهر بـ15 ألف دولار، تُعرض الآن بـ3 آلاف فقط. ومع هذا التراجع المفاجئ، اندفع كثيرون نحو الشراء، خشية أن تعاود الأسعار ارتفاعها في أي لحظة.
لكن ليس هذا العامل الوحيد لتفاقم المشكلة، فقد توافد إلى دمشق عدد كبير من السوريين القادمين من المحافظات الأخرى بسياراتهم الخاصة، وهو أمر لم يكن مألوفا في السابق حينما كانت البلاد مقطّعة الأوصال. كما اختار بعض المغتربين القدوم إلى سوريا بسياراتهم، ليضيفوا عبئا جديدا على الشوارع التي لم تكن مصممة لاستيعاب هذا العدد من المركبات.
إعلاناللافت أن الاختناقات المرورية لم تعد مصحوبة بالتوتر المعتاد، بل اختفت الشتائم التي كانت تُطلق في أثناء الزحام -حسب سائق التاكسي المسن الحاج أبو طارق- الذي قال إن "الكفريات" (الألفاظ الكفرية) لم تعد تُسمع أيضا.
بورصة مفتوحة على الأرصفةفي ساحات المدينة وعلى أرصفتها، باتت تجارة العملات مشهدا مألوفا؛ عشرات الصرافين الجوالين ينتشرون في الشوارع، يحملون رزما ضخمة من الأوراق النقدية، ينادون على المارة، ويعرضون أسعار الصرف التي تتغير كل لحظة.
حتى وقت قريب، كان التعامل بالدولار في السوق السوداء جريمة قد تودي بصاحبها إلى غياهب السجون. أما اليوم، فقد أصبح الأمر علنيا تماما. بعض هؤلاء الصرافين يستخدمون عدادات نقدية لإضفاء طابع الاحترافية، بينما يعمد آخرون إلى استغلال الزحام والضجيج لخداع الزبائن، حيث يقومون بإنقاص ورقة أو اثنتين من المبلغ المتفق عليه من دون أن يلاحظوا ذلك.
المفارقة أن الأوراق النقدية القديمة من الدولار لم تعد تحظى بالقيمة نفسها، إذ يرفض الصرافون قبولها بالسعر نفسه الذي تُصرف به الأوراق الجديدة، بل يفرضون عليها خصما عند التصريف.
كما بات موضوع الصرافة أشبه بالبورصة، إذ يتغير سعر الصرف كل بضع دقائق، ويجد المواطنون أنفسهم مضطرين لمتابعة هذه التقلبات عن كثب، خشية أن تفقد أموالهم جزءا من قيمتها بين لحظة وأخرى.
حقيبة الأموال ضرورة يوميةفي ظل غياب أنظمة الدفع الإلكتروني العالمي، بات حمل كميات كبيرة من النقود أمرا لا مفر منه، إذ لا وجود لبطاقات ائتمانية دولية، ولا مجال للتحويلات المصرفية، فالأموال تتنقل مباشرة من يد إلى يد في اقتصاد يعتمد على التعامل النقدي بالكامل.
ومع تضخم الأسعار، أصبحت المبالغ المطلوبة للمعاملات اليومية ضخمة إلى الحد الذي لم تعد معه المحافظ التقليدية أو الجيوب كافية لرزم النقود السميكة، وهو ما يضطر كثيرين إلى حمل حقائب صغيرة مخصصة للنقود.
إعلان بائعو البنزين المتجولونلم تعد العملات وحدها السلعة الغريبة التي تباع على الأرصفة، فالبنزين أيضا أصبح سلعة متاحة على قارعة الطريق، حيث تصطف عبوات الوقود بانتظار الزبائن الذين بات بعضهم يعتمدون على المهربين بدلا من محطات الوقود.
يزعم البعض أن هذا البنزين مصدره لبنان، حيث يُشترى من هناك بأسعار أقل، ثم يُهرب إلى دمشق ليباع مقابل هامش ربح جيد. أما آخرون، فيقولون إن جودته (95) أفضل من ذاك المتاح في محطات الوقود (91).
الجدران بلا صور آل الأسدوفي شوارع العاصمة السورية، لم يعد هناك أثر للصور الضخمة التي لطالما غطت الجدران لعقود، فاختفت صور الرئيس السابق حافظ الأسد وابنه المخلوع بشار تماما، من دون أن تحل محلها صور للرئيس الجديد أحمد الشرع، كما اختفت الأقوال "المأثورة للقائد الخالد" حسبما يطلق عليه محبوه.
وشهدت وسائل التواصل الاجتماعي إقدام البعض على طباعة أعلام تحمل صورة الرئيس الشرع، سرعان ما صدرت تعليمات رسمية بإزالتها ومنع طباعتها مجددا.
في المقابل، لا تزال بقايا العلم السوري القديم موجودة وإن بخجل، خصوصا على الأبواب الحديدية لبعض المحال التجارية.
أما في محلات التحف والمقتنيات القريبة من الجامع الأموي، فلا تزال بعض التذكارات تحمل رموز العهد السابق، لكن كثيرا منها خضع لتعديلات سريعة، كما قال أحد التجار مبتسما، "في يوم سقوط النظام، أمسكت القلم وبدأت أعدل على بعضها. أجريت عملية ’تكويع‘ سريعة لبعض التحف والتذكارات".
في مقاهي العاصمة السورية، لم تعد السياسة موضوعا محظورا، بل باتت هي الموضوع الأكثر تداولا بين الجالسين. بعد أن كانت هذه النقاشات تتم في الماضي همسا وبصوت منخفض -هذا إن تجرأ أحدهم على خوضها- أصبح الجميع يتحدثون اليوم بلا قيود، يذكرون أسماء السياسيين الجدد ويناقشون مستقبل البلاد بصوت مرتفع وبلا خوف.
الأمر اللافت أن بعض المقاهي، مثل مقهى الروضة الشهير، لم تكتفِ بذلك، بل بثت أغاني ساخرة عن النظام السابق، وسط تفاعل كبير من رواد المكان، الذين لم يعتادوا مثل هذا الانفتاح من قبل.
إعلاندمشق التي تغيرت ملامحها، بات فيها كل شيء مختلفا، من حركة المرور إلى التداول العلني للعملات الصعبة، وصولا إلى خوض الناس في السياسة بلا خوف. ومع ذلك، تحتفظ هذه المدينة العريقة بروحها الفريدة، حيث يمتزج القديم بالجديد في مشهد لا تراه في كثير من المدن.