حارس الدلافين الوردية.. هكذا يسعى عالِم لإنقاذ الحياة المائية في الأمازون
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في أعماق الممرات المائية المعقدة لمنطقة الأمازون، اتّجه عالم الأحياء البحرية الكولومبي، فرناندو تروخيو، لدراسة الدلافين النهرية الوردية الغامضة لأول مرة في عام 1987، وذلك بناءً على توجيهات عالِم المحيطات الشهير، جاك كوستو.
والتقى تروخيو بكوستو في ندوةٍ جامعية في العاصمة الكولومبية، بوغوتا.
وعندما سأل تروخيو عمّا يجب أن يركز عليه بحثه، أخبره كوستو أنّ عليه الذهاب لدراسة الدلافين النهرية التي لم تتم دراستها بعمق.
وبعد ذلك بعامين، استقل تروخيو طائرة شحن لبدء مغامرته في منطقة الأمازون.
ويتذكر تروخيو، الذي ولد ونشأ في بوغوتا، وصوله إلى قرية "بويرتو نارينيو" الواقعة على ضفاف النهر كخرّيجٍ حديث يتمتع "بغطرسة رجلٍ جامعي".
وسرعان ما أدرك أنّه سيحتاج إلى مساعدة شعب "تيكونا" المحليين من أجل التنقل بين التضاريس المعقدة، والاقتراب من الدلافين.
وعند حديثه عن منطقة الأمازون، قال تروخيو لـCNN: "هذه بيئة شديدة العدوانية، ومن الصعب جدًا البقاء على قيد الحياة فيها".
ومن ثم أضاف: "بدأ السكان الأصليون يعلمونني، كيفية التجديف في زورق، والمشي في غابة".
وفي النهاية، تشكلت علاقة وطيدة بينه وبين دلافين المياه العذبة، والمناطق المحيطة بها.
واكتشف العالِم أنّ أعدادها تتضاءل بسبب الصيد الجائر، وتدمير الموائل، والتلوث، وتغير المناخ.
وأشار تروخيو إلى وجود نوعين من دلافين المياه العذبة الموجودة في جميع أنحاء منطقة الأمازون، وهي دلافين نهر الأمازون، أو "الدلافين الوردية" بسبب لونها، ودلافين "توكوكسي" الأصغر حجمًا.
وهذه الكائنات تُعتَبَر ضمن الحيوانات المفترسة، ويعني ذلك أنّها تساعد على إبقاء أعداد الأسماك تحت السيطرة.
في عام 2018، تم تصنيف الدلافين الوردية على أنّها مهددة بالانقراض من قِبَل الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة، وبعد ذلك بعامين، تم تصنيف دلافين "توكوكسي" على أنّها مهددة بالانقراض أيضًا.
وقال تروخيو: "في العام الأول الذي أتيت فيه إلى هنا، وخلال عام واحد، وجدت 21 دلفينًا ميتًا، لذا علمت أنّه (كان علي) أن أفعل شيئًا لهذه الحيوانات".
وقرّر البقاء في المنطقة ومواصلة عمله إلى جانب السكان المحليين، الذين بدأوا يُطلقون عليه اسم "أوماتشا"، والذي يعني "دلفين يتحول إلى رجل" بلغة شعب "تيكونا".
وأوضح العالِم: "لقد قالوا لي: يعتقد جميعنا أنّك دلفين تحول إلى إنسان لحماية الدلافين".
وفي عام 1993، حوّل تروخيو لقبه إلى اسم منظمته المعنية بالحفاظ على البيئة، والمكرسة لحماية الدلافين، والحياة البرية المائية الأخرى المهددة بالانقراض أيضًا، وموائلها في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية.
وقال: "لقد جئت إلى هنا بنهج عاطفي لإنقاذ الدلافين، لكنني أدركت فجأةً أنّ الدلافين مجرد جزء صغير من هذا النظام البيئي الضخم".
كما أضاف: "من أجل حماية الدلافين، كنت بحاجة إلى حماية الأنهار، والبحيرات، والأنواع الأخرى، مثل خراف البحر، و(تماسيح) الكايمان، إضافةً للأشخاص الذين يعيشون هنا".
وعلى مدار الأعوام الثلاثين الماضية، عمل العالِم الحائز على جوائز ومؤسسته بلا كلل للمساعدة في تعزيز اتفاقيات الصيد الصديقة للدلافين، وإنعاش الأراضي الرطبة، والمساعدة في إطلاق أول إعلان عالمي لحماية الدلافين النهرية في عام 2023.
وساعد تروخيو في تدريب العلماء في جميع أنحاء أمريكا الجنوبية على جهود دراسة الدلافين والحفاظ عليها، وقام ببعثات لا تعد ولا تحصى في جميع أنحاء القارة لتقييم النظم البيئية الأخرى للمياه العذبة، والتهديدات التي يتعرض لها التنوع البيولوجي.
وأفاد الكولومبي أنّ الدلافين لعبت دورًا حيويًا في مساعدة الفريق في جهودهم المستمرة للحفاظ على البيئة أينما ذهب، وأكّد: "الدلافين عبارة عن مقياس حرارة نوعًا ما، وهي بمثابة حارسة لصحة الأنهار".
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، قامت مؤسسة "Omacha" بوضع أجهزة تتبع بالأقمار الصناعية على الدلافين لمراقبة أعدادها.
وأوضح تروخيو لـCNN: "قمنا بترقيم أكثر من 60 دلفينًا في أمريكا الجنوبية بالفعل، و27 منها في كولومبيا فحسب".
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: أمازون الحيوانات فی جمیع أنحاء نهر الأمازون العال م فی عام
إقرأ أيضاً:
تشغيل المعدة المائية الألمانية لتطهير المجاري المائية وتحويل ورد النيل إلى أعلاف بأسيوط
أعلن اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، عن بدء تشغيل المعدة المائية الألمانية الحديثة لإزالة ورد النيل والحشائش والنباتات المائية من نهر النيل والترع والمصارف، بعد سنوات من التوقف، في خطوة تعكس توجه المحافظة نحو تعظيم الاستفادة من المخلفات ضمن منظومة بيئية واقتصادية متكاملة.
رفع كفاءة المجاري المائيةوأكد محافظ أسيوط أن تشغيل المعدة يأتي تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية برفع كفاءة المجاري المائية وتحسين انسياب المياه وضمان وصوله إلى جميع الأراضي الزراعية، مشيرًا إلى أن انتشار ورد النيل والحشائش يمثل أحد أبرز التحديات التي تواجه قطاعي الري والزراعة لما يسببه من انسداد في الممرات المائية وهدر في كفاءة استخدام المياه.
وأوضح المحافظ أن المعدة المائية الألمانية تمتاز بقدرة تشغيلية عالية وتقنيات متطورة تمكنها من العمل بكفاءة في نهر النيل والترع والمصارف، حتى في الممرات الضيقة وسريعة الجريان، حيث تعمل بمحرك ديزل بقوة 100 حصان، مزود بنظام تحكم مزدوج يتيح قدرة فائقة على الدفع والمناورة أثناء التشغيل.
وأضاف أن المعدة تعمل بشكل أوتوماتيكي متكامل يبدأ بجمع ورد النيل والحشائش عبر المقصات الأمامية، ثم نقلها بواسطة سيور ناقلة إلى وحدة كبس تضغطها لتجميع نحو 5 أمتار مكعبة في الدورة الواحدة، قبل تفريغها بسهولة على الأرصفة النهرية المخصصة لذلك، موضحًا أن تشغيلها لا يتطلب سوى فني واحد داخل كابينة مجهزة بأحدث وسائل التحكم والراحة.
وأشار المحافظ إلى أن المعدة كانت قد تم توريدها منذ أكثر من عشر سنوات، إلا أنها لم تُستغل بالشكل الأمثل آنذاك لعدم توافر المعدات المساندة مثل الأوناش والتريلات وسيارات القلاب، مضيفًا أنه تم مؤخرًا توفير كافة الإمكانيات الداعمة لتشغيلها ضمن منظومة عمل متكاملة تضمن الاستمرارية والكفاءة.
وأكد اللواء هشام أبو النصر أن المحافظة أعدت خطة شاملة للاستفادة من نواتج التطهير، حيث تُنقل مخلفات ورد النيل والحشائش إلى مصنع تدوير القمامة بالمحافظة لتجفيفها وفرمها وإعادة تدويرها لإنتاج الأعلاف، بما يحقق عائدًا بيئيًا واقتصاديًا ويدعم جهود الدولة في الإدارة المستدامة للمخلفات.
وأوضح أن منظومة التشغيل الجديدة تعمل بنظام الورديات من السادسة صباحًا حتى السادسة مساءً لضمان استمرارية العمل والاستفادة القصوى من المعدة، مع تنفيذ جولات ميدانية يومية لمتابعة التشغيل والصيانة والمحافظة على كفاءة الأداء.
واختتم محافظ أسيوط تصريحاته مؤكدًا أن تشغيل المعدة المائية المتطورة يمثل نقلة نوعية في منظومة تطهير المجاري المائية بالمحافظة، ويجسد رؤية متكاملة لحماية البيئة وتحسين جودة الحياة للمواطنين، تنفيذًا لاستراتيجية الدولة في ترشيد استخدام الموارد المائية وتحقيق التنمية المستدامة.