أثارت مبادرة "مكافحة الذباب الإلكتروني" ردود فعل إيجابية واسعة النطاق، خاصة بين الشباب العربي الذين اعتبروها خطوة محورية نحو التصدي للحسابات الوهمية والمسيئة التي تسعى لزرع الفتن ونشر المعلومات المغلوطة والأفكار الهدامة.

وثمّن شباب عربي عبر 24، المبادرة التي تأتي في وقت تزداد فيه الحاجة إلى بيئة رقمية موثوقة وآمنة، مؤكدين ضرورة تضافر الجهود بين مختلف الأطراف لجعل هذه المبادرة نقطة تحول لمستقبل رقمي أفضل، وتعزيز الاستقرار ونبذ الكراهية والعنصرية، باعتبار ذلك من أهداف المستقبل المشرق للبشرية.

نبذ الكراهية أشاد المقيم المصري محمد عزت بالمبادرة، معتبراً أنها خطوة مهمة نحو تعزيز الاستقرار، ونبذ الكراهية، وبناء فضاء رقمي أكثر أمانًا وموثوقية.
وأشار إلى أن هذه المبادرة تأتي في وقت مهم، حيث أصبحت المعلومات المضللة أداة للتلاعب بالرأي العام، مؤكدًا أنها ستساهم في استقرار المجتمعات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. تعزيز الاستقرار من جانبه، أكد المقيم الأردني أحمد رحاحلة، أن دور هذه المبادرة يتجاوز مجرد مكافحة المعلومات المضللة، ليشمل أيضًا تعزيز الاستقرار الاجتماعي، موضحاً أن الذباب الإلكتروني لا يقتصر دوره على نشر الشائعات، بل يُستخدم كأداة لتأجيج الخلافات وبث الكراهية بين الشعوب والفئات الاجتماعية المختلفة، وأن التصدي لهذه الحسابات المضللة يسهم في تقليل فرص انتشار المحتوى الذي يروج للتفرقة والعنف والكراهية. بيئة رقمية أمنة وأشار المقيم اللبناني عمرو صلاح الدين، إلى أن المبادرة تساهم في خلق بيئة رقمية تُشجع على الحوار البناء ونشر قيم التسامح والتعايش السلمي، كما أن لها دور كذلك في تحصين المجتمعات ضد محاولات زرع الفتنة والكراهية التي قد تؤدي إلى الاضطرابات.
وأكد أنه ومع استمرار دعم هذه الجهود، ستصبح المجتمعات أكثر قوة وتماسكاً في مواجهة التحديات التي يفرضها العصر الرقمي. نقلة نوعية وأبدى المقيم الأردني مجاهد حسون تفاؤله بدور مبادرة "مكافحة الذباب الإلكتروني" في تحقيق نقلة نوعية بكيفية استخدام الفضاء الرقمي في المستقبل، معتبراً أنها بداية لتحولات جذرية في مجال حماية المعلومات ومكافحة التلاعب، مما سيسهم في بناء مجتمعات أكثر وعياً وقدرة على التمييز بين الحقيقة والزيف.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: الهجوم الإيراني على إسرائيل رفح أحداث السودان غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الإمارات الذباب الإلکترونی

إقرأ أيضاً:

الإسلاموفوبيا في فرنسا.. الكراهية أداة قتل

أثارت قضية طعن مواطن فرنسي مسلم حتى الموت داخل مسجد في قرية بجنوب فرنسا تساؤلات متعددة حول التوترات الاجتماعية والعنصرية المتزايدة تجاه المسلمين، خاصة وأن الإسلاموفوبيا تعتبر ظاهرة مقلقة في فرنسا، في ظل تاريخ طويل ومعقد من التفاعل بين الهوية الوطنية والثقافة الإسلامية.

وتُظهر هذه الجريمة، التي ندد بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بوضوح تأثيرات الإسلاموفوبيا، التي تخطت خطاب الكراهية والتمييز والتحامل، إلى الاعداءات الجسدية وحتى القتل.

ويرسم هذا الوضع صورة دقيقة عن كيفية تعرض المسلمين في فرنسا لضغوط اجتماعية تجلب معها الخوف والقلق. ويلعب الإعلام دورا في تغذية الإسلاموفوبيا في البلاد حيث يروج بعض الإعلاميين لمصطلحات مثل الإسلاموية والانفصالية والطائفية، وتتناقل هذه المصطلحات الموجة الشعبوية واليمينية المتطرفة التي تتصاعد بشكل لا يقاوم في فرنسا.

وتعتبر فرنسا موطنا لواحدة من أكبر الجاليات الإسلامية في أوروبا كما أن حالات معاداة أو كراهية المسلمين فيها من بين أعلى النسب، فوفقا لبيانات وزارة الداخلية الفرنسية فقد سجل العام 2024 ما مجموعة 173 حادثة معادية للمسلمين، معظمها هجمات ضد الأشخاص، رغم أن النسبة تقل مقارنة بالحوادث المبلغ عنها عام 2023 عندما تم تسجيل 242 حالة عداء للمسلمين.

إعلان

كما أنه منذ عام 2020 تتولى منظمة غير حكومية مقرها بلجيكا، وهي الجماعة المناهضة للإسلاموفوبيا في أوروبا، إصدار تقارير سنوية عن هذا الأمر، ونشرت بالفعل تقريرين أظهرا 527 حادثة معادية للإسلام في عام 2022 كانت 501 منها تتعلق بفرنسا.

مظاهرة في لا غراند كومب بجنوب فرنسا لتكريم أبو بكر الذي قُتل بعشرات الطعنات داخل مسجد (الفرنسية) المسلم مشتبه به

وبسبب الاشتباه الدائم في انتماء المسلمين الفرنسييين أو من ذوي الأصول الشمال أفريقية للإسلاميين المتطرفين فإنهم يلتزمون الصمت خوفا من اتهامهم بالترويج للإرهاب، في حين يختار آخرون مغادرة فرنسا بسبب هذه الأجواء الضارة من نواح عديدة، ولاسيما في شمالي البلاد حيث سبق أن وقعت حوادث اعتداء على مساجد المسلمين.

وتخطى الأمر في فرنسا مسألة إدانة مرتكبي العنف الجهادي أو "الإسلاموية"، التي غالبا ما تكون غامضة في تعريفها، إلى مطاردة المسلمين المرئيين في الفضاء العام، على شكل امرأة ترتدي الحجاب أو رجل ملتح أو حتى مواطن يعبر عن انتقاده لسياسات عامة تتعلق بإدارة الإسلام في فرنسا، أو تفسير مبدأ العلمانية أو الموقف الفرنسي من إسرائيل وفلسطين.

وأصبح التنديد بالإسلاموفوبيا في فرنسا أو مجرد استخدام هذا المصطلح يعرض صاحبه لاتهامات بالإسلاموية أو الانتماء إلى الإخوان المسلمين، أو التواطؤ معهم، وبالتالي أصبح المسلم الذي يرفع صوتا ناقدا أو مخالفا مستبعدا في المجال العام، باسم المحافظة الدينية الحقيقية أو المفترضة، التي تنسب إليه.

متظاهرة يحمل لافتة كتب عليها "الإسلاموفوبيا، المسلمون في خطر" خلال مظاهرة لتكريم المصلي القتيل (الفرنسية)

وصار السياسيون في غالبيتهم الأهم يتجنبون استعمال لفظ "الإسلاموفوبيا" مستبدلين إياها بعبارات أخرى من قبيل "الكراهية ضد المسلمين" أو "العنصرية ضد المسلمين". ويتم تصوير المسلمين أو المتعاطفين معهم في فرنسا اليوم على أنهم أشخاص خطيرون على حرية التعبير؛ لكونهم يرغبون في منع أي نقاش حول دينهم، ولذلك يعتبر الرأي العام السياسي والإعلامي في غالبيته أن "الإسلاموفوبيا" ما هي إلا محاولة لفرض رقابة دينية على الأفكار الحرة.

إعلان

ولا تقتصر الإسلاموفوبيا على فرنسا وحدها، فوفقا لتقرير سابق لوكالة حقوق الإنسان التابعة للاتحاد الأوروبي فإن المسلمين في أوروبا بشكل عام يواجهون "مزيدا من العنصرية والتمييز"، مشيرة إلى "ارتفاع حاد" في الكراهية ضد المسلمين بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وحتى قبل ذلك التاريخ.

فبحسب استطلاع شارك فيه 9600 شخص بين أكتوبر/تشرين الأول 2021 وأكتوبر/تشرين الأول 2022 في 13 دولة من دول الاتحاد الأوروبي، أكد نحو نصف المسلمين بأنهم واجهوا التمييز في حياتهم اليومية، مقارنة بنسبة 39% المسجّلة في الدراسة الأخيرة من هذا النوع التي تعود إلى عام 2016.

صحوة متأخرة

وعودة إلى قضية مقتل المسلم أبو بكر داخل المسجد نجد أن كثيرا من الفرنسيين باتوا يرون أن الجريمة حصلت نتيجة للتعبئة والتحريض المتزايد على الإسلام والمسلمين، وهي تكرار لحوادث أخرى تعرضت فيها مساجد في فرنسا للتدنيس أو الحرق، لذلك نجد أن رئيس حزب لافرانس أنسوميز (فرنسا الأبية) جان لوك ميلانشون وعددا من أعضاء قيادة حزبه قد شاركوا في مظاهرة تندد بالجريمة البشعة، وكذلك فعلت زعيمة حزب الخضر مارين توندولييه.

وكان متظاهرون قد تجمعوا أمس في ساحة الجمهورية بالعاصمة الفرنسية  للتنديد بتنامي ظاهرة كراهية المسلمين في فرنسا. واتهم المتظاهرون السلطات الفرنسية بالتخاذل في محاربة خطاب الكراهية ضد المسلمين، والتقاعس عن اتخاذ التدابير اللازمة لحمايتهم وحراسة أماكن عبادتهم من الاعتداء وتدنيس أماكن عبادتها.

وكذلك، اتهم المتظاهرون أطرافا مؤثرة سياسيا وإعلاميا بإذكاء مشاعر الكراهية والتحريض ضد المسلمين في فرنسا لغايات سياسية وانتخابية، على حد قولهم.

ونستذكر هنا ما قاله البروفيسور جان فرانسوا بايار في مقاله الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية قبل أعوام قليلة بأن الإسلاموفوبيا موجودة بالفعل وترعاها الدولة عندما تقوم شرطتها بالتمييز، غير القانوني فعلا لكنه مضطرد، ضد قسم من الشباب لا لشيء إلا لأنهم ربما يكونون من أصول إسلامية.

إعلان

ويضيف الكاتب أن مثل هذه الدولة  لا يمكن أن تكون "محايدة فيما يخص الأديان" فهي لم تأل جهدا في العقود الأخيرة في الترويج المستمر للمسيحية واليهودية من خلال تطوير ما يسمى بـ"العلمانية الإيجابية" تجاههما، والرغبة في إخضاع الإسلام سياسيًا للسيطرة عليه بحجة تنويره، وفقا للكاتب.

مقالات مشابهة

  • “مركز استهداف التمويل”: جهود فعالة ورائدة في مكافحة جريمة الإرهاب وتمويله
  • رايتس ووتش تدعو العالم للتصدي لمخاطر الروبوتات القاتلة
  • الإسلاموفوبيا في فرنسا.. الكراهية أداة قتل
  • تعرف على حالات الإعفاء الجوازية والوجوبية في قانون مكافحة جرائم تقنية المعلومات
  • رفع التهنئة للقيادة بمناسبة تحقيق الإنجازات.. الفيصل: الرؤية شكّلت نقطة تحول محورية في مسيرة التنمية
  • وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة “اليونيسف”
  • وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة “اليونيسف” بصنعاء
  • وزير الخارجية يلتقي الممثل المقيم لمنظمة اليونيسف بصنعاء
  • ابتعدوا عن الصفحات الوهمية للأسئلة.. نصائح «أمهات مصر» قبل امتحانات الثانوية العامة
  • عقوبة منظمي رحلات الحج والعمرة الوهمية بالقانون